الاربعاء 29 شوال 1445 
qodsna.ir qodsna.ir

شيعة العراق .. ما بين
الخدمة والنقمة

ميثم حاتم

 

يعتبر أغلب حكام الدول العربية وبالتالي حلفاؤهم من الدول الغربية، أن الشيعة هي الخطر الحقيقي في المنطقة وهم رأس الأفعى في كل الفتن والنقم التي تهب عليهم، وخصوصا شيعة العراق، حيث هم من جذور عربية عريقة ولكن تربطهم بالجارة إيران _الفارسية_ علاقات عميقة، فبدل أن يكونوا يدا ضاربة ضد المجوس _بحسب تعبيرهم_ أصبحوا حلفاء للفرس في وجه العالم العربي الذي لا يريد أي خير للشيعة أين ما وجدوا.

 

ولكن من الناحية العلمية وتحديدا بحسب علم الاجتماع وعلم النفس لا يمكن لأحد أن يكون عدوا حقيقيا للعالم ونقمة عليهم، وفي الوقت ذاته يبذل كل ما يستطيع لأجل أن يخدم الآخرين، خدمة صادقة تنبع من الحب الصادق وصدق النية.

 

وهكذا نشاهد زيارة الأربعين، فيترك المرء عمله وحياته اليومية وعائلته وعياله ليمشي أياما وعشرات الكيلومترات، بل مئات الكيلومترات متحملا مشقة الطريق ليبرهن عن حبه لمولاه. فهذه زيارة الأربعين التي تعد أكبر معرض واستعراضا شاملا للأخلاق التي يحملها شيعة العراق. حيث نرى أعظم معالم الكرم تتجلى على يد أبسط الناس، وبأبسط الإمكانات، فمنهم من يستغني عن لقمة هنية طيلة السنة، ليُطعم زوار الإمام الحسين عليه السلام أفضل الأطعمة في زيارة الأربعين. ومنهم من يقف في المواكب والمضايف ليخدم المشاة، وهم يخدمون خدمة حقة دون أي مقابل مادي، ولا يرجون سوى مرضاة الله، متقربين له بخدمة زوار أبي عبد الله الحسين.

 

قلوب مملوءة بالحب، حبا لله وحبا لعترة الرسول وحبا لزائري أبي عبد الله الحسين عليه السلام. فكيف لقلب يحمل في طياته كل هذا الحب أن يكره الناس دون أي سبب، وهل يُعقل أن يكون هؤلاء المحبين نقمة على العالم؟ بالتأكيد سيكون الجواب بالنفي، فكل نظرة منصفة تعرف بأن أصحاب هذه القلوب لا يحملون شرا، بل بإمكان هؤلاء أن يصنعوا المدينة الفاضلة التي طالما حلم الشعوب ببنائها، وهل المدينة الفاضلة سوى ما نشهده في الأربعين؟ ملايين من الناس يحب بعضهم بعضا، ويخدم بعضهم بعضا، ليس للمادة أي دور، فالكل يبذل كل ما بوسعه.

 

ليس هذا فحسب، بل ليس للجنس أو السن أو المذهب أو اللغة أو القومية مكان في هذا الطريق. فتجد الناس من شتى أنحاء العالم بمختلف اللغات والأعمار والألوان، نساء ورجالا، لا يتكلمون إلا بلغة الحسين عليه السلام.

 

  فرجال هذه الأرض ونساؤها، من كبار وصغار، في هذه الزيارة، يعلمون العالم جمال الحب، وأساليب الكرم والجود، وأفضل تقنيات المعاملة الطيبة، ومعنى العزة التي ورثوها من منهلها الإمام الحسين عليه السلام، فهم منهج دراسي كامل في شتى علوم النفس والاجتماع، ولا يمكنهم إلا أن يكونوا نعمة على الآخرين ومن المستحيل أن يكونوا نقمة إلا على من كره خط آل البيت ونصب لهم العداء.


| رمز الموضوع: 305495







المستعمل تعليقات

الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
  1. الفصائل الفلسطينية: نرفض أي وصاية على معبر رفح ونعتبرها احتلالا
  2. مؤتمر الوحدة الاسلامية في بغداد: نؤكد تأييدنا المطلق لعمليات "الوعد الصادق" ردا على اعتداءات الكيان الصهيوني
  3. تظاهرات حاشدة امام مقر الحكومة البريطانية تندد بالعدوان الصهيوني على رفح
  4. الرئيس الإيراني: المنتصر في الميدان هو الشعب الفلسطيني المقاوم
  5. المقاومة الإسلامية في العراق تستهدف هدفا حيويا في مدينة أم الرشراش
  6. حمدان: الكرة باتت في ملعب إسرائيل والإدارة الأميركية / العملية العسكرية في رفح لن تكون نزهة لجيش الاحتلال
  7. ايران تدعو الى تشكيل تحالف عالمي من النخب الجامعية للمساعدة في احقاق حقوق الشعب الفلسطيني
  8. هنية والنّخالة يستعرضان الإجراءات المطلوبة لضمان تنفيذ اتّفاق وقف إطلاق النار
  9. الخارجية الإيرانية: الهجوم الصهيوني على رفح يكشف الطبيعة الوحشية لكيان مارق لا يلتزم بالاعراف الدولية
  10. الصحة بغزة: آلاف الضحايا ما يزالون تحت الركام
  11. تفاصيل النص الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة
  12. المقاومة الاسلامية في العراق تستهدف قاعدتي "يوهنتن" و"ياردن" في الأراضي المحتلة
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)