الثلثاء 21 شوال 1445 
qodsna.ir qodsna.ir

تقریر.. تداعیات الرد الإیرانی تلقی بظلالها على إعلام العدو الصهیونی

لا زالت تداعیات الضربة الإیرانیة على الکیان الصهیونی تلقی بظلالها على إعلام العدو الذی تحدث عن فشل استراتیجی لحق بالکیان، ما یؤکد أن للضربة عواقب وارتدادات وخیمة ستظهر خلال الفترة القلیلة المقبلة داخل الکیان المؤقت.

وعقب الرد الإیرانی، لم یخفی إعلام العدو خشیةً من "تغیّر قواعد اللعبة فی أی مواجهة مع طهران"، حیث تحدّثت عن "التعرّض لإهانة ثقیلة وغیر مسبوقة"، إذ أن "الردع الإسرائیلی الذی تحطّم فی غزة ولبنان، تحطّم فی طهران أیضاً".

 

مهزلة استراتیجیة

 

ووصفت صحیفة "یدیعوت أحرونوت" الصهیونیة،الاثنین،لیلة الرد الإیرانی على استهداف القنصلیة فی دمشق بالـ "مهزلةً استراتیجیةً" بالنسبة للکیان.

 

وتحدّثت الصحیفة عن "فشل استراتیجی" مُنیت به "إسرائیل" بعد الرد الإیرانی، وذلک نظراً لحقیقة أنّ "إسرائیل استُعبدت لأسبوعین، فی إثر توتر یصیب بالشلل،بعد إقدامها على الاغتیال (وفی هذا إشارة إلى الترقب والقلق اللذین سادا فی انتظار الرد، بعد التهدیدات منذ مطلع هذا الشهر)".

 

وشکّکت الصحیفة فی ما إذا کان باستطاعة الصهاینة، أن یقولوا "لماذا تم تنفیذ اغتیال یمکن أن یقود إلى مواجهة أکثر تعقیداً بملیون مرة مما هی علیه فی الشمال والجنوب، بینما القصة هناک أیضاً بعیدة من أن تنتهی".

 

وتساءلت الصحیفة ساخرةً: "کیف یُفترض أنّ یقوم القادة، الذین سبق أن أقرّوا عدة مرات خططاً لغزو رفح، والذی لم یحدث بعد، بتهدید طهران؟".

 

وأمام ذلک، وجدت "یدیعوت أحرونوت"، أنّ الجواب هو "جواب کلاسیکی إسرائیلی آخر"، ومفاده: "خطأ، مخطئون، أخطأنا".

 

وأشارت إلى أن التقدیر الخاطئ من قبل وحدة "أمان" الاستخباراتیة بشأن ردة الفعل الإیرانیة فیما یتعلق باغتیال المسؤولین الإیرانیین فی دمشق، وضعنا على شفیر الحرب الإقلیمیة.

 

کذلک، لفتت الصحیفة إلى أنّ التقدیر الاستخباری، کان یفید بأنّ إیران "لن تغیّر طریقة عملها"، فی حال أقدمت قوات العدو على اغتیال شخصیة لها فی دمشق، فی أرض سیادیة بالنسبة لطهران.

 

وفی إشارة إلى سوء التقدیر الصهیونی، رأت الصحیفة أنّ المسؤولین الصهاینة "نسوا أنّ إسرائیل لم تعد تظهر بصورة المهدِّد، وأنّ لدیها حکومةً لا تتمتّع بالثقة، وأنّ جیشها أخطأ أکثر من مرة، ولا یعرف کیف یتعافى من ذلک".

 

بالإضافة إلى ذلک، تساءلت الصحیفة عما إذا کانت عملیة الاغتیال "ملحّةً"، علماً بأنّ "إسرائیل کانت على وشک التعرّف عن کثب إلى حلقة النار التی أقیمت حولها".

 

وتابعت بأنّه "مرة أخرى، ثبت أنّ إسرائیل لا تحبّ التفکیر بصورة مختلفة، عدما یتعلّق الأمر بخطوات دراماتیکیة من جانب العدو".

 

وفی هذا الإطار، عادت الصحیفة إلى معرکة "سیف القدس" عام 2021، والتی "اعتقدت فیها "إسرائیل" أنّ حماس لن تقصف القدس وتخاطر بمعرکة شاملة، وإلى الـ7 من أکتوبر، حین "اعتقدت أنّ حماس مردوعة".

 

وکذلک، فإنّ اغتیال القادة فی الحرس، فی استهداف القنصلیة الإیرانیة فی دمشق بُنِیَ، خطأً، "على تردّد إیرانی، تحوّل إلى هجوم تاریخی"، بحسب "یدیعوت أحرونوت".

 

الهجوم الأکثر ترکیزا

 

وفی السیاق، قالت وسائل إعلام صهیونیة: إن هجوم إیران لیلة 14 أبریل 2024، کان الهجوم الأکثر ترکیزاً وتنسیقاً من الذخائر الدقیقة (الصواریخ الموجّهة) فی التاریخ الأمنی العالمی، مشیرة إلى أن الطائرات المسیّرة أُطلقت من مواقع کثیرة ومن مسافة بین 1000 إلى 1500 کلم.

 

وفی السیاق، قال مسؤول إسرائیلی لصحیفة "فایننشال تایمز" البریطانیة، إنّ سرب الطائرات بدون طیار الإیرانی الذی أطلقته طهران تم تصمیمه لاستکشاف ردود "إسرائیل" وتتبع مواقع ومسارات أصولها الدفاعیة.

 

وتابع أنّه "مع اقتراب الصواریخ الإیرانیة أقلعت طائرة رئیس الوزراء بنیامین نتنیاهو، جناح صهیون، من قاعدة نیفاتیم الجویة بحثاً عن الأمان".

هذا ونقلت وسائل إعلام صهیونیة تحذیر الاستخبارات الأمریکیة لـ"إسرائیل" من أنّ إیران سترد على کل هجوم صهیونی کبیر وعلنی فی الأراضی الإیرانیة بجولة جدیدة من هجمات صاروخیة وطائرات مسیّرة.

 

ویواجه کیان العدو الصهیونی معضلة "احتواء" الرد الإیرانی، أو شنّ هجوم آخر ضدّ إیران والمجازفة بالتصعید، وذلک بعد أن تعرّض، وللمرة الأولى، لهجوم مباشر من طهران ضدّ جبهته الداخلیة، بحسب ما أکده موقع "والاه" الصهیونی.

 

ورأى الموقع أنّ الرئیس الأمریکی، جو بایدن، "تمکّن من وضع الحکومة الصهیونیة أمام معضلة وعارض الرد العسکری الإسرائیلی ضدّ إیران"، حد زعمها.

 

وفی مقال للصحافی الإسرائیلی أمیر بوحبوط، رجّح الموقع، أن ینتهی أی تصادم مقبل مع إیران "بسرب من المسیّرات والصواریخ البالیستیة"، کتلک التی استهدفت الکیان لیل السبت - الأحد.

 

جرأة وقدرة ناریة وعملانیة

 

وفی حدیث إلى "القناة 12" الصهیونیة ، أکدت مراسلة عسکریة أنّ إیران "أثبتت جرأةً وقدرةً ناریةً وعملانیة"، حیث أطلقت عشرات المسیّرات والصواریخ على "إسرائیل"، على الرغم من أنّ الرئیس الأمریکی توجّه إلیها قائلاً "لا تفعلی" بوضوح، وأکد الوقوف إلى جانب کیان العدو.

 

أما "القناة 14" فوصفت الرد الإیرانی بـ"الأقسى من ناحیة الأهمیة والسیاق، منذ قیام "إسرائیل"".

 

أکثر من ملیار دولار تحترق فی الهواء

 

وفی السیاق، کشفت صحیفة “یدیعوت أحرونوت” الصهیونیة أن اعتراض عشرات الصواریخ والمسیرات الإیرانیة لیل السبت ـ الأحد، کلف کیان العدو ما قد یصل إلى 5 ملیارات شیکل (1.35 ملیار دولار).

 

ونقلت الصحیفة، الأحد، عن المستشار المالی السابق لرئیس الأرکان االصهیونی “رام عمیناح” قوله: “تقدر تکلفة الدفاع اللیلة الماضیة بین 4 – 5 ملیارات شیکل” (1.08- 1.35 ملیار دولار).

 

وأضاف “عمیناح”: “أتحدث هنا فقط على اعتراض ما أطلقه الإیرانیون، ولا أتحدث عن إصابات کانت هذه المرة هامشیة”.

 

وتابع “الصاروخ الواحد من طراز “حیتس” (السهم) المستخدم فی اعتراض صاروخ بالیستی إیرانی، تصل کلفته إلى 3.5 ملایین دولار، فیما تبلغ کلفة الصاروخ الواحد من منظومة “العصا السحریة” ملیون دولار، بخلاف طلعات الطائرات التی شارکت فی اعتراض المسیرات الإیرانیة”.

 

وفی وقت سابق الأحد، نقلت صحیفة “هآرتس” العبریة عن المتحدث باسم قوات العدو دانیال هاغاری، قوله إنه تم إطلاق نحو 350 صاروخاً وطائرة مسیرة من إیران على الکیان، زاعما أنه تم اعتراض معظمها.

 

وعلى نقیض ما اعترف به ناطق قوات العدو، اعترف مسؤول أمریکی کبیر فی تصریح  لقناة "أی بی سی نیوز" الأمریکیة أنّ 9 صواریخ إیرانیة على الأقل أصابت قاعدتین جویتین صهیونیتین، مضیفا أن 5 صواریخ بالیستیة أصابت قاعدة "نیفاتیم" الجویة، مما أدى إلى إلحاق أضرار بطائرة نقل من طراز "سی-130" ومدرج ومنشآت تخزین، مشیرا  4 صواریخ بالیستیة إضافیة أصابت قاعدة النقب الجویة.

 

وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعی لقطات ومشاهد من الصواریخ والمسیرات الإیرانیة هی تتساقط کزخات المطر على أهداف داخل کیان العدو دون ان تتمکن منظومات الاعتراض الصهیونیة والأمریکیة والغربیة من اعتراضها، وسط تکتم شدید من الکیان عن الخسائر التی خلفها تلک الضربات البشریة والمادیة.

 

وأعلنت القوة الجو فضائیة، التابعة لحرس الثورة فی إیران، لیل السبت - الأحد، استهداف أهداف إسرائیلیة فی الأراضی الفلسطینیة المحتلة بعشرات الصواریخ والمسیّرات، فی إطار معاقبة "إسرائیل" على جرائمها، بما فی ذلک الهجوم على القسم القنصلی لسفارة طهران فی دمشق واستشهاد عدد من القادة العسکریین والمستشارین الإیرانیین، فی أول هجومٍ مباشر تشنّه الجمهوریّة الإسلامیة ضد کیان العدو.

المصدر : المسیرة

ح.ب

 




المستعمل تعليقات

الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
  1. مظاهرات جديدة في جامعة سوربون الفرنسية ضد جرائم الابادة في غزة
  2. حركة الجهاد الاسلامي تستبعد التوصل الى اتفاق مع الاحتلال الاسرائيلي
  3. هنية: كل ما يؤدي لحماية المنطقة من الاختراق الصهيوني جهدٌ حيويٌ مهم
  4. منظمة العفو الدولية: إسرائيل استخدمت الأسلحة الأميركية ضد المدنيين بغزة
  5. تصاعد الاحتجاجات في الجامعات الامريكية والاوروبية نصرةً لغزة
  6. القوات المسلحة اليمنية تستهدف مدمرتين عسكريتين أميركيتين في البحر الأحمر
  7. حماس : ضمان وقف إطلاق النار الدائم ركيزة أساسية للانطلاق نحو تفاصيل المفاوضات وإنجاح الاتفاق مع الاحتلال
  8. أنباء عن استهداف سفينة في البحر الأحمر
  9. الصحة الفلسطينية: ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 34488
  10. استاذ جامعي استرالي في مقابلة مع "قدسنا": هجوم إسرائيل على القنصلية الإيرانية يعد انتهاكا للقانون الدولي / رد إيران كان وفقا للمعايير الدولية
  11. الرّشق: ردُّ حماس حول صفقة التّبادل لا يزال قيد الدراسة
  12. السلطات الأمريكية تعتقل 900 محتجا مؤيدا لفلسطين من الجامعات
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)