قاليباف: استشهاد الحاج سليماني على يد المجرمين الأميركيين أثبت أن دم الشهيد يزرع بذور المقاومة
قال رئيس مجلس الشورى الإسلامي: كان يرى الشهيد سليماني الفرص وسط التهديدات؛ ففي أحلك اللحظات، حين كان الجميع مكتوفي الأيدي، كان هو يتقدم.
قال محمد باقر قاليباف، رئيس مجلس الشورى الإسلامي، في الجلسة العلنية التي عُقدت اليوم (الأربعاء، 1 يناير/2026): أولًا وقبل كل شيء، أود أن أهنئ بمناسبة مولد إمام الأئمة، الإمام محمد التقي (عليه السلام). كما أود أن أهنئ الشعب الإيراني الكريم، ولا سيما الآباء والرجال الإيرانيين المجتهدين الأعزاء، وجميع الشيعة ومحبي الإمام في جميع أنحاء العالم، بمناسبة مولد رجل الرجال، سيد الأتقياء، أمير المؤمنين، الإمام علي (عليه السلام).
وتابع رئيس مجلس النواب في بلادنا: أيها النواب والزملاء المحترمون، أيها الشعب الإيراني الكريم! إننا نُحيي ذكرى استشهاد بطل مكافحة الإرهاب، وحبيب قلوب الشعوب المظلومة في العالم، الشهيد الفريق الحاج قاسم سليماني، وصديقه العزيز الشهيد أبو مهدي المهندس، عشية ذكرى استشهادهما. استشهادٌ لم يكن نهاية حياةٍ حافلةٍ فحسب، بل كان بدايةً لحركةٍ أوسع نطاقًا لنشر منطق المقاومة في أرجاء العالم.
وتابع قاليباف: ما دامت فكرة المقاومة حية في قلوب شعوب العالم، وما دامت المسيرات تُنظّم في شتى بقاع الأرض لتحرير فلسطين، وما دامت كراهية الشباب في العالم للكيان الصهيوني تزداد يومًا بعد يوم، وما دامت فكرة مقاومة ظلم القوى المستبدة متقدة في قلوب شباب المنطقة، فإن مدرسة الحاج قاسم تبقى حية ومُلهمة.
وأكد قائلاً: إن استشهاد الحاج قاسم على يد المجرمين الأمريكيين الجبناء أثبت أن دماء الشهيد تزرع بذور المقاومة. واليوم، لا يزال إرث الحاج قاسم حيًا في قلوب شبابنا، ومساره يُنير درب النصر على الاستكبار. هو الذي أحبط، منذ عهد الدفاع المقدس وحتى جبهات المقاومة في غرب آسيا، مؤامرات الغطرسة العالمية بذكائه وتضحياته، أظهر كيف يمكن للمؤمن، بإيمان راسخ وعمل صالح وثقة حقيقية في قدرة الشعب، أن يتجاوز الحدود الجغرافية ويهرع لنجدة المظلومين.
وقد أشار قاليباف إلى أن: لعل أبرز ما ميّز الحاج قاسم، ومنحه قدرة عظيمة على خدمة الشعب الإيراني والثورة الإسلامية، هو أن الشهيد سليماني كان يرى الفرص وسط التهديدات؛ ففي أحلك اللحظات حين كان الجميع يتراجع، كان هو يتقدم. وفي أصعب الظروف حين سيطر الخوف والسلبية على الجميع، أظهر شجاعة ومبادرة. كان الحاج قاسم رجلاً يواجه أصعب اللحظات، وفي كل طريق مسدود، كان يفتح سبيلاً ويقود الآخرين معه. لقد علّمنا الشهيد سليماني أن المقاومة ليست مجرد استراتيجية، بل الثقافة والإيمان يضمنان النصر.
وأشار قاليباف إلى أن الشهيد سليماني قد دعا الله مرارًا وتكرارًا أن يمنحه فرصة التضحية بحياته من أجل الأمة الإيرانية، وأن يثبت صدقه وثباته في خدمة هذه الأمة بشهادته، وقد تحققت أمنيته أخيرًا. لا يزال إرثه يشتعل يومًا بعد يوم، لكن مدرسته حية ومزدهرة. إذا أردنا مواصلة نهج الحاج قاسم وسلوكه، فعلينا أن نضحي بأنفسنا من أجل الأمة الإيرانية الواعية ومبادئ الثورة الإسلامية؛ وعلينا أن نولي الأولوية لحل مشاكل الشعب؛ وعلينا أن نجد فرصًا لخدمة الشعب والوطن في أحلك الظروف. يجب أن نقدّم القضية الوطنية على المصالح الفئوية والشخصية. يجب أن نقدّم مصلحة إيران على مصالح حزب والجماعات.
واختتم رئيس مجلس الشورى الإسلامي حديثه قائلًا: بتكريم ذكرى جميع الشهداء، ولا سيما الشهيد سليماني، أدعو الله أن يثبتنا على نهجه.