أمام المؤتمر القومي العربي في لبنان..
السيد عبد الملك الحوثي يُبرز دور اليمن بجبهات الإسناد ودعم غزة
أكد قائد حركة انصارالله السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي مساهمة اليمن بوضوح في دعم غزة ومواجهة العدوان الصهيوني الإجرامي على مدى عامين، وذلك عبر عمليات عسكرية تضمنت إطلاق صواريخ باليستية ومجنحة وطائرات مسيرة، واستهدافات بحرية لمئات السفن، ما أجبر العدو على إغلاق موانئ ورفع كلفة اقتصادية وعسكرية باهظة على محاولاته العدوانية.
جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها اليوم الجمعة أمام المشاركين في أعمال الدورة الرابعة والثلاثين للمؤتمر القومي العربي في بيروت، بمشاركة أكثر من 250 شخصية عربية وإسلامية.
وأوضح أن انعقاد المؤتمر في هذا التوقيت الحساس يشكل فرصة لبلورة استجابات واسعة على كل المستويات لمواجهة المخططات التي تستهدف الأمة، محذراً من غفلة بعض الأطراف داخل الأمة أو تبنيهم لإملاءات تسعى إلى تجريد الشعوب من وسائل قوتها وحماية سيادتها وكرامتها.
وأشار إلى أن العدو الصهيوني، بشراكة أمريكية، يهدف إلى فرض معادلة الاستباحة وفرض إملاءاته عبر محاولات نزع السلاح والمقدرات من الدول والشعوب، مستعرضاً خطورة مثل هذه السياسات على مستقبل الحرية والاستقلال والقيم الوطنية للأمة.
ووصف الجرائم المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني في غزة بأنها إبادة جماعية تجاوزت كل القيم الإنسانية، موضحاً ممارسات وحشية استهدفت المدنيين والأطفال والمرضى والمسنين، محمّلاً العدو الصهيوني المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم، واضعاً تجربتي غزة ولبنان كمثال على قدرة المقاومة والصمود في فرض معادلات ردع حقيقية.
وعرض السيد القائد أرقاماً واستعراضاً لأنشطة اليمن الداعمة والمساندة لغزة، مشيراً إلى تنفيذ عمليات بحرية وبرية وجوية مؤثرة فرضت كلفة على العدو وعلى القوى الداعمة له، مؤكداً سقوط مئات الشهداء والجرحى من أبناء اليمن في مواجهة العدوان، بما في ذلك استشهاد مسؤولين عسكريين ومدنيين قدموا تضحيات بارزة.
وتناول أنشطة التعبئة الشعبية الواسعة في اليمن، التي شملت مسيرات مليونية أسبوعية ومؤتمرات واجتماعات طلابية وجامعية، وأنشطة نسوية ورجالية، ومناورات وتدريبات، مؤكداً أن هذه الوقفات والتحركات الشعبية شكّلت دعامة جوهرية لمتانة الموقف الوطني في مواجهة الحصار والعدوان.
وكشف السيد القائد عن حجم العمليات العسكرية اليمنية المخصصة لإسناد غزة على مدى العامين الماضيين، مؤكداً أن الدور اليمني كان حضوراً مميزاً وكبيراً، حيث بلغ إجمالي العمليات العسكرية لإسناد غزة 1,830 عملية، شملت صواريخ باليستية ومجنحة وطائرات مسيرة وزوارق حربية، كما تم استهداف 228 سفينة تابعة للأعداء في العمليات البحرية، مما أجبر العدو على إغلاق ميناء أم الرشراش (إيلات) لمدة عامين.
وأشار إلى إسقاط 22 طائرة أمريكية من طراز MQ-9، مؤكداً أن ذلك كان له أهمية في إفشال الخطة العسكرية الأمريكية لتدمير القدرات اليمنية، كما أشار إلى مواجهة خمس حاملات طائرات أمريكية وأساطيلها الحربية، والتي "أجبرت على المغادرة" من مسرح العمليات، مع اعتراف أمريكي بـ "نجاعة التكتيك اليمني".
وأكد أن اليمن تعرض لقرابة 3,000 غارة أمريكية صهيونية، وقدم مئات الشهداء والجرحى، ومن ضمنهم قيادات رفيعة المستوى (رئيس الوزراء ورفاقه ورئيس الأركان).
وشدد على استمرار المسيرات المليونية الأسبوعية بزخم هائل وغير مسبوق، إضافة إلى أكثر من نصف مليون فعالية أخرى، حيث بلغت مخرجات أنشطة التعبئة مليون و113 ألف متدرب تدريباً عسكرياً.
وحذر من المحاولات الإعلامية لتشويه الدور الإيراني الداعم للقضايا العربية، مؤكداً أن الصراع ليس صراعاً إيرانياً صهيونياً، بل إن الدور الإيراني هو دعم للعرب، مبيناً أن ثمرة الصمود في غزة وجبهات الإسناد، والصحوة العالمية، هي أهم العوامل الضاغطة على العدو الصهيوني لإعلان وقف العدوان، مؤكداً ضرورة الاحتفاظ بعناصر القوة لمواجهة محاولات العدو للالتفاف والنكث.
ونبه إلى محاولات قوى إقليمية ودولية لتشويه دور الدعم الإيراني ونسبته لأهداف لا علاقة للعرب بها، مؤكداً أن الدعم المقدم لبعض الدول الإقليمية هو في خدمة المقاومة والقضايا العربية، وليس ساحة صراع طائفي أو إقليمي يخدم مشاريع الهيمنة.
ودعا إلى الاستمرار في تعزيز عناصر القوة وصون المكتسبات، وحثّ القادة والنخب والفعاليات الشعبية على مواصلة العمل لمواجهة محاولات الالتفاف على نتائج الصمود، متمنياً الفرج والنصر للأمة، ومؤكداً أن وحدة الصف واستنهاض الطاقات على كل المستويات هما الطريق لمواجهة المخاطر.
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS