الثلثاء 4 جمادي الثانية 1447 
qodsna.ir qodsna.ir

هل تنفجر الضفة الغربية في وجه الاحتلال والسلطة بعد الصمت المكبوت أمام الاعتداءات والاستيطان؟

تشهد الضفة الغربية المحتلة منذ أشهر حالة توتر غير مسبوقة تعكس تحوّلًا خطيرًا في طبيعة المواجهة مع الاحتلال ، فلم تعد الضفة مجرد مساحة هدوء نسبي بين جولات الاياجة بغزة، بل تحوّلت إلى بيئة مشحونة بكل سمات الانفجار الداخلي، حيث تتصاعد الاعتداءات الاستيطانية يوميًا، وتتعرض القرى والمدن الفلسطينية لاقتحامات عسكرية متكررة، مصحوبة بمداهمات واعتقالات واسعة، بينما يواصل المستوطنون التوسع على حساب الأراضي الفلسطينية بلا رادع أو محاسبة.

تشهد الضفة الغربية المحتلة منذ أشهر حالة توتر غير مسبوقة تعكس تحوّلًا خطيرًا في طبيعة المواجهة مع الاحتلال ، فلم تعد الضفة مجرد مساحة هدوء نسبي بين جولات الاياجة بغزة، بل تحوّلت إلى بيئة مشحونة بكل سمات الانفجار الداخلي، حيث تتصاعد الاعتداءات الاستيطانية يوميًا، وتتعرض القرى والمدن الفلسطينية لاقتحامات عسكرية متكررة، مصحوبة بمداهمات واعتقالات واسعة، بينما يواصل المستوطنون التوسع على حساب الأراضي الفلسطينية بلا رادع أو محاسبة.

الى جانب ذلك تعاني السلطة الفلسطينية من ضعف متزايد في قدرتها على إدارة الشأنين الأمني والسياسي، ما يترك فراغًا تتصاعد فيه المقاومة الشعبية بأشكالها المختلفة، استعدادًا لانفجار أوسع في وجه الاحتلال.

 ومع تراجع فعالية المؤسسة العسكرية التابعة لـ"إسرائيل" في الضفة، يصبح كل احتكاك ميداني، وكل استهداف فلسطيني أو تحرك مقاوم، نقطة قابلة للتصعيد إلى مواجهة مفتوحة.

غضب شعبي مكبوت

 تبدو الضفة الغربية وكأنها على شفا انفجار شامل؛ مقاومة آخذة في التمدد، غضب شعبي مكبوت، فراغ إداري متزايد، و تغول واضح في الانتهاك الإسرائيلي بحق أهل الضفة على اختلاف اماكن تواجدهم ، كل هذه العناصر تتجمع لتشكيل معادلة جديدة قد تغيّر قواعد الصراع على الأرض، فما يجري لا يشبه توترًا عابرًا، بل هو تحوّل استراتيجي يضع الاحتلال أمام واقع مأزوم، ويجعل أي لحظة صدام محتملة محطة قد تُسجّل كنقطة فاصلة في مسار المقاومة الفلسطينية.

وفي ظل تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين في مختلف مناطق الضفة الغربية، أبدى المحلل السياسي الفلسطيني خليل كافاكجي مخاوفه من أن الأوضاع تتجه نحو "انفجار كبير" يصعب السيطرة عليه.

وأوضح في تصريحات صحفية أن الانتهاكات المتواصلة — من اقتحامات مستمرة للمناطق الفلسطينية، وهجمات المستوطنين، والاعتقالات اليومية — تشكل تراكمًا طويل الأمد من الضغوط على الفلسطينيين.

 وأشار إلى أن التحذيرات الصادرة من داخل المؤسسة العسكرية لـ"إسرائيل" نفسها تعكس إدراكًا واضحًا بأن الضفة الغربية وصلت إلى نقطة غليان يصعب احتواؤها.

وأكد كافاكجي أن هذه المؤشرات تشير إلى أن أي شرارة صغيرة قد تتحول سريعًا إلى مواجهة أوسع، سواء عبر اشتباكات ميدانية مباشرة أو موجة مقاومة مسلحة أكثر اتساعًا.

من جانب آخر، أبرز محللون سياسيون فلسطينيون أن جرائم الاحتلال واعتداءاته المستمرة لن تقتصر آثارها على المناطق التي استُهدفت مباشرة، بل ستتجه إلى الضفة الغربية، وأشاروا إلى أن الضفة لم تعد ساحة ثانوية أو هامشية للصراع، بل أصبحت بؤرة مركزية لمقاومة فلسطينية متجددة، مدفوعة بغضب شعبي متراكم وإحساس عميق بعدم قدرة المؤسسات الرسمية على حماية المواطنين من الاعتداءات اليومية.

فى السياق ذاته أكد القيادي في حركة حماس عبد الرحمن شديد أن تصعيد الاحتلال لعمليات الملاحقة والاقتحام والاغتيال بحق المقاومين يشكل دليلاً على حالة الرعب التي يعيشها، والهواجس الأمنية التي تسيطر عليه من استمرار مدّ المقاومة في الضفة الغربية.

وأشار شديد إلى أن الاحتلال لن يستطيع فرض معادلاته على الشعب الفلسطيني مهما تمادى في بطشه وإجرامه، ومهما لجأ إلى القوة المفرطة والاغتيال والاعتقال لتحقيق مخططاته بالضم والتهجير.

وفي حين قالت الفصائل الفلسطينينة فى عدة بيانات منفصلة، أكدت فيها أن "الغضب الفلسطيني المتراكم سينفجر في وجه الاحتلال".

واعتبرت أن جرائم القتل اليومية واعتداءات المستوطنين على القرى والمدن الفلسطينية لن تؤدي إلى الهدوء، بل إلى مواجهة أكثر شمولًا على الأرض. "على شفا انفجار" وأشارالفصائل إلى أن استمرار الاحتلال في فرض الوقائع على الأرض، دون أي اعتبار للحقوق الفلسطينية، يعزز احتمالية اندلاع انتفاضة جديدة، حيث تتلاقى الاحتياجات الأمنية للفلسطينيين مع رغبتهم المتصاعدة في المقاومة والدفاع عن أرضهم ومقدساتهم.

وتشهد الضفة المحتلة مؤخرًا تصعيدًا واضحًا في الاعتداءات الاستيطانية والعسكرية، حيث أكدت تقارير محلية ودولية ارتقاء و إصابة عدد من الفلسطينيين علاوة على فقدانهم لمتلكاتهم الشخصية جراء هجمات المستوطنين وقوات الاحتلال، في مؤشر على اتساع دائرة العنف اليومي وتأثيرها المباشر على المدنيين.

 وفي المقابل، يشير مسؤولون أمنيون في "إسرائيل" إلى وجود ضعف كبير في بنية المنظومة الأمنية في الضفة الغربية، محذرين من أن الحكومة الإسرائيلية أضعفت قدرة الجيش على مواجهة عنف المستوطنين، ما أدى إلى بطء في إجراءات الردع، وزاد من مخاطر تفجر الأوضاع، وهو ما أكدته تقارير متفرقة تحدثت صراحة عن أن الضفة "على شفا انفجار".

وفي جانب إدارة الشأن الداخلي، تؤكد مؤسسة الدراسات الفلسطينية (Institute for Palestine Studies) أن تراجع دور السلطة الفلسطينية وقدرتها على الوساطة أضعف قدرتها على احتواء الغضب الشعبي، ما يجعل الضفة أرضًا خصبة لتفجير التوترات وميدانًا مفتوحًا لمقاومة متجددة.

كما يحذر مراقبون فلسطينيون من مخطط إسرائيلي لإحياء مشروع "روابط القرى" الذي يهدف إلى تقسيم الضفة إلى كانتونات معزولة، على غرار التجزئة التي فُرضت على قطاع غزة سابقًا. ويرى هؤلاء أن هذا المخطط سيزيد من حدة التوتر والمقاومة الشعبية.

 ليس عابراً

ويؤكد المحلل السياسي الفلسطيني حسن لافي، أن ما يجري ليس مجرد تصعيد أمني عابر، بل محاولة إسرائيلية ممنهجة لفرض وقائع جديدة على الأرض وشرعنة التوسع الاستيطاني بهدف السيطرة على أكثر من 40٪ من أراضي الضفة، ما يعزز احتمالات انفجار المقاومة الشعبية في وجه الاحتلال.

 واستنادًا إلى المعطيات الميدانية والتحليلات الفلسطينية والتحذيرات الإسرائيلية، تتضح عدة سيناريوهات محتملة لتطور الأوضاع في الضفة الغربية التي تبدو اليوم على شفا انفجار شامل.

 السيناريو الأول هو انفجار أمني واسع، قد تتحول فيه الضفة إلى جبهة مواجهة شبه مفتوحة بين بين المقاومة و جيش الاحتلال فالهجمات المتكررة للمستوطنين، والمداهمات اليومية، وإصرار الفلسطينيين على المقاومة كلها عناصر قد تتكامل لتشكل مواجهة مسلحة أو شبه منظمة تمتد إلى عدة مناطق في وقت واحد.

هذا السيناريو يتوافق مع تحذيرات المحلل الإسرائيلي يسخاروف من "العاصفة المثالية" التي قد تؤدي إلى انفجار شامل فى الضفة.

انتفاضة ثالثة أما السيناريو الثاني، فهو اندلاع انتفاضة ثالثة أو موجة مقاومة مدنية واسعة. وهنا لا يكون الانفجار مسلحًا فقط، بل قد يأخذ شكل احتجاجات شعبية حاشدة، وإضرابات عامة، ومقاطعات اقتصادية، وحملات ضغط جماهيرية ضد الاحتلال، خصوصًا مع استمرار تدهور السلطة الفلسطينية وتراجع الثقة الشعبية بها، وهو ما أكدته تقارير مؤسسة الدراسات الفلسطينية بشأن ضعف السلطة في احتواء الغضب المتصاعد.

السيناريو الثالث يتمثل في حدوث فراغ مؤسسي فلسطيني أو إعادة هيكلة داخلية. ومع تآكل دور السلطة، يمكن أن تنشأ قيادات ميدانية أو مجموعات محلية — سواء مقاومة مسلحة أو فصائل مدنية — تتولى ملء هذا الفراغ، وتعيد رسم قواعد الاشتباك على الأرض، بما يعزز قدرة الفلسطينيين على مواجهة الانتهاكات اليومية.

 

أما السيناريو الرابع، فيتعلق بردّ إسرائيلي عنيف أو بعمليات عسكرية مركزة. فوفق تقديرات وسائل إعلام إسرائيلية والتحذيرات الأمنية الرسمية، قد تلجأ "إسرائيل" إلى تعزيز انتشارها العسكري في الضفة، أو شن عمليات ميدانية واسعة ضد خلايا المقاومة، أو فرض تغييرات سياسية وأمنية عميقة، وربما إعادة إنتاج استراتيجية تجزئة الضفة. وبجمع هذه السيناريوهات مع حالة التوتر الراهن، يتحول المشهد في الضفة الغربية إلى مشهد محفوف بالانفجار، حيث تتقاطع الضغوط الأمنية والسياسية والاجتماعية لتشكل بيئة قابلة للاشتعال في أي لحظة، سواء بشكل مسلح أو مدني، مع تبعات كبيرة على مستقبل السيطرة على الأرض وموازين القوة في الصراع المفتوح مع الاحتلال.

 


| رمز الموضوع: 411057







المستعمل تعليقات

الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
  1. حماس: تصعيد الاحتلال لملاحقة المقاومين واغتيالهم يعكس حالة رعب من تصاعد المقاومة بالضفة
  2. لاريجاني: التعاون الإيراني-الباكستاني يساهم في تحقيق السلام الإقليمي
  3. قوات الاحتلال تقصف قطاع غزة وتواصل نسف المنازل
  4. الاحتلال يواصل خرقه لاتفاق التهدئة بقصف مناطق عدة في قطاع غزة
  5. "أطباء بلا حدود" تدين إراقة دماء الفلسطنيين في غزة وتطالب بحماية العاملين الصحيين
  6. مقرّر أممي: الاعتداءات الإسرائيلية على المدنيين في لبنان جرائم حرب وانتهاك للقرار 1701
  7. إيران تدين بشدة العدوان الصهيوني على لبنان
  8. وزارة الخارجية الايرانية تصدر بيانا بشأن قرار مجلس الأمن تجاه غزة
  9. أكثر من ألف فنان ينضمون لحملة "لا موسيقى للإبادة" لمقاطعة دولة الاحتلال
  10. عراقجي: الشعب الايراني محب للسلام لكنه يجعل المعتدي يندم على عدوانه
  11. السيد ياسين الموسوي: الشعب أسقط مشروعاً أمريكياً – إسرائيلياً لإعادة تقسيم المنطقة
  12. غزة: غارات للاحتلال على رفح وخان يونس ومدينة غزة وعمليات تجريف شرقي جباليا
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)