بقائي يكشف تفاصيل المفاوضات النووية والعلاقات مع مصر ولبنان
شدد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، اليوم الاحد، على السيادة الايرانية على الجزر الثلاث من الناحية التاريخية والقانونية، وكذلك من حيث الواقع القائم، وذلك ردا على تكرار الادعاءات الصادرة عن مجلس تعاون الخليج الفارسي بشأن الجزر الثلاث الإيرانية.
وأجاب بقائي على أسئلة الصحفيين خلال مؤتمر صحفي، واستهلّ بقائي حديثه بالتطرق إلى التطورات الدبلوماسية قائلاً: "إنّ أحد التطورات المهمة بالنسبة للمجتمع الدولي وبلدان الجنوب العالمي هو القرار الذي صادقت عليه الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن "اليوم الدولي لمناهضة الإجراءات القسرية الانفرادية". وقد تمّ اعتماد هذا القرار العام الجاري، وأقيم قبل يومين أول اجتماع لإحياء هذه المناسبة في الأمم المتحدة. وهذا يعكس قلق المجتمع الدولي من هيمنة الإجراءات القسرية على الدول النامية، ومن المهم النظر إلى هذا التطور بوصفه خطوة كبيرة".
وتابع قائلاً: "ما زلنا في المنطقة نواجه وضعاً مأساوياً في غزّة؛ فجرائم الكيان الصهيوني مستمرة، وقد استشهد ما يقرب من 400 إنسان بريء. والكيان الصهيوني يدمّر اليوم ما تبقّى من غزّة. كما تعرّض مقرّرو الأمم المتحدة لتهديد شديد، وهذا بحدّ ذاته يعبّر عن منح الولايات المتحدة حصانة مطلقة للكيان الصهيوني".
أمريكا تكريس هيمنة الكيان الصهيوني على المنطقة
وفي رده على مضمون وثيقة الأمن القومي الأميركية وإجراءات واشنطن في غرب آسيا، قال بقائي: "سنقوم بدراسة هذه الوثيقة، لكن ما هو واضح أنّها كشفت بشكل صريح ما كانت الإدارات الأميركية على مدار السنوات الماضية تسعى إليه وتخفيه. فقد تمّ في هذه الوثيقة التأكيد على ضمان أمن الكيان الصهيوني وعلى الوصول إلى الطاقة".
وأضاف: "الحقيقة أنّه يمكن القول إنّ الولايات المتحدة وضعت نفسها في موقع الحكم على جميع الدول. كما أنّ الوثيقة لم تُشر مطلقاً إلى حقوق الفلسطينيين، وهو ما يدلّ على أنّها وثيقة لأمن الكيان الصهيوني، وأنّ كل همّ الولايات المتحدة هو فرض هيمنة هذا الكيان على المنطقة. وهذا بحدّ ذاته يعكس تواطؤ واشنطن في الجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني".
الجزر الايرانية الثلاث
وفي تعليقه على تكرار الادعاءات بشأن الجزر الثلاث من جانب مجلس تعاون الخليج الفارسي، قال بقائي: "موقفنا من الجزر واضح. ومن الناحية التاريخية والقانونية والواقعية لا يوجد أيّ شكّ في سيادة إيران على هذه الجزر. والبيان الأخير ليس سوى تكرار للادعاءات السابقة، وبالتالي نرفضه بالكامل".
وأردف: "من الطبيعي أن يعبّر الشخصيات ووسائل الإعلام عن مواقفهم بشأن قضايا السيادة الوطنية. فكل إيراني حساس تجاه سيادة بلاده. وننصح دول الخليج الفارسي بأن يكون خطابها بما لا يصبّ في مصلحة العدو، أي الكيان الصهيوني. ونحن سندافع عن سيادتنا الوطنية بكل اقتدار".
وعن اتصالات رافائيل غروسي مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرّية مع مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي ووزير خارجية مصر بشأن إيران، قال بقائي: "نحن على تواصل مع الوكالة بصفتنا عضواً فيها، واتصالاتنا تتم مباشرة عبر بعثتنا في فيينا. أما كون أطراف أخرى تتباحث في هذا الشأن فليس أمراً غريباً. لكن القول بوجود وساطة أو مفاوضات غير صحيح. الاتصالات بيننا وبين الوكالة تسير بشكل طبيعي".
وفي ما يخص رسالة عراقجي إلى نظيره اللبناني ورفض لبنان للدعوة، قال بقائي: "الحديث عن تدخل إيران في الشأن اللبناني هو نقاش مضلّل بالكامل. نحن لا نتدخل إطلاقاً. فحزب الله جزء راسخ وفاعل في المجتمع اللبناني، وهو يتخذ قراراته بنفسه".
وتابع: "كوننا دائماً نحرص على السلام والأمن في المنطقة لا ينبغي اعتباره تدخلاً، بل يعكس مسؤولية إيران. نحن جاهزون للحوار مع المسؤولين اللبنانيين ولدينا علاقات طويلة الأمد. أما القرارات المتعلقة بالشأن اللبناني فيجب أن تُتخذ عبر الحوار اللبناني–اللبناني وبين مكوّنات لبنان، ومسألة سلاح المقاومة يقرّرها حزب الله نفسه".
حقيقة تبادل الرسائل بين إيران وأميركا
وردّاً على ما يُتداول بشأن تبادل رسائل بين إيران والولايات المتحدة عبر دول أخرى، قال بقائي: "من الشائع أن تنقل شخصيات أو دول في المنطقة رسائل. أما قناة التواصل الرسمية بيننا فهي مكتب رعاية المصالح الأميركية في إيران، أي السفارة السويسرية".
التدخل الأميركي في الشؤون الإيرانية
وحول تصريحات توم باراك ضد إيران، قال بقائي: "هذا أمر واضح. فالإدارات الأميركية لطالما سعت للتدخل في الشؤون الداخلية لإيران، وما يسمّونه هم "تغيير النظام" هو اعتراف صريح بانتهاك سيادة دولة أخرى".
وأضاف: "التدخل الأميركي في شؤون إيران له تاريخ طويل، والحديث عن الحوار ليس سوى محاولة لفرض الإملاءات. على الولايات المتحدة أن تغيّر نهجها، رغم أننا نعلم أن تغيير العادات أمر صعب أو شبه مستحيل".
إجراء العراق بحقّ حزب الله وأنصار الله
قال بقائي، في تعليقه على الإجراء الذي اتخذته السلطات العراقية بحقّ حزب الله وأنصار الله، "إنّ المسؤولين العراقيين قدّموا إيضاحات رسمية، ونحن نعتمد على ما يصدر عنهم رسمياً. وأضاف أنّه بات واضحاً لجميع الشعوب أن حزب الله يخوض نضالاً مشروعاً وقانونياً، وأنه وفق القانون الدولي يُعدّ من حركات التحرر".
التوتّر بين باكستان وأفغانستان
وبشأن جهود إيران لخفض التوتر بين باكستان وأفغانستان، قال بقائي: "نحن شديدو القلق إزاء استمرار التوتر، خاصة أنّ لدينا مع البلدين أواصر ثقافية ودينية، إضافة إلى الحدود المشتركة. وأيّ اضطراب أمني ينعكس سلباً علينا أيضاً. وقد أعلنّا منذ الأيام الأولى استعدادنا لتقديم أيّ مساعدة. هذه مسيرة مستمرة، ولدينا تواصل مع الطرفين. وفي زيارة لاريجاني الأخيرة إلى باكستان، طُرح هذا الموضوع، ونحن نعمل على خفض التوتر."
معيار وزارة الخارجية هو المصلحة الوطنية
وردّاً على الانتقادات الموجّهة إلى وزارة الخارجية حول أدائها في ملفّ المفاوضات، قال بقائي: "معيار الوزارة هو المصلحة الوطنية، والتي تُحدّد في الهيئات المختصة. نحن نبلور مواقفنا وفق الظروف القائمة ومع المشاورات، بينما تُتخذ القرارات في المؤسسات العليا. ومجلس الأمن القومي العالي حاضر دائماً في عملية اتخاذ القرار، ونستفيد من التوصيات".
عراقجي إلى روسيا وبيلاروسيا
وفي ردّه على سؤال بشأن التحركات الدبلوماسية هذا الأسبوع وزيارة وزير الخارجية إلى باكو، قال:" يقوم الدكتور عراقجي اليوم بزيارة إلى أذربيجان، وسيجري محادثات مع رئيس الجمهورية ووزير الخارجية فيها. علاقتنا مع أذربيجان مهمة ولنا قواسم مشتركة عميقة، ونسعى لتطوير العلاقات وتعزيز السلام والاستقرار في القوقاز. كما سيزور الرئيس قزاقستان، وسيقوم الدكتور عراقجي الأسبوع المقبل بزيارة إلى روسيا وبيلاروسيا للقاء المسؤولين فيهما."
الاتصال مع وزير خارجية مصر
وعن الاتصال الهاتفي بين وزير الخارجية المصري وعراقجي، قال بقائي: "يأتي هذا الاتصال استمراراً لاتصالات سابقة، وقد جرى التباحث بشأن فلسطين. وتمّ الاعتراض على التهجير القسري للشعب الفلسطيني. أما الانتهاكات الفاضحة لوقف النار في لبنان فهي مقلقة للغاية. وتمّ التفاهم على مواصلة التعاون الثنائي وعقد جولة جديدة من المشاورات السياسية قريباً. كما أنّ مصر تبذل دائماً جهوداً في ملفّ الطاقة النووية".
النهج الأحادي لأمريكا في المنطقة
وفي معرض حديثه عن النهج الأحادي للولايات المتحدة، قال المتحدث باسم الخارجية: "ينبغي لكل دولة مسؤولة في العالم أن تشعر بالقلق من السلوك الأحادي والمتوتر للولايات المتحدة، وهو سلوك لم يقتصر تأثيره على منطقتنا فقط. فالاستخدام العاري للقوة في منطقتنا قائم بوضوح، والمجتمع الدولي، بما في ذلك مجلس الأمن، يتحمل مسؤولية واضحة في وقف انتهاك السلم. نحن نشهد أعمالاً عدوانية ضد لبنان وسوريا واليمن، وإذا لم يتحمّل المجتمع الدولي مسؤولياته فسيصبح مصير الأمم المتحدة شبيهاً بمصير "عصبة الأمم"".
رؤية طهران تجاه المنطقة
وأوضح بقائي، في حديثه عن مكانة إيران ودورها الإقليمي، أن "موقع إيران راسخ. فهي وريثة حضارة عريقة وثقافة غنيّة، وقد تعلّمت التكيّف مع الظروف. ويجب أن يكون الهواجس المشتركة لدول المنطقة موجّهة نحو النزعة التوسعية للكيان الصهيوني. أمّا إيران فلم تسعَ يوماً إلى الهيمنة. وفي العامين الماضيين وحدهما، أُلقي على غزّة ما يعادل قوة القنبلة النووية التي أُلقيت على هيروشيما وناغازاكي".
رفض امريكا إصدار تأشيرات للمشجعين الإيرانيين
وفي تعليقه على رفض الولايات المتحدة إصدار تأشيرات للمشجعين الإيرانيين، قال بقائي: "الولايات المتحدة مكلّفة بتوفير الظروف اللازمة لحضور الفرق المشاركة وجماهيرها، وهذا التزام واقع عليها. عدم تنفيذ هذا الالتزام يترتب عليه مسؤولية دولية. وقد أبلغنا اعتراضنا الشديد على عدم إصدار التأشيرات، ونتوقع من الاتحاد الدولي لكرة القدم القيام بواجباته".
لا حاجة لوساطة في العلاقة مع الوكالة
وحول احتمال وساطة مصر بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، قال بقائي: "علاقتنا مع الوكالة مباشرة، وبعثتنا في فيينا تقوم بدورها متى تطلّب الأمر ذلك، ولا نحتاج إلى وساطة".
علاقات جيدة مع فنزويلا
وعن أزمة فنزويلا، قال المتحدث باسم الخارجية: "فنزويلا عضو في الأمم المتحدة ومن الطبيعي أن تمتلك الحق في الدفاع عن نفسها ضد أي اعتداء خارجي. وقد أعربنا مراراً عن تضامننا معها، ونعتبر أي عمل ضد فنزويلا نوعاً من التعسف. لدينا علاقات جيدة معها، وهناك تنسيق وتعاون في المنظمات الدولية. وإذا لم يُتخذ موقف تجاه التهديدات ضد فنزويلا، فقد يشكّل ذلك أساساً لنمط جديد من انتهاك القوانين على المستوى الدولي".
عودة 55 إيرانياً من أمريكا
وفي ما يتعلق بعودة الإيرانيين من أمريكا وما تردد حول إساءة التعامل معهم، قال بقائي إنّ "الإيرانيين الذين أُعيدوا من أميركا –بحسب الادعاء الأميركي– جرى ترحيلهم لأسباب قانونية وبحجة مخالفة قوانين الهجرة، على حد تعبير واشنطن. وأضاف أنّ الضغوط والمضايقات بحق المهاجرين في الولايات المتحدة ازدادت خلال الفترة الأخيرة، وهذه المجموعة هي الثانية التي تُعاد من قبل السلطات الأميركية".
وأوضح أنّ "هؤلاء الإيرانيين أعربوا عن رغبتهم في العودة إلى الوطن، ومن المتوقع أن يعود نحو 55 مواطناً إيرانياً خلال الأيام المقبلة. وتشير التقارير إلى أنّ أكثر من 500 ألف شخص من جنسيات مختلفة أُعيدوا إلى بلدانهم خلال العام الماضي".
سيادة إيران
وعن المحادثات مع الدول بشأن الإجراءات التي تُتخذ ضد سيادة إيران، قال المتحدث باسم الخارجية: "نحن لا نتسامح إطلاقاً إزاء أي مساس بسيادتنا، بما في ذلك سيادة أجواء البلاد. وقد حذرنا دول المنطقة دوماً من استغلال الكيان الصهيوني لأراضيها. ونتابع كل حالة بشكل موثق، وكل مستند يصل إلينا نطرحه بصراحة تامة مع أي دولة معنية".
تقارير جديدة حول جفري إبستين
وبخصوص التقارير الجديدة المتعلقة بجفري إبستين، قال بقائي: "هذه التقارير تظهر أن نشاطات إبستين لم تقتصر على الاتجار، بل كانت له تحركات على مستوى المنطقة أيضاً، وذلك بالتعاون مع الكيان الصهيوني في أعمال موجّهة ضد إيران. وهذه المعلومات الجديدة ذات دلالة كبيرة وتكشف طبيعة خصوم الشعب الإيراني".
الوجود الأميركي في المنطقة مقرون دائماً بانعدام الأمن
وفي تعليقه على افتتاح أكبر قنصلية أميركية جديدة في منطقة كردستان العراق، قال بقائي إنّ إيران تتابع التطورات بدقة، مضيفاً: نعلم أن الوجود الأميركي في المنطقة كان دائماً مقترناً بانعدام الأمن وإثارة الخلافات. وندعو الجميع إلى التحلّي باليقظة تجاه تحركات الولايات المتحدة، ونؤكد أننا لن نتوانى عن تعزيز قدراتنا الدفاعية.
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS