qodsna.ir qodsna.ir

سبعة شهداء خلال يومين.. جنين لا زالت ترسم المشهد

أصبحت اليوم جنين كما كل صباح، على شهداء جدد وليلة حامية الوطيس، مخنوقة بالاجتياحات والمواجهات وأصوات القذائف.

وكالة القدس للأنباء(قدسنا) أصبحت اليوم جنين كما كل صباح، على شهداء جدد وليلة حامية الوطيس، مخنوقة بالاجتياحات والمواجهات وأصوات القذائف.

 

وأعلنت وزارة الصحة فجر اليوم عن أسماء ثلاثة شهداء، هم: يزن الجعبري "20 سنة" من سكان بلدة اليامون، متأثرًا بجروحه الخطيرة بعد إصابته برصاص ناري "دمدم متفجر"، أطلقته قوات الاحتلال عليه ما تسبب بتهتك في أمعائه، وذلك في الأول من الشهر الجاري في كفر دان وأجريت، له عدة عمليات جراحية قبل أن يعلن عن استشهاده بعد منتصف الليل.

 

واغتالت الوحدات (الإسرائيلية) الخاصة الشابين عز الدين حمامرة (24 عامًا)، وأمجد خليلية (25 عامًا)، بعد أن أطلقت النار عليهما داخل مركبتهما في بلدة "جبع" جنوبي جنين.

 

وبالأمس، مع فجر يوم الجمعة، نسج الشهيدان حبيب كميل، وعبد الهادي نزال قصة حزن وفخر مختلطة في بلدة قباطية، قضاء جنين، وكأن جنين تأخذ قرارا يقينيا لا رجعة فيه، المقاومة هي السلاح الوحيد المتبقي ولا خيار غيره.

 

وشهد 2022م خلال حكومة يائير لابيد الاحتلالية تغولا شديدا على الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس عبر عمليات القتل الميداني والبناء الاستيطاني وهدم المنازل والسيطرة على الأراضي وتكريس الاحتلال، لذا كان ازدياد العمليات الفدائية المسلحة نتيجة طبيعية لهذا التغول.

 

ظلت جنين ونابلس والقدس ثلاثة مدن تتصدر المشهد حتى اللحظة فما هو المتوقع في ظل حكومة نتنياهو المتطرفة؟

 

راسم عبيدات، الكاتب والمحلل السياسي من الضفة الغربية، يرى أن الأوضاع لن تتوقف عند هذا الحد في جنين بل ستتصاعد أكثر في محاولة لتصفية بؤر المقاومة في الشمال.

 

وبين أن الاحتلال لن يهدأ حتى القضاء على المقاومة في هذه المنطقة؛ لأنها الأقرب للداخل الفلسطيني، وأي تبلور فيها يشكل خطرا على عمق دولة الاحتلال.

 

ويقول عبيدات: "الاحتلال لا يريد أن يفقد قوة الردع، ولكن حصل ذلك بالفعل ولا زال الأمر يزداد تأججا وشراسة، لأنه يخشى المواجهة المفتوحة التي تكون فيها الساحات موحدة؛ لذلك فهو يزيد من عنفه".

 

وذكر أن الحديث اليوم يدور حول أربعة عشر شهيدا من بداية العام، و136 شهيدا العام الماضي، في جنين وحدها، أي بمعدل شهيد كل يوم، منوها إلى أن الاحتلال يفقد قدرته على تخمين مدى قدرة المقاومة على التطور.

 

ويرى عبيدات أنه على الرغم من تصدر جنين للمشهد إلا أن القادم أشرس وسيكون في القدس أيضا في ظل حكومة الاحتلال المتطرفة والهجمة الشرسة على الأقصى، وتلك المعركة هي التي ستوحد كل الساحات الفلسطينية في مواجهة الاحتلال.

 

محمد جرادات، المحلل السياسي، من جنين، اعتبر أن الاحتلال يتعامل مع جنين بمبدأ الثأر خاصة بعدما اختطف شباب العرين جثة الجندي الدرزي قبل أشهر، كما أنها تشكل قدوة للمجتمع الضفاوي وهي لا تتردد في المواجهة وتتصدر الموقف.

 

وقد أخذت جنين على عاتقها هذه المسؤولية على يد فتية يحملون سلاحا بسيطا حينما رأوا تراجع المستوى السياسي في الضفة، كما يقول جرادات.

 

ويعتقد جرادات أن الأوضاع في جنين ستظل على هذه الحال؛ لأن الاحتلال يحاول تفريغ أزمته الداخلية بزيادة عمليات الاغتيال للشباب، حتى أن بعضا منهم لم يصل الخامسة عشر وهذا الجيش الذي قيل إنه لا يقهر يريد أن يحافظ على هذا اللقب من خلال قتل الفتيان.

 

ويبدو أن الاحتلال يتعامل مع جنين على أنها الصخرة الرئيسية التي يمكن لها أن تشعل الضفة؛ لذا يحاول أن ينتقم منها لكثرة العمليات الفدائية المقاومة التي خرجت منها، ولتاريخها الطويل في النضال الذي جعل منها قدوة، الكل يهتف باسمها، وهذا يخيف الاحتلال، حسب جردات.

الرسالة نت


| رمز الموضوع: 373622