عامٌ على استشهاد القائد المشتبك يحيى السنوار: مسيرة رجل صنع من الأسر نهجاً ومن المقاومة حياة

في مثل هذا اليوم، تمرّ الذكرى الأولى لاستشهاد القائد المشتبك يحيى السنوار، أحد أبرز رموز المقاومة الفلسطينية، وأحد العقول المؤسسة لمسار المواجهة في قطاع غزة. رجلٌ جمع بين الفكر والتنظيم والصلابة، فكان مثالاً للثبات في زمن الانكسار، ورمزاً لقائدٍ عاش على العهد ومضى عليه.
في مثل هذا اليوم، تمرّ الذكرى الأولى لاستشهاد القائد المشتبك يحيى السنوار، أحد أبرز رموز المقاومة الفلسطينية، وأحد العقول المؤسسة لمسار المواجهة في قطاع غزة. رجلٌ جمع بين الفكر والتنظيم والصلابة، فكان مثالاً للثبات في زمن الانكسار، ورمزاً لقائدٍ عاش على العهد ومضى عليه.
من المخيم إلى الميدان
وُلد يحيى إبراهيم السنوار عام 1962 في مخيم خانيونس جنوب قطاع غزة، لعائلة لاجئة هجّرت من بلدة المجدل المحتلة عام 1948.
في أزقة المخيم تشكل وعيه الأول، حيث اختلطت طفولته برائحة البارود وصوت الأذان، فكبر مؤمناً بأن فلسطين لا تُسترد إلا بالمقاومة.
درس اللغة العربية في الجامعة الإسلامية بغزة، وهناك كان من أوائل الشباب الذين أسسوا النواة التنظيمية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس).
عرفته الحركة منذ بداياتها شاباً صلباً، جريئاً، لا يعرف المساومة، متقدماً الصفوف في العمل التنظيمي والميداني.
الاعتقال والتجربة
في نهاية الثمانينيات، اعتقلته قوات الاحتلال وحكمت عليه بالسجن أربع مؤبدات بعد اتهامه بتأسيس جهاز أمني داخلي للحركة وتنفيذ عمليات ضد الاحتلال.
في السجن، لم يتوقف عن المقاومة، بل تحوّل إلى أحد أبرز القيادات التنظيمية والفكرية داخل المعتقلات، يقود الأسرى في الإضرابات وينظم صفوفهم بثباتٍ قلّ نظيره.
كان السجن بالنسبة له مدرسةً للوعي، وميداناً آخر للاشتباك مع المحتل.
الحرية والعودة إلى الميدان
في عام 2011، خرج السنوار إلى الحرية ضمن صفقة وفاء الأحرار (صفقة شاليط)، ليعود إلى شعبه كما خرج منه: أكثر إيماناً بعدالة القضية، وأشد تمسكاً بخيار المقاومة.
تولى بعد الإفراج عنه مسؤوليات قيادية رفيعة في حركة حماس، وكان له دور محوري في تطوير عملها الأمني والعسكري.
وفي عام 2017، انتُخب رئيساً لحركة حماس في قطاع غزة، ليقود مرحلة حساسة من تاريخ الحركة، اتسمت بالمواجهة والثبات وإعادة بناء الجبهة الداخلية للمقاومة.
قائد الميدان والاشتباك
عُرف السنوار بلقب "القائد المشتبك"، لأنه لم يفصل يوماً بين الفكرة والبندقية. آمن أن المقاومة ليست خياراً تكتيكياً بل قدر شعبٍ يواجه احتلالاً لا يعرف إلا لغة القوة. وفي كل مرحلة من مراحل الصراع، كان السنوار يؤكد أن غزة ستبقى خط الدفاع الأول عن القدس والأقصى، وأن السلاح هو الضمانة الوحيدة لحماية الحقوق الوطنية.
الشهادة…
الخاتمة التي تشبه المسيرة في السادس عشر من أكتوبر 2024، ارتقى يحيى السنوار شهيداً أثناء اشتباك مع قوات الاحتلال في مدينة رفح، بعد مسيرةٍ طويلة من النضال والفداء.
رحل القائد الجسور، وبقيت سيرته وقناعاته تضيء درب المقاومين، وتلهم كل حرٍّ على هذه الأرض.
إرثٌ لا يُمحى
عامٌ على استشهاده، وما زال اسمه يهتف في شوارع غزة ومخيمات الشتات: أن الحرية تُصنع، والمقاومة لا تُهزم، والشهداء لا يغيبون. من خلفه، تمضي الأجيال على ذات الدرب، تحرس الوصية وتكمل الطريق.