الخميس 23 شوال 1445 
qodsna.ir qodsna.ir

إسرائیل خدعت نیکسون وامتلکت السلاح النووی

تزامن انعقاد مؤتمر انابولیس للسلام مع کشف مرکز الارشیف الوطنی الامیرکی عن اکثر من عشرة آلاف وثیقة ومذکرة خلال ولایة الرئیس ریتشارد نیکسون، حول السیاسة الامیرکیة فی الشرق الاوسط، وعلاقات واشنطن مع الدول العربیة واسرائیل وایران، تبین ان نفس الازمات والمشاکل والتحدیات لا تزال حاضرة الى حد کبیر بعد اکثر من ثلاثین عاما، وان ازدادت تعقیدا.

وتکشف الوثائق ان قضایا مکافحة الارهاب والتمرد الکردی فی شمال العراق، ومرکزیة النفط واهمیته کسلاح للضغط على امیرکا، والبحث عن قیادة فلسطینیة 'معتدلة' ومطالبة العرب من امیرکا فرض الضغوط على اسرائیل، واشکالیات تسلیح اسرائیل والسعودیة، وقلق حکومة نیکسون من ضغوط اللوبی الاسرائیلی علیها، والاستیاء الامیرکی من التسلح النووی الاسرائیلی ومعارضة العسکریین الامیرکیین الکبار لهذا التسلح، وقلق الاردن من التهدید السوری له، کانت من بین القضایا والتحدیات التی واجهها الرئیس نیکسون ومساعده الابرز انذاک هنری کیسنجر.

النووی الإسرائیلی: إسرائیل

واذا کانت واشنطن تواجه الیوم تحدی 'النووی الایرانی'، فانها فی  1969 ای فی السنة الاولى لولایة نیکسون واجهت مشکلة التعامل مع التسلح النووی الاسرائیلی، ان کان لجهة تصنیع القنبلة النوویة او الصواریخ التی تحملها، وامکانیة استخدام اسرائیل لطائرات (الفانتوم) أف - 4 الامیرکیة التی کانت وافقت ادارة نیکسون على بیعها لاسرائیل، فی هجوم نووی، وتکشف الوثائق ان کیسنجر ومدیر وکالة الاستخبارات المرکزیة آنذاک ریتشارد هیلمز والضباط الکبار فی هیئة الارکان العسکریة المشترکة ناقشوا الخیارات المتوافرة للضغط على اسرائیل للتوقیع على معاهدة عدم انتشار وامکانیة تعلیق تسلیم اسرائیل طائرات الفانتوم اذا لم تقتنع رئیسة الوزراء آنذاک غولدامائیر ووزیر دفاعها اسحاق رابین بذلک.

الوثائق تبین اعتراف کیسنجر 'بالمأزق' خاصة : 'اننا سنتعرض لضغط سیاسی هائل، ونجد انفسنا فی موقع دفاعی ضعیف اذا لم نشرح اسباب تعلیق تسلیم الطائرات'، وفقا لما جاء فی وثیقة اعدها کیسنجر بصفته مستشارا للامن القومی.

وتشیر الوثیقة الى وجود موقف موحد بین الوزارات والاجهزة الامیرکیة، وهو ان امتلاک اسرائیل السری للنووی:'سوف یزید من احتمالات الخطر فی الشرق الاوسط'. ویمکن ان یؤدی الى ضمانات نوویة سوفیتیة للعرب، وتعزیز السیطرة السوفیتیة ویزید من خطر تورطنا.

ویعترف کیسنجر فی مذکرة طویلة بان اسرائیل خدعت الولایات المتحدة وربما سرقت مواد حساسة.. وهناک ادلة ظرفیة على ان بعض المواد الانشطاریة المتوافرة لتطویر البرنامج النووی العسکری الاسرائیلی، تم الحصول علیها بشکل غیر شرعی فی الولایات المتحدة منذ 1965. ویقلل کیسنجر من فعالیة مراقبة البرنامج: 'لاننا لن نستطیع ابدا کشف جمیع الاماکن الاسرائیلیة التی یتم فیها اخفاء 'الاسلحة النوویة' وهذا برنامج واصل الاسرائیلیون باستمرار خداعنا بشأنه، وربما سرقوه منها'.

لکن کیسنجر فی المذکرة المؤرخة فی 19 یولیو 1969 الى نیکسون یبدی 'تفهمه' حین یقول 'الاسرائیلیون هم من بین الشعوب القلیلة التی یعتبر وجودها مهددا'.

وفی مؤشر لافت حول صعوبة حل النزاع العربی ـ الاسرائیلی تبین الوثائق ان نیکسون الذی قال بعد لقائه غولدا مائیر ان هذه المشاکل موجودة منذ قرون، تنبأ بانها غیر قابلة لحل سهل، ونحن لا نتوقع ان تکون قابلة للمعالجة بالوسائل الدبلوماسیة السریعة.

