رسالة من أمين لجنة حقوق الإنسان الإيرانية إلى 150 دولة بشأن عدوان الكيان الصهيوني علي البلاد

أعلن مساعد رئيس السلطة القضائية للشؤون الدولية، أمين لجنة حقوق الإنسان الإيرانية "ناصر سراج" في رسالة إلى نظرائه في أكثر من 150 دولة، أن الكيان الصهيوني المحتل والمعتدي نفذ سلسلة من الاعتداءات العسكرية المنسقة والمستهدفة والمخطط لها مسبقًا ضد الجمهورية الإسلامية خلال الحرب المفروضة علي البلاد اعتمادًا على المعلومات الاستخباراتية والأسلحة والدعم السياسي الواسع من بعض الحكومات الغربية التي تتتشدق بالدفاع عن حقوق الإنسان.
وأضاف سراج في هذه الرسالة : إن الأعمال العدوانية للكيان الصهيوني المحتل والمعتدي، والتي تُعدّ انتهاكًا صارخًا للمبادئ الأساسية للقانون الدولي، لم تستهدف المنشآت النووية السلمية والعسكرية فحسب، بل استهدفت أيضًا البنية التحتية المدنية الحيوية، والمناطق السكنية، وعمال الإغاثة التابعين للهلال الأحمر، وحتى المؤسسات الإعلامية و تمثل هذه الأعمال بوضوح انتهاكًا واسع النطاق وممنهجًا لأحكام القانون الدولي في مختلف المجالات.
الاعتداءات الصهيونية انتهكت بشكل صارخ القواعد التي تحكم القانون الإنساني
وأضاف: من منظور القانون الدولي، يُعدّ عمل الكيان الصهيوني مثالاً واضحاً على العدوان العسكري الذي ينتهك المبدأ الأساسي المتمثل في "حظر استخدام القوة" المنصوص عليه في المادة الثانية من ميثاق الأمم المتحدة ولقد انتهكت هذه الاعتداءات بشكل صارخ القواعد التي تحكم القانون الإنساني الدولي، ولا سيما مبادئ التمييز والتناسب والاحتياط في الهجوم كما يُعدّ استهداف المدنيين والمرافق الطبية والإغاثية جريمة حرب، ويخضع للملاحقة الدولية بموجب اتفاقيات جنيف وبروتوكولاتها الإضافية.
وتابع قالا : "لقد أظهر الكيان الصهيوني مراراً وتكراراً في السنوات الأخيرة عدم التزامه العملي بالقواعد الآمرة للقانون الدولي، أو المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان، أو حتى بالحد الأدنى من متطلبات القانون الإنساني و إن مراجعة الأعمال الإجرامية للكيان في قطاع غزة والضفة الغربية ولبنان تُظهر بوضوح أن هذا الكيان يقوّض سيادة القانون على المستوى الدولي بشكل ممنهج في تجاهلٍ تام للنظام الدولي، وخاصةً ميثاق الأمم المتحدة.
للكيان الصهيوني سجل خطير في انتهاك القانون الدولي
وقال سراج: إن الكيان الصهيوني لا يزال يتمتع بالشرعية الظاهرية الناتجة عن عضويته في المؤسسات الدولية، على الرغم من سجله الخطير في انتهاك القانون الدولي، وهو ما يدل علي الفشل الذريع للمؤسسات الدولية في دعم المبادئ والأهداف الأساسية التي أُنشئت من أجلها الأمم المتحدة، وخاصة مبادئ "حظر اللجوء إلي التهديد أواستخدام القوة " و"احترام سيادة الدول ووحدة أراضيها"، و"ضمان حقوق الإنسان وتعزيزها".
وأضاف: اليوم، يُمكن القول بيقينٍ تام إنه خلال ما يقرب من ثمانية عقود منذ تأسيس الأمم المتحدة، لم يرتكب أي نظام الجرائم الدولية الأربع الواضحة، وهي العدوان، والجرائم ضد الإنسانية، وجرائم الحرب، والإبادة الجماعية، إلى الحد الذي ارتكب فيه الكيان الصهيوني هذه الجرائم الأربع بتهورٍ وتكرار. وقال إن هذه الإجراءات، التي تُنفَّذ بدعمٍ كامل من الولايات المتحدة الأمريكية وبعض شركائها الغربيين، قد سخرت من المؤسسات القانونية الدولية، وأدت أيضًا إلى انهيارٍ فعليٍّ لثقة الجمهور بآليات العدالة الدولية.
وأضاف: إن استهداف حقوق الإنسان والمؤسسات الأخرى المسؤولة عنها هو الضحية الرئيسية لهذه السياسات التوسعية والعنصرية و تُعدّ حماية حقوق الإنسان أحد الأهداف الرئيسية لتأسيس الأمم المتحدة، وقد صُممت ونُفِّذت آلياتٌ مُختلفة، بما في ذلك المجالس واللجان والمقررون الخاصون، لحمايتها.
وقال إن الكيان الصهيوني يواصل انتهاكاته الواسعة والمتكررة، معتمداً على الدعم السياسي والدبلوماسي من الكتل القوية، ويتحدى بشكل فعال مبدأ المساواة أمام القانون الدولي.
الكيان الصهيوني قتل 102 امرأة إيرانية في الحرب الأخيرة
وقال سراج: خلال الحرب التي فرضها الكيان الصهيوني على إيران لمدة 12 يومًا، استشهد حوالي 1100 شخص من بين الشهداء 102 امرأة (منهن أمهات حوامل) وعشرات الأطفال والمراهقين، و14 منهم يُعتبرون من النخبة العلمية ويعتبر رايان قاسميان أصغر شهيد، وكان عمره شهرين فقط.
وأضاف: أصيب أكثر من 5 آلاف و600 شخص بجروح خلال عدوان الكيان الصهيوني على إيران، معظمهم من المدنيين، بمن فيهم النساء والأطفال، وكبار السن والمعاقين، والكوادر الطبية والصحية، و..
وقال: تعرّضت سبعة مستشفيات ومراكز طبية، و6 قواعد طوارئ، وأربع وحدات صحية، وأكثر من 10 سيارات إسعاف للهجوم خلال الهجمات العمياء للكيان الصهيوني وإن مستشفى الفارابي في كرمانشاه، ومستشفى الشهيد مطهري، ومستشفى الشهيد لبافي نجاد، ومستشفى حكيم للأطفال كانوا من هذه المراكز الطبية المتضررة.
وأضاف: إن الهجوم الوحشي الذي شنه الكيان الصهيوني على موقع مبنى السلام التابع لجمعية الهلال الأحمر، والذي أدى إلى استشهاد أحد رجال الإطفاء وموظفي الإغاثة في الهلال الأحمر، ليس جريمة واضحة ضد الإنسانية فحسب، بل هو انتهاك صارخ للقانون الإنساني الدولي.
وأشار إلى عدد من انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبها الكيان الصهيوني وهي كما يلي: أهم أمثلة انتهاكات حقوق الإنسان ضد الشعب الإيراني نتيجة عدوان الكيان الصهيوني علي ايران انتهاك الحق في الحياةفقد ما يقرب من 1000 شخص حياتهم، بمن فيهم النساء والأطفال وكبار السن والمرضى والعلماء والرياضيون في الاعتداءات الأخيرة التي شنها الكيان الصهيوني على الأراضي الإيرانية، وقد نُفذت هذه الاعتداءات دون مراعاة مبدأ التمييز بين الأهداف العسكرية والمدنية، وتُعتبر مثالًا واضحًا على الحرمان التعسفي من الحق في الحياة.
الحق في الصحة والسلامة: شملت الاعتداءات العسكرية التي شنها الكيان الصهيوني على إيران استهدافًا متعمدًا للكوادر الطبية والمرافق الصحية الإيرانية. وقد أسفرت هذه الاعتداءات عن استشهاد وإصابة عدد كبير من المدنيين، من بينهم 6 أطباء وأكثر من 20 من الكوادر الطبية، وتدمير واسع النطاق للبنية التحتية المدنية والصحية للبلاد. كما تُشكل الهجمات على المنشآت النووية الإيرانية وبنيتها التحتية المدنية انتهاكًا لبروتوكولات السلامة الصادرة عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية واتفاقيات جنيف.
الحق في الأمن الشخصي
وأوضح أمين لجنة حقوق الإنسان الإيرانية أن الحق لا يقتصر في الأمن الجسدي والمعنوي على حماية الحياة فحسب، بل يشمل أيضًا حماية الصحة النفسية للأفراد؛ وقد أدي التهديد المتكرر بقصف منازل الشعب وإشاعة جو من الرعب والهلع ، إلى اثارة القلق والخوف المزمن والصدمات النفسية على نطاق واسع كما أن الهجمات على المراكز الطبية والإغاثية لا تهدد الصحة البدنية للأفراد فحسب، بل تدمر صحتهم النفسية بشكل مباشر.
حقوق السجناء
و تابع سراج بالقول، شن عدوان الكيان الصهيوني على سجن إيفين في خضم الحرب ضد ايران وتضررت أجزاء مختلفة من السجن، بما في ذلك غرفة الحراسة ومكتب المدعي العام وجناح النساء والمركز الصحي والمكتبة وأسفر هذا العدوان عن استشهاد ما لا يقل عن 79 شخصًا، من بينهم سجناء وموظفون إداريون ومجندون وعائلات سجناء وحتى جيران السجن ويُعد هذا العدوان انتهاكًا واضحًا لحقوق الإنسان والحقوق الإنسانية من الناحية القانونية.
انتهاك الحق في حرية التعبير
إن العدوان المباشر على مبنى هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، حيث كان يعمل فيه الصحفيون والمصورون والطاقم الفني والتحريري، لا يُمثل انتهاكًا لمبدأ الفصل فحسب، بل يُعد أيضًا انتهاكا واضحا للالتزامات الدولية بحماية وسائل الإعلام والصحفيين.
الحق في الحرية والأمن المهني
و صرح أن هذا العدوان انتهك، الحق في الحرية والأمن المهني، إذ هدد العدوان على مختلف المنشآت والمراكز، وخاصةً المراكز النووية والعسكرية، حياة الموظفين والمتخصصين في هذه المجالات وأمنهم المهني كما هدد هذا الهجوم سلامتهم الجسدية، وأوجد جوًا من انعدام الأمن المهني وقيودًا على أنشطتهم المهنية، التي تُعدّ جزءًا من حقوق الإنسان والحقوق المهنية الأساسية.
انتهاك مبدأ الفصل
و اشار أمين لجنة حقوق الإنسان الإيرانية إلى استهداف المستشفيات و قال ، استهدف مستشفى كرمانشاه، ومبنى الهلال الأحمر في طهران، ومستوصف سجن إيفين، وهي مراكز إغاثة وطبية، وتُعتبر أنشطتها مدنية بحتة، كأهداف عسكرية في اعتداءات االكيان الصهيوني، وإن هذه الاعتداءات تدل علي عدم التمييز بين الأهداف العسكرية والمدنية، وعدم مراعاة مبدأ الفصل، وهي ما تتعارض مع التزامات أطراف النزاع بموجب القانون الإنساني، وقد أدت الاعتداءات إلى سقوط ضحايا وأضرار واسعة النطاق في صفوف المدنيين.
الصمت في وجه العدوان؛ خطر يتجاوز الإهمال السياسي
و أكد سراج أن الصمتَ الشديد وتقاعس المؤسسات الدولية والحكومات التي تتشدق بالدفاع عن حقوق الإنسان ازاء هذه الاعمال الفظيعةِ وغير المسبوقة أمر مؤسف ومقلق.
وقال إن صمت الحكومات والمؤسسات الدولية وتقاعسها ازاء انتهاكات القواعد الآمرة يعد في حد ذاته انتهاكا فادحا ومستقلا لالتزاماتها الدولية.
وأضاف سراج: في ظل هذه الظروف، إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بصفتها دولة استهدفت بسلسلة من العمليات العسكرية والأعمال العدائية المخطط لها، اتخذت ردا قانونيا ورادعا في إطار حقها الأصيل في الدفاع عن النفس وفقًا للمادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة.
وأكد أن رد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، خلافًا لسلوك الكيان الصهيوني المتهور والعنيف، قد صُمم ونُفذ مع مراعاة صارمة لمبادئ القانون الدولي والمعايير الأخلاقية والقيم الإنسانية والإسلامية. وكان هذا الرد متناسبًا ومُستهدفًا، ونُفذ مع تجنب الإضرار بالمدنيين والبنية التحتية المدنية؛ وذلك من أجل منع ظهور أزمة إنسانية أو تصعيد عدم الاستقرار الإقليمي مع الحفاظ على الشرعية الدولية.
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS