انعقاد ندوة "دور وسائل الإعلام الداعمة للمقاومة في نقل مظلومية وصمود شعب غزة"
أمرودي: شخصيات المقاومة تُجسد الإطار الفكري والعقائدي للمقاومة.. وعملية "طوفان الأقصى" هي ليلة القدر للمقاومة

عُقدت الندوة التخصصية الثالثة تحت عنوان "دور وسائل الإعلام الداعمة للمقاومة في نقل مظلومية وصمود شعب غزة"، بحضور شخصيات إعلامية ونخبة من المهتمين، برعاية وكالة القدس للأنباء (قدسنا) في العاصمة الإيرانية.
وأقيمت الندوة بحضور كل من حجة الإسلام والمسلمين، ميثم أمرودي، الأمين العام للاتحاد العام للمنظمات الأهلية لتحرير القدس، وصلاح فحص، ممثل حركة أمل اللبنانية في طهران، حيث استعرضا تجربتهما في متابعة 23 شهراً من مقاومة شعب غزة، إلى جانب تضحيات الإعلام الفلسطيني في إيصال صوت المظلومين.
وفي مستهل كلمته، ثمّن حجة الإسلام أمرودي جهود الإعلاميين، لا سيما وكالة قدس للأنباء (قدسنا)، في تغطية التطورات الأخيرة في فلسطين والمنطقة، مشيداً بشجاعتهم في نقل الحقيقة وسط حرب إعلامية ضارية.
وأوضح أن التعرف الحقيقي على مفهوم "المقاومة" لا يتم إلا من خلال فهم ستة مرتكزات رئيسية، أبرزها: الرموز التي أنشأها هذا النهج، مؤكداً أن "الغرب يخطئ حين يظن أن استهداف قيادات المقاومة يعني نهاية الفكرة، لكن في الإسلام، الشهادة حياة وبعث جديد، كما رأينا خلال سنوات الدفاع المقدس في إيران".
وشدّد على أن شخصية مثل السيد حسن نصرالله تمثل بوصلة لفهم الفكر المقاوم، مضيفاً: "حتى بعد قرون، سيرة السيد نصرالله قادرة على شرح فلسفة المقاومة". وأشار إلى رموز أخرى مثل الشهيد قاسم سليماني، الشهيد يحيى السنوار، الشهيد أبو مهدي المهندس، والشهيد إسماعيل هنية، باعتبارهم أعمدة لهذا النهج.
واعتبر أمرودي أن عملية "طوفان الأقصى" تمثل ليلة القدر للمقاومة، نظراً لما شكلته من نقطة تحول في الوعي العربي والإسلامي تجاه الكيان الصهيوني.
وأضاف: "القادة المقاومون لم يملكوا فقط المعرفة، بل امتلكوا الجرأة لتطبيقها على أرض الواقع. كثيرون يملكون العلم، لكن قلة من يجرؤون على ممارسته، وهذا ما ميّز رموز المقاومة".
وأشار إلى أن الإعلام اليوم بات ساحة معركة حقيقية، وأن فهم الحق والباطل يعتمد على ما يُنتج ويُنشر من مضامين، ناقلاً عن الإمام موسى الصدر قوله: "لو خُيّرت بين الشيطان والكيان الصهيوني، لاخترت الشيطان، لأن الصهاينة أكثر دناءة منه".
واستعرض أمرودي عدة خصائص أساسية لشخصيات المقاومة:
الميادينية: "شهداؤنا من سليماني إلى الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي وحاجي زاده، كانوا في قلب الميدان".
الطابع الجهادي: مشيراً إلى قول الشهيد عبد اللهيان: "قد يكون نفع الوزير الشهيد أكبر من الوزير الحي".
الثبات الفكري: "رغم كل الحصار والقتل والتضييق، فكر المقاومة لم ينكسر. كما استمرت مدرسة الإمام الحسين (ع) بعد استشهاده، تستمر اليوم مقاومة غزة".
معرفة العدو: "كما يؤكد قائد الثورة الإسلامية، من الضروري فهم العدو وآليات تحركه، وهذا دور الصحفيين في مواجهة الحرب النفسية".
وفي السياق ذاته، قال إن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، من حيث لا يدري، كشف للعالم الوجه الحقيقي للصهيونية. "لقد جعل الشعوب العربية تدرك أن إسرائيل عدوها الأول، وفضح مزاعم الغرب حول تصنيف إيران وحزب الله كإرهابيين".
وأردف: "فضح نتنياهو أيضاً حقيقة مشروع 'إسرائيل الكبرى'، ما بثّ الخوف في الأنظمة العربية التي بدأت تخشى على بقائها".
صلاح فحص: جذور المقاومة تمتد من كربلاء إلى الجنوب اللبناني
من جانبه، أكّد ممثل حركة أمل في طهران، صلاح فحص، أن عمق المشروع المقاوم يعود إلى نهضة الإمام الحسين (ع)، مشيراً إلى أن الإمام موسى الصدر أسّس لمقاومة متكاملة في لبنان، جمعت بين العمل العسكري، الثقافي والتربوي.
وأوضح أن الإمام الصدر نجح في تغيير هوية الجنوب اللبناني، من منطقة مهمّشة إلى ساحة فعالة للمقاومة، حيث كان الشيعة في السابق لا يشعرون بالانتماء الوطني، لكن المشروع المقاوم خلق وعياً جديداً أعاد إليهم دورهم ومكانتهم.
وأشار إلى أن الوضع اليوم في جنوب لبنان مختلف كلياً عما كان عليه، فحزب الله بات شريكاً أساسياً في الدولة، مستنداً إلى قاعدة شعبية صلبة، "وقوته لا تقل عن باقي الأطراف، بل ربما تتفوق عليهم".
وتطرق فحص إلى محاولات الاحتلال الصهيوني لتفريغ الجنوب من سكانه، قائلاً: "هدفهم كان إبقاء الجنوب خالياً من الشيعة، لكن النصر الذي تحقق جعل الأهالي يعودون إلى مدنهم، بعكس ما تريده تل أبيب حالياً في غزة، حيث تسعى لتهجير السكان بشكل كامل".
وحذّر فحص من المساعي الأمريكية والعربية لنزع سلاح حزب الله، متسائلاً: "إذا جُردت المقاومة من سلاحها، من يضمن أن لا تعود إسرائيل للهجوم؟ من يضمن أن لا يدخل داعش أو الجماعات التكفيرية إلى لبنان؟".