الکیان الصهیونی یزور تاریخ القدس

حذر خبیر فلسطینی من مساع إسرائیلیة لتزویر المظاهر التاریخیة والعمرانیة فی القدس المحتلة من خلال تأسیس بنیة تحتیة عبریة المعالم أسفل البلدة القدیمة من المدینة المقدسة.

وقال الدکتور المهندس المعماری جمال عمر -المحاضر بجامعة بیرزیت- إن سلطات الاحتلال تهدف إلى تضلیل السیاح القادمین إلى المدینة، وتتکتم عن مخطط بدأ تنفیذه مؤخرا أسفل باب الخلیل المؤدی إلى المسجد الأقصى من الجهة الغربیة، حیث نشرت بلدیة القدس خرائط تختلف تماما عن مجریات العمل القائم حالیا.

وأوضح أن ما یجری فی باب الخلیل هو جزء من مسلسل کبیر یستهدف البلدة القدیمة خاصة "بهدف خلق هویة ومشهد عبری یتوافق مع روایاتهم حول هیکل سلیمان المزعوم تحت الأرض بدل الهویة العربیة والإسلامیة المعروفة".

وذکر عمرو أن شرکة حکومیة إسرائیلیة -تجمع التبرعات من الیهود المتطرفین فی الولایات المتحدة- تنفذ المشروع سعیا لتهوید المدینة والبلدة القدیمة بهدف السیطرة على کامل الأرض.

وتظهر صور الإجراءات المتخذة والإغلاق المفروض على منطقة العمل فی باب الخلیل، وحجم الضرر المترتب على السکان نتیجة إغلاق عدد من الشوارع والمحلات التجاریة.

وقال الخبیر الفلسطینی إن الاحتلال یستهدف المعالم المعماریة التی ظلت طلیة فترة الاحتلال محافظة على عروبتها شکلا ومضمونا وتجارة وصمودا تمهیدا لإزالتها کما جرى مع حی المغاربة الذی أزیل من الوجود.

وقال إن سلطات الاحتلال تخطط بعد انتهاء مرحلة الأنفاق الموصلة إلى ساحة البراق لإجبار السیاح والحجاج وزوار المدینة على السیر فی بنیة معماریة وأنفاق تحت الأرض یتم فیها تقدیم الروایة الإسرائیلیة لهم وغسل دماغهم من خلال ترجمة تقدم مزاعم تاریخیة مغلوطة.

وقال إن الخطة تقضی أیضا بأن تبدأ الأنفاق من باب الخلیل وباب العمود وتنتهی بساحة البراق المسماة لدیهم حائط المبکى، وذلک لمنع السائح والزائر من المرور بالأحیاء العربیة أو التوقف فیها.

ورفض عمرو فکرة البنیة التحتیة الذی تتذرع به سلطات الاحتلال لإغلاق منطقة باب الخلیل، وأکد أنه لا حاجة لبنیة تحتیة، لأن کل شیء صالح فی البلدة القدیمة، لا سیما أن أعمال البنیة التحتیة استکملت منتصف الثمانینیات من القرن الماضی وانتهى العمل فیها.

وقال إن المشروع یهدف فی النهایة إلى "خلق معالم جدیدة بمنظور ومفهوم یعکسان الرؤیة الإسرائیلیة وفق أسلوب بناء جدید تحت الأرض، وتصویر العرب على أنهم لصوص شیدوا مبانیهم فوق الآثار الإسرائیلیة، وإشعارهم أن البنیة المستحدثة هی المدینة الأصلیة والحقیقیة وأن العرب بنوا مدینتهم فوقها".

وتوقع عمرو أن یستغرق صنع الهویة الجدیدة للقدس أسفل البلدة القدیمة عدة سنوات، وهو ما یعنی تضرر مئات المحلات التجاریة وإغلاقها، وبالتالی إفلاسها رغم الواقع الصعب الذی یعیشه السکان.

ولفت إلى أن 800 منشأة ومحل تجاری ستتعطل عن العمل، فضلا عن انهیار أهم سوقین تجاریین یعدان سر صمود السکان، بعد أن یتوجه الزوار والسیاح إلى البنیة المعماریة الجدیدة أسفل هذه المحلات لمسافة لا تقل عن 1000 متر.

وأوضح أن انهیار هذه الأسواق سیکون سهلا بعد الانتهاء من الخطة الإسرائیلیة، وبالتالی تسهیل مهمة الاستیلاء على بعض العقارات، واختفاء المعروضات الإسلامیة الحالیة فی الأسواق، واستبدال الصخرة والأقصى وسور القدس والمعالم والهلال والصلیب بالشمعدان العبری.

ن/25