الخميس 1 جمادي الاولي 1447 
qodsna.ir qodsna.ir
إلي الصحفيين ووالنشطاء العاملين في وسائل الاعلام..

لاتنخدعوا بشعارات السلام في غزة، ولابمسرحية ترامب ومغرياته الدولية الزائفة

خطة «السلام» المزعومة تتجاهل القضايا والجذور الأساسية للأزمة، لا سيما حقوق الفلسطينيين. علينا أن نقاوم بحزم أي محاولة لتطبيع الظلم تحت راية «السلام» الزائفة.

وكالة القدس للأنباء (قدسنا) مرّت سنتان على الحرب غير المتكافئة التي شنّها الكيان الصهيوني ضد شعب غزة الأعزل؛ وإنه شعبٌ مقاوم لا يستسلم. نحن الآن في أخطر محطات التاريخ، ووسائل الإعلام الكبرى الخاضعة لنفوذ الصهاينة والولايات المتحدة تسعى إلى تشتيت الرأي العام عن جرائم المحتلين في غزة، ودفعه نحو تقبّل ما يُسمّى «خطة سلام» ترامب، ونزع سلاح حماس والمقاومة، والتضخيم بشأن إرسال المساعدات الإنسانية إلى المنطقة المحاصرة وإعادة إعمارها، مع التقليل من شأن الانتصار الكبير الذي حققته المقاومة وشعب غزة.

 

قدّم دونالد ترامب — بصخبه الإعلامي المعتاد — مشروعاً من 21 بنداً وصفه بأنه «الحل النهائي» لغزة. لكن هذا المشروع، مع أنه يُطرح على أنه خارطة سلام، فهو في حقيقة الأمر تكتيك سياسي لتجميل صورة ترامب باعتباره مُنقِذاً للمنطقة. خطة «السلام» المزعومة تتجاهل القضايا والجذور الأساسية للأزمة، لا سيما حقوق الفلسطينيين. إنها لا تؤسس لسلام دائم، بل تخدم مصالح ترامب والكيان الصهيوني في المقام الأول.

 

خلال سنتي الحرب على غزة قدّمت الولايات المتحدة أكثر من 21 مليار دولار كمساعدات عسكرية للاحتلال. وترامب نفسه أقرّ بذلك مرات عدة؛ ما يفضح الوجه الحقيقي لأمريكا كطرف رئيسي في العدوان، لا كوسيط نزيه.

 

وبناءً على ما سبق، ينبغي الانتباه إلى ما يلي بخصوص التطورات في فلسطين وغزة

 

1. لا تنخدعوا بمصطلح «سلام» الذي يروّج له ترامب. خطة السلام المزعومة تمثّل عرضاً مُضلِّلاً للرأي العام. على الشعوب والرأي العام العالمي توخّي الحذر من شعارات ومشروعات «السلام» التي يطلقها ترامب، خصوصاً حين تتعلّق بأزمات الشرق الأوسط.

 

2. في خطاب ترامب، لا يعني لفظ «سلام» العدالة، بل هو في كثير من الأحيان خطة خداع لأهداف سياسية.

 

3. السلام بلا عدالة هو وهم. أي اتفاق يتجاهل جذور الأزمة، ولا يحترم حقوق الشعب الفلسطيني وحقه في التحرر من الاحتلال، لا يمكن أن يسمى سلاماً. السلام الحقيقي يتحقّق فقط بإنهاء الاحتلال، وبمشاركة حرة لكافة الأطراف الفلسطينية في تحديد مستقبلهم.

 

4. هذه المشاريع غالباً ما تهدف إلى إحداث «وقفٍ مؤقّت لإطلاق النار» وتبادلٍ لرهائن، وليس إلى وضع حدّ حقيقي لنزيف الدم. الهدف من وراء هذه المناورات ليس إنهاء المجازر، بل تحقيق مكاسب سياسية على حساب كرامة وحقوق الشعوب المضطَهدة.

 

5. خطة «السلام» التي يروّج لها ترامب تُشكّل ستاراً للتفرقة والاضطهاد ضد الفلسطينيين، وتغفل جوهر القضية: حرية واستقلال كاملَي الأرض الفلسطينية. فهي لا تقدّم ضمانات لتأسيس دولة فلسطينية مستقلة ولا لإنهاء الاحتلال.