وفی مذکرة وجهها الى کیسنجر هارولد ساندرز المسؤول فی قسم الشرق الاوسط فی مجلس الامن القومی فی یونیو 1973 للرد على الحملة السیاسیة والاعلامیة لسفیر اسرائیل آنذاک سیمحا دینیتز ضد قرار تزوید السعودیة بأول صفقة طائرات اف ـ 4 وکذلک تزوید الکویت بطائرات، یشکو ساندرز من تحرکات دینیتز فی واشنطن 'لتعبئة المعارضة فی وسائل الاعلام ضد الصفقة'.

لکنه یؤکد انه لیس من مصلحة اسرائیل ان تضعف امیرکا فی منطقة غنیة بالنفط او ان تعترض بقوة على تعزیز علاقاتها مع السعودیة.

وتکشف الوثائق قلق الولایات المتحدة والسعودیة المشترک من اعمال العنف والارهاب التی قامت بها منظمة 'ایلول الاسود' التی کانت ذراعا سریة لتنظیم فتح فی اعقاب قتل دبلوماسیین امیرکیین فی السفارة السعودیة فی الخرطوم عام 1973. وتبین احدى المذکرات ان السفیر الامیرکی نیکولاس ثاتشر قال للعاهل السعودی انذاک الملک فیصل بن عبدالعزیز ان الارهابیین سودوا صورة العرب فی العالم، والحقوا ضررا کبیرا بالقضیة الفلسطینیة. وکان جواب العاهل السعودی ان بلاده ترفض هذا العنف واوقفت کل دعمها لتنظیم فتح 'الى حین حصولها على ضمانات بان فتح ستتخلى عن الافکار والممارسات السیئة، لکن الملک اضاف ان حکومته لن تعلن عن هذا القرار: 'لان اشقاءنا الفلسطینیین سوف یهاجموننا بمرارة کبیرة'. واضاف : 'یجب على اصدقائنا الامیرکیین ان یمارسوا ضغطا حقیقیا على اسرائیل لکی تنسحب من الاراضی العربیة التی تحتلها. وحین تحقیق تقدم فی هذا المجال ستکون الطریق مفتوحة لحل جمیع المشاکل بما فیها الارهاب'.

وفی مذکرة بتاریخ ینایر 1974 کتبها السفیر الامیرکی فی السعودیة آنذاک جیمس ایکنز، یکشف عن الاتصالات المصریة - السعودیة، وقلق الرئیس انور السادات من ان تؤدی فضیحة ووترغیت الى محاکمة الرئیس نیکسون، وضرورة قیام العرب بمساعدته من خلال وقف حظر النفط الذی فرض عند اندلاع حرب اکتوبر 1973، ویشیر ایکنز الى ان عمر السقاف مستشار الملک فیصل قرأ له سرا نصف رسالة من السادات الى الملک، وناشده عدم الکشف عن مضمونها لکی لا یغضب منه السادات والملک فیصل، وجاء فیها ان العرب: 'یجب ان یفعلوا ما باستطاعتهم لتقویة الرئیس نیکسون، والشیء الوحید الممکن تقدیمه هو ان یؤکدوا للرئیس ان الحظر (النفطی) ینتهی فور انجاز اتفاق فک الاشتباک' فی سیناء.

م/ ن/25


| رمز الموضوع: 139337







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
  1. قائد الحرس الثوري: "الوعد الصادق" عملية قابلة للتكرار.. هذه معادلة إيران الجديدة
  2. كنعاني: عبارة "حرروا فلسطين" أصبحت اليوم مطلبا وشعارا عالميا
  3. قائد القوة الجوفضائية للحرس الثوري يكشف عن كواليس عملية" الوعد الصادق"
  4. انصار الله : أي قاعدة أو أرض ينطلق منها العدوان على اليمن ستكون أهدافاً رئيسية
  5. اجتياحها سيشهد مذبحة "غير مسبوقة" أهالي رفح والنّازحون: نفضّل الموت في بيوتنا وخيامنا على النّزوح لأي منطقة أخرى
  6. رئيس برلمان فنزويلا: نتنياهو أحد أسوأ القتلة في التاريخ.. والإعلام الغربي منافق ومتواطئ
  7. المجلس السياسي الأعلى يحذر من أي تصعيد أمريكي عدائي يستهدف أمن واستقرار اليمن
  8. مظاهرات جديدة في جامعة سوربون الفرنسية ضد جرائم الابادة في غزة
  9. حركة الجهاد الاسلامي تستبعد التوصل الى اتفاق مع الاحتلال الاسرائيلي
  10. هنية: كل ما يؤدي لحماية المنطقة من الاختراق الصهيوني جهدٌ حيويٌ مهم
  11. منظمة العفو الدولية: إسرائيل استخدمت الأسلحة الأميركية ضد المدنيين بغزة
  12. تصاعد الاحتجاجات في الجامعات الامريكية والاوروبية نصرةً لغزة
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)