الخميس 18 رمضان 1445 
qodsna.ir qodsna.ir

ميشال عون و دعم
المقاومة

د. طلال عتريسي

غادر الرئيس اللبناني ميشال عون يوم الأحد القصر الرئاسي في بعبدا قبل يوم من انتهاء ولايته.

 

وعلى وقع هتافات مؤيدة أطلقتها حشود جماهيرية واسعة، أعلن الرئيس عون توجيه رسالة إلى مجلس النواب بحسب صلاحياته الدستورية وتوقيع مرسوم استقالة الحكومة.

 

في كلمته الوداعية أمام الحشود الكبيرة، توجه للمواطنين بالقول "كلكم رجال مقاومة بعضكم كان معي في المعركة الأولى، واليوم مستمرون وأنتم معي في الصعاب وفي الفرح وفي الحزن وانتم معي وأنا معكم اليوم نهاية مرحلة ولكن هناك مرحلة ثانية".

 

وبهذا الخصوص، أجرت وكالة القدس للأنباء(قدسنا) حوارا مع أستاذ علم الاجتماع ومدير معهد العلوم الاجتماعية في الجامعة اللبنانية، طلال عتريسي، الذي أكد أن تمسك العماد ميشال عون وصلابته وعدم تنازلته عززت قاعدته الشعبية.

 

 بداية أشار عتريسي إلي أكبر تجربة قام بها العماد عون خلال مسيرته السياسية وقال: أكبر تجربته هي وثيقة التفاهم مع حزب الله، أي التفاهم مع حركة سياسية لبنانية لها ايضا تمثيل وحضور شعبي واسع من جهة، ولها حضور كمقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي من جهة ثانية.

وأوضح أن مميزات الرئيس عون هي أنه لأول مرة في تاريخ لبنان يعقد تفاهم بين طرفين لبنانيين و تفاهم مكتوب خلافاً لكل الصيغة البنانية التي ليس لها نص محدد وغير مكتوبة في دستور. والمقصود بالصيغة هي توزيع المناصب الطائفية.

 

وتابع: هذا الانجاز الكبير للعماد عون تعرض بسببه لضغوط كبيرة ولاتهامات واسعة، ولمحاولات لإفشال تجربته لتبيان أن مثل هذا التحالف و التفاهم مع المقاومة لايجب أن يحصل.

 

وعن التزام العماد عون بمبدأ المقاومة، شدد عتريسي قائلا: خلال ست سنوات من الحكم بقي الرئيس عود ملتزما بهذا التفاهم لإتزامه بنقطة اساسية وهي اعتبار المقاومة هي مصدر قوة للبنان. وعبر عن هذا الأمر في المحافل الاقليمية والدولية، وهذا الأمر ازعج دول كثيرة؛ عربية واوروبية وأميركا. لذلك لم يسمحوا للرئيس عون بأن يحقق انجازات كبيرة علي مستوي الاصلاح الداخلي.

 

وأشار لمواقف عون الداعمة للمقاومة قائلا: الرئيس عون له تاريخ من الحضور الشعبي منذ سنوات طويلية، فهو من قدم اطروحة حول الاصلاح وسيادة لبنان وهذا جذب الكثيرين في الأوساط اللبنانية المختلفة؛ مسيحيين وغير مسيحيين.

 

وعلي صعيد نسبة التمثيل السياسي في البرلمان اللبناني، قال عتريسي: العماد ميشل عود هو صاحب تيار في الوسط المسيحي تحديدا، و هو التيار الأكثر تمثيلا عبر سنوات طويلة بغض النظر عن عدد النواب الذي قد يتقدم في مرحلة ويتراجع في مرحلة، وفي الانتخابات الأخيرة كان للتيار الوطني الحر العدد الأكبر من النواب.

 

ومضي يقول: إن انصار المقاومة في لبنان وحزب الله تحديدا علي المستوي السياسي والاعلامي عبروا عن التزام و تأييدهم للرئيس عون حتي عند مغادرته السلطة وابرزوا قيمة هذا التفاهم بينهما لمصلحة لبنان خاصة و ان رئيس التيار الوطني الحر اكدوا بشكل واضح ان انجازا الترسيم لم يكن ليحصل لولا قوة المقاومة التي اعطت للبنان القوة في عملية التفاوض

 

وشدد علي أن مواقف عون من المقاومة زادت شعبيته، مؤكدا أنه عندما يخرج الرئيس عون من سدة الرئاسة؛ هذا لايعني أن تياره السياسي والشعبي قد انتهي. بالعكس شاهدنا كيف كان الحضور الشعبي حضورا قويا يعبر عن عمق حضور الرئيس عون و يعبر عن مدي التفاف هذه القاعدة الشعبية حوله علي الرغم من سنوات الحكم و ما حصل فيها من تقدم وتراجع ومن انجازات وفشل.

 

الخبير في الشؤون الاستراتيجة أكد أن خصوصة الرئيس عون هي انه بقي ثابتا علي مواقفه من المقاومة، وعلي اعتبار المقاومة كورقة قوة بيد لبنان وقد دفع الاثمان الكثيرة في بسبب هذه المواقف داخليا وخارجيا، لكن تبين أن مثل هذه المواقف التي عبرت عن صلابة الرئيس عون وثباته هي التي جعلت الحشود الشعبية المؤيدة له تنتظره في لحظة مغادرة الموقع الرئاسي ليعود إلي صفوف هذه القواعد الشعبية ليقودها من جديد وسيبقي ملتزما بهذه الثوابت المقاومة، والاستقلال والحرية في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.

 

وختم بالقول: إن العماد ميشال عود سيكون اليوم أكثر حرية وقوة في التعبير عن هذه الثوابت بعدما تحرر من قيود وتوازنات الرئاسة وخصوصياتها وحساسياتها الداخلية والخارجية.

 

 




محتوى ذات صلة

خلال استقباله اسماعيل هنية..

رئيس البرلمان الإيراني: من واجب العالم الاسلامي باسره، تقديم الدعم لاهالي غزة
خلال استقباله اسماعيل هنية..

رئيس البرلمان الإيراني: من واجب العالم الاسلامي باسره، تقديم الدعم لاهالي غزة

قال رئيس مجلس الشورى الاسلامي(البرلمان) محمد باقر قاليباف إن الوعد الالهي بانتصار جهبة المقاومة على جبهة الكفر حتمي، مضيفا ان صمود جبهة المقاومة والشعب الفلسطيني منقطع النظير ويتعين على جميع العالم الاسلامي ان يقدم الدعم لاهالي غزة.

|

قيادي في حركة الجهاد: القادة الإيرانيين اكدوا استمرار دعمهم وإسنادهم للمقاومة الفلسطينية

قيادي في حركة الجهاد: القادة الإيرانيين اكدوا استمرار دعمهم وإسنادهم للمقاومة الفلسطينية

أشار عضو المكتب السياسي في حركة الجهاد الإسلامي، إحسان عطايا، إلى أن البحث في طهران، بين المقاومة الفلسطينية والقيادة الإيرانية، "كان مركزاً على تطوير أساليب المقاومة وبحث نقاط ضعف الأعداء".

|

المستعمل تعليقات

الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
  1. المخابرات الإسرائيلية: إسرائيل قد لا تكون قادرة على تدمير حماس
  2. اصابة 3 مستوطنين بعملية إطلاق نار على حافلة شمال أريحا
  3. الخارجية الإيرانية تدعو الاوساط الدولية لوقف الممارسات الجنونية للصهاينة
  4. تجمع قرآني حاشد بطهران تنديدا بالعدوان الصهيوني على غزة
  5. امين المجلس الاعلى للامن القومي الايراني يستقبل اسماعيل هنية وزياد النخالة
  6. خلال استقباله رئيس المكتب السياسي لحركة حماس.. الرئيس الإيراني: الجمهورية الاسلامية تعتز وتفخر بدعمها للقضية الفلسطينية
  7. وزارة الصحة بغزة: 32490 شهيدًا و 74889 إصابةً منذ السابع من أكتوبر
  8. في اليوم الـ 173.. قصف "عنيف" على رفح وتدمير "مكثف" للمنازل السكنية بغزة
  9. اليمن يدشن عاشر أعوام الصمود بست عمليات ضد ثلاثي الصهيونية في البحر والبر
  10. دعمًا للشعب الفلسطيني الصامد في قطاع غزة.. حزب الله يستهدف 10 مواقع للاحتلال الصهيوني بالصواريخ والأسلحة المناسبة
  11. قياديان في حركتي الجهاد وحماس: اسرائيل فشلت في العدوان / أبدينا مرونة في المفاوضات لكن لا تراجع عن ثوابتنا
  12. تحت شعار "طوفان الاحرار".. اقامة يوم القدس العالمي هذا العام
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)