qodsna.ir qodsna.ir

الصهاينة ورقصتهم العرجاء
بشأن الاتفاق النووي

فريد عبدالله

وكالة القدس للانباء(قدسنا) هناك مثل ايراني يقول "فلانا نذر الزيت الذي أريق على الارض لقنديل مقام الولي" أي ان فلانا نذر شيئا لا يملكه وهو مهدور ولا يمكن الاستفادة منه لاضاءة مزار ديني ، وهذا هو حال المسؤولين الصهاينة الذين يتشدقون ويثيرون ضجة اعلامية ويزعمون بأنهم نجحوا في تعطيل أو تأخير الاتفاق بين الدول الغربية وايران للعودة الى الاتفاق النووي !

 

فبعد ان سدت ايران كل طرق التلاعب والمناورات أمام الاميركيين والغربيين الذين مارسوا شتى الأساليب خلال المفاوضات التي انطلقت في ديسمبر الماضي في فيينا لانتزاع التنازلات من ايران والعودة الى الالتزام بالاتفاق النووي من دون الغاء كامل للحظر ومن دون الانتفاع الاقتصادي للشعب الايراني من الاتفاق النووي بالاضافة الى السعي لفتح ملفات خارج نطاق الاتفاق النووي على طاولة البحث كالقدرات الدفاعية الايرانية ونفوذها الاقليمي وغيرها، كان من الطبيعي ان يؤدي عدم استجابة الاميركيين والغربيين لمتطلبات الاتفاق الى تعطيل او تأخير العودة اليه.

 

الممارسات الملتوية الاميركية والغربية خلال جولات مفاوضات فيينا وامتداداتها بلغت حدا قال فيها بعض المحللين الايرانيين بانها باتت تشبه "الشعوذة" بدلا من التفاوض، وباعصاب باردة قام الايرانيون بفقع بالونات هؤلاء واحدا بعد آخر وكما قال الصهاينة في وسائل اعلامهم حينما كان التوصل الى الاتفاق يبدو قريبا " ان الايرانيين يجرون الاميركيين من أنوفهم" .

 

اذا كان الصهاينة يدعون بأن مساعيهم هي التي عرقلت التوصل لاتفاق، فلماذا كان الصهاينة يصرخون بأعلى اصواتهم خوفا عندما كان الاميركيون قريبون من التوقيع على الاتفاق غير مكترثين بالصهاينة ؟ وقد نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت الصهيونية في حينها مقالا تحت عنوان"في إسرائيل" يتخوفون من الاتفاق النووي وأميركا خدعتنا !!!"

 

فقدقال رئيس الوزراء الصهيوني يائير لابيد يوم الاحد إن كيانه يدير حملة سياسية "ناجحة" لوقف الاتفاق النووي مع إيران للحيلولة دون رفع الحظر الاقتصادي عنها وهو ينسى اقواله قبل اسابيع ودعوته للتوقيع على اتفاق افضل مع ايران قائلا "ان تل ابيب ليست ضد أي اتفاق بل انها ضد هذه الاتفاقية لانها سيئة".

 

اذا، لابيد حينما رأى ان الاتفاق واقع لا محالة، تحدث هكذا، لكن الآن وحينما أكدت ايران ضرورة اغلاق الملفات المفتوحة في الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن 3 مواقع ايرانية منذ سنوات، وأثارت الاطراف الغربية زوبعة بشأن الشرط الايراني الجديد نجد بأن لابيد يقفز فرحا ليسجل عرقلة الاتفاق بأسمه على اعتاب الانتخابات العامة في الكيان الصهيوني.

 

على لابيد والصهاينة ان يعلموا بان الزوبعة الغربية هذه هي "زوبعة في فنجان" ليس الا ، فوزير الخارجية الاميركي بلينكن يصف الحالة الراهنة ليلة أمس قائلا "ان ايران رجعت خطوة الى الوراء بشأن الاتفاق" وفي العرف الدبلوماسي هذا يعني "اننا بحاجة الى مزيد من التفاوض".

 

لا سبيل امام الغرب سوى الاتفاق مع ايران فهم يدركون ماذا فعلت ايران بهم عبر تطوير برنامجها النووي وزيادة التخصيب، وان الرقصة العرجاء للصهاينة هي مضحكة ولن تكتمل.

 

بقلم: فريد عبدالله