"بيت العنكبوت" .. إنجاز جديد للمقاومة الفلسطينية في صراع الأدمغة
وكالة القدس للانباء(قدسنا) أجمع عدد من المحللين والمختصين بالشأن الإسرائيلي، أن توظيف سرايا القدس عميل لدى الاحتلال لصالحها، بعدما نجحت في كشفه، وتمكنت خلاله في الحصول على معلومات دقيقة حول تحركاته، واحباط محاولات منه لاستهداف المقاومة، إنجاز جديد يُحسب للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، ضربة كبيرة لجهاز الأمن الإسرائيلي "الشاباك".
وكشفت سرايا القدس، الذراع العسكري لحركة الجهاد الاسلامي مساء أمس الاثنين، عن عملية استخباراتية معقدة نفذها جهاز الأمن التابع لها ضد الاحتلال "الاسرائيلي"، مشيرة أنها استمرت لنحو 1400 يوماً.
وقال ضابط في أمن سرايا القدس في فيلم تحت وسم "بيت العنكبوت" الذي تم بثه عبر قناة الميادين الفضائية: "في إطار العمليات الأمنية المعقدة التي نفذها جهاز "أمن سرايا القدس"، تم اختراق منظومة التجنيد وإدارة العملاء داخل أروقة جهاز الشاباك الصهيوني".
صراع الأدمغة
واعتبر الكاتب والمحلل في الشأن الإسرائيلي عدنان أبو عامر، أن صراع الأدمغة بين المقاومة الفلسطينية والمخابرات الإسرائيلية، ظهر من جديد، بعدما كشفت سرايا القدس آخر حلقاته في "بيت العنكبوت".
ورأي أبو عامر أن العملية الجديدة لسرايا القدس، عملية أمنية نوعية، تركزت باختراق منظومة التجنيد، وإدارة العملاء داخل جهاز الشاباك، بإدارة عملية تجنيد لمُجاهدين منها على فترات زمنية مُتباعدَة، مع عدد من الضباط المُشغلّين.
وأكد أبو عامر من خلال منشور له على صفحته الشخصية عبر "فيس بوك"، أن أخطر ما أماطت السرايا عنه في الفيديو، هو جملة من تعليمات الضابط الإسرائيلي للمُجنّد الفلسطيني "المفترض"، بالتزام الصلاة في الموعد، وعدم التدخين، والتحلّي بالأخلاق الكريمة، بل إن الضابط كان يقطع اتصاله بالمُجنّد، ويطلب منه أداء الصلاة في وقتها.
وأشار إلى أن "بيت العنكبوت" يكشف عن حجم الصراع الدامي الدائر بين الفلسطينيين والاحتلال، ووصوله لمراحل متقدمة، أكثر فتكا، مبيناً أنه يتطلب مزيدا من الحذر، والمتابعة أولا بأول، دون إهمال لملاحظة، مهما بدت صغيرة، فالحصون تهدم من داخلها.
صفعة جديدة
بدوره اعتبر رامي أبو زبيدة الباحث بالشأن العسكري والأمني، أن "بيت العنكبوت" جاء صفعة جديدة للقيادة العسكرية والأمنية الإسرائيلية، التي عليها الآن أن تخوض حرباً من نوعٍ آخر تحت عنوان "مَن المسؤول عن الفشل؟، مؤكَّد أن القلق وهاجِس الفشل الذي أصبح مُلازِماً للمنظومة الاستخبارية الصهيونية، والذي سيترك أثره البالِغ في تل أبيب التي كانت حتى وقت قريب تركِّز على نجاحات، مقابل الصمت عن إخفاقاتها، وستظهر للعَلَن الخلافات بين مختلف الجهات والمستويات، السياسية والعسكرية والأمنية والاستخباراتية، وكل جهة مُشارِكة ستبذل جهوداً لإلقاء المسؤولية على الأخرى.
وأشار أبو زبيدة إلى أن الفيلم الجديد لسرايا القدس حمل تسجيلات ومشاهد حول إدارة الطاقم الأمني بسـرايا القدس لاختراق منظومة التجنيد وإدارة العملاء لدى الشباك استمرت لـ 1400 يومًا، مبيناً أن إدارة عملية التجنيد لمجندين من "سـرايا القدس" تم الاستفادة منها في تحديد العديد من الثغرات الأمنية في عمليات إدارة التجنيد وإدارة العملاء من قبل ضباط جهاز "الشاباك" الصهيوني، وتضليل ضابط الشاباك بإعطائهم معلومات عن تربيض صواريخ ثقيلة في أماكن محددة وتم الاستفادة من هذا التضليل في جوانب أمنية عديدة.
وبيّن أبو زبيدة أن مُعطيات الفيلم تكشف فشل العدو الإسرائيلي في اختراق المقاومة ومَنْع تعاظُم قوَّة وقُدرات المـقاومة، التي من شأنها تغيير المُعادلات وتثبيت مُعادلة الرَدع، مؤكداً أن جهاز أمن السـرايا استطاع أن يخترق المنظومة الأمنية الإسرائيلية، ويُسجل نجاحات كبيرة في تضليل عناصر الشاباك الذين يعملون ليل نهار لاستهداف المـقاومة الفلسطينية، والنتيجة هي إعلان فشل استراتيجية المَنْع وما تُسمِّيه "إسرائيل" (المعركة بين الحروب).
ولفت إلى أن الجهد الامني الذي كشفه فيلم "بيت العنكبوت" بُنِيَ على أساس المكر والحيلة والخِدعة والفطنة للخديعة المُضادَّة، عبر التجنيد والاختراق والاستفادة منه في تمرير معلومات مغلوطة إلى العدو وإرباك معلوماته، مبيناً أن الصِراع الاستخباري هو صِراع الأذكياء الذين يعملون بشكلٍ دقيقٍ على إيهام العقول ودفعها إلى الخطأ في التقييم والاستنتاج، وكشف نقاط ضعف العدو وأسراره، وكذلك بكشف مُخطَّطات العدو وإفشالها ومَنْعه من مُباغَتة ومُفاجأة المـقاومة.
وأكد أبو زبيدة أن استخبارات المـقاومة أصبحت ذات عِلم واطّلاع عن العدو فتستعدّ على أساسٍ مَعْرِفي، ومن هنا يبقى أهم واجب الاستخبارات هو الإنذار المُسبَق لمَنْعِ المُباغَتة وهو ما تعمل عليه على مدار الساعة من خلال حرب الادمغة والعقول، معتبراً أن التجنيد والاختراق الذي انجزه أمن السرايا هو تقدّم بخطوةٍ على العدو والسيطرة على أدواره من خلال ضخّ معلومات زائِفة له وحرب نفسية وحرب ناعِمة والكشف عن تفكير العدو واهتماماته وماذا يُخطِّط ومن ذلك التعرف على اهتمامات ضباط الشاباك برصد قادة المقاومة وإمكانات المقاومة وعليه تم أخذ الاجراءات الأمنية اللازمة.
المصدر: فلسطين الآن
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS