الثلثاء 13 جمادي الاولي 1447 
qodsna.ir qodsna.ir

العميد نائيني: حرب الـ ١٢ يوما أثبتت بأنه لا يمكن الوثوق بأمريكا أبدا

أكّد المتحدث باسم حرس الثورة الاسلامية أن حرب الـ 12 يوما ضد ايران أظهرت أن صناع القرار الأمريكيين غير جديرين بالثقة، وأن الشعب الإيراني كان واعيا بالموقف وتضامن بحيث أصبح درعا فولاذيا.

وقال العميد علي‌ محمد نائيني، المتحدث باسم حرس الثورة الإسلامية، أمام المشاركين في مسيرات اليوم الوطني لمقارعة الاستكبار العالمي في كرج، معربا عن شكره لحضور أبناء محافظة ألبرز المؤمنين والثوريين في المسيرة الوطنية ليوم الله الثالث عشر من آبان: إنّ هذه المسيرة هي الأولى بعد الحرب المفروضة التي استمرت 12 يوما، وقد عرضت مرة أخرى التزام الشعب بشعارات الثورة وروح مناهضة الاستكبار ووحدة الإيرانيين أمام وسائل الإعلام العالمية.

ونعى في كلمته ذكرى شهادة السيدة فاطمة الزهراء (سلام الله عليها)، مشيرا إلى أن 13 آبان ليس مجرد استذكار لذكرى ماضية أو إعادة قراءة حدث تاريخي بسيط، ولا تسمية هذا اليوم «اليوم الوطني لمقارعة الاستكبار» عمل رمزي بحت.

وأشار العميد نائيني إلى ثلاثة أحداث فاصلة وقعت في 13 آبان، قائلاً إنّ هذا اليوم يذكّر بنفي الإمام الخميني (رض) عام 1964 بأمر من أمريكا، ومجزرة التلاميذ والطلاب في جامعة طهران عام 1978، والاستيلاء على «وكر التجسس الأمريكي» عام 1979، مشددًا على أن الثلاثة يشتركون في هوية واحدة؛ فالأول كان مُنطلق الثورة، والثاني مُسرّعا لها، والثالث مُكمّلًا لها.

الاستيلاء على سفارة أمريكا: الثورة الثانية والأعظم

وأضاف أن الاستيلاء على سفارة أمريكا كان فعلًا عفويا محسوبا ودفاعيا واستباقيا لقطع تدخلات أمريكا، وأن هذا الفعل استند إلى تقييمات استخباراتية دقيقة وفهم عميق لمخططات أمريكا ضد إيران، ومثّل اختيارا استراتيجيا بين طريق المقاومة والعزّة والاستقلال، وبين طريق المهادنة والاستسلام.

ونوّه المتحدث إلى أن بعض الأطراف، بدوافع مختلفة، قد صوروا احتلال السفارة كخطأ وبداية متاعب للجمهورية الإسلامية، إلا أن الإمام الخميني (ره) أيد هذا العمل الصادر عن طلاب خط الإمام تأييدا صريحا وقاطعا، ووصفه بأنه «ثورة ثانية وأكبر من الثورة الأولى».

معرفة أمريكا الحقيقية؛ من الانقلابات إلى حرب الـ12 يوما

قال نائيني إن عداء أمريكا للشعب الإيراني ليس سوء فهما تاريخيا أو سياسة مرحلية، بل هو عداء جوهري؛ فالثورة الإسلامية تهدّد مصالحها في غرب آسيا. وأضاف أن التاريخ المعاصر لإيران يحفل بقائمة طويلة من عداوات أمريكا ومؤامراتها وتدخلاتها، مبينا أن المواجهة مع إيران بدأت منذ انقلاب 1953وتصاعدت بعد انتصار الثورة ولا تزال مستمرة حتى اليوم.

وذكر نائيني أن خبرة أمريكا تُقرأ من خلال انقلاباتها في إيران وهايتي والكونغو وغواتيمالا وتشيلي والبرازيل وفنزويلا، وعن طريق زعزعة استقرار الدول، وإثارة صراعات دامية في العالم الإسلامي، وتصميم «الثورات الملونة»، ودعم أنظمة استبدادية، وشن حروب في أفغانستان والعراق واليمن وليبيا وشرق المتوسط، وظاهرة الإرهاب التكفيري و"داعش"، والدعم المطلق للكيان الصهيوني «قاتل الأطفال»، وقصف فلسطين ولبنان والعراق واليمن وإيران، والغدر، والخداع، والنكث بالعهود، وجرائم إبادة ضد السود والسكان الأصليين.

هزائم متتالية لأمريكا أمام الأمة الإيرانية

أضاف المتحدث أن النظام السياسي الأمريكي استعمل كل ما في وسعه ضد الأمة الإيرانية، لكن صفحات تاريخ الأربعين وسبعٍ وأربعين عاما أمتلأت بهزائم فادحة لأمريكا وانتصارات للشعب الإيراني. وقال إن التجارب التاريخية من انقلاب 1953 إلى حرب الـ12 يومًا تحولت إلى قاعدة بيِّنة لعدم الثقة الهيكلية بأمريكا، وأن طلاب الجامعة من خلال اقتحام السفارة أبدوا احتجاجهم على إيواء الشاه والمصادرة ونهب ثروات إيران وتحويل السفارة إلى مركز مؤامرات وانقلابات.

وثائق سفارة أمريكا وكشف مؤامراتها

ذكر العميد نائيني أن مطالبة الطلاب كانت إعادة الشاه المخلوع والعودة إلى الأموال المنهوبة، وهو مطلب شمل غالبية الشعب الإيراني باستثناء «الليبراليين الأمريكيين»، وأن الإمام والشعب دعما ذلك. وأضاف أن اقتحام السفارة كشف أنّها كانت بمثابة قاعدة لجمع معلومات وكالة الاستخبارات الأمريكية «سي آي إيه»، وغرفة حرب ومركز تخطيط مؤامرات ضد الثورة، وأن عدم اقتحامها كان سيتيح للأمريكيين تغيير مسار الثورة.

وأشار إلى أن الوثائق المكتشفة بيّنت أن كثيرا من أعضاء السفارة كانوا عملاء لوكالة الاستخبارات، وأن الحكومة الأمريكية قبل الاقتحام نفّذت أعمالا عدائية مثل دعم عناصر ضد الثورة، والتخطيط لانقلاب، وحجز الأموال، وإلغاء عقود التسليح.

حرب الـ12 يومًا؛ مشروع أمريكي بتمويلٍ صهيوني

أوضح نائيني أن أمريكا بعد اقتحام السفارة وسّعت تهديداتها العسكرية والسياسية والأمنية والاقتصادية على مدى 46 سنة، وأن دورها كان واضحا في أحداث فتنة 2009 وفرض عقوبات مشلّة منذ ذلك العام، واغتيال العلماء، وفتنة 2022، وخيانات في المفاوضات، وفرض حرب الـ12 يومًا.

وقال إن اقتحام السفارة قطع يد أمريكا، وكشف شبكات التجسس، وسقطت هالة أمريكا الوهمية، وسرّع تصدير الفكر الثوري عالميا. وعن حرب الـ12 يوما أضاف أنها كانت مشروعا أمريكيا بتمويل ورعاية واشراف أمريكي، وتنفيذه من قبل الكيان الصهيوني، وأن إيران وقفت وحدها أمام كامل حلف الناتو وقيادة القوات الأمريكية الوسطية «سنتكوم»، وأن العدو تكبّد هزيمة كبيرة.

تحذير قائد الثورة؛ «الموت لأمريكا» إلى الأبد

أشار المتحدث إلى أن وثائق سفارة أمريكا برهنت أن السفارة كانت أكثر من مجرد بعثة دبلوماسية؛ بل كانت محطة تنفيذية للمخابرات ومهمةً عملياتية، وأن الدبلوماسية بالنسبة لأمريكا كانت ستارة للتغلغل والانقلاب. ونقل عن قائد الثورة تأكيده أنه ما دام النظام الأمريكي يمارس الشر والتدخل والخباثة، فلن تزول كلمة «الموت لأمريكا» من أفواه الإيرانيين، مؤكدا مطالبة القائد المتكررة بعدم الثقة بالوعود والكلمات والابتسامات والتواقيع الأمريكية.

تضامن الشعب في حرب الـ12 يومًا واستراتيجية العدو ما بعد الحرب

كرر العميد نائيني أن حرب الـ12 يوما بيّنت أن صناع القرار الأمريكيين غير جديرين بالثقة، وأن الشعب الإيراني كان واعيا وبالتضامن تشكّل درعا فولاذيا. وأضاف أن تركيز العدو في مرحلة ما بعد الحرب يهدف إلى تفكيك التماسك الوطني، وأن استراتيجية العدو تقوم على صناعة رواية زائفة عن نصر سابق وإنتاج مخاوف من حرب قادمة، مستهدفة الاقتصاد والاستقرار السياسي والنفسي للمجتمع لإحلال قلق ويأس في إيران.

إيران القوية؛ الطريق الوحيد لنهضة البلد

قال نائيني إن اليوم البلد آمن أكثر، والاستعدادات العسكرية أقوى، والردع في ازدياد، وأن نقاط ضعف العدو ظهرت بوضوح، ونحن مستعدون لهزائم أشد. وبيّن أن التمكّن يعني الاعتماد على الإنتاج المحلي والمعرفة الوطنية والإدارة الذكية للموارد؛ إذ إنّ تقوية البلاد هي دواء التقدّم، وأول عناصرها الاستقلال والاعتماد على القدرات الداخلية.

وشدّد على أن القوة تعني الاعتماد على الإنتاج الداخلي، وعلى العلم المحلي وإدماج العلم في التكنولوجيا والصناعة مما يفضي إلى قوة اقتصادية وسياسية وعسكرية. وأن الاقتصاد القوي هو عمود الاستقلال والرفاه.

ونقل نائيني عن قائد الثورة أن «القوة» هي حركة جماعية للشعب والنخب والمديرين ورجال الأعمال، تؤدي إلى الأمن والعدالة والرفاه والردع، ومن الضروري أن يتجمّع الأذكياء والمخلصون لتحديد سبل تقوية البلاد ومتابعة تنفيذها؛ فليس هنالك طريق آخر، وحين يرى الخصم إيران قوية فلن يجرؤ على التهديد.


| رمز الموضوع: 410306







المستعمل تعليقات

الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
  1. الرئيس الإيراني: إذا ارتكب العدو أي خطأ سيتلقى ردا سريعا ومؤلما
  2. شهيدان برصاص الاحتلال في نابلس والخليل.. واقتحامات مستمرة في الضفة الغربية
  3. متحدث الحرس الثوري: لم نتفاجأ بالعدوان الاسرائيلي وحققنا نصرا مطلقا
  4. دراسة تحذر: "إسرائيل" قد تجد نفسها بلا كهرباء في مواقع حيوية خلال الحروب
  5. في ذكرى "وعد بلفور".. الفصائل الفلسطينية تؤكد تمسكها بالمقاومة حتى تحرير الأرض
  6. السفير اليمني في طهرا لـ«قدسنا»: يد اليمن على الزناد دائمًا وجاهزون لخوض معركة جديدة ضد الكيان الصهيوني
  7. لاريجاني: لا نقول إننا لن نتفاوض لكن يجب أن تكون المفاوضات حقيقية
  8. مقررة اممية: هجوم إسرائيل واميركا على إيران انتهاك واضح لميثاق الأمم المتحدة
  9. ولايتي: ترامب لا يسعى للسلام في غزة بل يطارد أموال الدول الإسلامية
  10. الشيخ قاسم: على الحكومة دعم الجيش في التصدي.. وأي اتفاق جديد يعني تبرئة الاحتلال
  11. لبنان: شهيد في غارة اسرائيلية استهدفت دراجة نارية في النبطية جنوبيّ البلاد
  12. الإعلام الحكومي : ارتفاع عدد الشهداء الصحفيين لـ 256 بعد ارتقاء الصحفي المنيراوي
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)