أحداث سوريا؛ تكرار
لما سبق في أفغانستان

وكالة القدس للأنباء (قدسنا)
وكالة القدس للأنباء (قدسنا) في عام 1994، وفي غضون الحرب الأهلية في أفغانستان، قام عدد من طلبة المدارس الدينية، بتأسيس حركة اسلامية المعروفة اليوم باسم طالبان، وهي حركة دعت إلى تطبيق الشريعة الإسلامية والقضاء على مظاهر الفساد الأخلاقي.
وبدعم مالي من السعودية وكذلك دعم روحي واستخباراتي ولوجستي وتريبي باكستان، تمكنت الحركة من التوغل في الأراضي الأفغانية انطلاقاً من الحدود الجنوبية وسرعان ما احتلت مدناً ومقاطعات مختلفة.
تمكنت طالبان من تحقيق أكبر انتصاراتها بعد أن سيطرت على مدينة هرات الغربية في 5 سبتمبر 1995. وفي عام 1996، سيطرت طالبان على كابل. ونتيجة لذلك، اضطر برهان الدين رباني، رئيس حكومة المجاهدين في ذلك الوقت، إلى نقل مقر حكومته إلى مزار الشريف، حيث سقطت حكومة بعد فترة وجيزة.
يبدو أن مخطط أميركا نفذ في افغانستان بدعم مالي سعودي ودور ميداني قامت بتأديته وكالة الاستخبارات الباكستانية، فقد تمكنت باكستان من التوغل عميقاً في أراضي جارتها الشمالية، وزادت السعودية من نفوذها في المنطقة، ومكّنت أميركا مجموعة معارضة لإيران في حدودها. لكن اطلاق الأحكام في تلك الفترة كان سابقاً لآونه! فبعد حوالي ثلاثة عقود، قامت حركة طالبان بطرد القوات الأمريكية من أفغانستان بشكل مهين،وهو ماشكل أزمة سياسية لإدارة بايدن والحزب الديمقراطي.
ورافق صعود طالبان إلى السلطة في أفغانستان تصعيد الصراع بين الأخيرة وباكستان. لقد تحولت أفغانستان إلي ملاذ آمن للمسلحين المناهضين لباكستان. من جهتها استهدفت باكستان قواعد هذه الجماعات في أفغانستان، مما أدى إلى تأجيج الاشتباكات في المناطق الحدودية.
ويري مراقبون أن ماحدث مؤخرا في الأراضي السورية ماهو إلا تكرار لما سبق في أفغانستان. وكالسابق، تعد الولايات المتحدة الأميركية هي الراعي الأول والأساس لهذا المخطط الفاشل.
وبعد ثلاثة عقود من ضخ الأموال السعودية والمساعدات اللوجستية والتدريبية والاستخباراتية وحتى الروحية الباكستانية لأفغانستان في عهدالاحتلال الأميركي، تعود الولايات المتحدة هذه المرة لتكرار السناريو نفسه في الأراضي السورية؛ مع بعض الاختلافات في الأدوات واللاعبين؛ فتركيا حلت محل باكستان وقطر أخذت علي عاتقها الدور الذي أضطلعت به السعودية سابقا.
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS