توقعات حركات
المقاومة من الانتخابات

في حوار خاص لوكالة القدس للانباء(قدسنا) حول إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني في المستقبل القريب؛ أشار مندوب حركة الجهاد الإسلامي لدي طهران، ناصر ابوشريف، إلي  مواعيد إجراء هذه الانتخابات وتوقعات حركات المقاومة الفلسطينية منها وقال: إن توقعات حركات المقاومة من هذه الانتخابات توقعات مختلفة، فحركة حماس من خلال مشاركتها في الانتخابات ، تريد ان تكون شريكا حقيقيا في القرار السياسي السيادي الفلسطيني، لأنها فعلا تمثل ثلث الفلسطينيين في الداخل والخارج ، في وقت تريد فيه ان تزاوج بين الحفاظ على الايدلوجيا والاهداف العامة والمقاومة والأخلاق السياسية وبين العمل الواقعي على ارض الواقع بكل تعقيداته ، اما حركة الجهاد الإسلامي  فأنها تريد أعادة بناء المشروع الوطني الفلسطيني على أسس جديدة بعيدا عن أوسلو من خلال ايمانها بإمكانية ذلك عبر جعل منظمة التحرير الفلسطينية ببرنامج وطني ونضالي واضح هي التي يجب ان تقود مشروع الشعب الفلسطيني السياسي والنضالي ، وليس السلطة لذلك هي مهتمة بموضوع منظمة التحرير والمجلس الوطني  وليست مهتمة بمشروع السلطة المبني أساسا على اوسلوا المفصل أساسا لحماية امن إسرائيل واقتصادها.

وأضاف أبوشريف: أن حماس تريد ان تتخلص من الانقسام الحاصل في الشعب الفلسطيني وهذا هو(الانتخابات) المدخل الوحيد المتوفر حاليا لإنجاز الموضوع، كذلك تريد ان تتخلص من العبء الكبير في حكم قطاع غزة من خلال مشاركة حركة فتح أي حكومة قادمة ، كذلك تريد ان تخفف الضغط عن عمل حماس في الضفة ، وهي الساحة الأهم كشرط موضوعي لأي انتخابات حرة ونزيهة، وتوفير مناخ للعمل السياسي والدعوي والاجتماعي والثقافي .

وعن مواعيد إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني على 3 مراحل، صرح أبوشريف قائلا: بالنسبة لإجرائها على ثلاث مراحل ، حماس كانت تريد ان تجري هذه الانتخابات مرة واحدة ، ولكنها في النهاية قبلت بطرح حركة فتح اجراءها على مراحل لانها تتخوف مما حدث عام 2006 عندما قبلت بالمشاركة بانتخابات المجلس التشريعي والرئاسة والمجلس الوطني ، حيث أنجزت انتخابات المجلس التشريعي والرئاسة ولم يحدث أي تغيير في موضوع منظمة التحرير، فكانت تريد انتخابات متزامنة ولكنها وافقت بانتخابات متتالية بضمانات .

وحول اصرار حركة حماس علي اجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني بشكل متزامن، أوضح ابو شريف، حماس كانت تريد انتخابات متزامنة يصبقها إصلاحات كبيرة ، في القانون الانتخابي وفي التوافق على برنامج وطني واحد بعيدا عن أوسلو، لكنها في النهاية من اجل تسهيل العملية وعدم تحميلها مسئولية فشل مشروع حل الانقسام الفلسطيني وافقت على انتخابات متتالية أولا للمجلس التشريعي وبعد ذلك الرئاسة وبعد ذلك المجلس الوطني مع ضمانات من اجل انجاز ذلك.

وردا علي سؤال حول الآراء القائلة بان الانتخابات الفلسطينية ستجرى تحت سقف اتافق أوسلو، قال ابوشريف: نعم السلطة الفلسطينية هي احدى افرازات اوسلو ، والسلطة الى الان تمارس عملها في اطار اوسلو لكن الانتخابات التي تجري حسب تعديلات القانون الانتخابي ليست على أساس أوسلو . حماس تعتقد ان أوسلو اصبح ميتا ونحن في واقع جديد يجب ان ننطلق منه لتحقيق اهدافنا في الحرية والتحرير والاستقلال، ويجب ان تخوض غمار الواقع لتنطلق منه للمستقبل.

وتابع مندوب حركة الجهاد الإسلام مؤكداً أن المشاركة في الانتخابات لا تلزم المشاركين فيها بالاتفاقيات الموقعة بين السلطة والاحتلال الإسرائيلي، لكن من الناحية الواقعية البراغماتية يجب عليك ان تبدا من الواقع الذي تعيشه وتتحرك باتجاه الأهداف والغايات التي لا تتغير عند حماس وهي عدم شرعية هذا الاحتلال وان فلسطين من بحرها الى نهرها للفلسطينيين، بمعني ان حماس ايدلوجيا متعصبة جدا لمبادئها وايمانها، وعمليا تريد ان تمارس عملا سياسيا واقعيا ينطلق من حيثيات الواقع .

ويري ابوشريف بأن حماس تعلمت من الماضي ، وكذلك الأطراف الأخرى، فحماس لا تريد ان تتورط في تشكيل الحكومة، بل تريد مشاركة وطنية شاملة في الحكومة، كما تريد مشاركة في المجلس التشريعي، ولا تريد مرشحا خاصا للرئاسة ولكنها ستدعم مرشحا فتحاويا غير محمود عباس .

وعن التخوفات بشأن محاولات رئيس السلطة الفلسطينية لإحياء محادثات السلام الرامية لحل الصراع على أساس مبدأ الدولتين من خلال الدعوة إلي إجراء انتخابات، أوضح أبوشريف قائلا: إن كل هذه التخوفات مشروعة، كما ان الذهاب في هذا الوقت الى الانتخابات مع سلبياته الكثيرة على حركة فتح، ليس بريئا، وانما هو استجابة لمتطلبات دولية ، أراد عباس تجديد الشرعية ليحظى بمقبولية لدى الأطراف الدولية، كذلك من جهة أخرى يريد جر الكل الفلسطيني الى قناعاته ، وهي حل الدولتين ، لكن حماس وكثير من الحركات والمنظمات هدفها مختلف هو الحفاظ على المشروع الوطني موحدا بالحد الأدنى ، للدفاع عن الشعب الفلسطيني في وجه التحديات الكثير المحلية والإقليمية والدولية.

وعن الخلافات الداخلية وسط حركة "فتح" بشأن تشكيل قائمة موحدة في الانتخابات؛ رأي أبوشريف بأن الخاسر الأكبر قد تكون حركة فتح في هذه الانتخابات ، لانها سوف تدخل مجزأة وبقوائم مختلفة ، وهناك الى الان ثلاث قوائم مختلفة على الأقل، بينما تدخلها حماس وهي خارجية من عملية داخلية انتخابية ديمقراطية تعبر عن مدى قوتها وتماسكها بالرغم من اللاختلافات الداخلية.

وفي الختام، أشار مندوب حركة الجهاد الإسلامي إلي محاولات هندسة الانتخابات الفلسطينية من قبل بعض الأنظمة العربية كالامارات مؤكدا أن الصهاينة والعرب المتصهينين يريدون انتخابات فلسطينية تفرز ممثلين يوافقون على برنامج مرحلي طويل الأمد في الضفة، وتهدئة طويلة الأمد في غزة ، بالإضافة الى تمرير التطبيع والصهينة لدى هذه الأنظمة ودعم توجهاتها مقابل رشاوي مالية كبيرة.