العمليات الفردية والمقاومة الشعبية: إرادة الحرية التي لا تُكسر

لؤي صوالحة
وكالة القدس للأنباء(قدسنا) المقاومة حق طبيعي لكل شعب يواجه الظلم والاحتلال. وهي ليست مجرد وسيلة دفاع، بل تجسيد لإرادة الحياة والحرية. في فلسطين، حيث يحتل العدو الأرض ويسلب الكرامة، تتجلى المقاومة بأشكال متعددة، أبرزها العمليات الفردية والمقاومة الشعبية، اللتان تبرزان كركيزتين متكاملتين في مواجهة الاحتلال. هذه الأدوات لا تعبر فقط عن رفض الفلسطيني للظلم، بل تؤكد أن النضال الفلسطيني مستمر رغم كل التحديات.
العمليات الفردية: انتصار الإرادة على القوة
في ظل سيطرة الاحتلال العسكرية والأمنية، تظهر العمليات الفردية كوسيلة مقاومة تُبنى على شجاعة الأفراد وتصميمهم على مواجهة العدو. هذه العمليات ليست مجرد رد فعل، بل هي إعلان صارخ بأن الاحتلال، مهما بلغ جبروته، لا يمكنه كسر روح الفلسطيني.
تتميز العمليات الفردية بعنصر المفاجأة، الذي يربك الاحتلال ويكشف ضعف منظومته الأمنية. جندي مدجج بالسلاح يقف عاجزًا أمام شاب يحمل حجرًا، أو أمام فرد اختار أن يواجه الظلم بقدراته المتواضعة. هذه العمليات تُظهر للعالم هشاشة المحتل أمام إرادة شعب يناضل من أجل حريته.
إضافة إلى ذلك، تعطي العمليات الفردية رسالة معنوية عميقة. إنها تصرخ للعالم بأن الفلسطينيين، رغم الحصار والاضطهاد، يملكون الشجاعة للتضحية من أجل أرضهم. هي تجسيد لفكرة أن الحرية لا تُطلب، بل تُنتزع بالقوة والإرادة.
المقاومة الشعبية: روح الجماعة وصوت الحق
بجانب العمليات الفردية، تلعب المقاومة الشعبية دورًا حيويًا في النضال الفلسطيني، حيث تجمع مختلف فئات الشعب في مواجهة الاحتلال. المقاومة الشعبية ليست مجرد مظاهرات وإضرابات، بل هي حركة جماعية ترفض الانصياع لواقع الاحتلال وتصر على تغيير هذا الواقع.
من خلال وسائل مثل العصيان المدني، الإضرابات، والمقاطعة الاقتصادية، تعبر المقاومة الشعبية عن قوة الإرادة الجماعية. هذه الوسائل تُضعف الاحتلال من الداخل، سواء بتشويه صورته أمام العالم أو بخلق خسائر اقتصادية تلقي بثقلها على سياساته.
علاوة على ذلك، تُظهر المقاومة الشعبية معاناة الفلسطينيين بطريقة سلمية وحضارية، ما يكسب القضية الفلسطينية دعمًا دوليًا أوسع. العالم الذي يشاهد طفلًا يقف أمام دبابة، أو شابًا يزرع زيتونة في أرض مهددة بالمصادرة، يدرك أن هذا الشعب يستحق الحياة والحرية.
التكامل بين العمليات الفردية والمقاومة الشعبية: استراتيجية التحرير
التكامل بين العمليات الفردية والمقاومة الشعبية يمثل قوة شاملة تواجه الاحتلال من كل الجهات. العمليات الفردية تضرب الاحتلال في عمقه الأمني، بينما توفر المقاومة الشعبية إطارًا جماهيريًا يدعم هذه العمليات ويمنحها شرعية أوسع.
هذا التكامل يجعل الاحتلال في حالة من التشتت، حيث يواجه هجمات فردية غير متوقعة من جهة، وضغطًا شعبيًا وسياسيًا مستمرًا من جهة أخرى. المقاومة، بكل أشكالها، تثبت أن الشعب الفلسطيني قادر على مواصلة النضال رغم كل المحاولات لكسر إرادته.
الخاتمة: نداء من قلب فلسطين
أيها العالم الحر، هل تملكون الجرأة لتسمعوا صوت المظلوم؟ نحن شعب عانى من الاحتلال لعقود طويلة، لكننا لا نزال نقاوم لأننا نؤمن بأن الحرية حق لا يمكن التنازل عنه.
لا تسألونا لماذا نقاوم، بل اسألوا الاحتلال لماذا يستمر في سرقة أرضنا وتشريد شعبنا. إن حقنا في المقاومة هو حق إنساني تكفله كل القوانين والشرائع. نحن ندافع عن أرضنا التي اغتصبت، عن بيوتنا التي هُدمت، وعن أطفالنا الذين يُقتلون بدم بارد.
رسالتنا واضحة: لن ننكسر، ولن نستسلم. نحن نقاوم لأننا نؤمن بأن الحياة بلا كرامة ليست حياة، وأن الأرض التي نُحرم من زراعتها ستظل شاهدة على ظلم الاحتلال.
إلى العالم نقول: إن كنتم تؤمنون بالعدالة، فكونوا صوتنا في وجه الاحتلال. نحن لا نطلب المستحيل، بل نطلب حقنا في الحياة على أرضنا، حقنا في الحرية التي سُلبت منا.
بقلم: لؤي صوالحة
نابلس – فلسطين
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS