الثلثاء 21 شوال 1445 
qodsna.ir qodsna.ir

إسرائيل لن تسمح بإجراء
الانتخابات الفلسطينية

د.صائب شعث

قال المفكر والخبير في الشؤون العربية والدولية، صائب شعث، إن الكيان الصهيوني يسعى لقتل الحياة العربية بمعالمها الإسلامية والمسحية في القدس عموماً، والبلدة القديمة خصوصاً، وهذا من صلب مخطّط «الحوض التاريخي» التوراتي، فالعدو الصهيوني يعمل على تهويد المناطق الممتدّة من "وادي قدرون" وصولاً إلى جبل الزيتون ثمّ البلدة القديمة. إن محاولة الأخيرة للسيطرة على باب العَمود أو بوّابة رمضان في القدس القديمة، كانت جزء من هذا المخطط.

وفي حديث لوكالة القدس للانباء(قدسنا) ذكر شعث أن العدو الصهيوني ومنذ بداية شهر رمضان، ينفذ حملة وحشية بالتعاون مع قطعان المستعمرين من منظّمة «ليهافا» الإرهابية وفرق الخيّالة، مضيفا أن  هذه الحملة تهدف لقمع وطرد الفلسطينيين من المسجد الأقصى بُعيد صلاة العشاء مباشرة، ومنع أي تجمّع في مدرّجات باب العَمود.

 

وتابع الخبير في الشأن الفلسطيني إن الفلسطينيين العزل قد تصدوا بكل بسالة لاعتداءات الشرطة والمستعمرين المسعورين المدججين بالسلاح، وتمكن الفلسطينيون العزل من إحباط مساعي العدو الصهيوني. حيث نجح الفلسطينيون في منع قطعان المستعمرين المسعورة من الوصول إلى ساحة باب العَمود أو «استعادتها» كما أعلن المستعمرين على مواقع التواصل الاجتماعي.

 

وحول الموقف الشعبي الفلسطيني المساند لانتفاضة المقدسيين ذكر شعث أن هذا الدعم والمساندة لها أثر بالغ في كسر الطوق الأمني حول الأقصى وفتح باب حطة، الذي أغلقته قوات شرطة الكيان الصهيوني قبيل صلاة الفجر. لقد نجحت الجموع الفلسطينية القادمة من فلسطين المحتلة عام  1948 في منع استفراد العدو الصهيوني بشباب القدس، ورفدتهم بمئات الشباب الغاضب دفاعاً عن القدس، معلنين ان القضية الوطنية سواءً في أم الفحم أو في القدس هي واحدة و توحد الجميع في التصدي للاحتلال الصهيوني الغاشم.

 

وأضاف "بعد ان دفع الشباب الفلسطيني ثمن غالي، من الإصابات التي تزيد على 120 إصابة، والاعتقالات في سبيل فتح ساحة باب العَمود. هذا النصر يجب تطويره وحمايته ومنع الصهاينة المتطرّفون من العودة واقتحام الأقصى وأداء الطقوس التوراتية الجماعية، التي يخططون لها في صباح الإثنين في 28 رمضان. تثبيت الهوية العربية في القدس يتم بقوة وصلابة التلاحم الفلسطيني".

 

كما أشار الخبير في الشؤون الدولية إلى صفقة القرن وذكر أنه وبعد سلسلة من الأحداث التي تبعت قرار إدارة ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني بات من المؤكد بأن الكيان الصهيوني لن يسمح بإجراء الانتخابات الفلسطينية المزمع إجراؤها في 22 أيار/مايو 2021 في مدينة القدس. وأن ما كان مقبولا من الكيان الصهيوني والأمريكان من ممارسة فلسطينيي مدينة القدس حقهم الانتخابي في الانتخابات الفلسطينية في العامين 1996 و2006 لم يعد مقبولاً لدي الكيان الصهيوني، وخصوصاً بعد الاعتراف الأميركي بأن القدس عاصمة للكيان الصهيوني، ونقل السفارة الأميركية إليها.

 

وأردف قائلا "سيرفض كيان الاحتلال الصهيوني الموافقة على إجراء انتخابات فلسطينية في القدس، لان الموافقة هي شكل من أشكال اعتراف الكيان الصهيوني بحق الفلسطينيين الضمني في المدينة المقدسة، والتي أعطتهم أمريكا صكّ ملكيتها في "صفقة قرن ترامب".

 

وتابع بالقول "ولمنع أي تراجع عن الاعتراف الأمريكي بالسيادة على القدس من قبل الإدارة الجديدة، ولتثبيت هذه الحقائق على الأرض، يعجل الكيان الصهيوني في الاستيلاء والسيطرة على أراضي الضفة الغربية وغور الأردن والقدس المحتلة. ويعمل حثيثاً على تدمير كلّ ما هو فلسطيني عربي في المدينة المقدسة، من خلال إطلاق حملات التهويد الصهيونية المسعورة والمكثفة للمدينة. يقوم الكيان بطرد الأسر المقدسية من بيوتها وهدم منازلها أو الاستيلاء عليها، هذا ما يحدث الآن في حي الشيخ جراح وغيره من الأحياء العربية داخل القدس".

 

وأكد شعث أنَّ إجراء انتخابات لسلطة فلسطينية تحت سيادة حراب الاحتلال الصهيوني لا تخدم المصالح الوطنية الفلسطينية بل توهم العالم ان الفلسطيني يعيش بانسجام ورضى مع محتل ديمقراطي ويحجب صرته الحقيقية كمجرم قاتل ويقوم بتطهير الشعب الفلسطيني عرقيا من أرضه المقدسة.

 

وختم قائلا "الانتخابات تزج الكل الفلسطيني في الصراع حول قضايا هامشية تشرعن تثبيت الاحتلال، فاذا استمر الكل الفلسطيني في لعبة الانتخابات، ووافقت السلطة الفلسطينية على إجراء الانتخابات الفلسطينية من دون القدس، هذا يجعل عملية الانتخابات عبارة عن لعبة توريط للشعب الفلسطيني لانتزاع موافقته الضمنية على "صفقة قرن ترامب" والقبول بتهويد القدس والتنازل عنها."

 

انتهى/ ع ز




محتوى ذات صلة

خلال زيارته لجامعة كراتشي..

رئيس الجمهورية: الكيان الصهيوني مني بالفشل الذريع في غزة رغم جرائمه غير المسبوقة
خلال زيارته لجامعة كراتشي..

رئيس الجمهورية: الكيان الصهيوني مني بالفشل الذريع في غزة رغم جرائمه غير المسبوقة

اكد رئيس الجمهورية آية الله ابراهيم رئيسي إن الكيان الصهيوني، رغم حجم جرائمه غير المسبوق في غزة، فشل فشلا ذريعا حتى اليوم، لأنه لم يتمكن من تحقيق أي من اهدافه المعلنة، وبالمقابل انتصر الشعب الفلسطيني المظلوم والمقاوم في غزة ، في هذا الميدان بمقاومته.

|

المستعمل تعليقات

الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
  1. مظاهرات جديدة في جامعة سوربون الفرنسية ضد جرائم الابادة في غزة
  2. حركة الجهاد الاسلامي تستبعد التوصل الى اتفاق مع الاحتلال الاسرائيلي
  3. هنية: كل ما يؤدي لحماية المنطقة من الاختراق الصهيوني جهدٌ حيويٌ مهم
  4. منظمة العفو الدولية: إسرائيل استخدمت الأسلحة الأميركية ضد المدنيين بغزة
  5. تصاعد الاحتجاجات في الجامعات الامريكية والاوروبية نصرةً لغزة
  6. القوات المسلحة اليمنية تستهدف مدمرتين عسكريتين أميركيتين في البحر الأحمر
  7. حماس : ضمان وقف إطلاق النار الدائم ركيزة أساسية للانطلاق نحو تفاصيل المفاوضات وإنجاح الاتفاق مع الاحتلال
  8. أنباء عن استهداف سفينة في البحر الأحمر
  9. الصحة الفلسطينية: ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 34488
  10. استاذ جامعي استرالي في مقابلة مع "قدسنا": هجوم إسرائيل على القنصلية الإيرانية يعد انتهاكا للقانون الدولي / رد إيران كان وفقا للمعايير الدولية
  11. الرّشق: ردُّ حماس حول صفقة التّبادل لا يزال قيد الدراسة
  12. السلطات الأمريكية تعتقل 900 محتجا مؤيدا لفلسطين من الجامعات
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)