الخميس 23 شوال 1445 
qodsna.ir qodsna.ir

هزيمة وارسو

د. حسين أكبري

وكالة القدس للانباء(قدسنا) كتب الدكتور حسين أكبري*: حتى الأمس كان هذا الكيان قاتل الاطفال ثمل من انتصاراته الكبرى في حروب 1948 و1956 و1967 و1973 و1982، والتي أرغمت من خلالها العالم العربي للإستسلام من الناحية العسكرية.

 

ومن الناحية السياسية أدت اتفاقات كامب ديفيد 2 وتفاهمات مدريد، واتفاقيات اوسلو 1 و2، استطاع هذا الكيان الحصول على اعتراف رسمي على الساحة السياسية والدولية وإقامة علاقات دبلوماسية مع عدد من الدول الإسلامية مثل مصر والمغرب والأردن وتركيا.  من الناحية الدولية استطاع الكيان الحصول على دعم المنظمة الدولية وأمريكا والدول الغربية وأيضاً على دعم الكثير من الدول العربية في منطقة الخليج الفارسي وخاصة السعودية.

 

من الناحية الأمنية، استطاع الكيان بالإضافة الى الحيلولة دون حصول تقدم وتطور عسكري وتقني في الدول الإسلامية من خلال التدخّل السافر لمنع هذه الدول من الحصول على التكنولوجيا الحديثة كما حدث في الهجوم على العراق وسوريا والسودان و... حيث قام الكيان بعمليات ارهابية ضد المراكز النووية لهذه الدول أمام صمت دولي، كما واصل الكيان عملياته الارهابية في اغتيال للعلماء وقادة المقاومة في مختلف أنحاء العالم، ومن خلال نصب القبة الحديدية حاول الكيان ازالة القلق عن شعبه وان (إسرائيل) مُؤمّنة امام اي هجوم.

 

 

* (إسرائيل) اليوم
 

في العام 2000 أرغم الكيان بسبب مقاومة حزب الله على الإنسحاب من لبنان.  خلال حرب الـ 33 يوماً مع حزب الله والـ 22 يوماً والـ 8 أيام والـ 51 يوما مع مقاومة حماس و48 سنة مع الشعب الفلسطيني، أرغم الكيان الإعتراف بالهزيمة. بدل النهج الهجومي للكيان، إضطر الى إنتهاج اسلوب الدفاع، وحوّل استراتيجية من النيل الى الفرات الى سياسة بناء الجدر أمام غزة ولبنان.

 

لقد وصل الدعم الأمريكي للكيان الصهيوني الى درجة بحيث أصبحت أمريكا بحاجة اكثر من (إسرائيل) الى الدعم والمساندة لكي تنسحب من سوريا وافغانستان والعراق بأقل ثمن ممكن، بالاضافة الى تحسين صورتها الكريهة في اليمن والبحرين و... الدول الاسلامية.

 

 

* (إسرائيل) الغد

 

ان نفوس اليهود البالغ عددهم 5ر6 مليون شخص 5 مليون منهم هاجروا الى فلسطين من كافة إنحاء العالم يعيشون في فلسطين حاليا وان أعدادهم تتناقص.

 

هذا في الوقت الذي ترتفع فيه اعداد السكان الفلسطينيين في فلسطين 2 مليون نسمة وفي الضفة الغربية 2ر5 مليون وفي داخل اراضي 48 نحو 2 مليون، الامر الذي وصل إجمالي سكان الشعب الفلسطيني الى 5ر13 مليون نسمة.

 

وعليه فإن زيادة عدد سكان الشعب الفلسطيني إثر انتصارات المقاومة وإنخفاض عدد سكان الصهاينة بسبب الهزائم المتلاحقة والهجرة العكسية لليهود، فإن الظروف أصبحت مهيّأة أكثر لمواصلة انتصارات المقاومة.

 

 

من ناحية ثانية، فان ترامب وبسبب (صفقة القرن) إضطر الى الإلتجاء الى مساعدة السعوديين والدول العربية غير الديمقراطية لتمرير الصفقة، في حين ان هذه الدول هي أكثر حاجة الى الدعم والحماية. وعليه فإن صفقة القرن استطاعت حتى اليوم توحيد المجتمع الفلسطيني واستقطبت الصفقة الجماهير الفلسطينية الى الساحة بحيث همّشت حكومة السلطة الذاتية وعززت من موقف المقاومة.

 

ان مؤتمر وارسو الأخير الذي أقيم بواسطة أمريكا و(إسرائيل) من أجل الحصول على اجماع عالمي وعربي ضد إيران والمقاومة وفلسطين، يدل على عجز الكيان الصهيوني وأمريكا في الحصول على أقل قدر من الاعتماد والثقة، وان نتنياهو يسعى قبل كل شيء ومن خلال ممارسة الحرب النفسية، الفوز في الانتخابات القادمة.  ان (إسرائيل) لا يمكنها الاعتماد على دعم أمريكا والغرب لها، كما إنها جعلت الجبهة حولها في لبنان وسوريا والداخل الفلسطيني أكثر خطورة وانعدام للأمن، كما لا يمكن لها فتح حساب على دعم الدول العربية الخاضعة لأمريكا مثل السعودية والامارات.

 

فالسؤال المطروح في داخل المجتمع الإسرائيلي هو: الى متى يتحمل الشعب (الاسرائيلي) المهاجر حالة الحرب وانعدام الامن والى متى تمارس ( اسرائيل) عمليات قتل واعتقال الاطفال والشعب الفلسطيني، في الوقت الذي يزداد فيه عدد الفلسطينيين يوما بعد يوم. والى متى يصدقون وعود (إسرائيل) والصهاينة نحو تحقيق السعادة والازدهار للشعب اليهودي. في الوقت الذي تثبت فيه الايام القادمة هزيمة الصهاينة في الداخل والمنطقة، ولذلك يجب على الشعب (الإسرائيلي ) ان يقرر مصيره بنفسه.

 

ان مشروع إيران لفلسطين سينقذ حتى اليهود الذين يعيشون في (إسرائيل). واذا استطاع كل فلسطيني المشاركة في الاستفتاء والإدلاء بصوته في تقرير مصيره فإن كافة الشعوب الساكنة في فلسطين ستنال الديمقراطية والحرية.

 

 

والسؤال الذي يطرح نفسه هو، لماذا تعارض أمريكا والغرب والصهاينة والدول العربية المتحالفة معهما الانتخابات في فلسطين والتي هي من أهم مظاهر الديمقراطية؟


ان استراتيجية إيران والمقاومة هي الاستقلال والحرية على أساس اراء الشعب وسيادة الشعب عبر انتخابات تعتمد على طموحات انسانية واسلامية.

 

 

* رئيس مركز أبحاث المجمع العالمي للصحوة الاسلامية

 




محتوى ذات صلة

قائد انصار الله : مسار التطبيع مع الاحتلال يحمل ظلماً كبيراً للأجيال القادمة

قائد انصار الله : مسار التطبيع مع الاحتلال يحمل ظلماً كبيراً للأجيال القادمة

أكّد قائد حركة أنصار الله، السيد عبد الملك الحوثي، اليوم السبت، أنّ للشعب اليمني مشروعٌ تحرري قائم على أساس هويته الإيمانية، مشيراً إلى أنّ كثيراً من شعوب الأمة الإسلامية تعاني من التبعية، التي تجمّدها عن أيّ انطلاقة حضارية راقية.

|

ماليزيا تعتقل إسرائيليا مسلحا يشتبه في أنه جاسوس

ماليزيا تعتقل إسرائيليا مسلحا يشتبه في أنه جاسوس

قال قائد الشرطة الماليزية إنه تم اعتقال مسلح في فندق في كوالالمبور، موضحا أنه يشتبه في أن الرجل البالغ من العمر 36 عاما جاسوس إسرائيلي.   وأفاد موقع صحيفة "القدس العربي"، ان رضاء الدين حسين "المفتش العام للشرطة"، قال في مؤتمر صحافي في وقت متأخر الجمعة، إن الرجل، ...

|

المستعمل تعليقات

الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
  1. قائد الحرس الثوري: "الوعد الصادق" عملية قابلة للتكرار.. هذه معادلة إيران الجديدة
  2. كنعاني: عبارة "حرروا فلسطين" أصبحت اليوم مطلبا وشعارا عالميا
  3. قائد القوة الجوفضائية للحرس الثوري يكشف عن كواليس عملية" الوعد الصادق"
  4. انصار الله : أي قاعدة أو أرض ينطلق منها العدوان على اليمن ستكون أهدافاً رئيسية
  5. اجتياحها سيشهد مذبحة "غير مسبوقة" أهالي رفح والنّازحون: نفضّل الموت في بيوتنا وخيامنا على النّزوح لأي منطقة أخرى
  6. رئيس برلمان فنزويلا: نتنياهو أحد أسوأ القتلة في التاريخ.. والإعلام الغربي منافق ومتواطئ
  7. المجلس السياسي الأعلى يحذر من أي تصعيد أمريكي عدائي يستهدف أمن واستقرار اليمن
  8. مظاهرات جديدة في جامعة سوربون الفرنسية ضد جرائم الابادة في غزة
  9. حركة الجهاد الاسلامي تستبعد التوصل الى اتفاق مع الاحتلال الاسرائيلي
  10. هنية: كل ما يؤدي لحماية المنطقة من الاختراق الصهيوني جهدٌ حيويٌ مهم
  11. منظمة العفو الدولية: إسرائيل استخدمت الأسلحة الأميركية ضد المدنيين بغزة
  12. تصاعد الاحتجاجات في الجامعات الامريكية والاوروبية نصرةً لغزة
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)