انطلاق اعمال جلسات اللجان التخصصية لمؤتمر "التضامن مع الأطفال واليافعين الفلسطينيين" في العاصمة الإيرانية

انطلقت قبل قليل اعمال جلسات اللجان التخصصية لمؤتمر "التضامن مع الأطفال واليافعين الفلسطينيين" في العاصمة الإيرانية طهران بحضور مسؤولين محليين وأجانب.

وكالة القدس للأنباء(قدسنا) انطلقت قبل قليل اعمال جلسات اللجان التخصصية لمؤتمر "التضامن مع الأطفال واليافعين الفلسطينيين" في منظمة الثقافة والفنون التابعة لبلدية طهران.

وأقيم المؤتمر بحضور مندوبي حركات المقاومة الفلسطينية وعدد من الشخصيات السياسية والثقافية الإيرانية والعربية.

وبدأت أعمال الجلسات بكلمة لرئيس اللجنان التخصصية للمؤتمر، احمد رضا روح الله زاد.

وفيما يلي كلمة رئيس اللجنان التخصصية :
 

أرحب بجميع الضيوف الأفاضل الذين تواجدوا هنا للمشاركة في مؤتمر دعم الأطفال الفلسطينيين والذي يعقد بمناسبة ذكري استشهاد الطفل الفلسطيني، محمد الدرة... تمنياتي للمؤتمر بالتوفيق والنجاح والخروج بالتوصيات والنتائج التي من شأنها تطوير حشد الدعم للقضية الفلسطينية والأطفال الفلسطينيي.
 

هذا المؤتمر هو النسخة الخامسة لمؤتمر التضامن مع الأطفال واليافعين الفلسطينيين والذي يعقد كل عام بالتزامن مع ذكري استشهاد الطفل محمد الدرة. الطفل الشهيد؛ محمد الدرة هو رمز للعنف والجرائم التي أرتكبت وترتكب في فلسطين. بطبيعة الحال، في كل جريمة ترتكب بهدف الإبادة والتطهير العرقي، يكون الأطفال أكثر عرضة لأعمال البطش والقتل.
 

نحن اليوم نجتمع هنا للإجابة علي سؤال محوري مفاده: لماذا فلسطين ولماذا هذا المؤتمر؟
 

قد لايكون من السهل الإجابة علي هذا السؤال دون العودة إلي الجوانب البشرية. للإنسان جوانب بشرية متعددة:
 

1-الجانب الإنساني: لايوجد بيينا من يشك بأن جميعنا أبناء البشر. لذلك، وبما أننا بشر، لا يمكننا بطبيعة الحال أن نكون غير مبالين تجاه أبناء البشر الذين يقعون تحت وطأة القهر والاحتلال والعنصرية. على مدى أكثر من قرن، ظل المجتمع الفلسطيني يقبع تحت وطأة الاحتلال والفظائع الناجمة عنه. لذلك، تتطلب منا إنسانيتنا إتخاذ موقف تجاه هذه الجرائم.

2-الجانب الديني: نحن مؤمنون ومسلمون. لايمكن لأتباع الديانات السماوية التزام الصمت واللامبالاة تجاه هذا الظلم.

 المجتمع الفلسطيني مجتمع مسلم وهو جزء من الأمة الإسلامية التي حددها الله تعالى على أساس الأخوّة.

إن أبناء الشعب الفلسطيني هم إخواننا والأزمة الفلسطينية هي أهم أزمة إنسانية بل وأهم أزمات الأمة الإسلامية التي اندلعت منذ أكثر من قرن.

أرض فلسطين هي جزء من دار الإسلام. وفقاً للتعاليم الإسلامية كقوله تعالي: { وَلَن يَجعَلَ اللَّهُ لِلكافِرينَ عَلَى المُؤمِنينَ سَبيلًا} يعد تحرير هذه الأرض من دنس الاحتلال فريضة واجبة علي جميع المسلمين، فهذه الفريضة ستبقي واجبة تقع علي عاتق جميع الأجيال طالما استمر الاحتلال الصهيوني.
 

الجدير بالذكر هو أن المجتمع الفلسطيني في الوقت الراهن دخل ساحة الجهاد وعليه يمكن القول إن الأراضي الفلسطينية خاصة الضفة الغربية تشهد انتفاضة واسعة. إن جهاد الشعب الفلسطيني يزيد من مسؤولياتنا تجاه القضية الفلسطينية ومايحدث في فلسطين.
 

النقطة الأخري هي أن تطورات الأحداث الفلسطينية خلال العقدين الماضيين أثبتت بأن الشعب الفلسطيني أختار المقاومة كخيار وحيد لمواجهة الاحتلال. في عام 2006م، حققت حماس فوزا كاسحا في الانتخابات التشريعية الفلسطينية ما أكد أن غالبية الشعب الفلسطيني توصل إلى نتيجة مفادها أنه لا خيار أمامنه سوى المقاومة. ماحدث في ذلك العام أضفي شريعة انتخابية علي المقاومة. اليوم ايضا الشعب الفلسطيني يؤكد تمسكه بخيار المقاومة والعمليات الي تحدث يوماً في الضفة الغربية خير دليل ذلك. لذلك يجب علينا جميعا احترام الخيار الذي اختاره الشعب الفلسطيني.
 

لهذا قد خصصنا الفقرة الأولي من هذا المؤتمر للحديث عن المقاومة كخيار فعال لتحرير أرض فلسطين. 
 

عبر المصادقة علي قانون يهودية الدولة الذي الذي يمنح اليهود فقط حق تقرير المصير في أرض فلسطين، اعتمد الكيان الصهيوني الفكر الطائفي العنصري كأيديولوجيا موجهة لممارساته. لاشك أن هذا التوجه يشكل تهديدا للمجتمعات البشرية، لذا يجب تبيين أبعاد وتداعيات هذا القانون الخطير بشكل صحيح وتوعية الرأي العام بخطورته. وعليه فقد خصصنا الفقرة الثانية للحديث عن الأبارتهايد الإسرائيلي.

في الوقت الراهن، تتمتع المنظمات الأهلية (غير الحكومية) بصلاحيات كبيرة ومؤثرة في صياغة القرارات وبعض الأحيان في إتخاذها. من أهم هذه الصلاحات يمكن الإشارة إلي قدرتها توسيع نطاق الفعاليات الداعية لمقاطعة الكيان الصهيوني؛ تلك التي تحولت إلي حركة عالمية تمارس نشاطها تحت عنوان حركة بي دي اس (وهي حركة مناصرة لحقوق للفلسطينيين تدعو إلى مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض عقوبات عليها). يظهر التأثير البالغ لما تقوم به هذه الحركة من خلال تصريحات المسؤولين الصهاينة حول ضرورة تخصيص ميزانيات سنوية لمواجهة ماتقوم به هذه الحركة التي كبدت إسرائيل خسائر فادحة في مختلف المجالات. وعليه خصصنا الفقرة الثالثة للحديث عن آليات وطرق توسيع نطاق نشاط هذه حركة مقاطعة إسرائيل.

كما أشرنا سابقاً، تلعب المنظمات الأهلية دوراً لايستهان به في العصر الراهن. ويزداد تأثير النشطات التي تقوم به المنظمات الأهلية عندما تعمل مجتمعة لتحقيق أهداف مشتركة. وهنا لابد من الإشارة إلي ضرورة إيلاء الأهمية التشبيك والتنسيق بين هذه منظمات واعتبار هذه العملية من أولويات الدعم للقضية الفلسطينية.
 

لاشك أن عملية التمهيد لموجات دعم عالمية تساهم في تضافر الجهود وتزيد من قدرة التأثير والضغط لتحقيق الأهداف المرجوة. وعليه خصصنا الفقرة الأخيرة للحديث عن سبل التشبيك والتنسيق بين المنظمات غير الحكومية.

في الختام أرجو أن نتمكن من إثراء النقاشات من خلال طرح تقديم أفكار ورؤي إبداعية ومقترحات تطويرية لنخطو خطوة إلي الأمام في طريق إنجاز المهمة.

وفي كلمات منفصلة، أكد المشاركون في جلسات اللجان التخصصية لمؤتمر "التضامن مع الأطفال واليافعين الفلسطينيين" أهمية التركيز على المبادرات والحملات ذات الأهداف المحددة لنشر مقاطعة الاحتلال عربيا ودوليا إضافة إلي توسيع دائرة المقاومة لأن الاحتلال لايفهم إلا لغة القوة.

يذكر أن المؤتمر يعقد بالتزامن مع يوم التضامن مع الطفل الفلسطيني في إيران الذي يصادف ذكري استشهاد الطفل الفلسطيني محمد الدرة علي يد قوات الاحتلال الاسرائيلي.