الاثنين 7 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

الطنطورة .. أبشع المجازر الصهیونیة فی فلسطین

مجزرة الطنطورة وقعت بعد شهر من مذبحة دیر یاسین  

 

أکد عدد من المؤرخین العرب والیهود أن مجزرة الطنطورة التی حلت ذکراها الستون الجمعة تعتبر أبشع المجازر التی ارتکبتها الصهیونیة فی فلسطین والبالغة نحو ثمانین مجزرة.

وکانت وحدة ألکسندرونی فی الجیش الإسرائیلی قد اقترفت فی 23 مایو/أیار المجزرة بحق أهالی قریة الطنطورة قضاء حیفا غداة احتلالها، وقامت بتهجیر السکان للضفة الغربیة والأردن وسوریا والعراق.

ویشیر المؤرخ مصطفى کبها إلى أن الجیش الإسرائیلی اختار الهجوم على قریة الطنطورة -التی بلغ عدد سکانها 1500 نسمة- کونها الخاصرة الأضعف ضمن المنطقة الجنوبیة لحیفا، بسبب موقعها على ساحل البحر المتوسط ولکونها سهلة الاحتلال بعکس سائر القرى المجاورة على قمم جبل الکرمل.

وأشار کبها إلى أن الجیش الإسرائیلی استهدف القریة فی لیلة الـ22 من مایو/أیار بقصفها من البحر قبل مداهمتها من جهة الشرق فی نفس اللیلة.

ولاحظ أن جیش الاحتلال اختار الطنطورة بالذات لا لسهولة مهاجمتها فحسب بل لکونها مرفأ کان یصل منه السلاح للفلسطینیین. وقال "ترکت المجزرة فی الطنطورة أثرا بالغا على الفلسطینیین فی القرى المجاورة ومهدت لتهجیرهم".

وفی المقابل أکد المؤرخ الإسرائیلی تیدی کاتس -الذی تعرض لدعوى تشهیر من قبل وحدة ألکسندرونی بعد کشفه عن ملابسات المجزرة فی الطنطورة بدراسة ماجستیر فی جامعة حیفا عام 1998- أن الشهادات التی حاز علیها تشیر لسقوط 230 فلسطینی فی المجزرة.

وأوضح کاتس -الذی سحبت جامعة حیفا اعترافها برسالته الأکادیمیة بعد الضجة الإعلامیة التی أثارها الکشف عنها وقتذاک- أن موتی سوکلر حارس الحقول الیهودی فی تلک الفترة قد کلف من الجیش الإسرائیلی بتولی دفن الموتى موضحا أنه کان قد أحصى الضحایا بعد قتلهم على شاطئ البحر وداخل المقبرة.

ومن جهته اعتبر المؤرخ إیلان بابه أن خطورة مجزرة الطنطورة واختلافها عن سائر المذابح فی فلسطین لا یعود فقط لحجم ضحایاها بل لارتکابها على ید جیش إسرائیل بعد أسبوع من إعلان قیام دولة إسرائیل.

 وذکر بابه أن مجزرة الطنطورة التی وقعت بعد نحو شهر من مجزرة دیر یاسین استهدفت تحقیق الهدف الصهیونی المرکزی المتمثل بتطهیر البلاد عرقیا بقوة السلاح وترهیب المدنیین وتهجیرهم.

ویؤکد الحاج فوزی محمود أحمد طنجی، أحد الناجین من المجزرة والمقیم حالیا فی مخیم طولکرم أن قشعریرة تجتاحه کلما یتذکر کیف ذبح أبناء عائلته وأصدقاؤه أمام ناظریه.

و روى طنجی، الذی دخل عقده الثامن، أن أبناء القریة دافعوا بشرف عنها منذ منتصف اللیل حتى نفذت ذخیرتهم فی الصباح.

 وروى طنجی أن الجیش فصل بین الرجال ممن أجبروا على الرکوع وبین النساء والأطفال والشیوخ، مشیرا إلى أن أحد الجنود حاول الاعتداء على فتاة من عائلة الجابی، فنهض أبوها لنجدتها فقتلوه طعنا بالحراب، بینما واصل الجنود تفتیش النساء وسرقة ما لدیهن من حلی ومجوهرات.

ویستذکر طنجی أنه فی الطریق للبیت بحثا عن السلاح أطلق الجنود المرافقون له النار على سلیم أبو الشکر (75 عاما).

 وقال : "عندما وصلنا البیت کان الباب مقفلا، والدماء تسیل من تحت الباب، فخلت أنهم قتلوا أمی فدخلت ودموعی على خدی فوجدت کلبی مقتولا، ولم أجد أمی فقلت لهم لا أعلم أین أخفت أمی السلاح، فدفعنی أحد الجنود وأرجعونی نحو الشاطئ وفی الطریق أطلقوا الرصاص على السیدتین عزة الحاج ووضحة الحاج".

 ویؤکد الناجی من المجزرة أن الجنود صفوا ما یتراوح بین عشرین وثلاثین شابا بالقرب من بیت آل الیحیى على شاطئ البحر وقتلوهم.

 ویوضح کیف أمروه وآخرین بحفر خندق بطول أربعین مترا، وبعرض ثلاثة أمتار، وعلى عمق متر واحد، ثم بدؤوا بأخذ ما بین ثمان وعشر رجال لنقل الجثث ورمیها بالخندق وعندما حاول فیصل أبو هنا، مقاومتهم، قتلوه بحراب البنادق.

 وقال "لو عشت ألف سنة لن أنسى ملامح وجوه الجنود فقد بدوا لی کهیئة الموت، وأنا أنتظر دوری متیقنا أنها لحظاتی الأخیرة".

ن/25

 


| رمز الموضوع: 139528







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)