العروض "الإسرائيلية" لا تلقى أذناً: الغزّيّون يرفضون العمالة

نشط التواصل الإسرائيلي مع مجموعة من القبائل والعشائر والعائلات الفلسطينية، خصوصاً في مدينة غزة، للطلب من هؤلاء البقاء في المدينة «آمنين»، في مقابل العمل مع القوات الإسرائيلية، وذلك في سياق خطّة يراد من ورائها التخلّص ممّا تسمّيه دولة العدو «قواعد الإرهاب».
نشط التواصل الإسرائيلي مع مجموعة من القبائل والعشائر والعائلات الفلسطينية، خصوصاً في مدينة غزة، للطلب من هؤلاء البقاء في المدينة «آمنين»، في مقابل العمل مع القوات الإسرائيلية، وذلك في سياق خطّة يراد من ورائها التخلّص ممّا تسمّيه دولة العدو «قواعد الإرهاب». والخطّة المذكورة، التي سعت إسرائيل إلى تطبيقها عبر مجموعة من العملاء في مناطق متفرّقة جنوب القطاع وشماله، أُفشلت في العديد من المناطق، في ظلّ رفض عائلات وعشائر فلسطينية العروض الإسرائيلية.
ومع ذلك، لم تيأس قوات الاحتلال من مشروعها؛ إذ تواصلت، أخيراً، مع عائلات في المدينة (بكر ودغمش والديري)، وطلبت من أفرادها الرحيل جنوباً، أو البقاء مقابل التعامل معها، لكنّهم رفضوا. ووفقاً لمختار عائلة بكر، مروان: «اتّصلت بنا دولة الاحتلال، وطلبت منّا إخلاء منطقة الشاطئ؛ فكان ردّنا أنّنا لا نستطيع الإخلاء، وليست لدينا القدرة على ذلك». وقال في حديث إلى «الأخبار»: «وقتها، قال لي الضابط؛ حسناً، فلتبقوا في أمان داخل بيوتكم، مقابل أن تعملوا معنا»، لكنّ المختار ردّ عليه، قائلاً: «أنتم لستم بحاجة إلى مَن يعمل معكم؛ فأنتم دمّرتم وقتلتم وخرّبتم ولم تتركوا شيئاً على شيء”.
ومع قرار المختار رفض المعروض إسرائيليّاً، نفّذت قوات الاحتلال مجازر بحقّ العائلة، واستهدفت عدداً كبيراً من منازلها. وترافق ذلك مع وصول وفد ممثّل لعصابات ياسر أبو شباب، الذي يقيم في منطقة يسيطر عليها الاحتلال في مدينة رفح، ليقدّم عرضاً لعائلة دغمش بالعمل لمصلحة إسرائيل. وبحسب مصادر العائلة، التي أفادت بأن إسرائيل دخلت على الخطّ أيضاً، فإن الرفض كان هو الجواب أيضاً. ومن جهتها، رفضت عائلة الديري التي تقطن في المنطقة نفسها، الانخراط في المشروع الإسرائيلي.
في هذا الوقت، استطاعت المقاومة استدراج مجموعة من عصابات العملاء في المنطقة، لتوقعهم في كمين قُتل فيه خمسة منهم، شرق مدينة غزة، فما كان من أحمد جندية إلّا أن سلّم نفسه لأمن المقاومة، علماً أنه من الذين عملوا مع الاحتلال في منطقة الشجاعية شرق المدينة. وكشفت مصادر في أمن المقاومة، لـ”الأخبار"، أنه تمّ تجهيز كتائب خاصة وقوات لمواجهة العصابات، وأنها نجحت في إيقاع الأخيرة في كمائن مُحكمة.
ووفقاً للمصدر ذاته، فإن القرار الصادر عن قيادة المجلس العسكري، يقتضي التعامل مع هؤلاء على أنهم جزء من قوات الاحتلال، خاصة مع رصد أفراد منهم يعملون ضمن فرق عسكرية إسرائيلية متقدّمة للبحث عن أنفاق وكمائن. وأشارت المصادر إلى أن العصابات تعمل في مناطق تخضع لعمليات العدو شرق القطاع وشماله وجنوبه، حيث تهدف الخطّة الإسرائيلية، المعروفة بـ"الفقاعات الإنسانية"، إلى إيجاد مناطق سكنية تحكمها عصابات متفرّقة في المدينة وتعمل بتنسيق مشترك، وهو ما يَظهر من خلال تخصيص أماكن قريبة من عمليات جيش الاحتلال، يُسمح بنزوح عائلات هؤلاء العملاء إليها ومكوثهم فيها.
وفي رفح، ينشط ياسر أبو شباب، في حين يعمل حسام الأسطل (عميل تمّ القبض عليه لعمله تحت إمرة الموساد وتولّيه مسؤولية تصفية الشهيد القائد في «كتائب القسام»، فادي البطش، في ماليزيا) في خانيونس. أمّا شرقي المنطقة الوسطى، فتعمل عصابات أبو شباب أيضاً، وشرقاً جندية رفقةَ رامي حلس، فيما عملت مجموعة تتبع لقبيلة السماعنة في المنطقة الشمالية، وفي جنوب مدينة غزة، شخص من آل المنسي. وجميعهم، بحسب المصادر الأمنية، أصحاب قضايا أمنية وتجارة مخدّرات، وكانوا رهن الاعتقال قبل الحرب. لكنّ المقاومة أكّدت أن كمائنها المُحكمة بحقّ هؤلاء العملاء، دفعت عدداً كبيراً من عائلاتهم إلى الضغط عليهم لتسليم أنفسهم لأمنها.
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS