الجمعه 20 صفر 1447 
qodsna.ir qodsna.ir
في حوار مع الميادين؛

لاريجاني: المقاومة خيار لا يُهزم ودعمها واجب..الكيان الصهيوني يعيش هزيمة استراتيجية

في حوار شامل مع الميادين، أكد الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي لاريجاني، أنّ المقاومة رأس مال استراتيجي للمنطقة، مشدداً على أنّ إيران ستردّ بقوّة على أيّ عدوان، ولا تفاوض مثمر بظلّ منطق "السلام بالقوّة" الأميركي.

وأكّد الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي لاريجاني، استعداد إيران دائماً للردِّ بقوةٍ على أيِّ هجومٍ من كيان الاحتلال، لافتاً إلى أنّ "إسرائيل لن تترك المنطقةَ تستقرّ. وأن نتنياهو ما دام موجوداً على سُدّة الحكم، لن يدع الأمور تستقرُّ حتى في فلسطين".

 

وفي حوار خاص مع الميادين، مساء الخميس، أضاف لاريجاني أنّ "نتنياهو شخص شرير ولن يدع الأمور تستقرّ. ففي لبنان تشاهدونَه كلَّ يومٍ يستهدِفُ مكاناً، و في الدوِل الأخرى كذلك، هو يُزعِج الدول دائماً، رأينا ما فعلَه في سوريا، هذا التخبّطُ الأمنيُّ الذي يُحدِثُه في الدولِ غيرُ مقبول".

 

ولفت في ردّ له على "تهديد نتنياهو بأنّه مستعدّ لتوجيه ضربة أخرى على إيران"، إلى أنّ نتنياهو مادامَ موجوداً لن يكون هناك استقرار وأمن وهذه مشكلةٌ بالطبع، مضيفاً: "هو يفتعل الأزمات لمصالحه الشخصية".

 

وتطرق أمين المجلس الأعلى للأمن القومي، إلى العدوان الإسرائيلي على إيران، مذكراً بالهدف الإسرائيلي وهو إسقاط النظام في الجمهورية الإسلامية، مشيراً إلى أنّهم "خطَّطوا لهذا الأمرِ منذ 14 عاماً ولم يوفَّقوا، وكان مخطَّطُهم أن يُثيروا الفتنةَ في الجمهورية وأن ينزل الناس الى الشوارعِ وهذا ما صرّح به نتنياهو عدةَ مرات".

 

وقال في هذا السياق للميادين، إنّ "نتنياهو كان يظن أن الشعب الايراني يحبُّه ولكن ما حدثَ كان على عكسِ ما تصوّر"، منوّهاً بأنّ "حتى المعارَضةُ في إيران وقفت مع النظام في الجمهورية الإسلامية أيضاً وهذه هزيمة أخرى".

 

وأضاف علي لاريجاني أنّ رئيس حكومة الاحتلال، كان يظن أن دول المنطقة أيضاً ستدعمه لأنّ لديها بعضَ المشاكلِ مع الجمهوريةِ الاسلامية ولكن لم يحدث هذا، لافتاً إلى أنّ "كلّ الدول الإسلامية رغم بعض المشاكل الموجودة، اجتمعت ودعمت الجمهورية".

 

لاريجاني، أردف أنّه "نعم هي استطاعت أن تغتال بعض شخصياتِنا وقاداتنا غدراً، وهذه كانت خديعة"، سائلاً: "لكن ما الذي استطاعت أن تحصُلَ عليه؟".

 

وقال إنّه "دمّرت الأبنية وتدمرت أبنيتهم، إذا أردتم أن تقارنوا إسرائيل في تعداد النسمات عندها مع الجمهورية الاسلامية بجغرافيتها وعمقها والدمار الذي أحدَثته الصواريخُ الإيرانية، ترَونَ أنه حتى من الناحية التكتيكية هي خسرت".

 

كذلك أشار إلى أنّ "الكيان يُخفي دائماً خسائره ولكن أنتم تعلمون من وسائلِ الإعلام أن إسرائيل تحوّلت إلى جهنّم وأصبحت مثلَ غزة، و ترامب نفسُه قالَ إنَّ إيران بواسطة صواريخها أحدثت جهنّم على نتنياهو وأنه هو أنقذَه"، مضيفاً: "هذه كلُها إذا وضعناها مع بعضها، نعلمُ أنَّ هناك هزيمة استراتيجية للكيان وهو بدأ الحرب وهو طلب وقفها".

 

"نقف إلى جانب لبنان والمقاومة خيارٌ استراتيجي للمنطقة"

ومن لبنان، أكد الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي، للميادين، أنّ إيران كانت ولا تزال إلى جانبه في مختلف الظروف، وهي لطالما دافعت عن لبنان وعن مقاومته، التي يراها "رأسمالاً استراتيجياً" ليس للبنان فحسب، بل لسائر شعوب المنطقة التي تواجه التحديات.

 

وشدد على أنّ التعدد في وجهات النظر داخل لبنان أمرٌ طبيعي، لكن ما يجب التأكيد عليه هو احترام من يضحّون دفاعاً عن أوطانهم، معتبراً أنّ المقاومة تمثّل موقعاً متقدّماً ومُشرّفاً، وأنّ دعمها واجب أخلاقي وإنساني.

 

وقال إنّ إيران لا تتدخل في الشؤون الداخلية للدول، بل تكتفي بتقديم المشورة عند الحاجة، انطلاقاً من إيمانها بأنّ قرار المقاومة ينبع من إرادة شعبية ناضجة وواعية، قادرة على اتخاذ ما تراه مناسباً لحماية بلدها.

 

وخلال لقاءاته في بيروت مع رئيس الجمهورية جوزف عون، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس مجلس الوزراء نواف سلام، إلى جانب عدد من الشخصيات السياسية من مختلف الطوائف، شدد لاريجاني على أنّ "موقف إيران من لبنان واضح وثابت، وأنّ العلاقات بين البلدين ضاربة في التاريخ".

 

كما لفت إلى أنّ الغضب الأميركي من مواقف الجمهورية الإسلامية يعود إلى اختلاف جذري في الرؤى بشأن أمن المنطقة. واعتبر أنّ ما قاله الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن بناء السلام عبر القوة يُعبّر عن توجّه لفرض الاستسلام أو المواجهة، وهو ما ترفضه طهران بالمطلق.

 

وأضاف لاريجاني أنّ إيران ترى أنّ الأمن الحقيقي في المنطقة يقوم على احترام سيادة الدول واستقلالها وقوّتها الداخلية، وليس من خلال الخضوع لإملاءات خارجية، لافتاً إلى أنّ الغضب الأميركي في هذا السياق أمرٌ غير مستغرَب.

 

وبشأن زيارته العراق ولبنان، قال لاريجاني: "نملك علاقة أُخوّة وصداقة قوية واستراتيجية مع لبنان والعراق، وهذه العلاقات تمتد على مدى العصور التاريخية، وطبعاً نحن نتحاورُ معَ بعضنا في مختلف الأمور المشتركة".

 

وكشف للميادين، الهدف من زيارة العراق، بحيث تم "البحث في الأمورَ الاستراتيجية في بغداد وكذلك وقَّعنا اتّفاقية أمنية، والنقطةُ المِحوريةُ في هذه الاتفاقية أننا نسعى الى أن نصل الى أمان وثَبات واستقرار للبلدين".

 

وأشار إلى أنّ هذه هي النظرة العامّة للجمهورية الإسلامية لواقعِ التعاون الإقليمي، وفي لبنان أيضاً وبسببِ العلاقات المتينة التي تَربطُنا وبسبب الأحداث المستَجدّة، كانَ من الضروري أن نتشاور في الأمور وأن نقدّم بعض الإيضاحات.

 

"المقاومة ليست حكر على طائفة.. ونحن لا نُملي على أحد"

شدّد علي لاريجاني، على أنّ المقاومة ليست حِكراً على طائفة أو مذهب، مؤكداً أنّها خيارٌ جامع يتجاوز الانتماءات، وقال: "الحقيقةُ أن موضوع المقاومة لا ينحصر بالشيعة أو السنّة، المقاومة هي للجميع، والمقاومة ليست طائفية".

 

وذكّر بأنّها شملت كلّ المكوّنات اللبنانية، مستشهداً بأنّه "عندما استُشهد سماحة السيد حسن نصرالله، رأينا مشاركة الجميع. إذاً، المقاومة ليست للمسلمين فقط، فالمسيحيون شاركوا أيضاً في المقاومة"، مضيفاً: "المقاومة لم تقتصر على الشيعة والسنّة، بل كان هنالك تيار مسيحي مشارك".

 

ولفت إلى أنّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية تدعم حركات المقاومة دون النظر إلى خلفيتها المذهبية، مشيراً إلى دعم طهران لحركة حماس "المقاومة السنية"، وحزب الله "المقاومة الشيعية"، ما يثبت أن موقف إيران ليس طائفياً، وأن من يُشكّك في هذا الأمر "لم يفهم خيارات الجمهورية الإسلامية"، مؤكداً أن "بإمكانه التعرّف على الحقائق ميدانياً".

 

وفي ما يتعلّق بدور إيران في دعم حركات المقاومة في المنطقة، قال لاريجاني للميادين إنّ طهران لا تغيّر مواقفها بحسب الظروف، مضيفاً: "نحن نعتقد أن المقاومة رأسُ مالٍ كبيرٌ للأمة الإسلامية، وفي أي دولةٍ توجد، علينا أن نساعدها، لكنّنا لا نتخذ ذلك أرضيةً للتدخل".

 

ولفت إلى أنّ "المقاومة الإسلامية لديها القدرة الكافية على اتخاذ القرار، ونحن لا نتدخل في قراراتها ولا في قرارات الدول كذلك"، موضحاً أنّ طهران تكتفي بطرح وجهة نظرها بكل صراحة ومن دون إخفاء، وتقدّم المشورة لحركات المقاومة، دون أن تفرض أو تملي قرارات.

 

وأشار لاريجاني إلى وجود شخصيات كبيرة اليوم داخل حماس، الجهاد الإسلامي، وحزب الله، "تحلل بشكل جيد، وتمتلك أفكاراً ممتازة ولا تحتاج إلى تدخّل من أحد".

 

"لا نتدخّل في الشؤون الداخلية للدول"

وفي ما يخصّ النقاش حول السلاح مع رئيسَي الجمهورية والحكومة، أوضح لاريجاني للميادين، أن طهران نقلت وجهة نظرها من المقاومة بشكل عام، مشدداً على أن إيران لا تتدخل في شؤون الدول.

 

وأكد أن الدول هي التي تقرر وفق رؤيتها وبعد استشارة مختلف الأطياف، مضيفاً: "نحن لا نخفي وجهة نظرنا ونقولها بشكل صريح، لكن لا نريد أن يحدث أي سوء تفاهم".

 

وأشار إلى أن هناك أطرافاً قد تستغل بعض التصريحات بشكل مغرض، قائلاً: "بعض الشياطين في السياسة قد يختبئون خلف الأشخاص ويطلقون مفاهيم مغرضة".

 

وفي ردّه على سؤال حول انطباعه الشخصي عن الرئيسين جوزاف عون ونواف سلام، قال لاريجاني: "كل دولة تنتخب رؤساءها ومسؤوليها وفقاً لمزاجها، وعلينا أن نتأقلم ونتعامل مع كل الشخصيات المختلفة".

 

وأضاف في هذا السياق، أنّه "لا نتوقع أن يكون الجميع مثلنا، ولكن في المجتمع الدولي يجب أن نجد سبل التعاون، وأن نتحاور ونتعامل مع مختلف التوجّهات، وهذا هو جوهر العمل الدبلوماسي".

 

واستعار لاريجاني مقولة للراحل الشهيد مدرّس، أحد رموز النهضة الدستورية في إيران قبل نحو مئة عام، إذ قال: "لا مانع من أن يختلف السياسيون في الرأي، لكن يجب ألاّ تتحول هذه الخلافات إلى عداوة"، مؤكداً أن "النمو والرقي يأتيان من الحوار".

 

"الرئيس بري رجل المرحلة الصعبة ويتمتّع بباع طويل وتجربة كبيرة"

لاريجاني، وصف رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري بأنه "من الرجال السياسيين العظماء في لبنان والعالم العربي"، مؤكداً أنه يتمتّع بـ"نبوغ سياسي وباع طويل وتجارب كبيرة". وقال إنه "من العناصر الأساسية في موضوع المقاومة، ويعلم جيداً كيف يتصرّف في كل الظروف".

 

وأشار إلى أن اللقاء مع بري تخلّله تبادل لوجهات النظر، مضيفاً: "سمعنا وجهة نظره التي تنم عن معرفة شاملة وعميقة، ورأينا أن ما قاله دولتُه يفتح الباب للمضي قُدُماً نحو حلّ الأمور في لبنان".

 

ولفت لاريجاني إلى أن الرئيس بري قدّم مجموعة من المقترحات المتعلقة بأوضاع المنطقة، وخصوصاً بشأن التعاون بين الدول الإسلامية لحل بعض القضايا الصعبة سواء في لبنان أو غيره من الدول، موضحاً أن "هذه النصائح كان يقدّمها دائماً، وقد استفدت من وجهات نظره واستشارته".

 

وفي ختام حديثه عن الرئيس بري، قال لاريجاني: "هو رجل المرحلة الصعبة، وكما استطاع أن يتجاوز المراحل الصعبة السابقة بجدارة، سيستطيع أن يتجاوز هذه المرحلة أيضاً، وأعتقد أنه يملك أفكاراً قيمة لحلّ الأمور".

 

"التطورات في سوريا فاجأت الجميع.. وبناء العلاقات يعتمد على أفعال السلطة الحالية"

في حديث صريح هو الأول من مسؤول إيراني حول تطورات المشهد السوري، كشف أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني للميادين، أن زيارته إلى دمشق قبيل سقوط النظام كانت بدعوة من الرئيس بشار الأسد لبحث قضية محددة، ولم تكن مبنية على أي اعتقاد بانهيار وشيك للدولة السورية.

 

وفي ردّه على سؤال حول ما إذا كان يتوقع عند لقائه الأسد آنذاك أن تكون تلك اللحظات الأخيرة لحكمه أو لحكم حزب البعث، قال لاريجاني: "أنا لا أعتقد أنّ حتى من هاجموا سوريا ودخلوا إليها كانوا يظنون أنهم قادرون على إسقاط النظام السوري، ما حدث كان مختلفاً تماماً".

 

وأوضح أن الأحداث تسارعت بشكل كبير في تلك الفترة، وقال: "بشكل عام، كانت الأحداث في السنتين الماضيتين سريعة جداً، وهذه هي خصوصية هذه المرحلة". ورأى أن التطورات في سوريا فاجأت الجميع، مشيراً إلى أن "لا أحد، سواء في روسيا أو في الدول الداعمة للحكم في سوريا، كان يتوقع أن تسير الأمور بهذه السرعة وتُحدث هذه الفوضى".

 

وفي ما يخصّ احتمالات بناء العلاقات مع سوريا، قال لاريجاني إن "الإمكانية موجودة ولا نقول إنها معدومة، لكن ذلك يعتمد على ما سنراه من أفعال الحكومة السورية الحالية".

 

واعتبر أن "الوضع في سوريا الآن مشوّش وغير واضح، وهو ليس الوضع الذي نرغب به"، لافتاً إلى التدخل الإسرائيلي المتزايد، والذي وصفه بأنه "سلوك لا نحبّذه في سوريا".

 

وأكّد على أن "هناك احتمالاً منطقياً لعودة العلاقات إذا تغيّرت الأمور في المستقبل، وحينها يمكن أن تكون هناك علاقات".

 

كذلك في معرض حديثه عن أولى جولاته الخارجية كأمين عام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، أوضح علي لاريجاني أن اختياره للعراق ولبنان جاء انطلاقاً من طبيعة العلاقة التاريخية والتعاون القائم مع البلدين.

 

وحول سبب اختيار جولة عربية شملت العراق ولبنان دون غيرهما من الدول الإقليمية التي تشهد ملفات ساخنة، قال لاريجاني: "منطقتنا منطقة حامية تقريباً، تكثر فيها الأحداث، ويجب أن نتواصل مع الجميع، وهناك دول يجب أن نزورها، ومنها دول شمال إيران".

 

وأضاف: "اخترت العراق ولبنان لأنهما صديقان ونتعاون معهما منذ سنوات طويلة، لنا مع لبنان والعراق علاقات قديمة وقريبة، وكان يجب أن آتي إلى لبنان والعراق لبحث مستجدات المنطقة".

 

"مصر دولة مهمة في المنطقة والتواصل معها قائم"

وبشأن التقارب والزيارات بين طهران والقاهرة، أكد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي، أن التواصل مع مصر قائم بشكل دائم، ولا توجد من جانب طهران أي مشكلة تحول دون تطوير العلاقات، مضيفاً أن "المحادثات مع الإخوة في مصر مستمرة، والعلاقة جيدة ومفيدة".

 

وفي مقابلة مع الميادين، قال لاريجاني: "لا توجد هناك مشاكل، ولكن إذا تدخّلت أميركا فهذا موضوع آخر"، مشيراً إلى وجود "أعداء مشتركين" بين إيران ومصر، معتبراً أن الأميركيين قد يفتعلون مشاكل تعيق هذا التقارب، وأضاف: "الساحة الدولية هي ساحة مشاكل ومتغيرات".

 

واعتبر أن مصر دولة مهمة في المنطقة، لها تاريخ مشرّف، وحضارة كبيرة، وتزخر بالعلماء، وقال: "مصر حالياً دولة كبيرة وقوية وممتازة في العالم العربي، وليس بيننا أي مشكلة".

 

ورداً على سؤال حول ما إذا كان يخطط لزيارة القاهرة، قال لاريجاني: "الآن لا، ولكن في المستقبل ممكن، نعم إذا استجدّت مهمة محددة".

 

"نرحّب بتعميق العلاقة مع السعودية والدول العربية"

أكد لاريجاني، في مقابلة مع الميادين، أن العلاقة بين طهران والرياض بدأت بداية جيدة بعد اتفاق استئناف العلاقات الذي رعته الصين، مشدداً على ضرورة تعميق هذه العلاقة رغم وجود اختلافات في بعض الملفات.

 

وقال لاريجاني: "صحيح كانت هناك بداية جيدة مع السعودية، وعلينا أن نُعمّق هذه العلاقة. أنا لا أقول إننا نتّفق معهم في جميع الأمور والملفّات، ولكن أعتقد أننا نستطيع أن نُعمّق ونُوسّع هذه العلاقة، والاتفاق جيّد، ويمكن العمل والتعاون في إطار وثيقة الاتفاق الجيدة".

 

وفي ردّه على سؤال حول إمكانية وجود خطة فعلية لتسوية بعض الخلافات بين إيران والدول العربية، خاصة السعودية، بشأن ملفات مثل لبنان واليمن، قال لاريجاني: "أنا قطعاً أُحبّذ أن نتّجه نحو حل جميع الملفات في المنطقة بالحوار معهم، ومع بلدان مثل السعودية ومصر".

 

وأضاف: "لا أعتقد أن هناك خلافات كبيرة، بل نختلف في بعض الآليات وبعض وجهات النظر، ولكن الحل هو في الحوار. هم أصدقاؤنا وإخوتنا، وكذلك الدول الإسلامية جميعها، وقطعاً أرى أن هذا أمر مفيد".

 

"لا مفاوضات مثمرة إذا بقيت واشنطن على منطق القوة"

وبشأن المفاوضات النووية، أكد علي لاريجاني، أن طهران لا ترى أن المفاوضات مع الولايات المتحدة يمكن أن تؤدي إلى نتائج حقيقية إذا استمرت واشنطن في اعتماد منطق "السلام بالقوة".

 

وحول ما يُطرح عن أن إيران، بعد انتصارها في الحرب الأخيرة على "إسرائيل"، باتت في موقع إقليمي أقوى حتى من الولايات المتحدة، تساءل لاريجاني: "هل أميركا ستكون صادقة في هذه المفاوضات؟ وهل الأطروحات التي تقدمها في لبنان أو العراق فعلاً تأخذ بمصالح شعوب هذه الدول؟".

 

وشدد على أن "نظرية الولايات المخدة القائمة على فرض السلام بالقوة، تعني إما الاستسلام أو الحرب، وهذا لا يُجدي نفعاً"، مضيفاً أن الدول التي تحترم نفسها وتملك قوة ومكانة لن تستسلم.

 

وأشار إلى أن إيران لم ولن تستسلم، وأن المفاوضات تكون مجدية فقط عندما يُدرك الطرف المقابل أنه لا يستطيع تحقيق أهدافه بالحرب، مؤكداً أن "المفاوضات لا تعطي أي ثمرة إذا بقي الطرف الآخر يعتقد أنه يستطيع فرض إرادته بالقوة".

 

ورفض لاريجاني فكرة أن مفتاح الدخول إلى الدول العربية يمرّ عبر الولايات المتحدة، وقال: "نحن لا نؤمن بذلك، ولا نرى أن مصلحة الدول تكمن في الاعتماد على الولايات المتحدة فقط".

 

وأضاف أن عدداً من الدول العربية، رغم تحالفها مع واشنطن، لا تضع ثقتها الكاملة بها، وعبّر بعض مسؤوليها في لقاءات سابقة معه عن رغبتهم في تنويع علاقاتهم مع دول أخرى، مثل الصين وإيران، وإنْ حافظوا في العلن على علاقة وثيقة مع الولايات المتحدة.

 

وردًا على فكرة أنّ الولايات المتحدة تبقى القوة العظمى، وأن بعض الدول العربية ترى في العلاقة معها مصلحة، قال لاريجاني: "ربما تضع واشنطن بعض العقبات، لكن بين الصفر والمئة هناك خيارات كثيرة. الأميركيون لا يستطيعون قطع علاقاتنا مع الدول العربية بالكامل، وقد لا تصل هذه العلاقات إلى القمة، لكنها تبقى قائمة ومفيدة".

 

"السيد خامنئي قلب المعادلة بالحكمة والإدارة الحازمة خلال الحرب"

كذلك، قال أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني إن آية الله السيّد علي خامنئي لعب دوراً محورياً في الحرب الأميركية الإسرائيلية الأخيرة، مؤكداً أنه "قلب موازين المواجهة".

 

وأشار لاريجاني إلى أن السيد خامنئي بالرغم من استهداف واغتيال عدد كبير من القيادات الإيرانية في بداية الحرب، تمكن بسرعة من تعويض تلك الخسائر خلال ساعات معدودة، مضيفاً أن خطابه للشعب الإيراني وضّح أهمية المرحلة وطبيعة المواجهة، وكان هدوؤه الحازم والمطمئن عاملاً مهماً في تغيير المعادلة.

 

وأضاف لاريجاني أن الرد الحازم على تهديدات الأميركيين بعدم الاستسلام، كان من خلال توجيهاته التي أعطت القوة للجيش الإيراني للرد بقوة وشجاعة، مشيراً إلى أن إطلاق الصواريخ على أهداف إسرائيلية تم بدعم كامل من القيادة العليا.

 

وعن دوره العملي، أكد لاريجاني أن السيد خامنئي كان يتولى قيادة القوات المسلحة من غرفة العمليات، يقدم التوجيهات ويدير الأمور بشكل كامل، مؤكداً أن هذا أظهر قدرة القوات على الاستمرار وإدارة العمليات حتى في ظل اغتيال قيادات مهمة.

 

كما وكشف مستشار السيد خامنئي، علي لاريجاني، عن تعرضه لتهديدات مباشرة بالاغتيال من جهاز "الموساد" الإسرائيلي في اليوم الأول من المعركة، مشيراً إلى أنّ التهديد جاء عبر الهاتف، ورد على هذه التهديدات بما يليق، معتبراً "أن هذا الأمر يعكس طبيعة المواجهة والضغوط التي تعرض لها".

 

زيارة لبنان بعد استشهاد السيّد نصرالله وذكراه الخالدة

علي لاريجاني، وفي معرض حديثه عن شهيد الأمّة، السيد حسن نصر الله، أكد أن "ذكره لا يغيب عنه يوماً أو ليلةً"، واصفًا إياه بالرجل العظيم والشخصية الفريدة التي لن تتكرر.

 

وأضاف لاريجاني أن حزب الله يمثل فخراً وشرفاً للعالم، وشخصية تثبتت عبر التاريخ، مشدداً على ضرورة التمييز بين الصديق والعدو، وأن الشعب اللبناني والدول العربية يجب أن تحترم المقاومة وأدوارها.

 

وفي مواجهة الضغوط والصعوبات والهجمات المستمرة على حزب الله، أكد علي لاريجاني ثقته الكاملة بواقع ومستقبل الحزب في لبنان، مشيراً إلى أن "الروحية التي يمتلكها حزب الله لن تموت".

 

وقال: "هم أحياء، وكل واحد منهم بقوة ألف رجل، ولن يستطيع أحد إنهاءهم بسهولة". مضيفاً أن "قواعد الحزب تتأقلم مع الأحداث والوقائع، ومستمرة في العطاء والإنتاج لصالح العالم الإسلامي".


| رمز الموضوع: 407300







المستعمل تعليقات

الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)