إيران سند المقاومة الدائم

وكالة القدس للأنباء(قدسنا)  جوان محمود صالح – فلسطين المحتلة

على مدار العقود الماضية، كانت فلسطين المقدسة الأكثر احتضاناً لأجساد الشهداء، فطالما رُويت أرضها بدمائهم الزكية، واستقبلت ملائكة السماء أرواحهم الطاهرة التي صعدت إلى العَلياء تشتكي إلى الله ظلم الاحتلال وعدوانه الفاشي المستمر بحق الشجر والحجر والبشر.

قالت رندة موسى زوجة الشهيد الأسير خضر عدنان، إننا "تلقينا خبر استشهاد الشيخ في تمام الساعة الثلاثة ونصف فجرًا، تلقينا الخبر بكل ايمان توضأنا وصلينا ودعونا الله بالصبر والثبات، وأن يجرنا في مصيبتنا خيرًا ويخلفنا خيرًا منها.. ابتل الظمأ وابتلت العروق وتثبت الأجر أبا عبد الرحمن ونسأل الله العون والثبات".

الشيخ خضر عدنان الزوج والمُلهم

وتضيف خلال حديث لوكالة القدس للأنباء(قدسنا) "بعد استشهاد الشيخ الظروف عشنا ظروفًا صعبة لدينا 9 أبناء أكبرهم 14 وأصغرهم عامين ومن الصعب ممارسة دور الأب والأم في الوقت ذاته، لكن العزاء أن الشهداءَ أحياءٌ عند ربهم".

وتُتابع: "أصبحنا أجسادًا بلا أرواح، حيث كان الشيخ يملأ حياتنا بكل شيء جميل..، الشيخ خضر أعزني في الدنيا رضي الله عنه عشت في كنفه 17 عام 10 في السجن وسبع متفرقات كلها محبة وفخر به كقائد قبل أن يكون زوجًا لي ويخلفنا الصبر في فقده".

وأشارت إلى أن "المرأة هي المجتمع كله، لأنها الزوجة والأم والأخت والمربية للجيل القادم.. جيل التحرير، وقلت خلال المؤتمر الصحفي: إن "الشيخ رباني وأطفالي على الجهاد وحب المقاومة، وكنت بجانبه دومًا لدرجة التشابه في فعلنا وقولنا، وكنا يدًا واحدة في فعل المقاومة وكان يؤمن بدور المرأة في دعم المقاومة، وكان له الدور في إعدادي وصقل شخصيتي لحب المقاومة أكثر وكنت بجانبه في كل إضراباته السابقة عن الطعام".

وأردفت: "ما فعله زوجي كان عين الصواب، لأنه لم يرضّ ذِلة السجون، لأنها ويقوم لم تُـخلق لهؤلاء الأحرار، وسلاح الأمعاء الخاوية له فعاليته ولم أطلب منه التراجع عن مقاومته بالإضراب".

واستطردت: "طيلة حياة الشيخ كنت أدعمه وأبنائي التسعة، افترشنا الأرض والحتفنا السماء، ونعتبر كل من لم يُحرك ساكنًا في قضية الشيخ قد خذله، ومستمرون نحو الحرية وعلى الاحتلال أن يحفظ صور وأسماء أبنائي جيدًا".

ولفتت إلى أن "المرأة لها دورٌ كبير في تربية الجيل للمقاومة، سواء كان الزوج موجود أو معتقل او شهيد فالمرأة هي الأكثر تأثيرًا.. الشيخ لم يُـجالس أبنائه كثيرا بحكم اعتقالاته فكانت جلساته مع أولاده قصيرة لدعمهم عاطفيًا كونه مشتاقٌ لهم، فكان دوري تعزيز المقاومة وأنهم مستهدفون كوالدهم وكان يجب عليَّ تربيتهم على نهج أبيهم وتعلميهم الخِصال الحسنة".

ودعت "النساء إلى أهمية أن تغرس في نفوس أطفالها العزة بما يقوم أباؤهم لأنهم امتدادٌ له بالمقاومة سواء زوجه أسير أو شهيد لأنهم ارث آبائهم، ويجب عليهم استكمال طريق آبائهم بحيث لا يخشون في الله لومة لائم".

وأثنت زوجة الشيخ خضر عدنان بما قاله زياد النخالة الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي قائلةً: "نحن خلف كل ما يدعم مشاريع المقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني، ونؤمن في حقنا في البلاد وتحريرها، وكل من يقدم الدعم المالي أو المعنوي هو تاجٌ على رؤوسنا نفتخر به ونهتز ونحني له الرؤوس ونُـقبّـل الجباه، لأنهم ما دعمونا إلا لإيمانهم بنا وبنصرتنا ونيل الحرية، ونحترم جمهورية ايران الإسلامية ودورها، ولابد على الدول العربية والإسلامية أن يكون لها دورٌ كدور ايران في دعم المقاومة الفلسطينية".

في فلسطين ألف علي غالي وإيران ترسانة المقاومة القوية

تقول زوجه الشهيد القائد المجاهد علي حسن غالي، إن "ايماننا بقضاء الله وقدره وبعدالة قضيتنا الفلسطينية وجهادنا في سبيل الله يُـهوّن علينا كل الصعاب".

وأضافت خلال تصريحاتٍ لقدسنا: "الاحتلال لم يفهم أنه وإن اغتال علي غالي وطارق عز الدين وجهاد غنام وخليل البهتيني، وغيرهم من القادة؛ فإن في أرضنا ألف مقاوم، فقد غرس في نفوس أبنائه وأحفاده التمسك بالقضية الفلسطينية والدفاع عنها بكل غالٍ ونفيس".

وأشارت إلى أن "وراء كل رجل عظيم إمراة عظيمة ثابتة قوية داعمة له بكل خطواته وتحركاته تُعينه على تحمل الصعاب والجهاد في سبيل الله وهي كاتمة أسراره وملجأه".

وأكدت على أنها "ستربي أولادها الأربعة على درب أبيهم ولن يحيدوا عن طريق العزة والكرامة حتى يحرروا أرضهم كاملة من المحتل الغاصب، وأولادي الأربعة أكبرهم 32 سنة وأصغرهم 8 سنوات، سنحثهم على السير على خطوات القادة العظماء في الدفاع عن الوطن".

ولفتت إلى أن "الجمهورية الإيرانية الإسلامية كانت تُمثّل الترسانة القوية المسلحة التي تستند عليها المقاومة الفلسطينية وخاصة حركة الجهاد الاسلامي، حيث كانت تُـقدّم لهم المساعدة المادية والمعنوية كل تحركاتهم الميدانية".

ونوهت إلى أن "حلم الشهيد هو حلم كل فلسطيني مناضل مقاوم للاحتلال هو تحرير فلسطين والمسجد الاقصى من براثن المحتلين ورفع راية الاسلام وعلم فلسطين فوق المسجد الاقصى بإذن الله".

يُذكر أن الشهيد علي حسن غالي هو عضو المجلس العسكري، ومسؤول الوحدة الصاروخية في سرايا القدس، وارتقى خلال عملية اغتيال إسرائيلية جبانة برفقةَ 3 آخرين بتاريخ 11 أيار 2023.

الجيل القادم هو الأعنف على الاحتلال وإيران سند المقاومة الدائم

"أم محمد" زوجة الشهيد القائد أحمد أبو دقة: "زوجي كان الداعم النفسي لي، وكان دوري كزوجة مقاوم هو تهيئة الأجواء المناسبة وإعطائه الآمان والشَد من أزره لمواصلة طريق الجهاد والمقاومة".

وأضافت خلال تصريحاتٍ لقدسنا"سأربي أبنائي على نهج أبيهم، ولن يهنأ المحتل في أرضنا، واستشهاد زوجي شرف لنا جميعًا، وأُعاهده وأبنائي على استكمال دربه حتى النصر أو الشهادة".

وأشارت إلى أن "الجيل الجديد سيكون الأعنف على الاحتلال حيث لدي خمسة أبناء أكبرهم في الصف الثامن وأصغرهم في مرحلة الروضة".

أما ريماس كريمة الشهيد الصغيرة تقول: إن "أبي كان مكافحًا ونحن مِن خلفه، والآن استُـشهد ودورنا هو الاستمرار في الدفاع عن وطننا فلسطين".

وأضافت: "أقصى ما تمناه والدي أبا حمزة هي الشهادة، وقد نالها، ونسأل الله أن يتقبله شهيدًا ويجمعنا به في عليين مع الصديقين والنبيين وحَسن أولئك رفيقًا".

وعن دور إيران في دعم المقاومة الفلسطينية، أكدت زوجة الشهيد على أن الجمهورية الإسلامية في إيران، كان دومًا السند الحقيقي للمقاومة رغم تضييقات الاحتلال ومحاولة وأد الفعل المسلح، إلا أن "إيران" كان سدًا منيعًا في تعظيم قوى المقاومة وضرباتها الصاروخية.