 

6. إنهاء الأزمة يحتاج إلى تغيير جذري. السلام الحقيقي والدائم لا يتأتى إلا بإيقاف الاحتلال كاملاً، واستعادة الأراضي الفلسطينية، وتأسيس عدالة حقيقية واحترام حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم.

 

7. المعتدون والمجرمون، عبر فيضٍ من الأخبار المروّجة على منصات إعلامية خاضعة لسيطرتهم، يحاولون إيهام الجمهور بأنّ الحرب انتهت؛ بينما غزة لا تزال محاصرة، ومدنها مغطاة بالأنقاض، وسكانها يعانون نقص الغذاء والمياه والدواء.

 

8. صمود غزة المستمرّ لمدة عامين — سواء من قِبل المقاومة أو الشعب — والذي يسجّل صفحة استثنائية في التاريخ، كان العامل الرئيس الذي دفع ترامب للتدخّل سعياً لإنهاء الحرب وفرض وقفٍ مؤقت لإطلاق النار لإنقاذ نتنياهو سياسياً. هذا الاتفاق في المظهر الأوّل هو فرصة لتبييض سجلّ الاحتلال والاصطفاف أمام تهمّ الجرائم والضغط الدولي المتزايد، ومنحه «انتصاراً سياسياً» لم يستطع نتنياهو تحقيقه بالقوة العسكرية خلال سنتي الحصار والدمار والجوع.

 

9. الكيان الصهيوني لا يزال يواصل جرائمه في أرجاء فلسطين المحتلة، بما في ذلك الضفة الغربية، حيث تتكرّر الاعتداءات على المواطنين الفلسطينيين، وتهديد المقدسات والمساجد، والهجوم على البساتين والمزارع، وهدم المنازل واعتقال الشباب والأطفال.

 

10. إلى جانب مرارة الحرب وأهوالها، أثبت صمود وغلبة الشعب الفلسطيني وصموده في غزة للعالم حقيقة موقفهم. ازداد كمّ الكراهية العالمية تجاه الصهاينة، وشهدت معظم دول العالم تظاهرات واسعة مؤيدة لغزة.

 

11. لولا جهود وشجاعة الإعلاميين والصحفيين الفلسطينيين ومن ثم دعم وسائل إعلام محور المقاومة ووسائل الإعلام الواعية حول العالم، لما شهدنا هذه الموجة العالمية من التضامن مع غزة. هذه المرّة الأولى التي ينجح فيها «حلف الحق» في معركة السرد مقابل حلف الباطل والاستكبار. وتجدر الإشارة إلى استشهاد 255 صحفياً فلسطينياً في غزة — رحمهم الله وستبقى ذِكراهم خالدة.

 

خلاصة القول

إذا كان العالم جاداً في السعي إلى سلام حقيقي في غزة، فيجب أن يكون واضحاً أن السلام لن يتحقّق إلا بإنهاء الاحتلال، وإشراك كل التيارات الفلسطينية في رسم مستقبلهم بحرية. خطة ترامب المزعومة للسلام تمثّل ستاراً للتفرقة والظلم ولإهمال القضية الأساسية: تحرير كامل التراب الفلسطيني. لا تسمحوا لأنفسكم أن تغوصوا في مكائد «السلام المزيّف» التي تحرف الضحايا عن مسار نيل حقوقهم وعدالتهم. علينا أن نقاوم بحزم أي محاولة لتطبيع الظلم تحت راية «السلام» الزائفة. يجب أن يظلّ تركيز العالم منصبّاً على فلسطين، وعلى أن يستمرّ الناس حول العالم في نصرة الفلسطينيين.

 

قريباً، سيشهد العالم مزيداً من الانقسامات والمشكلات داخل صفوف الصهاينة، وهذه الخدع لن تفلح في إيقاف تدهور هذا الكيان المجرم؛ وستظلّ دماء أطفال ونساء ورجال غزة تلاحقهم وتقودهم في نهاية المطاف إلى مزيد من الهزائم.

 

والآن — ومع تهيُّؤ الظروف — ينبغي أن تدخل إلى غزة فرق صحفية ومصورون إقليميون ودوليون مؤيّدون لحقوق الفلسطينيين لتوثيق أعماق جرائم الاحتلال والإبادة في غزة، ويجب أن تصبح هذه المطالبة مطلبَنا ومطلبَ المنظمات الدولية.


| رمز الموضوع: 409861







المستعمل تعليقات

الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)