qodsna.ir qodsna.ir
في مقابلة تلفزيونية؛

عراقجي:لم نُجرِ اي مفاوضات خارج الملف النووي ولن ننضم الى ما يسمى بالاتفاقيات الابراهيمية

اكد وزير الخارجية ، عباس عراقجي، على ان ايران لم تُجرِ اي مفاوضات خارج الملف النووي وخاصة حول المقاومة، مضيفا ان ما يسمى بالاتفاقات الابراهيمية لا تتوافق مع مبادىء الجمهورية الاسلامية الايرانية، ولن يحدث أبدا أن يتم الانضمام إليها.

وفي حوار خاص لقناة الخبر الايرانية،مساء امس السبت،اشار وزير الخارجية، عباس عراقجي الى "ان اي خطة يمكن أن تؤدي إلى وقف الجرائم والابادة الجماعية في غزة، نحن ندعمها وقد دعمناها دائما وشددنا عليها في جميع المحافل الدولية، وفي علاقاتنا الثنائية مع الدول الأخرى، وفي مفاوضاتنا، مؤكدين ضرورة اتخاذ إجراءات تمنع هؤلاء المجرمين".

واوضح عراقجي : لكن فيما يتعلق بالمستقبل والأهداف المحتملة لهذه الخطط، أو التحذيرات التي يجب أخذها بعين الاعتبار، فمن الطبيعي أن نُعلن وجهات نظرنا.لا ثقة لدينا في الكيان الصهيوني الذي سبق له ان انتهك وقف إطلاق النار  مرارا في الماضي،وخاصة في لبنان، وآخرها تم خرق الاتفاق من قبل هذا الكيان، واستمر في جرائمه. ومن هذا المنطلق، فمن الطبيعي أن نوجه التحذيرات اللازمة في هذا الصدد، وسنواصل ذلك".

وفيما يتعلق باتفاق وقف اطلاق النار في غزة، بيّن وزير الخارجية أن المرحلة الأولى من الاتفاق قد نُفذت حتى الآن، وتوقفت العمليات الحربية، وتم الانسحاب الأولي المطلوب. لكن أكثر من 50% من أرض غزة لا تزال تحت احتلال قوات الكيان الإسرائيلي، وهناك شكوك جدية حول ما إذا كان هذا الانسحاب سيكتمل لاحقا أم لا. ومن المقرر أن يتم في الأيام القادمة تبادل الأسرى والمحتجزين.

وتابع عراقجي قائلا:"لقد كنا دائما داعمين للمقاومة، ووقفنا الى جانب الشعب الفلسطيني وفصائل المقاومة. واليوم، القرار الذي اتخذته فصائل المقاومة بوقف إطلاق النار هو قرارها، ومن وجهة نظرنا، أي قرار يؤدي إلى وقف الجرائم، وتحقيق حقوق الشعب الفلسطيني، وتقديم المساعدات إلى غزة، من الطبيعي ألّا نعارضه."

وشدد على أن "موقفنا كان دائما على هذا النحو: وقف الجرائم ودعم شعب غزة. فالمقاومة هي من قررت قبول هذا الاتفاق لوقف إطلاق النار، وفي نهاية المطاف، هذا القرار يخص الشعب الفلسطيني، ولا يحق لأحد أن يقرر نيابة عنهم".

موقف إيران من وقف إطلاق النار في غزة موقف شامل وواقعي

وفي رده على سؤال حول ما إذا كان موقف وزارة الخارجية من هذه الخطة موقفا وسطا، اجاب عراقجي:"موقفنا ليس موقفا وسطا، بل موقفا واقعيا. نحن ندعم أي إجراء يؤدي إلى وقف الجرائم والإبادة الجماعية، وبدء تقديم المساعدات لغزة، وإعادة الإعمار، واتخاذ خطوات لإنصاف الشعب الفلسطيني. وفي الوقت نفسه، نحذر من خدع وخيانة الكيان الصهيوني في الاتفاقيات السابقة والحالية".

وفي هذا السياق، اوضح ان بعض جوانب الخطة الحالية تبعث على القلق من أنها قد لا تحقق حقوق الشعب الفلسطيني بشكل كامل في المستقبل وقد سبق أن حذرت ايران من هذه المسألة. مضيفا ان بيان وزارة الخارجية اكد على أن هذا الوقف المؤقت لإطلاق النار، رغم أنه تم بمبادرة من فصائل المقاومة، لا يعفي المجتمع الدولي من مسؤوليته في معاقبة مرتكبي الجرائم في غزة.

وتابع : هذا الاتفاق لا يبرئ مرتكبي الجرائم. يجب متابعة الأحكام الصادرة عن المحاكم الدولية ضد رئيس وزراء الكيان الصهيوني المزعوم، ويجب التحقيق في الجرائم المرتكبة في غزة. لذا، موقف الجمهورية الإسلامية الايرانية موقف متكامل يشمل دعم الجوانب الإيجابية في هذه العملية، وتحذيرات بشأن المستقبل، وتأكيد ضرورة محاسبة المجرمين أمام المجتمع الدولي.

لم نُجرِ أي مفاوضات خارج الملف النووي، خاصة حول المقاومة

وردا على سؤال حول تصريحات ترامب الأخيرة بشأن إيران، قال وزير الخارجية:"الاستنتاج الذي توصل إليه ترامب من بيان وزارة الخارجية وموقف الجمهورية الإسلامية الايرانية يخصه وحده. نحن لم نكن مهادنين؛ فقد أيدنا الجزء المتعلق بوقف الجرائم. استنتاجهم استند فقط الى مواقفنا العلنية. لم يتم تبادل أي رسائل، ولم تجرِ أي مفاوضات".

وأضاف:"في الماضي، حاولت الولايات المتحدة ربط القضايا المختلفة ببعضها، مثل ربط القضايا الإقليمية بمفاوضات النووي، لكننا أكدنا دائما وبشكل قاطع أن مفاوضاتنا تقتصر فقط على الملف النووي. سواء في الماضي أو في الفترة الأخيرة، لم نجرِ مطلقا أي مفاوضات مع الأمريكان أو أي طرف آخر حول أي موضوع خارج الملف النووي، خاصة فيما يتعلق بالمقاومة".

ما يُسمى بالاتفاقيات الإبراهيمية لا تتوافق مع مبادئنا، ولن تنضم إيران إليها أبداً

وحول حديث الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن احتمال اانضمام إيران إلى ما يسمى بـ" الاتفاقيات الإبراهيمية"، قال عراقجي:ترامب غالبا ما يطرح المواضيع التي تهمه بأطر مختلفة واساليب متعددة.وعلى الرغم من ان ما يسمى بالاتفاقيات الإبراهيمية، ترتبط باسم مقدس (اسم النبي ابراهيم (ص، إلا أن أساسها خائن؛ فهي تهدف إلى حرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة، والاعتراف بكيان محتل ومرتكب الابادة الجماعية وقاتل للاطفال وتطبيع العلاقات معه.

وشدد على أن "موقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية كان واضحا منذ البداية وما زال كذلك؛ هذه المبادرة لا تتوافق أبدا مع مبادئنا، ولن يحدث أبدا أن ننضم إليها.

شكوك جدية حول تنفيذ المراحل القادمة من اتفاق وقف إطلاق النار

وأشار عراقجي إلى أن "الإدارة الأمريكية الحالية أظهرت أن مواقفها تتغير باستمرار، وتصريحاتهم ومزاعمهم تتبدل باستمرار. لقد اختبرنا ذلك عمليا في مفاوضاتنا معهم، وكذلك في مسائل أخرى".

وأضاف:"الأمر نفسه ينطبق على غزة. سواء في تصريحات الرئيس الأمريكي أو المسؤولين الآخرين، أو في الخطة التي قدموها، هناك وعود حول المستقبل، من إعادة الإعمار إلى إنصاف الشعب الفلسطيني. لكن هناك شكوك جدية حقيقية. ليس فقط نحن من يشك، بل تقريباً كل مسؤول أجنبي أتحدث معه، بما في ذلك العديد من وزراء الخارجية في المنطقة، يعبرون عن شكوكهم حول المراحل القادمة من هذا الاتفاق".

وأوضح وزير الخارجية:"لهذا السبب، إذا لاحظتم، فإن جميع المسؤولين في المنطقة، وكل من شارك في مفاوضات وقف إطلاق النار، وحتى فصائل المقاومة، يتحدثون حاليا فقط عن المرحلة الأولى. من الواضح أنه بعد انتهاء هذه المرحلة، ستنطلق مراحل أكثر صعوبة، وعندها سيتضح مدى التزام المسؤولين الأمريكيين والأطراف الأخرى بوعودهم".

الاتفاق الشامل لا وجود له من وجهة نظر إيران

وحول الاقتراح الغربي المتعلق بـ"الاتفاق الشامل"، قال عراقجي:"نحن لا نقبل أصلا بمصطلح الاتفاق الشامل، لأنه نتاج مفاوضات شاملة، ولم نجرِ مطلقا أي مفاوضات شاملة. لا مع مجموعة 5+1 في الماضي، ولا مع الدول الأوروبية الثلاث حاليا، ولا مع الأمريكان. نحن تفاوضنا فقط حول الملف النووي، وإذا اقتضت مصلحة البلاد، فسنفاوض مستقبلا فقط في هذا المجال".

وأضاف:"لذا، مفهوم الاتفاق الشامل لا وجود له من وجهة نظر ايران ولا يعنينا اساسا، نحن لا نقبل بهذا المصطلح، وأي مفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني، إن حصلت، ستكون في نفس الإطار السابق".

وتابع:"أما بخصوص استئناف المفاوضات، فيجب أن توضح الترويكا الأوروبية لماذا يجب أن نتفاوض معهم مجددا. لقد تفاوضنا سابقا، وتوصلنا إلى اتفاق، لكن أمريكا انسحبت منه، والدول الأوروبية الثلاث فشلت في الوفاء بالتزاماتها وخرقت الاتفاق. فقمنا، ردا على ذلك، بتقليص التزاماتنا".

ولفت الى "ان الدول الأوروبية استخدمت الآن الأداة الوحيدة التي كانت بحوزتها، وهي الأداة التي كانت تعلم أن استخدامها سيحول دون لعب أوروبا أي دور في الملف النووي الإيراني مستقبلا. لهذا السبب انتظروا عشر سنوات تقريبا. والآن، حين يقولون إنهم مستعدون لاستئناف المفاوضات، لا نعرف لماذا يجب أن نتفاوض معهم، وماذا يمكن أن يفعلوا، وما الفائدة من التفاوض معهم؟"

وأكد:"لقد سبق أن قدمنا ردنا على طلبهم، سواء في اللقاءات المباشرة أو في نيويورك أو قبل ذلك. وأعلنتُ مؤخرا في اجتماع مع رؤساء البعثات الأجنبية في طهران أننا لا نرى حاليا أي أرضية للتفاوض مع الترويكا الأوروبية، وأن مفهوم 'الدول الثلاث (E3)' لم يعد له وجود بالنسبة لنا. نحن نتعامل مع الدول الأوروبية كل على حدة، وننظم علاقاتنا مع كل منها وفقا لمصالح الجمهورية الإسلامية الايرانية. حاليا، نحن لسنا مهتمين بالملف النووي، ولا نرى أي موضوعية للتفاوض مع الترويكا الاوروبية".

لا نرى حاليا أرضية للتفاوض مع الأوروبيين / نحن مستعدون لحوار عادل ومتوازن مع أمريكا

وأشار وزير الخارجية إلى أن "إيران لم ولن تجري أي اتصالات مع الجانب الأمريكي في أي مجال آخر"، وقال:"في فترة الحرب، استخدمنا القناة الموجودة بيني وبين المفاوض ويتكوف لنقل رسائل محددة بسبب الضرورة. ما نفيته سابقا كان ردا على ادعاء صحيفة عربية حول اتصالات هاتفية بيني وبين ويتكوف ومفاوضات حول القضايا الجارية. نفيتُ ذلك آنذاك، وأؤكد مجددا الآن أنه لم يكن هناك أي اتصال، خاصة اتصال هاتفي، ولا يوجد حاليا".

وأضاف:"مع ذلك، يستمر تبادل الرسائل عبر وسطاء، كما أن بعض الدول الأوروبية ترغب في المفاوضات. لكن كما قلت سابقا، لا نرى حالياً أي أرضية للتفاوض مع الأوروبيين".

وأوضح عراقجي:"موقفنا تجاه أمريكا كان دائما واضحا، وهو إذا كانت امريكا مستعدة للتفاوض من موقع المساواة، لتحقيق مصالح مشتركة، وعلى أساس الاحترام المتبادل، وإذا لم تخلط بين التفاوض والديكتاتورية، وكانت مستعدة لحوار عادل ومتوازن، فنحن مستعدون لمثل هذا التفاوض".

إذا قُدم اقتراح يضمن مصالح إيران، فسندرسه بالتأكيد

وحول شروط التفاوض مع أمريكا، كرر عراقجي تأكيده أن موضوع المفاوضات الثابت هو فقط الملف النووي. مشيرا الى انه بخصوص المفاوضات مع أمريكا، نظرا لما حدث في نيويورك والمسائل اللاحقة، ليس هناك حاليا أي أرضية لبدء مفاوضات، إلا إذا قُدم اقتراح يضمن مصالح ايران حينها سيتم دراسته بالتأكيد.

وذكر عراقجي :في الأيام الماضية، تردد أن أمريكا طلبت التخلي عن تخصيب اليورانيوم بنسبة 60% مقابل إلغاء آلية "سناب باك". لا أؤكد هذه الرسائل؛ هذا لم يكن موقف أمريكا. في نيويورك، كنا مستعدين أنه إذا تم حل موضوع "سناب باك" وعودة قرارات مجلس الأمن بشكل نهائي، فسنناقش موضوع الـ60% ونتخذ ترتيبات بشأنه".

وأوضح:"موقف الأمريكان كان أن تسلم ايران مواد الـ60%، في مقابل تأجيل "سناب باك" لمدة 6 أشهر فقط؛ وهو موقف متعجرف وغير منطقي وغير مقبول تماما. أبلغناهم بذلك، ولذلك لم تُثمر المفاوضات في نيويورك".

وأضاف:"قلت للوسطاء إنه لا عاقل يقبل بمثل هذا الطلب. لو كانوا مستعدين لإلغاء "سناب باك" نهائيا، ولإلغاء القرار 2231 في موعده المحدد (18 تشرين الاول/اكتوبر 2025)، ولإخراج ملف إيران من جدول أعمال مجلس الأمن، لكانت طلباتهم قابلة للدراسة. لكن الأمريكان لم يقبلوا بذلك أبدا".

ويتكوف طلب مفاوضات مباشرة، ووضعنا شروطا لم يقبلها

وأشار وزير الخارجية إلى أن "الطلب جاء من الجانب الأمريكي"، قائلا:"بشكل واضح، أرسل ويتكوف رسالة بأنه مستعد لإجراء مفاوضات مباشرة وجها لوجه مع إيران. كان ردنا أننا، كما في الماضي عندما كانت المفاوضات تتم بشكل جماعي بحضور مجموعة من الدول، نحن مستعدون للحوار في إطار مشابه، شرط مشاركة الترويكا الاوروبية، وحضور المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية غروسي نظرا للطبيعة الفنية للموضوع النووي".

وأضاف:"لكنه رفض هذا الشرط ولم يقبل بالمشاركة في مثل هذا الاجتماع. في الحقيقة، الطلب جاء منه، لكننا وضعنا شروطا، فلم يقبلها. سبب ذلك أنه أصر على أن نقبل طلباتهم قبل بدء المفاوضات. قلتُ له: في كل العالم، تبدأ المفاوضات أولا، ثم يتم التوصل إلى اتفاق، وليس العكس. كان يتوقع أن نوافق أولا ثم نتفاوض، وهذا ليس تفاوضا، بل ديكتاتورية".

وأوضح عراقجي:"قلتُ له: تعالوا نجلس حول الطاولة، بحضور ممثلي الأوروبيين والوكالة الدولية للطاقة النووية، ونفاوض، ونرى النتيجة. لكنه رفض هذا الاقتراح ولم يحضر الاجتماع. قلنا: إذا كان الهدف فرض شروط، فمن الأفضل عدم عقد الاجتماع أصلا".

وأكد:"لذا، أكرر أن طلب اللقاء المباشر جاء من ويتكوف. وضعنا شرط مشاركة الأطراف الآخرين، فلم يقبل ولم يحضر. سبب استعدادنا لهذا الإطار كان لإظهار أن المفاوضات المباشرة ليست بالضرورة حلا سحريا. يجب أن أوضح هذا لأن البعض ظنوا أن المفاوضات المباشرة ستؤدي الى نتائج أفضل؛ لكننا رأينا أن الجانب الأمريكي حتى في المفاوضات المباشرة كان يهدف إلى فرض شروط، وعندما واجه معارضتنا، امتنع عن الحضور".

مطالب الغرب المفرطة أدت إلى فشل مفاوضات نيويورك

وحول جهود وزارة الخارجية لمنع عودة قرارات مجلس الأمن، قال عراقجي:"لأننا أردنا ألّا يكون لأحد حجة، وأن نقطع الحجة على أنفسنا وعلى الشعب الإيراني، وافقنا على التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة النووية حتى لا يكون لديهم سوى حجة واحدة وهي المطالب المفرطة. أنا شخصيا وقّعت اتفاق القاهرة. وأعلنّا استعدادنا لإطار جديد للمفاوضات المباشرة ضمن إطار جماعي، وقدمّنا اقتراحات معقولة. الرئيس الفرنسي ماكرون وصف اقتراحنا بأنه 'معقول ومنطقي (Reasonable)'".

وأضاف:"لكن عندما سُئل لماذا لا يقبلونه، أعطى سببا غير منطقي تماماً، زاعما أنه غير متأكد من أن رأي وزير الخارجية يتطابق مع رأي القيادة! هذا استدلال غير مقبول وغير منطقي. إذا كان اقتراحنا معقولا، فليقولوا إنهم يقبلونه، وسنرى إن كانت القيادة ستدعم وزير الخارجية أم لا. لأنهم لم يستطيعوا رفض اقتراحنا المنطقي والمتوازن، طرحوا أسبابا واهية".

وأكد عراقجي:"بذلنا كل جهد ممكن لمنع تفعيل آلية "سناب باك" وعودة القرارات السابقة، وسلكنا كل السبل الممكنة. التوقف الوحيد كان عند مصالح الشعب الإيراني. اقتراحنا كان معقولا وعادلا".

وبالاشارة الى استعداد ايران حتى لعقد اجتماع جماعي مباشر مع الأمريكان. وايضا للتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة النووية، بيّن عراقجي : الآن لا حجة لأحد أن يقول ان الجمهورية الإسلامية الايرانية قصّرت في هذا الشأن. نحن دافعنا فقط عن برنامجنا ومصالحنا وحقوق شعبنا، ووقفنا بحزم ولم نتراجع. في جميع الاجتماعات، سواء مع نواب البرلمان أو في المحافل الأخرى، قلتُ إنهم أرادوا أخذ مواد الـ60% مقابل تمديد القرار 2231 لستة أشهر فقط، أي تأجيل "سناب باك". الجميع وافق على أن هذا الطلب غير منطقي وغير عادل، ولا ينبغي قبوله. قدمنا اقتراحا عادلا، لكنهم هم من رفضوه".

وأضاف:"الحجة اكتملت تماما. كما رأى الشعب الإيراني في الماضي، حين هاجموا إيران وسط المفاوضات، أن الجمهورية الإسلامية الايرانية كانت تدعو إلى الحوار والمنطق، بينما هم هاجموا وسط المفاوضات. واليوم، يرى الشعب أننا بذلنا كل جهد ممكن لمنع إجراء مفرط وغير قانوني، وسلكنا جميع السبل القانونية. لكنهم أصروا على مطالبهم المفرطة، فاضطررنا للوقوف بحزم".

راية التفاوض كانت دائما بأيدينا

وأشار وزير الخارجية إلى أن "إذا أراد الأمريكان العودة إلى المفاوضات، فقد بيّنا موقفنا بوضوح"، قائلا: "الأوروبيون أظهروا عمليا أنهم لم يعودوا يملكون أي سلطة. من المثير للاهتمام أن هؤلاء الأوروبيين أنفسهم طلبوا منا التفاوض مباشرة مع أمريكا، بدلا من التفاوض معهم! هذا يدل على أنهم يدركون عجزهم عن دفع المفاوضات قدما، ويعلمون أن الحوار مع أوروبا لن يجدي، وأن المفاوضات يجب أن تكون مع طرف آخر".

وأضاف:"الآن أيضا، إذا قُدم اقتراح من أي طرف كان، يكون متوازنا وعادلا ومعقولا ومنطقيا، ويتم من موقع المساواة وعلى أساس الاحترام المتبادل، ويضمن مصالح إيران، فنحن دائما مستعدون للحوار. راية التفاوض كانت دائما بأيدينا، وأؤكد اليوم أنه إذا قُدم اقتراح معقول وعادل، فسندرسه بالتأكيد."

لن نتخلى عن حق الشعب الإيراني في التخصيب

وحول التمسك بالمبادئ وحقوق الشعب الإيراني، قال عراقجي:"حقوق الشعب الإيراني خط أحمر بالنسبة لنا. لن نتخلى عن حق الشعب الإيراني في التخصيب. لكن إذا أردنا الحديث عن الشفافية وبناء الثقة، بأن تخصيبنا لأغراض سلمية فقط، فنحن مستعدون. سبق أن أجرينا مثل هذا التعاون".

وأضاف:"بشرط احترام حقنا، فإذا قالوا مثلا: إذا تم اتخاذ إجراءات تضمن أن تخصيب إيران لن يُستخدم لأغراض عسكرية، فسندرس هذه الأمور، لأن هذا النوع من الاقتراحات منطقي، بشرط أن يبنوا هم أيضا الثقة معنا، ويرفعوا العقوبات الظالمة التي فرضوها. الاقتراحات التي تقدم ضمن آلية عادلة ومتوازنة ومتزنة، ستكون قابلة للدراسة من جانبنا".

التفاوض مع أمريكا في الظروف الحالية يؤدي إلى طريق مسدود، لكن هذا لا يعني رفض التفاوض تماما

وحول اقتراحات التفاوض ورد إيران عليها، أوضح عراقجي:"حاليا، ليس لدينا طلب تفاوض من أي طرف. التجارب خلال العام الماضي، سواء مع أمريكا أو الأوروبيين، أظهرت بوضوح مصير هذه المفاوضات. التفاوض مع أمريكا، كما قال سماحة قائد الثورة الاسلامية، هو طريق مسدود.

وتابع:شرحتُ في الاجتماعات مع الأمريكان ومراكز الفكر والأطراف الأخرى أننا تفاوضنا مرة، وتم التوصل إلى اتفاق، لكنهم انسحبوا منه وأعادوا العقوبات دون سبب. وتفاوضنا مرة أخرى في الحكومة السابقة، وأُفرج عن سجناء مقابل تحرير أموال إيرانية، لكن أموالنا جُمدت مجددا. وتفاوضنا مرة أخرى، وهاجمونا وسط المفاوضات. وفي نيويورك، تفاوضنا وقدمّنا اقتراحات معقولة، لكننا واجهنا مطالب مفرطة. لذا من الواضح أن التفاوض مع أمريكا في الظروف الحالية يؤدي فقط إلى طريق مسدود".

وأضاف:"التفاوض مع الأوروبيين أيضاً واضح المصير؛ فهم أنفسهم يريدون منا التفاوض مع أمريكا. لذا لا يوجد سبب منطقي للتفاوض معهم. ومع ذلك، هذا لا يعني رفض التفاوض تماما. إذا قُدم اقتراح معقول ومتوازن، على أساس المصالح المتبادلة والاحترام المتبادل، ويضمن مصالح الشعب الإيراني، فسيتم دراسته بالتأكيد".

بعض أشكال التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية تخدم مصالحنا

وردا على سؤال حول سبب توقيع ايران اتفاقا جديدا مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، قال عراقجي:"يعود ذلك إلى التغيرات الميدانية الناتجة عن الهجمات غير القانونية والاعتداءات الأمريكية والكيان الصهيوني. بعض منشآتنا استُهدفت بالقصف. سبق أن أوضحت أنه إذا أردنا الاستمرار في التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة النووية، فيجب أن يكون ذلك على أساس هذه الحقائق الميدانية. حتى أنني سألت الوكالة: هل لديكم بروتوكول محدد لتفتيش المنشآت النووية التي قُصفت؟ فأجابوا بالنفي، لأن هذا الوضع غير مسبوق. قلنا إذا يجب وضع قواعد مكتوبة وواضحة لهذا الغرض. وهذا ما تحقق في إطار 'اتفاق القاهرة'".

وأضاف:"لكن مباشرة بعد توقيع اتفاق القاهرة، وفي حضور الصحفيين، أعلنتُ أن تنفيذ هذا الاتفاق مشروط بعدم اتخاذ أي إجراء غير قانوني في مجلس الأمن لإعادة القرارات السابقة. إذا تم اتخاذ مثل هذا الإجراء، فسيُلغى تنفيذ الاتفاق، لأننا سنواجه ظروفا جديدة. والآن، نظرا لإجراءات الترويكا الأوروبية في مجلس الأمن الدولي، فإن هذا الاتفاق فقد فعاليته عمليا من وجهة نظرنا".

وأوضح عراقجي:"هل يمكن تفعيله مجددا؟ نعم، إذا قُدمت اقتراحات عادلة تضمن حقوق الشعب الإيراني، وإذا كان للوكالة الدولية للطاقة النووية دور في التوصل إلى حل، يمكننا العودة إلى هذا الاتفاق، لأنه كان مبنيا على الحقائق الميدانية الناتجة عن الهجمات الأخيرة. حاليا، ونظرا للتطورات الراهنة، فإن 'اتفاق القاهرة' معلق. وتعاوننا الحالي مع الوكالة الدولية للطاقة النووية يتم فقط في إطار القانون المعتمد من مجلش الشورى الاسلامي".

وأشار إلى أنه إذا طلبت الوكالة الدولية للطاقة النووية تفتيش المنشآت النووية الايرانية، سواء التي تعرضت للقصف أو غيرها، فسيتم إحالة الطلب إلى المجلس الأعلى للأمن القومي، الذي سيقرر منح الإذن أو عدمه.

واوضح : نحن لا نقول إننا لن نتعاون مطلقا مع الوكالة الدولية للطاقة النووية، لأن بعض أشكال التعاون تخدم مصالحنا. فمثلا، عند تغيير وقود محطة بوشهر النووية، يجب أن يتم ذلك بحضور مفتشي الوكالة، وهذا مذكور بوضوح في عقدنا مع روسيا، وهو في مصلحتنا من الناحية الفنية. وكذلك مفاعل طهران البحثي، الذي ينتج الأدوية النووية والنظائر التي يحتاجها أكثر من مليون إيراني، يحتاج إلى إشراف فني ورقابة أمان من الوكالة الدولية للطاقة النووية.

وأكد:"لذا، إذا كان التعاون في بعض المجالات يخدم مصالح البلاد، فسيتخذ المجلس الأعلى للأمن القومي القرار المناسب. لهذا السبب، لا يمكن القول إن علاقاتنا مع الوكالة الدولية للطاقة النووية انقطعت تماما؛ بل إن اتفاق القاهرة معلق حاليا، والطلبات الجديدة لهذه الوكالة ستُدرس وفقا للمصالح الوطنية وقرار المجلس الأعلى للأمن القومي".

موقف إيران بشأن الجزر الايرانية الثلاث واضح تماما / لا أحد يحق له ارتكاب أدنى اعتداء على الأراضي الإيرانية

وردا على سؤال حول البيان المشترك لمجلس تعاون الخليج الفارسي والاتحاد الأوروبي، قال وزير الخارجية:"موقف دول مجلس تعاون الخليج الفارسي في هذا الشأن كان معروفا مسبقا، لكن أن ينضم الأوروبيون إلى هذا الموقف ويتكلموا عن 'احتلال الجزر الإيرانية' أمر غير مقبول تماماً.

وتابع: سبق أن أبلغناهم صراحة العام الماضي. من المثير للاهتمام أن بعض الدول الأوروبية، حين سألناها عن قبولها لهذا الموقف، أعربت عن دهشتها من وجود مثل هذه العبارة في البيان، بل وسحب بعضها موقفه. فمثلا، فرنسا وألمانيا أوضحتا العام الماضي في بيانات أو مقابلات رسمية أن موقفهما لم يتغير، ولا يريان أن هناك احتلالا، بل مجرد خلاف بين إيران والإمارات يجب حله عبر الحوار. بل إن بعض الدول أرسلت لنا مذكرات رسمية في هذا الشأن.

وأضاف:"هذا العام أيضا، من المثير للاهتمام أن الدول الأوروبية راجعتنا مجددا، وأكدت أن موقفها الوطني لم يتغير، وأنها ما زالت على رأيها السابق. في بيانها الأخير، أضافت هذه الدول عبارات تدل على نوع من الارتباك والازدواجية في الموقف؛ فتارة تتحدث عن 'احتلال الجزر'، وتارة أخرى تطلب من إيران والإمارات حل 'الخلاف' عبر المفاوضات. فهي تستخدم كلمة خلاف (dispute) من جهة، واحتلال (occupation) من جهة أخرى، مما يدل على أن موقفها غير متماسك وغير مبني على فهم قانوني أو سياسي دقيق. ربما بسبب التسرع أو تحت تأثير جماعات الضغط أو اللوبي وضعت عبارات دون دقة كافية".

وأكد عراقجي:"على أي حال، موقف الجمهورية الإسلامية الايرانية بشأن الجزر الثلاث (تنب الكبرى، تنب الصغرى، وابوموسى) واضح تماما؛ هذه الجزر جزء من الأراضي الإيرانية وتنتمي أبديا للجمهورية الإسلامية الايرانية، ولا يحق لأحد ارتكاب أدنى اعتداء على الأراضي الإيرانية. أبلغنا هذا الموقف بحزم لجميع الدول الأوروبية، وكذلك اوضحناه لجيراننا في الخليج الفارسي، وهم على علم تام بهذا الموقف".

الرئيس الروسي نقل رسالة نتنياهو إلينا

وردا على سؤال حول تصريحات الرئيس الروسي الأخيرة، قال عراقجي:"الرسالة التي أبلغنا بها الروس كانت أن نتنياهو اتصل هاتفيا بالرئيس الروسي بوتين قبل ثلاث أو أربع ليال. في صباح اليوم التالي، دُعي سفيرنا لدى موسكو الى الرئاسة الروسية، ونُقلت إلينا نفس الرسالة، مفادها أن نتنياهو أكد أنه لا ينوي الدخول في حرب أو نزاع جديد مع إيران. نقل لنا الأصدقاء الروس هذه المعلومة، ثم أعلنها الرئيس بوتين علنا".

وأضاف:"هذا الخبر لم يغير تقييمنا الميداني. قواتنا المسلحة ما زالت في حالة تأهب قصوى وتُعزّز يوما بعد يوم. احتمال الخداع والتضليل من جانب الكيان الصهيوني مرتفع جدا، وقد تكون مثل هذه التصريحات محاولة للخداع؛ ربما كان نشر الرئيس بوتين لموقفه علنا بهدف منع التضليل. من وجهة نظري، أن الكيان الصهيوني لا يملك القدرة أو الاستعداد لمهاجمة إيران مجددا هو واقع منطقي يجب قبوله، رغم أن احتمال الخداع والتصريحات المضللة لا يزال قائما".

وأوضح عراقجي:"أثبتت تجربة حرب الـ12 يوما بوضوح أن الجمهورية الإسلامية الايرانية لن تقصر أو تصمت او تتراجع أمام أي هجوم خارجي.وقد ثبتت صحة هذه الحقيقةعمليا، ورأى الخصم قدرتنا وسرعة ردنا، على الرغم من أنهم قاموا بتحرك مفاجئ واستهدفوا قادة رفيعي المستوى.و إن محاولة ضرب قائد عسكري في منزله والاستهتار بأرواح المدنيين بما يؤدي إلى انهيار مجمع سكني ومقتل العشرات هو عمل جبان."

وتابع: "ظنّوا أنهم يستطيعون إجبارنا على الاستسلام فجأةً، لكنهم رأوا تأثرنا لشهادة القادة الذين ارتقوا، وبدأت المواجهة منذ الساعات الأولى؛ واستمرت ردود أفعالنا من اللحظات الأولى حتى اليوم الثاني عشر وحتى الثانية الأخيرة. برأيي، كانت هذه التجربة ضربة قاسية للجانب الآخر. لذا، فإن التصعيد الإعلامي الحالي يحمل طابعا نفسيا أكثر من كونه تهديدا حقيقيا بالحرب".

وأكد:"أكرر أن على قواتنا المسلحة أداء واجباتها بشكل صحيح، وعدم الالتفات إلى التصعيد الإعلامي والخداع النفسي؛ ولحسن الحظ، هم مستعدون لذلك".

لن نقع في فخ الحرب النفسية للعدو / خبر عدم ردي على اتصال وزير خارجية تركيا لا صحة له

وحول الحرب النفسية القائمة ضد ايران، قال عراقجي:هناك حاليا كمية كبيرة من الحرب النفسية تفوق الواقع. وأرى أنها محاولة منهجية لتشويه الواقع وإحباط الشعب، حيث تُستخدم عبارات مختلفة، ومنها: نسخة الموت، و ويتكوف لم يرد على طلب إيران وتركنا خلف الباب، او عندما أرادوا الهجوم، اتصل السيد هاكان عشرين مرة ولم يرد عراقجي. هذا كلام غريب يهدف فقط الى إحباط الشعب عبر الكذب. كل هذه الأكاذيب تُكرر حتى يصاب الشعب بالرعب".

وأضاف رئيس الدبلوماسية الإيرانية:"لا يجب أن نقع في فخ الحرب النفسية للعدو؛ سواء في المجال العسكري أو الاقتصادي. قلتُ مرارا قبل "سناب باك" إنه إذا عادت قرارات مجلس الأمن، فلن يكون ذلك جيدا لنا، وسيسبب أضرارا سياسية واستراتيجية."

وتابع : لكن الضرر الاقتصادي لن يكون أكثر مما هو عليه الآن. البعض اعترض عليّ آنذاك، لكن الآن بعد أن نفذوا ذلك (من وجهة نظرهم، رغم أننا لا نعتبره قانونيا)، رأى الشعب أنه لم يحدث تغيير خاص؛ فالعقوبات الاقتصادية الأمريكية هي نفسها، والعقوبات الجديدة لم تضف شيئا يُذكر".

وأوضح وزير الخارجية:"اليقظة في مكانها، والإجراءات القانونية والسياسية والدبلوماسية في مكانها؛ لكن يجب الحذر من الحرب النفسية للعدو؛ سواء في مجال العقوبات أو العمليات العسكرية أو التشاؤم. كل ذلك يهدف إلى إحباط الشعب وإثارة القلق والتوتر، وللأسف نجحوا نوعا ما".

وأضاف:"اليوم، في اجتماع، قدم وزير الاتصالات تقريرا مفاده أن جزءا كبيرا من الفضاء الافتراضي يُدار حاليا من قبل الكيان الصهيوني والمعارضة الخارجية بهدف تشويش الأذهان وإثارة التوتر وإضعاف معنويات الشعب."

ورأى عراقجي :ينبغي لوسائل الإعلام المحلية ان تتوخى الحذر لئلا تقع في هذا الفخ، وتحاول تعويض هذا الفضاء. يجب أن تساعد الإذاعة والتلفزيون ووسائل الإعلام المحلية في إخراج الشعب من حالة القلق والتوتر التي يسعى العدو لإثارتها، وتحطيم هذا الفضاء النفسي".

لم نتلقَ تقريرا موثوقا حول تفتيش السفن الإيرانية في إطار القرار 1929

وأشار عراقجي إلى أن احد الأضرار الناجمة عن عودة قرارات مجلس الأمن السابقة؛ تسبب تكاليف وخسائر نفسية وليس اقتصادية، هو القرار 1929 والقرارات السابقة التي منحت بعض الدول الحق في تفتيش السفن للتأكد من عدم نقل مكونات صاروخية أو نووية إلى داخل إيران أو خارجها. 

وتابع : في الفترة التي كان فيها القرار 1929 ساريا لسنوات، لم تحدث عمليات تفتيش كهذه عمليا، وحاليا أيضا لم نتلقَ أي تقرير من هذا القبيل. قد يُقال إن عودة القرارات السابقة منحت بعض الدول هذا الحق، لكننا لم نتلقَ حتى الآن أي تقرير موثوق؛ والماضي شاهد على أنه لم يحدث شيء كهذا آنذاك".

وأضاف وزير الخارجية:بالتأكيد، إذا تم التعامل مع السفن الإيرانية، فسنرد بشكل متناسب. نأمل أن لا يزيد الأطراف التوتر في المنطقة، بل يعملوا على تخفيفه؛ لأن التوتر لا يخدم مصلحة أحد. إذا اتخذوا إجراء، فسنرد عليه.

لم ننسَ واجبنا في رفع العقوبات

وقال وزير الخارجية:مبيعات النفط الإيرانية اليوم والأسواق التي نتعامل معها هي نتيجة سنوات من الجهود لكسر العقوبات والالتفاف عليها. بعضهم يعرف هذا، والبعض الآخر لا يعرف. حاليا، لدينا أسواق خاصة نبيع فيها نفطنا.

واوضح: ان عقوبات مجلس الأمن لا تضيف شيئا أكثر من العقوبات الأمريكية الأحادية التي تضغط على إيران. قد تكون هناك أمور ثانوية، لكن ليس بشكل كامل. عقوبات مجلس الأمن والقرارات السابقة لا علاقة لها بمبيعات النفط الإيرانية، وكنت قد قلتُ ذلك سابقا، وأكرره الآن بوضوح.

وأضاف عراقجي:حتى مع وجود آلية "سناب باك" التي يدّعي الغربيون تفعيلها، حافظت مبيعات نفطنا على وضعها المعتاد، بل زادت. رغم أننا يجب أن نقلق من العقوبات الأمريكية ونبحث عن سبل للالتفاف عليها، إلا أنه لا داعي للقلق من أن عقوبات مجلس الأمن ستفرض عبئا إضافيا  على الاقتصاد الإيراني.

ولفت الى انه قد تسبب بعض المشاكل الجانبية، لكن ليس بحجم العقوبات الأمريكية الأولية.مضيفا انه قد تفرض الادارة الأمريكية في المستقبل ضغوطا جديدة في إطار سياسة الضغط الأقصى، لكن ايران ستواجهها في النهاية وقرارات مجلس الأمن في هذا المجال لا تضيف شيئا.

وأكد رئيس الدبلوماسية الإيرانية: أننا لم ننسَ واجبنا في رفع العقوبات. على الدولة والحكومة أن تكونا صامدتين أمام العقوبات، وتسعيان لإيجاد سبل للالتفاف عليها وتلبية احتياجات إيران وتفعيل القدرات الوطنية. ووزارة الخارجية يجب أن تساعد في ذلك. لكن لوزارة الخارجية أيضا مهمة خاصة، وهي السعي لرفع العقوبات. لم ننسَ هذا الواجب، ولن نتخلى أبدا عن المفاوضات التي تضمن مصالح الشعب الإيراني وتؤدي إلى رفع العقوبات".

توقيع الاتفاق الاستراتيجي الشامل يعني بناء "ثقة طويلة الأمد" بين طهران وموسكو
وردا على سؤال حول العلاقات بين طهران وموسكو،رأى عراقجي ان الاتفاق الاستراتيجي الشامل بين إيران وروسيا قد دخل مرحلة التنفيذ فعليا معتبرا ان هذا الاتفاق وضع رؤية طويلة الأمد للعلاقات الثنائية بحيث يلتزم البلدان، بغض النظر عن التطورات الدولية، بالحفاظ على علاقاتهما الاستراتيجية وتعزيزها.

وتابع ان هذا الاتفاق يقدم إطارا عاما ومستقرا في مجالات متنوعة، من الاقتصاد والطاقة إلى السياسة والدفاع. مضيفا انه من خلال هذا الاتفاق الاستراتيجي، كما في اتفاق التعاون مع الصين، ستُستخرج عقود واتفاقيات أكثر تحديدا تحدد مشاريع وتعاونا عمليا ثنائي الجانب.

وأوضح عراقجي :انه في الواقع فان توقيع هذا الاتفاق يعني بناء نوع من 'الثقة طويلة الأمد' بين طهران وموسكو؛ ثقة تتيح للطرفين المضي قدما في خططهما الاقتصادية والسياسية وحتى الأمنية بطمأنينة. اليوم، تقوم العلاقات بين إيران وروسيا على هذه الثقة والنهج الاستراتيجي، وتتمتع باستقرار وقوة عاليين.

أفغانستان وباكستان يجب أن تتحلّيا بضبط النفس / المبعوثان الخاصان لإيران وباكستان على اتصال
وحول الاشتباكات الأخيرة بين أفغانستان وباكستان، قال عراقجي:لدينا علاقات جيدة مع كلا البلدين. خاصة مع باكستان، فعلاقاتنا علاقة قديمة وقوية جدا. ولدينا أيضا علاقات قديمة مع أفغانستان، لكن مع النظام الجديد في أفغانستان، رغم التعاون والاتصالات الجيدة، هناك بعض المشاكل.

وقال: لم نعترف رسميا بعد بالنظام الجديد في أفغانستان، لكننا نتعامل معه على مستوى الاتصال والتعاون. اليوم بعد الظهر، تحدثتُ مع وزير خارجية باكستان، وقدّم لي شرحا حول الخلافات والمشاكل الحالية والإجراءات التي اتخذوها".

وأضاف وزير الخارجية في ختام حديثه:"موقفنا هو أن الطرفين يجب أن يتحليا بضبط النفس،والاستقرار في العلاقات بين إيران وباكستان وأفغانستان يساهم في استقرار المنطقة. لهذا السبب، تقرر أن يتشاور وزيرا الخارجية، بصفتهما مبعوثين خاصين بشأن شؤون أفغانستان، مع بعضهما البعض.وسيتم إجراء نفس المشاورات مع الأصدقاء الأفغان لحل هذه المشكلة بطريقة اخرى.


| رمز الموضوع: 409471