السبت 25 شوال 1445 
qodsna.ir qodsna.ir

الحرب الباردة بین أنقرة وتل أبیب

یحاول الإسرائیلیون کثیراً التفاؤل بأن ترکیا الإسلامیة سوف تظل حلیفة لإسرائیل الیهودیة، ومن الممکن أن تتوقع هذا التفاؤل طالما أن السیاسة هی فن الممکن، لکن وعلى أساس اعتبارات معطیات خبرة الأداء السلوکی بالاستناد إلى الوقائع الجاریة یومیاً فی ملف علاقات أنقرة – تل أبیب نلاحظ، أن هذه العلاقات قد بدأ یصیبها الوهن والشیخوخة. وبکلمات أخرى، کلما هدأت الخلافات والتوترات على خط أنقرة – تل أبیب أطلت خلافات وتوترات أخرى جدیدة برأسها، فهل سیتحقق تعادل "تل أبیب" الیهودیة أم تمد سخریة القدر لسانها لتل أبیب مؤکدة بأن طبیعة الکیان الإسرائیلی لا یمکن أن تؤهله للوقوف بجانب القامة التاریخیة الحضاریة لعاصمة مثل أنقرة.

* أبرز التطورات: توصیف الحدث:

نشرت صحیفة زمان الیوم الترکیة تقریراً عن تصریحات رئیس الوزراء الترکی رجب طیب أردوغان التی انتقد فیها توجهات إسرائیل فی التعامل مع قطاع غزة، وتمثل أبرز ما ورد فی تصریحات أردوغان فی الآتی:

• ما تقوم به إسرائیل فی قطاع غزة هو أمر غیر مقبول.

• صواریخ القسام الفلسطینیة لم تقتل الإسرائیلیین ولکن صواریخ الجیش الإسرائیلی هی التی یومیاً تقتل الفلسطینیین.

أثارت تصریحات أردوغان المزید من ردود الأفعال الإسرائیلیة الغاضبة وتمثل أبرزها فی الآتی:

• تسیبی لیفنی وزیرة الخارجیة الإسرائیلیة قررت الاتصال تلفونیاً بنظیرها الترکی علی باباکان.

• الإعلان عن توقعات بأن یقوم رئیس الوزراء الإسرائیلی إیهود أولمرت بالاتصال تلفونیاً بنظیره الترکی.

• تقدمت الخارجیة الإسرائیلیة للسفارة الترکیة فی إسرائیل طالبة من السفیر الترکی نامیک تان تقدیم الإیضاحات حول تصریحات رئیس الوزراء الترکی الأخیرة.

• علق مسؤول رفیع المستوى فی وزارة الخارجیة الإسرائیلیة قائلاً بأن هذا التصریح لم تکن إسرائیل تتوقع صدوره من بلد یواجه مثله مثل إسرائیل خطر الإرهاب.

* ما وراء أحداث المشهد:

یقول الصحفی الإسرائیلی باراک رافید بأن الحکومة الترکیة الحالیة تمارس المزید من الضغوط ضد إسرائیل لجهة دفعها لإقناع المنظمة الیهودیة الأمریکیة بإلغاء قرارها الذی اعترفت فیه بقیام ترکیا بتنفیذ المذبحة ضد الأرمن خلال الحرب العالمیة الأولى. وقد سبق أن التقى الرئیس الترکی الحالی عبد الله غول (عندما کان وزیراً للخارجیة) بالسفیر الإسرائیلی فی أنقرة بینهاس أفیغی وعبر له عن مدى استیاء وخیبة أمل ترکیا إزاء سلبیة إسرائیل فی القیام بحث المنظمات الصهیونیة الأمریکیة عن توجهاتها التی أضرت کثیراً بعلاقات تل أبیب – أنقرة.

* حقیقة النوایا الإسرائیلیة: التعامل مع ترکیا عبر بوابة أنقرة واستهدافها عبر نافذة کردستان:

تطور العلاقات على خط أنقرة – تل أبیب وعلى وجه الخصوص أصبح یتضمن فجوة إدراکیة مزدوجة داخل وبین الطرفین:

• تل أبیب تنظر لترکیا کـ"صدیق وحلیف" وتتعامل معه على المستوى المعلن عبر بوابة أنقرة عن طریق القنوات الدبلوماسیة الرسمیة أما على المستوى غیر المعلن فإن تل أبیب تنظر لترکیا کـ"خصم وعدو مؤکد" وبناء على ذلک تکثف الجهود لاستهداف ترکیا عبر نافذة کردستان.

• أنقرة تنظر لتل أبیب کـ"خصم وعدو مؤکد" لتوجهاتها الإسلامیة وتتعامل معه على الصعید المعلن عبر بوابة تل أبیب أما على المستوى غیر المعلن فحتى الآن لم تستطع أنقرة التخلص من قیود اتفاقیاتها السابقة مع تل أبیب لکی تقوم باستهداف هذا الخصم عبر النافذة، وکل ما یوجد حالیاً هو قیام أنقرة بترتیب وتمهید المسرح من أجل انقلابها الجیوبولیتیکی الکبیر القادم فی الشرقین الأوسط والأدنى خاصة إذا:

* فشلت جهود ضم ترکیا إلى الاتحاد الأوروبی.

* إصرار سارکوزی الفرنسی ومیرکل الألمانیة على مواقفهم العدائیة إزاء ترکیا.

إصرار أمریکا وإسرائیل على دعم الحرکات الکردیة الانفصالیة وضم کرکوک الغنیة بالنفط إلى کردستان العراق.

• إصرار أمریکا وإسرائیل ودول الاتحاد الأوروبی على دعم الموقف الیونانی إزاء أزمة انقسام جزیرة قبرص ضمن حکومتین هما حکومة قبرص الترکیة التی تعترف بها ترکیا وترفض دول الاتحاد الأوروبی الاعتراف بها، وحکومة قبرص الیونانیة التی لا تعترف بها ترکیا بینما دول الاتحاد الأوروبی تعترف بها.

* الصراع الترکی – الإسرائیلی ما زال صراعاً ناعماً منخفض الشدة ویمضی على غرار منهجیة الحرب الباردة، وعلى ما یبدو فإن خلافات أنقرة – تل أبیب ما تزال تطلب الانتظار إلى حین نضوجها على "نار هادئة" وذلک بسبب وجود العامل الأمریکی. أما احتمالات التهدئة والتوافق والتفاهم بین ترکیا الإسلامیة وإسرائیل الیهودیة فهی لیست واردة على المدى القریب المنظور طوال ما کانت إسرائیل تقوم بممارسة الاعتداءات والتعنت وعدم الإقرار بحقوق الغیر العادلة والمشروعة. وبالتأکید سوف تأتی اللحظة الفاصلة مهما طال الزمن لأن صراع أنقرة الإسلامیة مع تل أبیب الیهودیة هو قادم لا محالة مهما طال الزمن ولکن متى وکیف؟ والإجابة على هذا السؤال قد تأتی مع التصعیدات القادمة فی ملف الأزمة الکردیة التی یبذل الإسرائیلیون قصارى جهودهم الاستخباریة والعسکریة من أجل توظیفها بما یؤدی إلى جعل الجیش الترکی یواجه الهزیمة العسکریة فی کردستان بما یترتب علیه إسقاط حکومة حزب العدالة والتنمیة الإسلامی فی ترکیا.

م/ن/25


| رمز الموضوع: 140886







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
  1. الأمم المتحدة: الدمار في غزة غير مسبوق منذ الحرب العالمية الثانية
  2. طوفان مليوني متجدد في صنعاء نصرة لغزة تحت شعار "وفاء يمن الأنصار لغزة الأحرار"
  3. حركة النجباء : لن تقف مكتوفة الأيدي أمام ما يجري في غزة
  4. الخارجية الإيرانية تندد بالصمت الغربي المطبق ازاء ااغتيال الصحفيين: المتشدقون بحرية الرأي والتعبير يواصلون دعمهم لقتلة الصحفيين
  5. القوات اليمنية تعلن بدء المرحلة الرابعة من التصعيد باستهداف السفن الإسرائيلية
  6. المقاومة الاسلامية في العراق تستهدف اهدافا حيوية في الاراضي المحتلة
  7. السيد الحوثي: نحضّر لجولة جديدة من التصعيد في حال استمرار العدوان على غزة
  8. سفير وممثل إيران الدائم لدى منظمة الأمم المتحدة: ايران تحتفظ بحقها الطبيعي في الرد على أي أعمال عدوانية ضد سيادتها وأمنها ومصالحها القومية
  9. الصحة الفلسطينية: ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 34 ألفا و596 شهيدا
  10. قيادي في حماس: إذا أقدم العدو على عملية رفح فسيتم وقف التفاوض
  11. ردا على المجازر الصهيونية في غزة.. المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف هدف حيوي في ايلات "أم الرشراش"
  12. ايران تفرض عقوبات على أفراد وكيانات أمريكية وبريطانية لدعمها الكيان الصهيوني
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)