أصحاب البيوت الورقية يلعبون بالنار! التطبيع البحريني الإسرائيلي يخرج من السرّ إلى العلن

إن الأنظمة العربيّة المُتواطئة لاتستوعب بأن بيوتها من ورق وان اللعب بالنار يضرها. إن هذه الأنظمة وعبر القيام ببعض الخطوات كاتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي تجني على نفسها وعلى مصالحها المستقبلية.
وكالة القدس للانباء(قدسنا) أحمد رضا روح الله زاد: أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الجمعة، توصل إسرائيل والبحرين إلى اتفاق لتطبيع العلاقات بينهما، واصفا إياه بـ"التاريخي"، وذلك بعد أسابيع من اتفاق مماثل أبرمته الإمارات مع الكيان الصهيوني.
إن دولة البحرين وخلال عمرها القصير لم تدخل أي حرب أو صراع ضد الكيان الهصيوني. الحقيقية هي ان التطبيع بين المنامة والكيان الصهيوني ليس بالأمر الجديد بل كان قائماً منذ سنوات. لكن برغم وجود علاقات سرية بين الجانبين تم الاعلان عن هذا الاتفاق بواسطة الرئيس الأميركي، في تغريدة على حسابه بموقع "تويتر".
إن الاعلان عن هذا الاتفاق جاء من اقتراب موعد الانتخابات الأميركية. يبدو ان الرئيس الأميركي يبحث عن انجازات تقربه من الفوز في الانتخابات الرئاسية.
إن الاعلان عن هذا الاتفاق بواسطة الرئيس الأميركي تؤكد مرة أخري أخري بأن إدارة ترامب تعيش أزمات عديدة فهي فشلت في الحفاظ علي مبدأ"اميركا اولا" في مجالات مختلفة.
الولايات المتحدة الأميركية في الوقت الراهن تعاني من تراجع اقتصادي غير مسبوق. إضافة إلي تراجع الأداء الاقتصادي، دفعت سياسات ترامب أميركا نحو الانهيار وذلك بعدما فقدت هيمنتها ومكانتها العالمية، فخطوات ترامب المتهورة جعلت أمريكا تعيش عزلة دبلوماسية.
وبالتزامن مع تراجع الدور الأميركي، تمكنت القوي الاقليمية من تعزيز دورها ومكانتها الدولية، كما ان العديد من الدول التي كانت تعول علي الولايات المتحدة بوصفها دولة عظمي، أصبحت تبحث عن حلفاء جدد.
الولايات المتحدة الأميركية هذه الأيام تعاني من أزمات كبري أهمها تفشي فيروس كورونا وركود اقتصادي عميق وحركة مناهضة للعنصرية. وبالرغم من ان الولايات المتحدة الأميركية تشهد تفجير العديد من الأزمات الاقتصادية والاجتماعية؛ مازالت إدارة ترامب متسمرة في إتخاذ خطوات خارجطة بهدف حرف الأنظار وتصدير أزماتها. إن استمرار الاحتجاجات في المدن الأميركية يؤكد بأن امريكا مقبلة علي خريف ساخن.
إدارة ترامب اقتنعت بأنها غير قادرة علي احتواء الأزمات الداخلية لذلك قامت بمتابعة عدة اجراءات علي الصعيد الخارجي أهمها: تفعيل آلية فض النزاع في الاتفاق النووي مع إيران، و مصادرة حمولة 4 ناقلات نفط أدعت بأن إيران شحنتها إلى فنزويلا، وإعلان تطبيع العلاقات رسميا بين الإمارات والبحرين والكيان الصهيوني. يبدو ان إدارة ترامب سوف تقوم بالاعلان عن خطوات مفاجئة أخري وكل ذلك يأتي في إطار حملة ترامب الانتخابية.
ترامب يتابع أهداف محددة من خلال القيام بهذه الخطوات من أهمها إسترضاء اللوبي الصهيوني في أميركا. وفي المقابل يري الصهاينة وفي مقدمتهم رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو بأن رئاسة دونالد ترامب للولايات المتحدة فرصة كبيرة لن تعود بالنسبة لإسرائيل. أما بالنسبة للأنظمة المطبعة مع الاحتلال فهي ارتكبت خطئية تاريخية لاتغفر ولايمكن تبريرها.
الأنظمة العربيّة المُتواطئة لاتستوعب بأن بيوتها من ورق وان اللعب بالنار يضرها. إن هذه الأنظمة وعبر القيام ببعض الخطوات كاتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي تجني على نفسها وعلى مصالحها المستقبلية. إسرائيل لاتريد الأمن والاستقرار للمنطقة كما انها غير قادرة علي ضمان أمن الدول العربية والأيام سوف تثبت ذلك.