لديهم أمنية واحدة فقط: أطفال غزة وجوههم شاحبة وأجسادهم نحيلة

مكة وعبيدة وأحمد وغنى وتالا وريم وليان، جمعيهم أطفال بعمر الزهور، كان من المفترض أن يكون بعضهم في هذا التوقيت على مقاعد الدراسة، أو في روضته يلعب ويلهو، إلا أن الحرب قلبت معايير الحياة لديهم وجاؤوا لساحة مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة، ينشدون الأمن والأمان والغذاء.
مكة وعبيدة وأحمد وغنى وتالا وريم وليان، جمعيهم أطفال بعمر الزهور، كان من المفترض أن يكون بعضهم في هذا التوقيت على مقاعد الدراسة، أو في روضته يلعب ويلهو، إلا أن الحرب قلبت معايير الحياة لديهم وجاؤوا لساحة مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة، ينشدون الأمن والأمان والغذاء.
هؤلاء الأطفال كغيرهم الآلاف من أطفال قطاع غزة، بدت وجوههم شاحبة وأجسادهم نحيلة، وبشرتهم باتت ذات لون أصفر، لا يقوون على الحراك، تخرج الكلمات من أفواههم بصعوبة، جراء سوء التغذية الواضح عليهم.
فأطفال غزة، يعانون من تدهور حاد في حالتهم الصحية بسبب سوء التغذية، حيث أكدت تقارير صحية من مؤسسات طبية محلية ودولية، تزايد عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد، مما يهدد حياتهم ويتسبب في مضاعفات صحية خطيرة.
الطفلة مكة منسي من سكان دير البلح ذات الأربع سنوات، لا تفهم كثيراً في مصطلحات السياسة ولا تعيها، هي تعرف فقط معنى أن تستيقظ صباحاً لتجد فطوراً يسد جوعها ومكاناً آمناً تلهو فيه، إلا أن ذلك لا يتحقق في قطاع غزة المكلوم.
بكلمات بسيطة وعفوية خرجت من لسانها تقول لمراسلة "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية": بدي آكل وأعيش بدون خوف، أنا أوقات كتير بجوع ومابلاقي أكل"
لترد الطفلة ليان القهوجي ذات الـ12 ربيعاً والتي تعي جيداً مايدور من حولها، فتحدثت بطلاقة: الحرب أخذت مني أغلى حدا، وهو أبويا الي استشهد قبل 12 يوم بس، فاحنا اجينا نطالب بوقف الحرب، وإنقاذ الأطفال والرجال والنساء..
أما الطفل عبيدة البالغ من العمر 7 سنوات فقال بعفوية: بدنا ناكل ونشرب كويس ونلعب ونعيش حياتنا بكفي خوف وموت ورعب..
وخلال الأيام الماضية تفاقمت حالات الوفاة جراء سوء التغذية، نظراً لاستمرار إغلاق المعابر منذ مارس الماضي، مما أدى لسوء الأوضاع المعيشية.
وقد سجلت مستشفيات قطاع غزة، خلال الساعات 24 الماضية، 5 حالات وفاة بينهم 2 طفل، نتيجة المجاعة وسوء التغذية، ليرتفع العدد الإجمالي إلى 263 حالة وفاة، من ضمنهم 112 طفلًا.
على جانب آخر تقف امرأة شابة تحمل طفلتها ذات 6 شهور، لا تطلب سوى مستقبلاً أفضل لطفلتها التي قدر لها أن تولد في زمن الحرب، فعانت ما عانته من سوء التغذية لتشير إلى أن ابنتها زارت المستشفى أكثر من مرة بسبب الأمراض التي دمرتها جراء سوء التغذية وقلة الغذاء والأدوية.
وأوضحت، أن الكثير من النساء لم يعد قادرات على توفير الغذاء المناسب لأطفالهن، كما يطالبن بوقف الحرب والإبادة الجماعية وإدخال المساعدات بشكل عاجل للمواطنين.
وحذرت منظمات أممية ومحلية من ارتفاع حصيلة الضحايا بسبب سوء التغذية في غزة، وتأثيرات هذه الأزمة على النساء الحوامل والأطفال في القطاع المحاصر.
وأشار المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) كاظم أبو خلف إلى تدهور الوضع الإنساني بشكل خطير في قطاع غزة، مشيرا إلى أن معدل دخول الأطفال في دوائر سوء التغذية بلغ 112 طفلا يوميا.
ولفت إلى أن الأزمة لا تقتصر على الأطفال فقط، بل تطال أيضا النساء الحوامل، حيث إن الكثير منهن يعانين من سوء تغذية حاد، ما يؤدي إلى ولادة أطفال بظروف صحية حرجة منذ لحظاتهم الأولى.
كما لفت إلى أن حالات الإجهاض ووفيات الأجنة بين الأمهات قد ارتفعت بنسبة تتراوح بين 200 إلى 300 بالمئة عما كانت عليه قبل العدوان، مشيرا إلى حدوث وفيات بين أصحاب الأمراض المزمنة من كبار السن بسبب غياب العلاج.
وبدعم أمريكي، ترتكب "إسرائيل" منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلّفت الإبادة الإسرائيلية 62 ألفا و4 شهداء، و156 ألفا و230 مصابا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 263 شخصا، بينهم 112 طفل.
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS