الصواريخ اليمنية في عمق
التحولات الإقليمية

وائل المولى
رغم الضربات الجوية الإسرائيلية المتكررة، ورغم الدعم الأمريكي اللامحدود في البحر الأحمر، لا تزال الصواريخ والطائرات المسيّرة القادمة من اليمن تخترق السماء وتسقط على "اسرائيل"، في مشهد يعكس تحولاً استراتيجياً غير مسبوق في معادلات الردع والصراع الإقليمي.
المعركة تتجاوز غزة: اليمن في قلب الصراع
منذ اندلاع الحرب على غزة، تحولت حركة “أنصار الله” من قوة محلية إلى فاعل إقليمي يملك الإرادة والقدرة على التأثير في خارطة الصراع العربي-الإسرائيلي. عمليات القصف التي تقوم بها انصارالله تمثّل خروجاً جريئاً عن السياقات التقليدية، وتأكيداً أن الجبهة الجنوبية لإسرائيل لم تعد محصورة بسيناء أو غزة، بل باتت مفتوحة على خليج عدن وباب المندب والبحر العربي.
إنها رسالة ذات أبعاد ثلاثية:
1 لإسرائيل: أمنكم البحري والجوي لم يعد مضمونًا.
2 للخليج: إعادة تعريف معادلات الحياد والمواجهة.
3 لأمريكا: الحضور العسكري لم يعد كافيًا لضبط المنطقة.
وتأتي هذه التطورات في لحظة حساسة، حيث تعاني أمريكا وإسرائيل من استنزاف عسكري وسياسي في غزة، ومن تحديات غير تقليدية في البحر الأحمر.
حرب نفسية ومعنوية: “اليمني يضرب والجيش الإسرائيلي يتراجع”
لا يمكن التقليل من الأثر المعنوي لهذه الهجمات:
• صاروخ واحد يخرج مطار بن غوريون عن الخدمة.
• طائرة مسيّرة توقف الملاحة في ميناء أسدود وإيلات (أم الرشراش)
• هجمات نفسية تربك الداخل الإسرائيلي وتكشف هشاشة “الجبهة الداخلية”.
في الخلاصة: اليمن لم يعد على الهامش
لقد خرج اليمن من عزلته الجيوسياسية، ولم يعد مجرد ساحة لحرب أهلية منسية. إنه اليوم جزء من معركة كبرى تعاد فيها صياغة توازنات الشرق الأوسط.
ورغم كل التحديات، تبقى الحقيقة الأوضح:
إسرائيل، ولأول مرة، تتلقى الضربات من عمق اليمن… ولاتستطيع فعل شيء .
بقلم: وائل المولى – كاتب وصحافي
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS