طالبان تضاعف هجماتها ضد الحكومة الأفغانية
وكالة القدس للانباء(قدسنا) حذّر تقرير رسمي، نُشر الخميس، من أن الحكومة الأفغانية تواجه «أزمة وجودية» مع تقدم «طالبان» التي ضاعفت هجماتها في البلاد منذ توقيع الاتفاق بين الولايات المتحدة والحركة في فبراير (شباط) 2020، الذي أدى إلى انسحاب القوات الأجنبية من البلاد. وقال «مكتب المفتش العام الخاص لإعادة إعمار أفغانستان» (سيغار): إن عدد «الهجمات التي شنتها طالبان، ارتفع من 6700 في الأشهر الثلاثة التي سبقت اتفاق الدوحة إلى 13242 في الفترة من سبتمبر (أيلول) إلى نوفمبر (تشرين الثاني) 2020.
وأضاف أن عدد الهجمات بقي أكثر من عشرة آلاف في كل فترة لاحقة من ثلاثة أشهر. وكانت زيادة الهجمات واضحة منذ فترة طويلة لكن لم تكن هناك بيانات متاحة من قبل لإظهار حجم هذه العمليات. هذه هي المرة الأولى منذ ديسمبر (كانون الأول) 2019 التي ينشر فيها المكتب أرقاماً مفصلة عن الهجمات.
من جانبه قال رئيس الوزراء الباكستاني، عمران خان، إن بلاده ليست مسؤولة عن ممارسات حركة طالبان في أفغانستان.
وأضاف في تصريحات صحفية أدلى بها في العاصمة إسلام آباد، أن بلاده لن تتخذ أية خطوة بحق عائلات أعضاء طالبان، المقيمين في باكستان.
وأكد على أن "الحكومة الباكستانية لن تسجن عائلات عناصر طالبان أفغانستان" المقيمين في بلاده.
وتابع: "لسنا مسؤولين عن ممارسات طالبان في أفغانستان. باكستان ليست ناطقة باسم طالبان."
وأشار خان إلى وجود خيارين أمام الأفغان، الأول هو الخيار العسكري الذي قال "إنه تمت تجربته منذ 20 عاماً ولم يجلب السلام لأفغانستان."
ولفت إلى أن الخيار الثاني هو مصالحة سياسية شاملة بين حركة طالبان والحكومة الأفغانية.
وتصاعد مستوى العنف في أفغانستان، منذ مطلع مايو/أيار الماضي، مع انسحاب القوات الأمريكية من البلاد، ومن المقرر اكتماله بحلول 31 أغسطس/آب المقبل، وفق ما أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن.
وسينهي هذا الانسحاب تدخلا عسكريا استمر عشرين عاما في البلد الفقير، منذ أن أطاح تحالف عسكري دولي بقيادة واشنطن في 2001 بحكم "طالبان" لارتباطها آنذاك بتنظيم "القاعدة" الذي تبنى هجمات بالولايات المتحدة في سبتمبر/ أيلول من ذلك العام.
من جانبها، أعلنت السلطات الأفغانية، أن القوات الحكومية صدت هجوما شنته حركة "طالبان" في محيط هرات كبرى مدن غرب أفغانستان وثالثة كبريات مدن البلاد من حيث عدد السكان على الحدود مع إيران.
وقال المتحدث باسم حكومة الولاية جيلاني فرهد: إن "مقاتلي طالبان شنوا الليلة الماضية هجمات قرب مدينة هرات، خصوصا في منطقة غزارة الواقعة على بعد نحو 50 كيلومترا إلى الجنوب من وسط المدينة"، مشيرا إلى وقوع معارك أخرى في منطقة كرخ المحاذية لهرات شرقا.
وأضاف: "لحسن الحظ صدت قوات الأمن الأفغانية هجماتهم"، موضحا أن "منطقة غزارة لا تزال تشهد اشتباكات متفرقة".
وأشار إلى مقتل 4 عناصر في قوات الأمن الأفغانية في معارك وقعت على أطراف المدينة، مؤكدا أن "ما بين 30 و40 من مقاتلي طالبان قتلوا في المنطقتين اللتين شهدتا المعارك".
وأفادت وسائل إعلام محلية، أن "وحدات من القوات الأفغانية وأخرى من مليشيات تابعة لإسماعيل خان، زعيم الحرب النافذ والمناوئ لطالبان، انتشرت حول هرات".
وشنت طالبان مطلع مايو الماضي هجوما واسع النطاق ضد القوات الأفغانية بالتزامن مع بدء الانسحاب النهائي للقوات الأجنبية من أفغانستان، حيث سيطروا في غضون ثلاثة أشهر على مساحات ريفية شاسعة في مواجهة قوات أفغانية لم تظهر إلى الآن مقاومة فعلية.