الاحد 17 محرم 1447 
qodsna.ir qodsna.ir

حرب 12 يوما ومعركة الفتح الموعود والجهاد المقدس

لكل حدثٍ يحصل تداعياتٌ وآثارٌ، فما إن أطلق السيدُ القائدُ على معركةِ إسنادِ طوفانِ الأقصى معركةَ الفتحِ الموعودِ والجهادِ المقدسِ، حتى أدرك كلُّ من يعرفون هذا القائدَ حقَّ معرفته أنَّ هذا الاختيارَ لهذا الاسمِ لم يكن عشوائيًّا، بل كان الاختيارا بعد ظهورِ علاماتٍ تؤكد فعلاً أنَّ هذا القائدَ يملك من العلمِ والمعرفةِ والاطلاعِ والارتباطِ بالله وبالقرآن ما يجعله يثق تمامًا أنَّ هذه المعركةَ ستتوسع، وستكون بعدها جولاتٌ وجولاتٌ، وكلها تدور حول نفس الرحى، وهي معركةُ التحريرِ والزوالِ الحتميِّ لهذا الكيانِ بمشيئةِ اللهِ وبتحقيقِ صدقِ وعوده.

لا شك أن المتابعَ للأحداثِ السياسيةِ الدائرةِ في منطقتِنا، وتَسارُعَ عجلةِ الأحداثِ سيدركُ أنَّ مشيئةَ اللهِ هي الغالبة، وأنَّ الأحداثَ وإن كان ظاهرُها وجعًا وأحزانًا وآلامًا لهذه الأمة إلا أنّ في بواطنِها سيكونُ الخيرُ والنصرُ بإذنِ الله...

كيف سيكون ذلك؟

 

على المستوى اليمني، ظل الإعلام العربي المتصهين بما فيه قنوات الإخوان المسلمين (فرع اليمن)، يشنّ حملات تشويه تضليلية، هدفها الرئيسي هو شيطنة أنصار الله في اليمن وتشويههم، ومحاولة تأليب الداخل عليهم، ومحاولة تشويه مشروعهم التعبوي لكلِّ الأمة، وكذلك تخويف دول الجوار منهم، ومحاولة إيصال رسائل لكل دول الخليج بأنَّ وجود أنصار الله يعني خطرًا عليهم وعلى حكوماتهم، وذلك بهدف جمع أكبر كمية من الأموال التي يبتزونها من دول الخليج، كي يعملوا على تشويه كل شريف حرّ مقاوم يبحث عن العزة والكرامة والاستقلال على أرضه.

النتيجة:

 

أوهن الله تعالى كيدهم، فجاءت عمليات الإسناد اليمنية للمقاومة الفلسطينية منذ شهر ديسمبر 2024م، أي بعد شهرين تقريبًا من طوفان الأقصى، فكانت الوقفات الصادقة والجادة من القوات المسلحة اليمنية، واستمرت عمليات منع سفن الكيان من المرور عبر البحر الأحمر والبحر العربي، واستمرت بيانات متحدث القوات المسلحة اليمنية تدوّي، حتى وصل صداها إلى معظم أبناء هذه الأمة العربية؛ لتبعث فيهم الأمل، وتجدّد العزائم، وتستنهض الهمم، وتُثبِت لهم بأنَّ أمريكا ليست إلهًا يُعبد من دون الله، وبأن ما تُسمى إسرائيل ضعيفة هشّة، لا تقوى سوى على ارتكاب الجرائم بحق النساء والأطفال والأرض والإنسان، وأن هذا الجيش عاجز عن تحقيق أي نصر في مواجهة علنية، ولا ينجح سوى بالاغتيالات، وإلقاء أطنان من القنابل على من يعتبرهم أعداءه.

ايران تواجه تضليلا اعلاميا مهولا

 

إنَّ الجمهورية الإسلامية في إيران واجهت آلة تضليلية إعلامية مهولة، دُفع فيها مليارات الدولارات فقط بهدف التشويه للثورة الإسلامية وتشويهها، بل وشيطنتها، وتحويلها لعدو للعرب والمسلمين بديل عن العدو الأشد عداوة للمسلمين، وهم يهود الكيان المحتل والغاصب.

 

ظل الإعلام يعمل ويبث سمومه في أجيال كاملة نشأت تعتقد أن الجمهورية الإسلامية عدوةً للمسلمين، وذلك خدمة للصهاينة الذين ظلوا يصرّحون دائمًا بأن النظام الإيراني يشكل خطورة عليهم، لما فيه من مبادئ الثورة الإسلامية القائمة على الاستقلال والإعداد للقوة: { وَأَعِدُّوا۟ لَهُم مَّا ٱسۡتَطَعۡتُم} ولما فيه من عزة إسلام حيدرية منبثقة من توليهم للإمام علي-عليه السلام- مَن دك حصون خيبر.

العداء التاريخي مع الاسلام

 

ولليهود عداء تاريخي مع الإسلام،ومع أولياء الإمام علي-عليه السلام- إلى يومنا هذا، لدرجة أن المدعو اليهودي اللبناني الناطق باسم كيان العدو(إيدي كوهين) يكتب تغريدة صريحة بعد العداون على الجمهورية الإسلامية في ليلة عيد الولاية -حيث تعمّدوا اختيار هذا التاريخ- قائلًا: "يا لثارات مرحب، وويل لشيعة أبي تراب من ضربات من يدين من أحفاد ملوك أورشليم الأماجد، ورب موسى وهارون ليركعن مرجعكم خامنئي، ولتزحفنّ لنا صاغرين في يوم خم هذا... وااااااامرحباه!"

 

انتهت تغريدة ابن اليهودية إيدي كوهين، تاركة أثرًا كبيرًا وواضحًا في كشف حقيقة الصراع بين اليهود والمسلمين، وليس أي مسلمين، ولكن مع شيعة وأتباع وأحفاد الإمام علي -عليه السلام- الذي قتل جدهم مرحب اليهودي في خيبر.

العدوان على ايران امتداد للعدوان على فلسطين ولبنان وسوريا واليمن

 

لقدكشفت التغريدة لجميع السطحيين أن العدوان على الجمهورية الإسلامية هو امتداد للعدوان على فلسطين ولبنان وسوريا واليمن، وأنَّ هذا الكيان متوحش، ولا يوجد له رادع سوى قوة السلاح، ولا غيرها، قوة السلاح مع قوة العقيدة الإيمانية التي يتحلى بها شيعة الإمام علي -عليه السلام-

ضعف وهشاشة الكيان اللقيط

 

جاء الرد الإيراني على مدى 12 يومًا، كُشِف فيه ضعف وهشاشة الكيان اليهودي، وأنه أوهن من بيت العنكبوت، مثلما كان يصفهم سيد المقاومة سيد شهداء الأمة الإسلامية ( السيد حسن نصر الله) الذين ظنوا بقتله سينهون المقاومة وسيحققون مشاريعهم التوسعية الاستعمارية في المنطقة، بما فيها سوريا ولبنان، دون أن يواجهوا أدنى مقاومة.

اقرأ وشاهد المزيد:

بانوراما.. قصف ايران لقاعدة العديد الاميركية بين الزيف والحقيقة

 

وفي لحظات نشوةالكيان وغروره، سوّلت له نفسه بالعدوان على الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي تمثل روح المقاومة في المنطقة، والداعمة لكلِّ الحركات التحررية ضد الاحتلال، بما فيها حركات المقاومة في فلسطين، وبشهادة الإخوة قيادات المقاومة الفلسطينية.

 

جاء الرد الإيراني في عملية "الوعد الصادق 3" التي يحمل اسمها معاني كثيرة ومستمدة من آيات القرآن الكريم التي تتحدث عن وعد الله المفعول والصادق.

شفاء لما في صدور المؤمنين

 

في هذه العملية شُفِيَت صدور المسلمين في بقاع الأرض وهم يشاهدون يافا -ما تُسمى "تل أبيب"- محروقة ومُدمّرة، شُفِيَت صدور الكثير حتى جماهير غربية ليست مسلمة، ولكنها تتعاطف مع مظلومية أبناء فلسطين التي لم يسبق لها مثيل في تاريخ الإنسانية أبدًا، أبناء فلسطين الذين يُقتل منهم المئات، بل الآلاف وهم ينتظرون المساعدات الإنسانية الأمريكية، وتُسفك دماؤهم، وبطونهم خاوية، وأجسادهم ملتصقة بأمعائهم من شدة الجوع والعطش.

 

كانت مشاهد الضربات الإيرانية وأثرها كفيلة بأن تجعل كل المسلمين وغير المسلمين يبحثون عن حقيقة: من هو النظام الإيراني؟ وما هذه الشجاعة التي جعلت من صواريخه محلية الصنع أن تتجاوز كل تلك المنظومات الاعتراضية والقبب الحديدية والدفاعات الجوية من القواعد الأمريكية والبريطانية والفرنسية الكائنة في الدول العربية؟

التماسك الصلب بعد الضربة الاولى

 

كيف استطاع النظام الإيراني أن يتماسك بعد الضربة الأولى المباغتة له؟ وكيف استطاع أن يرد في ليلة عيد الولاية التي ذكرها اليهودي كوهين في تغريدته الساخرة، وهو يتحدث عما سماه "يوم غدير خُم"؟

 

لقد عرَّف النظام الإيراني العالم ما معنى التولي للإمام علي-عليه السلام- قولاً وعملاً-؟

 

استطاعت الجمهورية الإسلامية أن تكسب شعبية كبيرة، وتتماسك أكثر، وكما قال السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي في تعليقه على العدوان الصهيوني على إيران-مؤكداً- : إن العدوان الصهيوني على الجمهورية الإسلامية لن يُضعفها، ناهيك عن هزيمتها، بل سيزيدها قوة وتماسكًا من الداخل ومن الخارج.

فرصة استثنائية للتنظيف الداخلي

 

وهذا الذي حصل-فعلاً- فقد كانت فرصة لأجهزة الأمن الإيرانية أن تُنظف الداخل الإيراني من مئات، إن لم يكن آلاف الجواسيس والعملاء والمجندين الذين يعملون لخدمة كيان العدو الصهيوني، وكانت مناسبة كُشف فيها مقارنة بين حقيقة العملاء العرب مثل مرتزقة اليمن ومرتزقة سوريا ولبنان، ممن يسمون أنفسهم معارضين، وهم في الحقيقة مجرد أتباع وجنود لدول أجنبية، يفرحون ويُطبّلون كلما قُصِفَت ودُمِّرت أوطانهم، من باب الفجور في الخصومة، وبين أولئك المعارضين للنظام الإيراني الذين وقفوا بكل قوة مع نظامهم ورفضوا العدوان الصهيوني على بلدهم، والتفّوا حول النظام الإيراني؛ ليُعلِّموا مرتزقة العرب بأنَّ هناك فرقاً كبيرًا بين أن تكون معارضًا شريفًا وبين أن تكون خائنًا عميلًا.

 

شاهدنا، وشاهد العالم، أمثلة كثيرة لهؤلاء المختلفين مع نظامهم، لكنهم يحبون أوطانهم ويرفضون المساس بها وبسيادتها...

الاعلام الغربي الصهيوني والاعلام العربي المتصهين.. وجهان لعملة واحدة

 

في حرب الـ12 يومًا، تكشفت حقائق كثيرة، كان ضحيتها ملايين من المجتمع المُضلَّل، الذين كانوا يصدقون أنَّ الشيعة هم كفار، وأنهم أخطر من اليهود، مثلما كان يُروّج الإعلام الغربي الصهيوني، والإعلام العربي المتصهين.

 

وبدأ الكثير يبحثون عن تغريدات السيد علي خامنئي، وعن خطاباته باللغة العربية، وعن رسائله للجماهير العربية والإسلامية، وحرصه على وحدة المسلمين بمختلف المذاهب والتوجهات، وحرصه على دعم كل حركات المقاومة التحررية ضد الاستعمار والهيمنة، حيث كان هذا المبدأ من أهم مبادئ الثورة الإسلامية في إيران، وتُخصَّص من ميزانية الحكومة نسبة لدعم حركات المقاومة دون النظر لانتماءاتها المذهبية، فمثلاً: حركة المقاومة الإسلامية حماس، معروف أنها حركة إخوانية، ولكنها ما دامت رفعت راية الجهاد ضد اليهود المحتلين، فهي تُعتبر مقاومة وتستحق الوقوف معها.

 

حرب الـ12 يومًا بين الجمهورية الإسلامية وكيان العدو كشفت ضعف وهشاشة هذا الكيان الذي يحتمي بالقبة الحديدية التي ضخّمها عبر الإعلام، وجعل منها قوة لا تُقهر، وهي في الحقيقة المطلقة الواردة وفقًا لكتاب الله بأنهم ليسوا أصحاب قوة، وأنهم يحاولون إظهار أنهم جميعًا قوة موحدة، وهم مشتتون، قال تعالى: { وَتَحۡسَبُهُمۡ أَيۡقَاظࣰا وَهُمۡ رُقُودࣱۚ }

اقرأ وتابع المزيد:

عندما تفقأ ايران عين 'اسرائيل' في الوكالة الدولية للطاقة الذرية

 

معركة الـ12 يومًا تعتبر جولة من جولات المعركة الفاصلة والحاسمة بين بني صهيون وبين المسلمين، فالحرب حرب دينية في الدرجة الأولى، مهما كانت المبررات الكاذبة التي يُسوقها الإعلام الصهيوني والإعلام المتصهين، لقد كشفت أيضًا حتى ضعفًا في الجاسوسية، وخرجت إيران من المعركة أكثر قوة، وأكثر تماسكًا، وأكثر صلابة، وخرج الكيان ممزقًا منهارًا مصدومًا من سقوط كل عملائه الذين عمل على تجنيدهم ودفع الأموال لهم سنوات طويلة، فلو استمرت الضربات الإيرانية أكثر، لكانت أنهت هذا الكيان بسرعة يتوقعها الجميع، ولكن أمريكا وكل الغرب، حلفاء هذا الكيان سارعوا بإنقاذه من الورطة التي ورّطهم فيها نتنياهو بسوء تقديراته.

 

ولكن، هل يعني هذا أن إنقاذ الكيان في معركة الـ12 يومًا سينقذه من السقوط الحتمي؟ الإجابة: إن مع معركة الـ12 يومًا بأهدافها الدقيقة التي وقعت في عمق الكيان، في مراكز الأبحاث، ومراكز الأسلحة البيولوجية، ومقر الموساد، وحتى مقر شركات الذكاء الاصطناعي مثل "مايكروسوفت"، ومقرات سرية جدًا كانت تثير الرعب في العالم بأنه لا يمكن اختراقها، فتم قصفها واختراقها بكل سهولة.

قطعان المستوطنين وتواصل الاختباء في الملاجئ

 

إضافة إلى بقاء قطعان المستوطنين في الملاجئ 12 يومًا، وتناقل العالم صورهم وهم يختبئون كالجرذان في مصارف الصرف الصحي، وخلف السلالم، وفي محطات المترو، وتم تداول صور تدمير ما تُسمى "تل أبيب" و"حيفا"، وكيف تأثرت نفسياتهم، وتحطمت معنوياتهم إلى الحضيض، وانعكس ذلك بالهجرة العكسية التي كانت تحصل بالآلاف عبر قبرص، حتى والمطارات مغلقة، والحكومة تمنع المستوطنين من الفرار، فكم كانت ستكون نسبة الهجرة في حالة تم السماح لهم بذلك؟ مع العلم أن كل هؤلاء اليهود الذين تجمعوا من أصقاع الأرض يحملون جنسيات مختلفة إلى جانب جنسياتهم الإسرائيلية، في مشاهد جعلتهم موقعًا للسخرية من كل العالم، الذي قارن بين صور فرارهم ومحاولات هروبهم المُذلّة، وتوسلهم للجمهورية الإسلامية بإيقاف الحرب عليهم، وبين صور الصمود الفلسطيني، وهم متجذرون في أرضهم وباقون، رغم ما يتعرضون له يوميًا على مدى عامين من قتل وتدمير وحصار وتجويع، من هذه العصابة اليهودية التي تمادت وزادت غيًّا، وتحتاج من يكبح جماحها ويوقفها عند حدها، وهذا الذي حصل وسيحصل في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس، التي تخللتها عملية "الوعد الصادق" الأولى والثانية والثالثة.

جبهة الاسناد تواصل جهادها من اليمن

 

في يمن الإيمان استمرت جبهة الإسناد بكل أنواعها: الشعبية، والعسكرية، والبحرية، والجوية، وحتى الخطابات الأسبوعية للسيد القائد، التي كانت المرتكز الأساسي والدينامو المحرّك لكل ما يصدر عن الشعب اليمني من عمليات عسكرية، ومن أنشطة شعبية، ومسيرات أسبوعية، حتى أصبحت المسيرات الأسبوعية جزءًا من هوية اليمنيين، وطَقسًا من طقوسهم التي لا تتوقف طوال المعركة، وستتحدث عنها الأجيال القادمة.

 

اليمن اليوم يرسم تاريخًا جديدًا، ويغيّر ملامح منطقتنا العربية كاملة، ويُسقط هيمنة الدول الغربية والمتأمركة.

إغراق السفن.. ليس مشاهد من وحي الخيال

 

تم إغراق السفينتين -المرتبطتين بالكيان- اللتين حاولتا تحدي قرار الحظر: السفينة "ماجيك سيز" والسفينة "إتيرنيتي"، وتم توثيق تلك العمليات وبثها، حتى انصدم العدو، وابتهج الصديق، وشُفِيَت صدور المؤمنين.

 

في مشاهد ليست من وحي الخيال، ولا ذكاء اصطناعي بل مشاهد حقيقية بتأييد من الله مؤيد المؤمنين.

 

إنها الحقيقة الدامغة، ولا غيرها من حقيقة تؤكد للعالم كله أن اليمن قد أضاف لجبهات المحور قوة إضافية جعلت من مشاهد إغراق السفن الصهيونية في البحر الأحمر تُوصِل رسالة للعالم بأن عصر الهيمنة الغربية الأمريكية قد غرق، وانتهى مع تلك المشاهد الصادمة، والسفينتان تغرقان، وتغرقان، وتغرقان، وطاقم السفنتين يتم إجلاؤهم بموافقة القوات المسلحة اليمنية فقط.

 

هذا هو زمن العزّة، ويمن الفاتحين، يمن الأنصار، يمن السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي- يحفظه الله-.

 

بقلم: أمةالملك الخاشب


| رمز الموضوع: 406176







المستعمل تعليقات

الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)