qodsna.ir qodsna.ir
مؤتمر الوحدة الإسلامية الـ 39 يعقد في طهران اعتبارا من 8 ايلول

الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية الشعب الفلسطيني: أنتم انفسنا

أعلن الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية عن عقد المؤتمر الدولي الـ 39 للوحدة الإسلامية بحضور 80 من العلماء البارزين، و 210 ضيفا، و 2800 ناشط من العالم الإسلامي. كما وصف تعيين نائب من أهل السنة في هذا المجمع بأنه أحد الإجراءات "العملية" في مجال تعزيز الوحدة بين أهل السنة والشيعة.

وفي المؤتمر الصحفي الخاص بالمؤتمر الدولي التاسع والثلاثين للوحدة الإسلامية، أعلن الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية حجة الاسلام حميد شهرياري أن المؤتمر سيعقد حضوريا وافتراضيا في الفترة ما بين 8 و 10 ايلول/ سبتمبر الجاري، وذلك تزامنا مع مولد نبي الرحمة (ص) وأسبوع الوحدة الاسلامية، تحت عنوان "نبي الرحمة والأمة الإسلامية"، وبمشاركة مئات العلماء والمفكرين من العالم الإسلامي.

 

وفيما يخص تأثير انعقاد مؤتمر الوحدة الاسلامية بدورته الـ 39، قال حجة الاسلام شهرياري: "إن وحدة الاديان والتقريب بين المذاهب اصبحت اليوم مسألة دبلوماسية، وقد تم تفسيرهما ضمن استراتيجية قادة الثورة -الامام الخميني (رض) والامام الخامنئي (دام ظله) - في مجال الدبلوماسية العامة".

 

الوحدة في ثلاثة ابعاد

وأشار شهرياري إلى الابعاد الثلاثة في مجال الوحدة قائلا: "البعد الأول هو الوحدة الداخلية الفطرية وتشكل نموذجا يُحتذى به في العالم الإسلامي. يجب أن نبذل جهودا واسعة لتحقيق التقارب بين المذاهب الإسلامية. لقد وقف الشعب الايراني معا واظهر وحدته إلى جانب وحدته القومية، في حرب الـ 12 يوما. أُلقيت آلاف الخطب في صلاة الجمعة من قبل علماء أهل السنة بعد الحرب، وقد أحدثنا بذلك شرفا كبيرا بإعلانهم وحدة المسلمين في خطبهم. كما أن مجموعة من خطب أئمة الجمعة من أهل السنة هذه قيد الإعداد وستُنشر قريبا".

 

وأضاف حجة الاسلام شهرياري أن البعد الثاني للوحدة هو البُعد الإقليمي، قائلا: "إن الاخوة الإقليمية اليوم ضرورة، ومفهوم الأخوة مفهوم قرآني وإلزامي، ويجب أن نتعامل مع جميع المسلمين استنادا إلى المحاور الاسلامية الموحِّدة مثل الله، والقبلة، والقرآن، والنبي الأكرم (ص) وأهل البيت (ع) باعتبارهم مفسري القرآن. إن شعوب العالم الإسلامي تشعر بالأخوة، ونحن نفتخر بالجمهورية الإسلامية الايرانية لأنها تتابع مفهوم الأخوة مع الدول الأخرى".

 

وتابع: "يجب أن نتابع الدبلوماسية السياسية في هذه المجالات حتى تتوسع الأخوة بين الشعوب الإسلامية لتشمل الحكومات أيضا. ففي الحرب التي استمرت 12 يوما، أدت الدول الإسلامية مسؤوليتها في دعم إيران. فقد أصدرت المملكة العربية السعودية بيانا بأنها لن تسمح لأمريكا باستخدام أراضيها ضد إيران".

 

واعتبر الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية أن الوحدة لا تقتصر على البُعد الإقليمي، بل تتعداه إلى مفهوم عالمي يعني "وحدة إنسانية"، قائلا: "لأن البشر يشتركون في قيم إنسانية، ويندرجون تحت مظلة الوحدة الإنسانية، مثل الكرامة الإنسانية، فلا يحق لأحد أن يدوس على كرامة الإنسان أو استقلاله، مما يؤدي إلى انتهاك كرامته. وإذا تشكل اليوم إجماع عالمي حول قضية فلسطين، فذلك بسبب الكرامة الإنسانية".

 

وأضاف: "كل من يمارس الظلم ويسلب حق الحرية أو السكن من الشعب الفلسطيني، يكون قد داس على كرامته، ولذلك ارتفع صوت كل البشر، وأتت المقاومة والجمهورية الإسلامية الايرانية بمشروع أوسع من الوحدة الإسلامية. مدرستنا هي مدرسة مواجهة الظلم".

 

وتابع: "هذه وحدة إنسانية وعالمية، ولذلك وقف العالم بأسره ضد الأحادية الأمريكية، وقد ظهر هذا الموقف بوضوح أكبر في مؤتمر شنغهاي. نحن لسنا وحدنا تحت العقوبات، بل إن الهند والصين تعرضتا للضغوط أيضا، وتشكلت وحدة في مواجهة الأحادية الأمريكية".

 

واما عن البعد الثالث للوحدة، رأى حجة الاسلام شهرياري أن "مفهوم الأمن" هو ثالث المفاهيم التي تؤدي إلى الوحدة الإنسانية، قائلا: "نحن تعرضنا لهجوم صهيوني في وقت كنا نتفاوض فيه، والكيان الاسرائيلي وأمريكا لا يهتمان إطلاقا للأمن. اليوم، نفس الدول التي كانت تروّج للتطرف تتحدث في السنتين الماضيتين عن وحدة المسلمين".

 

ومضى بالقول: اليوم، تُثمر شجرة الوحدة، لا على الصعيد المحلي ولا الإقليمي فحسب، بل ايضا على الصعيد العالمي. وتنتهي هذه الوحدة بوحدة إنسانية، قادرة أيضا على توحيد المسلمين وغير المسلمين. وهذه هي وحدة المستضعفين العالمية المذكورة في القرآن والتوراة، والتي ستتجلى بقيادة الإمام الحجة (عج).

 

مؤتمر الوحدة الاسلامية الـ 39

وفيما يتعلق ببرامج المؤتمر التاسع والثلاثين للوحدة الإسلامية، قال الأمين العام للمجمع: "تم التخطيط لبرامج هذا المؤتمر، وسيعتمد تنفيذها على الظروف الأمنية، وإذا استمرت على ما هي عليه، فستُنفذ كما هو مخطط لها".

 

واشار إلىانه من بين البرامج المقررة، سيتم ازاحة الستار عن كتب تحليلية، ورسائل مراجع التقليد العظام في قم، وجلسة للسيدات على المستويين الدولي والمحلي، وجلسة مع العلماء المحليين، بما في ذلك 210 ضيفا من مختلف أنحاء البلاد. كما سيشارك في المؤتمر أكثر من 80 عالما بارزا على مستوى مستشاري الرؤساء والمفتين الكبار ونواب الرؤساء ورؤساء المنظمات الإسلامية الكبرى ورؤساء الأحزاب الإسلامية ورؤساء الوزراء السابقين للدول الإسلامية. "

 

وافاد حجة الاسلام شهرياري: "لقد أرسلنا حوالي 2800 دعوة للنشطاء للمشاركة في هذا المؤتمر، وسيحضر هذا العام مستوى مقبول من النشطاء في المجالات الإعلامية وغير الإعلامية. ومع ذلك، يجب أن نأخذ في الاعتبار أن الدول الإسلامية والحكومات الإسلامية لكل منها ظروفها الخاصة، وتسعى وفق استراتيجيات وإطارات محددة لتحقيق الوحدة الإسلامية. بالطبع، بعض هذه الحكومات فشلت ولم تستطع الحصول على درجة النجاح في دعم الشعب الفلسطيني المظلوم. إن التقارب الإسلامي الموجود اليوم على مستوى الحكومات لم نشهده من قبل".

 

وفي هذا المؤتمر، خاطب الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية الشعب الفلسطيني قائلا: "أنتم انفسنا".

 

وأشار إلى قضية فلسطين وإلى تصريحات آية الله السيستاني الموجهة للفلسطينيين التي قال فيها :لقد تجاوزنا مفهوم الوحدة، ولا أزال أقول لا تقولوا اخواننا السنة، بل قولوا "أنفسنا أهل السنة". موضحا ان هذه المرجعية الشيعية العظمى ترى ان الشيعة لا ينفصلون عن السنة، لأن كرامتهما لا تنفصل. فالظلم الذي يُمارس عليهم هو ذاته الظلم الذي يُمارس علينا خاصة وأن امننا قد انتُهك أيضا في الحرب التي استمرت 12 يوما.

 

المهمة الأساسية للمجمع العالمي للتقريب هي بناء الخطاب على المستوى العالمي

قال حجة الإسلام حميد شهرياري: "المهمة الأساسية للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية هي بناء خطابٍ فكريّ على مستوى يُمكّنه من أداء دور فاعل في الحرب المعرفية، وتأهيل جنود الحقل المعرفي وجهاد التبيين بشكل جيد."

 

كما رأى أن المجمع العالمي للتقريب قد نجح في أداء هذه المهمة على المستوى العالمي، ويمكن ملاحظة مؤشرات هذا النجاح بوضوح. فعلى سبيل المثال، يسعى الأزهر الشريف في مصر بقيادة الشيخ أحمد الطيب إلى حوار إسلامي-إسلامي، يُشير أساسا إلى الحوار بين الشيعة والسنة، وقد شُكِّلت هيئة تُسمى مجلس شورى المسلمين، وإيران عضوٌ فيه أيضا. إلا أن هذه المبادرة، التي أطلقها الأزهر الشريف في مصر، كانت قد تجمدت سابقًا، ثم أُعيد إحياؤها. وأضاف: "من مؤشرات هذا الخطاب الناجح أيضا، حضورنا في مؤتمر الحوار الإسلامي في البحرين، حيث تكرر ذكر موضوع الوحدة بين الشيعة والسنة في كلمات وخطاب الشيخ أحمد الطيب أكثر من ثماني مرات. لقد استطاع مؤتمر الوحدة أن يُنشئ خطابا موحدا وأن يُنظّم له، وعندما تُغيّر عقولا واسعة في الساحة الفكرية، فإن ذلك يتحول إلى عمل ميداني ملموس، كتحرك مئات السفن باتجاه غزة، وهو ما يمثل تحديا حقيقيا للكيان الاسرائيلي".

قضية فلسطين أحد المحاور الأساسية لمؤتمر الوحدة

 

وأشار الى أن هذا العام تم تخصيص محورا خاصا لفلسطين، حيث ستكون قضية فلسطين من المحاور الأساسية للمؤتمر، وسيعقد المجمع العالمي للتقريب اجتماعا على المستوى الدولي حول فلسطين.

 

لأول مرة يُعيّن نائب من أهل السنة في مجمع التقريب

ولفت الى انه ولأول مرة في المجمع العالمي للتقريب يتم انتخاب نائب من أهل السنة وهو الأستاذ ناصر قلي سارلي، العضو في هيئة التدريس بجامعة خوارزمي. لذا، عندما نقول 'أنتم أنفسنا'، فهذا هو شعوري تجاهه، فهو جزء منّا، ونعمل معا لتعزيز مبادىء واهداف الثورة الإسلامية.

 

نعتبر الأفغان أنفسنا

وفيما يتعلق بحضور المفكرين الأفغان في مؤتمر هذا العام، قال: "لقد عقدنا لقاءات جيدة جدا خلال العام الماضي مع الحكومة الافغانية المؤقتة، وحضرت وفود على مستوى وزاري في المجمع. أحيانا يكون حضور بعض الوفود صعبا بسبب تزامن برامج أسبوع الوحدة في بلدانهم، لكننا قمنا بواجبنا في الدعوة، وسيحضر علماء من أفغانستان".

 

وأضاف: "بخصوص ما إذا كان ممثلو طالبان سيحضرون أم لا، نحن في انتظار الرد، لكننا نتابع الأخوة والرفقة مع جميع جيراننا. نسعى للتعاون والتعايش السلمي والتعاون الثقافي والاقتصادي والسياسي، ولا تُستثنى حكومة طالبان من هذا".

 

وتابع الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب: "فيما يخص إخراج المقيمين الأفغان الذين استضفناهم خلال السنوات الماضية، ما زلنا نستضيفهم، ولكن من الطبيعي أن ظروفا فرضت علينا تقليص حجم الاستضافة قليلا. لكن هذا لا يعني إطلاقا أن احترام الأفغان قد تراجع. نحن نعتبر الأفغان أنفسنا، ونعتقد أننا قبل سنوات قليلة كنا جزءا منهم وكانوا جزءا منا. نحن أرض واحدة وشعب واحد، وإذا أردنا توسيع جانب من وحدتنا الوطنية، فربما يكون المكان الأول لذلك هو أفغانستان، بسبب اللغة والثقافة المشتركة التي عشناها معا حتى قبل سنوات قليلة. ليس لدينا أي مشكلة مع أصدقائنا. الأسباب التي أدت إلى المشاكل الأخيرة كانت تهدف في جوهرها إلى حل مشاكل البلاد، ونحن نقف الى جانب أنفسنا والأفغان".


| رمز الموضوع: 408098