كابول تدعو "طالبان" إلى المصالحة وتحذّرها من عواقب تصعيدها
وكالة القدس للانباء(قدسنا) أكد حمد الله محب، مستشار الرئيس الأفغاني للأمن القومي، لوكالة سبوتنيك الروسية أن كابل عازمة على تشكيل حكومة تضم "طالبان" وجميع "القوى الأخرى".
ورأى مستشار الرئيس الافغاني أن "المشكلة مع هذه الجماعات أنها تتكون من ميليشيات - وهذا وحده يمكن أن يؤدي إلى حرب أهلية. لذلك نأمل أن تعود طالبان إلى طاولة المفاوضات مع جمهورية أفغانستان الإسلامية، ويمكننا التوصل إلى حلّ سلمي حتى نتمكن من إنشاء حكومة تمثيلية تضم طالبان وجميع القوى الأخرى".
ووصف محب الوضع في شمال البلاد بعد سيطرة "طالبان" على عدة مناطق هناك بالخطير، مشيرا إلى أن القوات الحكومية تستعد لشن هجوم مضاد.
وحذّر مستشار الرئيس الأفغاني لشؤون الأمن القومي "طالبان" من عواقب "وخيمة" إذا استمرت في اعتقادها أنها تستطيع فرض سيطرتها بالقوة على مناطق البلاد، مشددا في الوقت نفسه على الأمل في "ألا يكون هذا هو المسار الذي سيسلكونه. أتمنى أن يسلكوا طريق السلام والمصالحة".
كما نفى مستشار الرئيس الأفغاني للأمن القومي حمد الله محب معلومات عن مفاوضات مع روسيا بشأن إمداد البلاد بالأسلحة.
ونقلت وكالة "سبوتنيك" عن محب قوله في رد على سؤال بهذا الخصوص: "لا، نحن لم نتحدث عن دعم عسكري بهذا المعنى".
وأشار مستشار الرئيس الافغاني لشؤون الأمن القومي إلى أن "مشاوراتنا تدور حول تقريب مواقفنا والتوصل إلى فهم مشترك للتهديدات التي تواجه أفغانستان والمنطقة بأسرها"، مضيفا قوله نحن نتحدث عن تبادل المعلومات والاستخدام المشترك للقدرات التقنية.
وكانت وزارة الخارجية الأفغانية قد ذكرت في وقت سابق، أن أفغانستان تشيد بحسن نية روسيا الاتحادية للتوصل إلى حلّ سلمي للأزمة الأفغانية من خلال مفاوضات سلام بناءة ووقف شامل لإطلاق النار.
ولفتت الخارجية الأفغانية إلى أن حكومة البلاد على الرغم من أنها ليست طرفا مباشرا في اتفاقية الدوحة للسلام، لكنها أوفت بجميع الالتزامات، بما في ذلك إطلاق سراح أكثر من 6000 من سجناء "طالبان".
وصرح دميتري بيسكوف المتحدث باسم الرئيس الروسي، بأن مسألة إدخال قوات روسية إلى أفغانستان غير مطروحة للنقاش، ولا تجري بهذا الشأن أي مناقشات لا مع الحكومة ولا مع "طالبان".
وقال بيسكوف ردا على سؤال عما إذا كان يعد أم لا خيار إرسال قوات روسية إلى أفغانستان، وهل تجري مثل هذه المناقشات مع سلطات هذا البلد أو مع طالبان: "لا، لا تجري أي مناقشات بهذا الشأن".
وعما إذا كانت روسيا تخطط لإرسال قوات إضافية إلى طاجيكستان على الحدود مع أفغانستان، قال المتحدث الرئاسي الروسي: "عن القوات الإضافية لا أستطيع أن أقول لكم. بالطبع، حسب تطور الوضع، ونحن نرى للأسف أنه لا يتطور بالشكل الأفضل، وبالتالي فإن حراس حدودنا العسكريين سيتخذون القرارات الضرورية".
وقيّم بيسكوف الوضع في أفغانستان بقوله: بشكل عام، نحن تحدثنا مرارا وكررنا، أن الوضع في هذا البلد، بعد انسحاب الأمريكيين وحلفائهم من أفغانستان، يعد بالطبع مصدر قلقنا الشديد. نحن نراقب باهتمام بالغ ونرصد للأسف حدوث زعزعة للاستقرار.
وأعلن حمد الله محب، مستشار الرئيس الأفغاني للأمن القومي، أن القوات الحكومية الأفغانية تخطط لشن هجوم مضاد في المناطق الشمالية التي سيطرت عليها حركة "طالبان".
وقال محب في تصريح لوكالة "نوفوستي": "بالتأكيد، بالتأكيد، صحيح تماما. قررت طالبان استغلال الفراغ الناجم عن انسحاب القوات الأمريكية والأجنبية وبدأت الهجوم من دون إنذار. لقد تفاجأت قوات الأمن الأفغانية لأننا، كما قلت، انتظرنا السلام وليس الحرب".
وشدد على أن "شعب أفغانستان يريد أن يكون حرا"، وهو يريد أن يرى "طالبان" ضمن الحكومة، "ليكون لهم ممثلين هناك، لكن الأفغان لا يريدون لحركة طالبان أن تحكم كل أفغانستان وتملي كيف يجب أن يعيش الشعب الأفغاني".
وكانت المبعوثة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة، ورئيسة بعثة الأمم المتحدة لمساعدة أفغانستان ديبورا ليونز، قد صرحت في وقت سابق بأن حركة "طالبان" استولت منذ بداية مايو على 50 منطقة من أصل 370 في أفغانستان، بالتزامن مع مغادرة القوات الأمريكية وحلف شمال الأطلسي للبلاد.
وتتزايد حالة عدم الاستقرار في أفغانستان على خلفية وعود الإدارة الأمريكية باستكمال انسحاب قواتها من الأراضي الأفغانية بالتنسيق الكامل مع الحلفاء بحلول 11 سبتمبر.
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS