مصدر مسؤول: الفصائل الفلسطينية لم تتسلَّم أي مقترحات جديدة حول اتِّفاق وقف إطلاق النَّار

أكد مصدر فلسطيني مسؤول، اليوم السبت، أن الفصائل الفلسطينية، لم تتسلّم أي مقترحات جديدة خلال اللقاءات التي جرت مؤخرًا في العاصمة المصرية القاهرة، لبحث سبل التهدئة ووقف الحرب على قطاع غزة.
وقال المصدر في تصريحات، إن الوفد الفلسطيني أكّد للأشقاء في مصر انفتاحه على أي مبادرات جادة من شأنها إنهاء العدوان الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن الفصائل تبدي إيجابية تجاه الجهود المصرية وتتعامل بمرونة مع أي مساعٍ لوقف إطلاق النار. وأوضح أن الوسطاء، بمن فيهم الجانب المصري والقطري، يواصلون تحركاتهم رغم غياب أوراق جديدة أو عروض ملموسة على طاولة الحوار، لافتًا إلى أن وفد الفصائل ينتظر مبادرات عملية تُفضي إلى تهدئة ميدانية وإنهاء معاناة المدنيين.
وشدد المصدر على أن الفصائل الفلسطينية مستعدة للتعامل مع أي مقترحات تُعرض رسميًا، بما يحقق وقف العدوان ورفع الحصار عن قطاع غزة، ويؤدي إلى تحقيق الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني. ويوم الخميس، أكدت فصائل المقاومة الفلسطينية، أنَّها ستواصل بذل كل الجهود من أجل إنهاء معاناة شعبنا، ووقف الحرب على غزة. وقالت الفصائل في بيان صحفي، "تداعى في العاصمة المصرية القاهرة عدد من قادة القوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية لمناقشة مجمل التطورات السياسية والميدانية، وخاصة المتعلقة بحرب الإبادة والتجويع التي يشنها العدو الصهيوني ضد أهلنا وشعبنا في قطاع غزة، إضافةً إلى الجهود المبذولة لوقف هذا العدوان المتواصل، الذي أسفر عن ارتكاب مجازر بحق أبناء شعبنا، وتدمير شامل للبنية التحتية، واستهداف متعمد للمنازل والمستشفيات والمرافق المدنية، في انتهاك صارخ لكل القوانين والأعراف الدولية".
وأعربت عن كامل التقدير والإشادة لشعبنا الفلسطيني الثابت في قطاع غزة ومقاومته الباسلة، الذين ضربوا مثالاً غير مسبوق في مواجهة أعتى وأشرس عدوان تتعرض له المنطقة والأمة عامة. وأوضحت، أنَّ شعبنا أثبت قدرة استثنائية على الصبر والعطاء والتضحية والفداء، وصموده الأسطوري أمام أعنف آلة حربية عرفها التاريخ الحديث، وفي هذا الإطار فإن الفصائل "تعد أبناء شعبنا بأنها لن تتوقف عن عملها الدؤوب من أجل وقف العدوان والحرب الإجرامية على شعبنا". وشددت القوى والفصائل على أن الأولوية القصوى في هذه المرحلة هي الوقف الفوري والشامل للعدوان، ورفع الحصار الظالم عن قطاع غزة، وضمان دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية فوراً بشكلٍ آمن ودون عوائق، مؤكدةً تجاوبها الكامل مع مبادرات ومقترحات الحل بما يحقق متطلباتنا الوطنية، بإنهاء العدوان وانسحاب قوات الاحتلال ورفع الحصار الظالم. وأضافت، أنها "تقدر الجهود الكبيرة التي تقوم بها جمهورية مصر العربية بقيادة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي ودولة قطر في دعم القضية الفلسطينية، وعملها على إنهاء معاناة شعبنا من التجويع، وإدخال المساعدات الإغاثية والإنسانية إلى قطاع غزة بما يسهم في تخفيف معاناة شعبنا، إضافةً إلى مساعيها لتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية، وانخراطها المباشر في المفاوضات غير المباشرة بالتنسيق والشراكة مع الإخوة في دولة قطر الشقيقة بقيادة سمو الأمير تميم بن حمد آل ثاني من أجل وقف العدوان على شعبنا". وفي 12 أغسطس الجاري، وصل وفد قيادة حركة المقاومة الإسلامية "حماس" برئاسة الدكتور خليل الحية إلى القاهرة لإجراء محادثات مع المسؤولين المصريين حول آخر التطورات المتعلقة بحرب الإبادة في غزة ومجمل الأوضاع في الضفة والقدس والأقصى. وأفاد طاهر النونو القيادي في "حماس" المتواجد في القاهرة، أن الوفد بدأ محادثات تمهيدية للقاءات التي سوف تبدأ الأربعاء 13 أغسطس، وستركز حول سبل وقف الحرب على القطاع وإدخال المساعدات وإنهاء معاناة شعبنا في غزة، والعلاقات الفلسطينية الداخلية للوصول إلى توافقات وطنية حول مجمل القضايا السياسية، والعلاقات الثنائية مع الأشقاء في مصر وسبل تطويرها. وأشاد النونو بالجهود التي تبذلها مصر في مجمل القضايا السابقة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، مشدداً على أن العلاقات مع مصر ثابتة وقوية، والعمل المشترك لم يتوقف في مختلف القضايا. وتقوم مصر وقطر والولايات المتحدة بجهود وساطة بين "إسرائيل" وحركة حماس للتوصل الى وقف إطلاق النار في قطاع غزة، واستمرت آخر جولة مفاوضات غير مباشرة بين الطرفين في الدوحة أسابيع برعاية الوسطاء، قبل أن تنتهي في 25 تموز/يوليو من دون أن تسفر عن نتيجة. وخلال المفاوضات التي جرت في يوليو/تموز الماضي، طالبت حماس بانسحاب ملموس من المناطق التي يتواجد فيها الجيش داخل قطاع غزة مع تقليل "عمق المناطق العازلة التي يبقى فيها الاحتلال خلال الـ60 يوما، وتجنب المناطق كثيفة السكان لضمان عودة معظم الفلسطينيين إلى أماكنهم". في حين رفضت "إسرائيل" ذلك، وأصرت على التواجد داخل القطاع مع زيادة عمقها في بعض المناطق مثل محور "فيلادلفيا" على طول الشريط الحدودي مع مصر، وفق القناة الـ12 الإسرائيلية. وخلال المفاوضات الماضية، اشترطت حماس ضمان تدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة وتوزيعها عبر الآلية الأممية دون تدخل إسرائيلي، مع تعديلها على خريطة انسحاب "إسرائيل" من القطاع.