qodsna.ir qodsna.ir

محللون لـ«قدسنا»: زيارة بايدن لن تزعزع ارادة الشعب الفلسطيني و لن تزيده إلا إصرارًا على المقاومة وحديث بايدن لا قيمة له لدى المقاومة

أوضح محللون وخبراء فلسطينيون أن زيارة بايدن للأراضي المحتلة لن تغير من واقع المنقطة كما انها لن تزعزع ارادة الشعب الفلسطيني و لن تزيده إلا إصرارًا على المقاومة وكل هذا يعني أن ما ناقشه بايدن في زيارته لا قيمة له لدى المقاومة.

 

وكالة القدس للأنباء(قدسنا) جوان محمود صالح – فلسطين المحتلة
 

نظر الفلسطينيون للزيارة بعين الحذر والترقب والشؤم، في ظل الانحياز الواضح من الإدارة الأمريكية للاحتلال (الإسرائيلي)، في حين حاولت السلطة الخروج بمكاسب ولكن دون جدوى كعادتها.
 

ومثّلت زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، لمدينة بيت لحم ولقائه رئيس السلطة محمود عباس، في زيارة قصيرة استغرقت نحو ساعتين، قادمًا من مدينة القدس، صفعة للسلطة في ظل مكاسب أساسية للاحتلال وعدم تحقيق الآمال التي يتطلع إليها الفلسطينيون، وقبل مجيء بايدن للأراضي الفلسطينية.
 

ويرى مختصون أن زيارة الرئيس الأمريكي للأراضي الفلسطينية لن تغير شيئا من معادلة المقاومة مع الاحتلال، كما ان زيارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب للأراضي المحتلة واعلانه القدس عاصمة لإسرائيل لم تؤثر علي المقاومة بل زادت من عزيمة الشعب الفلسطيني وساهمت في زيادة وتيرة الأعمال الفدائية ضد الاحتلال لرفع كُلفته واستنزاف قدراته الأمنية والاستخبارية.
 

مبالغ كبيرة قدمها بايدن للسطلة الفلسطينية.. ماهو المقابل الذي قدمه محمود عباس لواشنطن والاحتلال الإسرائيلي؟
 

يقول المحلل في الشأن الإسرائيلي عماد أبو عواد "يجب الانتباه أن هناك اتفاق  ضمني بين كل الأطراف قائم على تحول دور السلطة الفلسطينية لمجلس بلدي ليس أكثر، ضمن السياسات الصهيوأمريكية القائمة على الحرمان من المال وإعادته لأهداف سياسية بما يُعزز التنسيق الأمني بين الاحتلال وإسرائيل والإدارة الأمريكية.



وأضاف في تصريحات لوكالة القدس للأنباء(قدسنا)، "عباس لم يُـقدم  لبايدن سوى أمر التسليم بأن السلطة ليس لها بُـعد سياسي والهدف المهم هو جمع المال وهذه أهم قضية حققتها أمريكا بالتعاون مع حليفتها الإستراتيجية (إسرائيل).
 

تفاهم ضمني على انتهاء حل الدولتين في نسخته القديمة

وتعقيبًا على ردود الفعل الإسرائيلية تجاه موقف الرئيس بايدن من إعلان حل الدولتين، أشار عواد إلى أن موقف "بايدن" غير مُزعج إسرائيليًا بل هو الخيار المطروح على الساحة الصهيونية، باعتباره سيعطي الجانب الفلسطينيين دولة ضمن السياق الاسرائيلي  بالنسبة لدولة الاحتلال، وهناك تفاهم ضمني على انتهاء حل الدولتين في نسخته القديمة بعد استفادت "إسرائيل" منه ما نتج عنه رضا إسرائيلي على زيارة بايدن للمنطقة.

 

تأثير الزيارة على المقاومة صفر كبير
 

من جانبه يقول المحلل السياسي مؤمن مقداد "قبل زيارة بايدن خرج إعلام الاحتلال بتقارير عدة تتحدث عن طبيعة التنازلات التي سيقدمها الرئيس "عباس" مقابل بعض التسهيلات أو المبادرات، منها انهاء ملف شيرين أبو عاقلة، رغم تسليم الطلقة إلى الجانب الأمريكي، في ظل الحديث عن تراجع او تجميد السلطة للإجراءات التي تقوم بها لمحاكمة قادة وضباط في الاحتلال في محكمة لاهاي الدولية، إلى جانب رفع وتيرة التعاون والتنسيق الأمني خاصة في هذه الفترة الحرجة التي تشكل قلقًا للاحتلال بعد موجة العمليات الأخيرة.



وعما اذا كانت تصريحات بايدن حول التمسك بخيار حل الدولتين، وما اذا كانت ستُؤثر على المقاومة الفلسطينية، أكد أن خيار حل الدولتين غير مطروح في الفترة الحالية، حيث أن جميع رؤساء الولايات المتحدة في زياراتهم كانوا يتحدثون من باب السياسية حول الأمر، دون أي تحرك على الأرض، وأصبحت هذه التصريحات مجرد بروتوكول يقال في الخطابات، أما عن تأثير ذلك على المقاومة صفر لأنه لا جديد في هذا الملف.
 

وأكمل في تصريحاته لـ«قدسنا»" الملاحظ أن الردود كانت في إطار صراع الأحزاب فقط، أي أن أحزاب المعارضة هاجمت لابيد وحكمته بأنها  تتنازل على حساب دولتهم، لكن لا يمكن اعتبار هذه الردود جدية لأنه لا يقتنع به أحد ولا يتعامل به أي طرف كحل جدي، وكلهم واثقون بأن أي حكومة سواء من اليمين أو اليسار لن تتجرأ على قبول مثل هذا الطرح.
 

وردا علي سؤال حول "هل يمكن اعتبار تأكيد بايدن علي ضرورة التمسك بحل الدولتين محاولة لزيادة الشرخ في المجتمع الفلسطيني وكسب الوقت للصهاينة في ظل تصاعد العمليات الفدائية؟ أكد مقداد أن "تصريحات حل الدولتين من قادة الولايات المتحدة الحليف الأكبر للاحتلال عبارة عن "إبرة مخدر" للفلسطينيين، حسب نظرتهم، وتكررت من كل قادة الولايات المتحدة على مدار سنوات، حيث منحت الاحتلال المجال لمضاعفة الاستيطان، في إطار محاولات السيطرة على الأقصى، وزيادة عمليات الهدم والتهجير، إلّا أن التصريحات لم تعد تنطلي عل الشعب الفلسطيني، وجاءت بنتائج معاكسة لما خططت له الولايات المتحدة والاحتلال، بدلًا أن تكون إبرة تخدير أصبحت إبرة إثارة وعزيمة ونشاط للمقاومة التي عززت خلال الفترة الماضية جهودها في مقارعة الاحتلال لتثبت له أننا أصحاب الأرض وسننتزع حقوقنا بأيدينا وليس بوعود زائفة من أمريكا".
 

المقاومة هي الخيار الأمثل وحديث بايدن لا قيمة له لدى المقاومة
 

من ناحيته، يقول الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف، إن "بيان القدس لم يحمل جديد للكيان الصهيوني أو للإدارة الأمريكية بل جاء ليؤكد على المواقف الأمريكية من الاحتلال وتوفير الحماية من المقاومة وبعث الاطمئنان في نفوس الصهاينة بعدما بدأوا يفقدوها بعد معركة سيف القدس والعمليات الفدائية من قبل المقاومة.
 

وأكد في حديث لـ«قدسنا»، على أن "المقاومة الفلسطينية لا علاقة لها بما يدور عن ما يسمى بحل الدولتين وحديث بايدن لا قيمة له لدى المقاومة التي تؤمن أن فلسطين لا تقبل القسمة وأن الاحتلال الصهيوني إلى زوال والمقاومة هي الوسيلة الوحدة لكنس الاحتلال عن فلسطين".
 


 

وأشار الصواف، إلى أن "حديث بايدن عن حل الدولتين يكذبه الواقع على الأرض وهو محاولة لإعطاء الصهاينة الوقت من أجل تنفيذ ما يسعون له من سيطرة كاملة على القدس والضفة الغربية لأن الاجراءات الصهيونية على أرض الواقع تقول لا لدولة فلسطينية بين البحر والنهر ودليل ذلك مصادرة الأراضي وبناء الاستيطان وشق الطرق وكل ذلك يحول بشكل عملي على قيام دولة فلسطينية، وفق اتفاق اوسلو ويجعل الفلسطينيين في معازل متفرقة يصعب التواصل بينها وهذا كله يحول بين ما يسمى حل الدولتين وفي النهاية ستكون الرؤية الصهيونية كأمر واقع هي المُنفذة على الأرض.
 

محاولة لزيادة الشرخ في المجتمع الفلسطيني
 

ورأى المحلل السياسي والمختص في الشأن الاسرائيلي شاكر شبات، أن تأكيد بايدن على التمسك بحل الدولتين بأنه محاولة لزيادة الشرخ في المجتمع الفلسطيني وكسب الوقت للصهاينة في ظل تصاعد العمليات الفدائية.



وأضاف في حديثه لـ«قدسنا»: أن "الشرخ السياسي في الساحة السياسية الفلسطينية موجود قبل الزيارة وبعدها، نتيجة وجود برنامجين سياسيين أحدهما قائم علي الاستمرار في نهج التسوية حتى وان كان هذا النهج وهما وسراب ومواقف سياسية أخرى تقول إن الصراع مع الاحتلال من خلال المقاومة هو الوسيلة الوحيدة لانتزاع الحقوق الوطنية الفلسطينية".

 

زيارة بايدن لم تحقق كل الطموحات الاسرائيلية
 

وحول مواقف المسؤولين الصهاينة بأن زيارة بايدن للمنطقة لم ترتقِ لحجم توقعاتهم أشار شبات، إلى أنه "رغم كل ما قدمه بايدن وانحيازه الواضح لإسرائيل في كل الملفات والإعلان عن التعاون العسكري والأمني والاقتصادي وخدمة إسرائيل في دمجها في المنطقة وتوسيع رقعة التطبيع إلا أن بعض الأصوات خرجت من إسرائيل تقول إن الزيارة ليست وفق الطموحات الإسرائيلية التي كانت ترغب بتبني بايدن للمقاربة الإسرائيلية في موضوع معالجة الملف النووي الايراني في المنطقة".