المتحدث باسم اليونيسف لــ قدسنا:
حرب غزة سببت أضراراً نفسية شبه شاملة للأطفال / على العالم أن يتحد لدعم أطفال غزة / إسرائيل يجب أن توقف فوراً هجماتها على المدارس والمستشفيات
أكد المسؤول الإعلامي لمكتب منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أن حرب غزة تسببت بأضرار نفسية طالت تقريباً جميع الأطفال في القطاع، داعياً إلى وقف فوري للهجمات الإسرائيلية على الأطفال والمدارس والمستشفيات، وإلى توحيد الجهود الدولية لحماية أطفال غزة ودعمهم نفسياً وجسدياً.
وفي تصريح خالة لوكالة القدس للأنباء (قدسنا) قال سليم عويس: إن «اليونيسف تدين باستمرار الهجمات التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي ضد الأطفال والمراكز المحمية كالمستشفيات والمدارس والملاجئ ومراكز الإغاثة»، مشدداً على ضرورة ضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، إلى جانب الاعتراف بالمعاناة النفسية لأطفال غزة والتعامل معها بجدية.
وفي معرض رده على سؤال حول ما إذا كانت إسرائيل ترتكب جرائم حرب بحق الأطفال، أوضح عويس أن اليونيسف ليست جهة مخولة بإطلاق توصيفات قانونية كهذه، قائلاً: "دورنا هو التركيز على تأثير النزاع على الأطفال والمطالبة بحمايتهم في كل الظروف. نحن نؤيد وقفاً فورياً ودائماً لإطلاق النار، وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون قيود، وزيادة حجم الإمدادات عبر المعابر، وإنهاء عمليات القتل والتشويه التي يتعرض لها الأطفال."
وأضاف: "لسنا بحاجة إلى لغة خاصة لتحريك العالم، بل إلى إنهاء معاناة الأطفال والحفاظ على وقف إطلاق النار."
جهود دبلوماسية وإنسانية متواصلة
وعن الجهود التي تبذلها اليونيسف دبلوماسياً وقانونياً لفرض وقف إطلاق النار وضمان حقوق الأطفال، أوضح عويس أن المنظمة "لم تتوقف يوماً عن استخدام جميع القنوات الممكنة لحماية أمن ورفاه الأطفال في غزة وسائر الأراضي الفلسطينية"، مشيراً إلى أن هذه الجهود تشمل:
تقديم تقارير دورية إلى الدول الأعضاء وهيئات الأمم المتحدة، مثل مجلس الأمن والجمعية العامة، حول وضع الأطفال والانتهاكات الجسيمة التي يتعرضون لها.
توثيق الانتهاكات من خلال آلية الرصد والإبلاغ التابعة للأمم المتحدة (MRM) لإدراجها في قوائم وتقارير وإجراءات تصحيحية.
الدعوة لوقفٍ دائمٍ لإطلاق النار، وضمان الحماية الفورية للأطفال والمنشآت المدنية، وتأمين وصول المساعدات الإنسانية، وإطلاق سراح الأطفال المحتجزين، واحترام القانون الدولي الإنساني.
التنسيق مع وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الأخرى لربط الجهود الدبلوماسية بالاحتياجات الفعلية للأطفال على الأرض.
تقديم خدمات حماية الطفل والدعم النفسي والاجتماعي عبر فرق ميدانية وشركاء محليين في غزة والضفة الغربية.
استمرار عمليات الإغاثة
وفيما يتعلق بإدخال المساعدات الإنسانية، قال عويس إن اليونيسف تواصل عملياتها الإنسانية بالشراكة مع منظمات متعددة لتأمين الغذاء والدواء والمياه والمأوى للأطفال والعائلات، وتعمل على نقل المياه الصالحة للشرب عبر الصهاريج، وصيانة محطات التحلية وشبكات المياه المتضررة.
وأشار إلى أن المنظمة تدعم صيانة خطوط إمداد المياه التي تديرها شركة "ميكوروت" الإسرائيلية لضمان استمرار التدفق.
وأضاف أن اليونيسف تعمل على إعادة بناء الخدمات الأساسية مثل أنظمة المياه الآمنة، وسلاسل التبريد الخاصة باللقاحات، والرعاية الصحية الأولية، والتغذية والتعليم، بما في ذلك إنشاء صفوف تعليمية مؤقتة (TLS) تُستخدم أيضاً لتقديم خدمات الحماية والتغذية والرعاية الصحية للأطفال.
وقال: "إعادة تأهيل المدارس وتجهيزها للفترة المقبلة تمثل أولوية قصوى، وهي من أبرز مطالب الأطفال والأمهات في غزة."
دعوة إلى وحدة دولية لحماية الأطفال
وتابع عويس: "أولويتنا هي استمرار إيصال المساعدات المنقذة للحياة، والعمل في الوقت نفسه على بناء نظام خدماتي مستدام وموثوق، لكن تحقيق ذلك يتطلب الحفاظ على هذا الهدوء الهش، وأن يتوحد العالم لدعم أطفال غزة."
موقف اليونيسف من الانتهاكات الإسرائيلية
وفي رده على سؤال حول الانتهاكات المتكررة للقانون الدولي الإنساني والهجمات على المرافق المدنية، قال عويس:
"اليونيسف لا تحدد المسؤولية القانونية ولا تصدر أحكاماً قضائية، لكنها تصر على ضرورة وقف الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال فوراً، وإجراء تحقيقات شاملة ومحاسبة المسؤولين عنها. فالمساءلة ضرورية لتحقيق العدالة ولمنع تكرار الجرائم."
وأكد أن المنظمة تدين علناً وباستمرار الهجمات على الأطفال والمراكز المحمية، وتعمل على توثيق كل الانتهاكات في إطار آلية الرصد والإبلاغ التابعة للأمم المتحدة.
كارثة نفسية تطال كل طفل في غزة
وحول الأزمة النفسية التي يعيشها أطفال غزة، قال عويس إن الحرب ألحقت أضراراً نفسية شبه شاملة بالأطفال، موضحاً أنهم يعيشون حالة من الضغط النفسي السام نتيجة العنف والنزوح والحصار، ويظهرون أعراضاً مثل الخوف والقلق والكوابيس والعزلة.
وأضاف أن اليونيسف تعمل مع علماء نفس وشركاء محليين لتقديم الدعم عبر برامج مجتمعية وأسرية، وقد استفاد في عام 2025 أكثر من 170 ألف طفل و57 ألف مقدم رعاية من برامج إدارة التوتر وبناء مهارات التكيف وإعادة الاندماج الاجتماعي.
وأشار إلى أن 80% من الأطفال المشاركين في برنامج العلاج بالاسترخاء والتعافي (TRT) أظهروا تحسناً ملموساً، فيما تراجع معدل أعراض اضطراب ما بعد الصدمة لدى طفل من كل أربعة أطفال.
وختم المتحدث الإقليمي لليونيسف قائلاً: "حتى في أحلك الظروف، نواصل دعم الأطفال ليلعبوا ويتعلموا ويشعروا بالأمان من جديد. نؤكد مجدداً على ضرورة الوصول الإنساني دون عوائق، والاهتمام بمعاناتهم النفسية إلى جانب احتياجاتهم الجسدية."