من سواحل البحر الأحمر إلى أعالي الجبال..
اليمن يشهد حراكًا تعبويًا لنصرة فلسطين ومواجهة التآمر الصهيوأمريكي
في يوم تعبوي لافت، شهدت أربع محافظات يمنية حراكًا واسعًا ومتنوعًا، حمل رسائل موحّدة تؤكد جهوزية الشعب اليمني رسميًا وشعبيًا لخوض معركة الدفاع عن اليمن وفلسطين، والتصدي للمخططات الصهيوأمريكية المتصاعدة.
وتصدّرت القبائل هذا المشهد بزخم كبير، فيما انعكس حضور الحديدة التي باتت في واجهة العالم كـ"ساحلٍ مقاتل من أجل غزة"، بفعل العمليات البحرية اليمنية التي فرضت حصارًا خانقًا على العدو الصهيوني، ورسّخت معادلات ردع جديدة في البحر الأحمر.
الحديدة تعلن الجهوزية من السواحل التي غيّرت معادلات البحر:
واحتشدت قبائل المديريات الشمالية بالحديدة في لقاء مسلح كبير بمدينة الزيدية، أكدت خلاله أن أبناء الساحل "جاهزون لخوض البحر كما البر" دفاعًا عن اليمن وفلسطين، مشيرةً إلى أن سواحل الحديدة تحولت إلى "أيقونة عالمية" بفعل العمليات البحرية اليمنية التي حاصرت العدو وشلّت موانئه، ولم تعد مجرد جغرافيا ساحلية.
وخلال اللقاء، شدد المشاركون على "الجهوزية القتالية العالية لمواجهة أي عدوان أو تصعيد من قبل العدو الأمريكي الصهيوني وأدواته"، مؤكدين استعدادهم لتنفيذ أي خيارات يتخذها قائد الثورة.
وجددوا تمسكهم بالموقف المناصر لغزة، محذرين "الخونة والمنافقين الذين يتماهون مع مشاريع العدو"، ومؤكدين أن الشعب اليمني في حالة استنفار دائم للدفاع عن أمن واستقرار البلاد.
وأشاد محافظ الحديدة عبدالله عطيفي بـ"حضور أبناء تهامة وتلاحمهم"، معتبرًا أن زخم هذا الحراك يعكس جاهزية أبناء الساحل الذين يخوضون معركة البحر بثبات، ويجسدون حضور اليمن الفاعل في نصرة القضايا العادلة للأمة.
عمران: نكف قبلي يرفع منسوب الاستعداد الشعبي:
وفي محافظة عمران، أعلنت قبائل حبور ظليمة النفير العام والجهوزية الكاملة، مؤكدين "الموقف الجهادي الثابت في مناصرة الشعب الفلسطيني"، ومعلنين تفويضهم الكامل للسيد القائد في اتخاذ ما يراه مناسبًا لمواجهة أي عدوان.
وفي لقاء حاشد مدجج بكل الأسلحة، أدان أبناء قبلية حبور ظليمة "قرار مجلس الإجرام الأمريكي باحتلال غزة بقوات دولية"، واستنكروا استمرار النظام السعودي في ضخ الأموال لدعم الحروب على الأمة.
وأكد اللقاء القبلي أن قبائل حبور ظليمة "جاهزة للدفاع عن اليمن وردع أي تصعيد"، وأنها ستكون في مقدمة الصفوف إذا ما أقدم العدو على أي خطوة عدائية.
إب: عرض شعبي مسلح يؤكد جاهزية المجتمع اليمني بكامل أطيافه
وفي محافظة إب، شهدت مديرية جبلة عرضًا شعبيًا مسلحًا لقوات التعبئة العامة، عكس حشدًا يعبر عن استعداد أبناء المحافظة للمرحلة المقبلة.
وأكد أمين عام المجلس المحلي أمين الورافي أن "أحرار اليمن في أعلى مستويات الجهوزية"، وأن الإقبال الواسع على دورات التعبئة والأنشطة القتالية يعبر عن مجتمع واعٍ يقف صفًا واحدًا خلف القيادة في نصرة غزة.
من جهته، أكد مدير مديرية جبلة سلطان الشاجع أن قوات التعبئة في المديرية "في أعلى درجات الاستعداد"، مجددًا التفويض الكامل للقيادة الثورية، وداعيًا إلى مواصلة الأنشطة التعبوية وتعزيز اليقظة الأمنية.
ذمار: حضور رسمي وشعبي يرفع منسوب الوعي والجاهزية
وفي محافظة ذمار، شهدت عدة قطاعات تعليمية وأمنية ومهنية وقفات واسعة، إلى جانب وقفتين قبليتين مسلحتين في السكنية العليا وروما.
ونددت الوقفات باستمرار الجرائم الصهيونية في فلسطين ولبنان وسوريا، والدعم الأمريكي اللامحدود للعدو.
ورحب المشاركون بالإنجاز الأمني المتمثل في القبض على شبكة التجسس الأمريكية الإسرائيلية السعودية، محذرين كل الخونة من مغبة التورط في خدمة العدو، وداعين إلى دعم القوة الصاروخية والجوية والبحرية.
رسائل موحدة صادرة عن بيانات الحراك الشامل
وصدر عن هذه اللقاءات القبلية والعروض الشعبية والوقفات المتنوعة بيانات أكدت في مجملها أن اليمن ثابت في موقفه الديني والإنساني في مناصرة الشعب الفلسطيني والمقاومة في غزة ولبنان، وراسخ في موقفه الوطني للدفاع عن البلاد وسيادتها ومقدراتها.
ونوهت البيانات إلى أن الجهوزية الشعبية والقبلية والرسمية في أعلى مستوياتها، مع استعداد كامل لخوض أي مواجهة مع العدو الأمريكي الصهيوني وأدواته.
وجددت الدعم المطلق والتفويض الشامل للسيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي في اتخاذ ما يلزم لحماية اليمن وصون سيادته وردع أي تصعيد، وكذا التسليم لكل الخيارات التي يطلقها دفاعًا عن قضايا الأمة وفي مقدمتها فلسطين.
وحملت البيانات إدانات واسعة لقرار مجلس الأمن المتعلق بغزة، واعتباره غطاءً جديدًا لشرعنة الاحتلال.
وحذرت كل الأنظمة العميلة وفي مقدمتها النظامان السعودي والإماراتي من المساس بأمن اليمن.
وشددت على ضرورة استمرار أنشطة التعبئة، ودعم القوة الصاروخية والجوية والبحرية، ورفع مستوى اليقظة الأمنية.
وبهذه المعطيات، الموازية لتصاعد العدوان الصهيوني وامتداد جرائمه في غزة ولبنان وسوريا، وتجلي التآمر على اليمن، فإن هذا الحراك الشعبي والرسمي الواسع في الحديدة وعمران وإب وذمار يكشف عن يمنٍ موحد في الموقف، متماسك في الصف، وراسخ في الوعي. يمنٌ يعتبر أن معركة الأمة مع العدو الصهيوني والأمريكي معركة وجود، وأن ساحله، وجباله، ووديانه، ورجاله، باتوا جميعًا في حالة استعداد لخوض أي جولة قادمة.
كما أن الحراك المتواصل، سيما بتنوعه الشامل هذا اليوم، يعتبر إعلانًا جديدًا بأن اليمن حاضر في معادلة الردع الإقليمي، وأن موقفه من فلسطين سيظل التزامًا تاريخيًا لا يتغير ما دام الكيان الصهيوني والعدو الأمريكي موجودَين في المنطقة.
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS