الثلثاء 28 شوال 1445 
qodsna.ir qodsna.ir

صواریخ المقاومة توجیع الساسة والعسکر فی إسرائیل

صواریخ المقاومة.. بین عبثیة عباس وتوجیع الساسة والعسکر فی "إسرائیل"

أشغلت صواریخ المقاومة الفلسطینیة، محلیة الصنع، والإصرار الذی یتحلى به مجاهدو المقاومة فی قطاع غزة، مراکز صناعة القرار فی الکیان الصهیونی، لا سیما بعدما شکّلته من هزیمةٍ نفسیةٍ وعسکریةٍ للمغتصبین والجیش على حدٍّ سواء.

ففشل الجیش الصهیونی، الذی یُصنَّف عالمیًّا من بین أکثر الجیوش المالکة للقوة العسکریة، فی الحد، ولیس وقف إطلاق الصواریخ الفلسطینیة، التی بدأت بإطلاقها کتائب الشهید عز الدین القسام، الجناح العسکری لحرکة المقاومة الإسلامیة "حماس" منذ نحو ستة سنوات، وتبعتها مختلف فصائل المقاومة الفلسطینیة، شکَّل هاجسًا أمام السیاسة الصهیونیة والمغتصبین بأن هذه الصواریخ لن تتأخر فی الوصول إلى العمق الصهیونی.

رئیس وزراء الکیان الصهیونی الحالی إیهود أولمرت، ومن قبل بنیامین نتنیاهو رئیس الحکومة الأسبق وغیرهم من القادة العسکریین والسیاسیین، أکدوا فی العدید من تصریحاتهم أن هذه الصواریخ لن تقف عند "سدیروت"، التی فرَّ معظم مَن بداخلها بسبب الصواریخ؛ وإنما قد تصل إلى عمق عسقلان بل إلى (تل الربیع)، التی تُشکِّل ما یُوصف بـ"العاصمة الاقتصادیة" للکیان الصهیونی، ما سیسببه بوقوع "کارثة".

وبالرغم من تفاخر جیش الاحتلال الصهیونی بقتل أکثر من 300 مقاوم فلسطینی خلال الأشهر القلیلة الماضیة، وقتل خمسة آلاف وجرح خمسین آخرین من الشعب الفلسطینی منذ اندلاع الانتفاضة الثانیة؛ إلا أن کل ذلک فشل فشلاً ذریعًا فی وقف المقاومة أو الحدِّ من تطوّرها، بل إنها تمکنَّت وعلى الرغم من الضغط العسکری الصهیونی من تطویر قدراتها وتکتیکاتها الدفاعیة، بحیث أصبح الاحتلال یُقر ویعترف بصورةٍ علنیةٍ وغیر مسبوقة بأن ما یواجهونه جیشًا منظمًا ولیس فصائل.

هذه الصواریخ، التی تُؤرق الصهاینة سیاسیین وعسکریین ومغتصبین، هی ذاتها التی یقلل رئیس السلطة الفلسطینیة محمود عباس وفریقه منها؛ حیث یتعمَّد وصفها بأنها "عبثیة" وأنها عدیمة الجدوى، ولا تسبب إلى الویلات على الشعب الفلسطینی، إلا أن ما یُرصد على أرض الواقع الصهیونی یخالف ذلک ویؤکد مدى جدوى مثل هذه الصواریخ فی الدفاع على الأقل عن الشعب وصد العدوان.

وکان من آخر الاعترافات الصهیونیة بالهزیمة أمام الصواریخ المصنوعة من مواد أولیة، یصعب على الرادارات الصهیونیة المتطورة اکتشافها إلا قبل سقوطها بعشر إلى خمس عشرة ثانیة فقط، ما جاء على لسان ضابط رفیع المستوى فی هیئة الاستخبارات الصهیونیة.

حیث قال هذا الضابط، والذی أطلق على نفسه اسم "یوفال حلمیش" بأنه "لا توجد لدى إسرائیل حلول لصواریخ المقاومة الفلسطینیة والتی تطلق من قطاع غزة تجاه إسرائیل".

وحسب أقوال الضابط فی الاستخبارات؛ فإن الجیش "لا یملک حلاًّ لهذه الصواریخ على الرغم من عملیات الاغتیال الأخیرة بحق المقاومین الفلسطینیین"، وأضاف: "الحظ هو من یلعب الدور لصالح الإسرائیلیین، فالصاروخ الذی سقط قبل فترة فی قاعدة زکیم العسکریة أصاب حوالی 70 جندیًّا ولم یقتل أحدًا منهم، وعندما یسقط صاروخ على مبنى فی سدیروت فأحیانًا أیضًا الحظ یلعب وبمعجزة لا یُصاب أحد".

وتابع یقول: "صواریخ المقاومة الفلسطینیة تعتبر صواریخ بدائیة مصنعة یدویًّا ولکنها ألحقت أضرارًا معنویةً فی الجبهة الداخلیة فی "إسرائیل" وألحقت أضرارًا فی صفوف الجیش "الإسرائیلی" الذی لا یستطیع حتى الآن مواجهتها، موضحًا أنه سیکون "من الصعب على الجیش الصهیونی مواجهة هذه الصواریخ أو یمکن القول بأنه من غیر الممکن أبدًا مواجهتها من قبل الجیش"، على حدِّ تعبیره.

و بینما بیَّن هذا الضابط ما سببته هذه الصواریخ من حرب نفسیة ومعنویة على الجیش الصهیونی، الذی یفترض به أن یجد الحلول لهذه الصواریخ، أظهر استطلاع للرأی أجرته صحیفة "یدیعوت أحرونوت" العبریة ومعهد "داحاف" الصهیونی أن غالبیة سکان "سدیروت" یفضلون مغادرة المغتصبة، کما تعتقد الغالبیة أن الحکومة بقیادة أولمرت "فشلت فی توفیر الحمایة للمدینة من صواریخ القسام، علاوةً على تدهور الوضع النفسی للغالبیة".

فقد ذکر 22% من الصهاینة أنه لم یطرأ تغییر فی الوضع النفسی بسبب الصواریخ، فإن 78% أکدوا أن وضعهم ازداد سوءًا.

وردًّا على سؤال حول إمکانیة مغادرة المنطقة لو توفرت الإمکانیة بسبب الصواریخ؛ قال 64% من سکان "سدیروت" إنهم سیغادرون المنطقة، مقابل 25% فی المستوطنات المحیطة بالقطاع، وقال 57% من المستطلعین إن أحدًا من جیرانه قد غادر المنطقة فی السنة الأخیرة، وحول معالجة مسألة الصواریخ، قال 2% إن أداء الحکومة جید، فی حین منحها 10% علامة وسط، مقابل 86% قالوا إن أداء الحکومة سیئ.

واللافت من هذا الاستطلاع أیضًا تصاعد عدد الصهاینة المنادین بالتفاوض مع حرکة المقاومة الإسلامیة "حماس" بشأن مطالبها لوقف إطلاق الصواریخ؛ فبالرغم من أن 39% من الصهاینة قالوا فی الاستطلاع إنه یجب احتلال غزة، وقال 34% إنه یجب مواصلة سیاسة الاغتیالات، قال 14% إنه یجب التحدث مع حرکة "حماس"، وهی نسبة کانت قلیلة جدًّا فی السابق.

و بالرغم من دعوة نسبة کبیرة من الصهاینة لشن عملیة عسکریة موسعة على قطاع غزة؛ حذَّر عامی أیلون رئیس جهاز الاستخبارات الصهیونی سابقًا، وعضو المجلس الأمنی المصغر فی الحکومة الصهیونیة من ذلک قائلاً: "إنه قبل القیام بعملیة عسکریة واسعة فی قطاع غزة علینا أن نعلم کیف سنخرج منه؟".

وأضاف أیلون فی تصریحاتٍ إذاعیة له: "نحن لن ندخل لغزة کما دخلنا إلى لبنان، فالهدف من العملیة العسکریة هو تقلیص عدد الصواریخ التی تطلق من القطاع تجاه الأراضی الإسرائیلیة إلى أدنى حد.. هذا هو الهدف للعملیة إلى جانب محاربة قادة حماس والجهاد الإسلامی"، على حدِّ تعبیره.

ومضى أیلون یقول: "فی حالة دخول الجیش للقطاع ففی المرحلة الأولى للعملیة العسکریة سیسجل ازدیادٌ فی عدد الصواریخ التی تطلق نحو إسرائیل".

ودعا أیلون فی تصریحاته إلى "تقویة العناصر البراغماتیة داخل قطاع غزة، ولیس فقط فی الضفة الغربیة قائلاً: "یجب أن تکون سیاسة إسرائیل مساعدة العناصر المعتدلة فی السلطة الفلسطینیة والمتمثلة فی رئیس السلطة محمود عباس وسلام فیاض رئیس حکومته".

وما یعزز تحذیر أیلون من اقتحام غزة ما وصفه جنود صهاینة للاشتباکات العنیفة التی وقعت الخمیس (20/12) فی منطقة المغازی (وسط قطاع غزة)، مع مجاهدی المقاومة الفلسطینیة بأنها "معارک حقیقیة مع مقاتلین مدربین بشکل جید".

ونقل المراسل العسکری للقناة العبریة الثانیة، الذی رافق قوات الاحتلال خلال اجتیاحها للقطاع أمس الأول الخمیس، شهادات لجنود الاحتلال الصهیونی الذین شارکوا فی التوغل، حیث قال الجنود إن ما حدث شرق المغازی، مختلف عن کل العملیات التی خاضها جیش الاحتلال فی قطاع غزة من قبل.

وأضافوا أن ما دار فی المغازی "معرکة بکل معنى الکلمة"، أدارها المقاومون بقوة، وأطلقوا النار خلالها بکثافة لم یسبق لها مثیل مستخدمین أسلحة مختلفة.

وقال جنود الاحتلال أیضًا إن الفصائل الفلسطینیة استخدمت "دمى" على شکل مسلحین، یحملون قذائف (آر بی جی) بهدف تضلیل قوات الجیش.

وفی رصد صهیونی لظاهرة إطلاق الصواریخ، التی أصبحت الهم الرئیسی للکیان الصهیونی؛ فقد أکدت مصادر عسکریة أن المقاومة الفلسطینیة أطلقت منذ عامین ما یزید على ثلاثة آلاف وخمسمائة قذیفة صاروخیة وقذیفة "هاون" باتجاه أهداف صهیونیة داخل الأراضی المحتلة سنة 1948م.

وتشیر المصادر إلى أن نصف عدد هذه الصواریخ أطلقت منذ منتصف یونیو الماضی، أی منذ الحسم العسکری الذی نفّذته حرکة المقاومة الإسلامیة "حماس" فی القطاع.

هذا، وتشیر مصادر الاستخبارات الصهیونیة إلى مدى التطویر الحاصل فی تصنیع وتطویر الصواریخ الفلسطینیة، إن کان فی المواد المستخدمة أو فی طریقة حفظها بکمیات کبیرة، وهی لم تکن متوفرة فی السابق، إضافة إلى زیادة مدى ودقة هذه الصواریخ التی أصبحت تصیب أهدافًا محددةً وتوقع قتلى وجرحى ودمارًا کبیرًا.

م/ ن/25


| رمز الموضوع: 142675







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
  1. ايران تدعو الى تشكيل تحالف عالمي من النخب الجامعية للمساعدة في احقاق حقوق الشعب الفلسطيني
  2. هنية والنّخالة يستعرضان الإجراءات المطلوبة لضمان تنفيذ اتّفاق وقف إطلاق النار
  3. الخارجية الإيرانية: الهجوم الصهيوني على رفح يكشف الطبيعة الوحشية لكيان مارق لا يلتزم بالاعراف الدولية
  4. الصحة بغزة: آلاف الضحايا ما يزالون تحت الركام
  5. تفاصيل النص الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة
  6. المقاومة الاسلامية في العراق تستهدف قاعدتي "يوهنتن" و"ياردن" في الأراضي المحتلة
  7. ايران ترحب بموافقة حماس على المقترح السياسي لإنهاء الحرب على غزة
  8. تظاهرات داعمة لفلسطين بجامعتي أكسفورد وكامبريدج البريطانيتين
  9. وزير الخارجية الإيراني: هنية أبلغنا برد حماس على مقترح قطري مصري لوقف اطلاق النار في غزة
  10. الحيّة: المقترح الذي قدمه الوسطاء للحركة يتضمن 3 مراحل
  11. وزير الثقافة الايراني: نسعى لعزل الكيان الصهيوني بالكامل عن الفعاليات الفنية والثقافية العالمية
  12. المقاومة اللبنانية تستهدف مقر قيادة فرقة الجولان (210) بعشرات الصواريخ
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)