انعقاد الاجتماع التخصصي الثاني حول "وسائل الإعلام ودورها في رواية مظلومية وصمود أهالي غزة"
اغتيال الصحفيين والاستهداف المنهجي لهم، دليل صارخ على فشل الاحتلال وانهيار سرديته

انعقد صباح اليوم الأربعاء، الاجتماع التخصصي الثاني حول "دور وسائل الإعلام الداعمة للمقاومة في رواية مظلومية وصمود أهالي غزة" بحضور عدد من النشطاء والاعلاميين في مقر وكالة القدس للأنباء في العاصمة طهران.
انعقاد الاجتماع التخصصي الثاني حول "دور وسائل الإعلام الداعمة للمقاومة في رواية مظلومية وصمود أهالي غزة"
رواية جبهة المقاومة وجهود الصحفيين كانت مؤثرة في تشكيل حركة دعم عالمي لغزة/ نشاط وسائل الإعلام الداعمة للمقاومة أدى إلى خلق خطاب مقاوم عالمي
انعقد صباح اليوم الأربعاء، الاجتماع التخصصي الثاني حول "دور وسائل الإعلام الداعمة للمقاومة في رواية مظلومية وصمود أهالي غزة" بحضور عدد من النشطاء والاعلاميين في مقر وكالة القدس للأنباء في العاصمة طهران.
وأفادت وكالة القدس للأنباء (قدسنا) أن الاجتماع الثاني عقد بحضور عدد من الاعلاميين والخبراء في مقر جمعية الدفاع عن الشعب الفلسطيني في طهران، حيث القي كل من قدم الأمين العام لجمعية الدفاع عن الشعب الفلسطيني، حجة الإسلام والمسلمين "محمد حسن رحيميان" وعضو الهيئة العلمية بكلية علوم الاتصال بجامعة العلامة الطباطبائي، الدكتور "سيد رضا نقيب السادات"، كلمة حول 23 شهراً من صمود أهالي غزة، وكذلك دور الاعلام المقاوم في فضح ممارسات الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين ونشرها على أوسع نطاق.
حجة الإسلام والمسلمين رحيميان أكد أنه "فيما يتعلق بحرب الروايات، سأتحدث بإيجاز عن عدة مواضيع. منذ بداية الخلق عندما خُلق آدم عليه السلام، كان هناك شيطان يواجهه ويعرضه لتوصياته الشيطانية، ولكنه في الوقت نفسه يقسم أنه ناصح ومحق. يمكن اعتبار هذه النقطة بداية تيار الخداع الذي أدى إلى خروج آدم وحواء من الجنة. هذا التيار من الخداع استمر في عهد جميع الأنبياء الإلهيين، حتى أننا نرى في عهد النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله سلم) أنه تم وضع أكثر من 10 آلاف حديث باسم النبي، ومعظمها تم بواسطة كعب الأحبار الذي كان من اليهود.
وأضاف أن تيار التحريف هذا استمر عبر التاريخ، حتى أنه في عصر إمامة الإمام علي عليه السلام، وخاصة بعد استشهاده، قال بعض الناس هل كان الإمام علي يصلي أيضاً! امتداد هذا التيار من التحريف والخداع وصل إلى درجة أن هؤلاء المسلمين أنفسهم قتلوا الإمام الحسين حفيد رسول الله في كربلاء بتلك الطريقة الإجرامية."
وفي شرحه لاستمرار تيار التحريف والخداع، أشار إلى عصر الثورة الإسلامية وقال: "بالطبع، الظروف في ذلك الوقت لا يمكن مقارنتها بالظروف الحالية التي توجد فيها الأقمار الصناعية والتقنيات الحديثة، لأن تيار التحريف يعمل بكل الأدوات المتاحة لديه ويعمل ضد الثورة الإسلامية، وهذا الأمر يجعل واجبنا أثقل بكثير."
وأشار إلى الدور الذي لعبته وسائل الإعلام كظاهرة استثنائية في فضح التيار المعادي وتيار الظلم ضد فلسطين عبر التاريخ، وأضاف: "في هذا الصدد، لدينا واجبات تجاه الشعب الإيراني ايضا، لأننا نشهد حالياً تشكيل حركة واسعة النطاق لدعم أهالي غزة في العالم. وبالطبع، كانت حرب الروايات واستشهاد عدد كبير من النساء والأطفال الأبرياء والصحفيين مؤثرة للغاية في هذا الأمر."
وتابع حجة الإسلام والمسلمين رحيميان قائلاً: "لكن اليوم، للأسف، نواجه مشكلة في توضيح حقائق القضية الفلسطينية داخل بلدنا في جزء من شرائح المجتمع، ويجب علينا أن ننخرط في نشاط إعلامي وتوضيحي أوسع وأشمل في هذا المجال. وهذا يشمل واجبين: الأول هو بيان الحقائق الموجودة، والثاني هو توضيح وتنوير بشأن هذه الحقائق. في الواقع، بيان وتوضيح هذه الحقائق مهم جداً وأساسي ويعتبر واجبنا جميعاً."
من جهته، قال الدكتور نقيب السادات: "منذ أكتوبر 2023، نشهد أن موضوع طوفان الأقصى قد دخل بقوة في ساحة الروايات، وهو مبني على مبدأين: صمود ومظلومية الشعب الفلسطيني. النقطة المهمة في هذا الأمر هي بناء صورة لبطل جماعي وهو الشعب الفلسطيني المظلوم. وفي تقديم هذه الصورة، تظهر آلام ومعاناة هذا الشعب الشديدة على نطاق واسع."
وأضاف: "تصعيد اغتيال الصحفيين في الأسابيع الأخيرة يعبر عن حقيقة أن الصهاينة قد فشلوا في الحرب الناعمة كما فشلوا في الحرب الصلبة، ولم يتمكنوا من تحقيق أهدافهم، ولذلك لجأوا إلى اغتيال الصحفيين الفلسطينيين الذين يعملون كمرآة تعكس الحقائق."
وأكد أن نشاط وسائل الإعلام الداعمة للمقاومة قد أدى إلى خلق خطاب مقاوم عالمي.
وأضاف أنه "في تغطية وسائل الإعلام الرئيسية التي اتخذت نهجاً مناهضاً للمقاومة، استخدموا مبدأ العدوى الاجتماعية حيث كان التركيز على جزء معين وتضخيمه. المبدأ الثاني لديهم كان إثارة المشاعر، حيث استخدموا تقنيات نفسية للتأثير على الجمهور وتقديم الرواية الصهيونية للأحداث. طريقتهم الثالثة كانت تقنية التكرار، حيث استخدموا ضخ المعلومات. النقطة التالية كانت التضخيم والمبالغة في تغطية الأخبار. التقنية الأخرى لديهم كانت محاولة وسائل الإعلام الرئيسية للتأثير بشكل خاص على فئة الشباب والمراهقين لجعلهم ينفصلون عن القضية الفلسطينية."
وأكد في سياق متصل عندما دخلت وسائل الإعلام الداعمة للمقاومة والحركات الطلابية إلى الساحة، تم تقديم رواية حقيقية تدريجياً عن قضية التطورات في فلسطين وغزة إلى العالم، وحتى أنها أدت إلى تغيير مواقف بعض المسؤولين السياسيين تجاه فلسطين. الإجراء الآخر الذي اتخذته وسائل الإعلام الداعمة للمقاومة هو استخدام كلمات ومصطلحات خاصة لتغطية التطورات الفلسطينية، والتي كانت مؤثرة للغاية أيضاً.
وشدد علي أن ما حدث في تيار وسائل الإعلام الداعمة للمقاومة هو التأكيد على القضايا التاريخية وحقوق الإنسان في القضية الفلسطينية، مما كشف عن أفعال الكيان الصهيوني. القضية المهمة الأخرى في وسائل الإعلام الداعمة للمقاومة هي مواجهة سيل الأخبار المحرفة من قبل وسائل الإعلام الرئيسية، حيث تستخدم هذه الوسائل الإعلامية تقنيات مثل تجزئة الحقيقة (التركيز على جزء من الخبر وعدم تغطية جميع جوانبه) للتأثير على الجمهور. وبناءً على التحقيق الذي أجريناه، وجدنا أن وسائل الإعلام الرئيسية استخدمت 70 تقنية مختلفة للترويج للرواية الصهيونية للسيطرة على ساحة حرب الروايات.
وأضاف أن السؤال الذي يطرح هنا هو: ما هي استراتيجيتنا في مواجهة هذه الإجراءات؟ أعتقد أن أحد أهم هذه الأعمال هو توحيد الروايات من قبل جبهة إعلام محور المقاومة، والذي يجب أن يتم من خلال التنسيق في نشر الأخبار ومراعاة بعض البروتوكولات لتعكس مظلومية الشعب الفلسطيني. استراتيجيتنا الثانية يجب أن تركز على الجمهور العالمي، ويجب علينا في هذا الصدد استخدام رموز تكون مقبولة لدى الغربيين ورأيهم العام. النقطة الثالثة هي استمرارية وثبات رسالتنا، حيث يجب أن نستمر ونكرر في نشر الأخبار ولا نقطع تدفق الأخبار.
وأكد أن الفئة الثانية هي الاستراتيجيات المحتوية التي يجب أن نركز فيها على السرد الإنساني للقصص. في هذا الصدد، يجب أن نركز على مذابح الأطفال وكبار السن في غزة وتقديم روايات إنسانية. القضية الأخرى هي استخدام الهاشتاغات والحملات الافتراضية لدعم فلسطين. القضية الثالثة هي استخدام التقنيات الإعلامية واستراتيجية تعزيز الشبكات الاجتماعية الشعبية. في هذا الصدد، يجب أن نستخدم نشر المحتوى بين الأكاديميين والفئات المهمة الأخرى من المجتمع. القضية المهمة الأخرى هي أننا لا نملك تحليلاً للحقائق التي حدثت في غزة، وأرى أن هذا النقص موجود في وسائل الإعلام الداعمة للمقاومة. النقطة التالية هي أمن المعلومات وحماية هوية الصحفيين، مما يدعم حياة النشطاء الإعلاميين.
وقال إن النقطة الأخيرة هي الاستراتيجيات الإعلامية والتعليمية، حيث يجب أن توفر دورات تدريبية في مجال المقاومة للنشطاء الإعلاميين، وكذلك يجب أن ندخل في تمكين بعض الهيئات. إنشاء بنك معلومات من قبل المراكز الإخبارية لاستخدام نشطاء الفضاء الافتراضي أمر مهم جداً أيضاً.
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS