qodsna.ir qodsna.ir

عمليات "الداخل الفلسطيني" تُعيد رسم خارطة المقاومة الفلسطينية

بعد مرور تسع وعشرين عام علي التوقيع على اتفاقية أوسلو فتحت العمليات الاستشهادية الصراع مجددًا على مصرعيه مع الاحتلال ومستوطنيه من خلال العمليات الاستشهادية المُنفذة في عمق المدن الفلسطينية المحتلة، الأمر الذي زعزع الأمن والأمان الشخصي للإسرائيليين وبل وصل لحد التنبؤ بتصدع المنظومة الأمنية للبقاء الصهيوني.

 

وكالة القدس للأنباء(قدسنا) جوان محمود صالح- فلسطين المحتلة

بعد مرور تسع وعشرين عام علي التوقيع على اتفاقية أوسلو في 13 سبتمبر/أيلول 1993، بين السلطة الفلسطينية وحكومة الاحتلال، فتحت العمليات الاستشهادية الصراع مجددًا على مصرعيه مع الاحتلال ومستوطنيه من خلال العمليات الاستشهادية المُنفذة في عمق المدن الفلسطينية المحتلة، الأمر الذي زعزع الأمن والأمان الشخصي للإسرائيليين وبل وصل لحد التنبؤ بتصدع المنظومة الأمنية للبقاء الصهيوني.


جاءت العمليات لتُظهر تصدع النظرية والمنظومة الأمنية التي دأبت المؤسسة العسكرية الإسرائيلية لصقلها من خلال عملية "السور الواقي" التي تمثلت باجتياح الضفة الغربية في 29 مارس/آذار 2002، وقادها في حينه رئيس الوزراء أرييل شارون الذي أطلق بناء جدار الفصل العنصري، في محاولة لقمع الانتفاضة الثانية والقضاء على عمليات المقاومة، ومن أجل الفصل والانفصال عن الفلسطينيين؛ لتوفير الأمن والأمان للإسرائيليين. ولكنها تفشل امام صمود وإيمان الشعب الفلسطيني بحقه في طرد الاحتلال ونيل حريته بشتى الوسائل والإمكانيات رغم التضييق الأمني في الضفة الغريبة.

 

تصدع النظرية الأمنية
 

تحدث المختص في الشؤون الإسرائيلية مؤمن مقداد، عن الوضع النفسي عند الجيش الإسرائيلي والإسرائيليين في الفترة الحالية بعد موجة الحملات والعمليات الاستشهادية في جنين وغيرها من الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وقال مقداد خلال حديث لوكالة القدس للأنباء(قدسنا) "على صعيد الجنود، لاحظنا أن جيش الاحتلال في فترة العمليات عزز قواته بحوالي 25 كتيبة في الداخل المحتل والضفة الغربية، ورغم ذلك استمرت موجة العمليات والتي طالت أيضا قوات جيشه ومنها للقوات الخاصة مثلما قتل ضباط في جنين من وحدة اليمام".


وأضاف: "هذا الأمر أثّر كثيرًا على جنود الاحتلال بل وحتى عائلات الجنود أرسلت رسائل واضحة لقيادة جيش الاحتلال تدعوهم إلى ضرورة توفير الحماية لأبنائهم في ظل تصاعد وتيرة العمليات التي وصفت بأنها الأعنف والتي تشبه تلك العمليات التفجيرية التي كانت بداية الانتفاضة الثانية".
 

وأردف: "حسب التوقعات فإن ما يجري سيضاعف نسبة هروب المستوطنين من التجنيد في صفوف القوات البرية والهرب للتجنيد في قوات السايبر ووحدات الاستخبارات والوحدات الخدماتية و القوات البعيدة عن الصدام المباشر مع الفلسطينيين خاصة الفصائل العسكرية في قطاع غزة".
 

وأشار إلى أنه على صعيد المستوطنين هناك حالة صدمة وهلع كبير من قوة موجة العمليات واخترقاها الجبهة الداخلية للكيان، تتزامن أيضا مع حالة الخشية من فشل  قوات الاحتلال من كسر هذه الموجة رغم حالة التأهب والدفع بقوات مختلفة، كانت مشاهد قتل المستوطنين ودخول قوات خاصة لقلب المدن المحتلة ومشاهد حظر التجوال في تل ابيب وبني براك والسبع والعاد وغيرها بمثابة رعب للمستوطنين، في تقرير للقناة 13 العبرية والقناة 12 أيضا تحدثوا عن تراجع شعور المستوطنين بالأمن الشخصي، كما عبّرت نسبة كبيرة عن فقدان المستوطنين ثقتهم بالحكومة التي اعتبروها فشلت في التعامل مع القضايا الأمنية".
 

وأكد مقداد، أن الحالة المعنوية للفلسطينيين واضحة جدا، حيث هناك حالة نشوة وعزة كبيرة مع تصاعد قوة المقاومة خاصة في الضفة الغربية التي لطالما حاول الاحتلال حرف بوصلتها من خلال وعود زائفة وتصاريح عمل وغيرها، ورغم التنسيق الأمني ورغم كل جهود الاحتلال الأمنية لكبح المقاومة إلا أن تشكل خلايا مسلحة وتصدي المقاومين بشراسة أثار إعجاب الجمهور وأعاد ثقة الفلسطينيين بالمقاومة التي أكدت أن مواجهة الاحتلال لا تتم إلا بالخيار العسكري لأن الاحتلال لا يفهم إلا لغة القوة".
 

ونوه المختص في الشؤون الإسرائيلية، إلى أن الدعم الكامل الذي أعلنت عنه فصائل المقاومة في غزة واستعدادها لدعم أي جبهة قد يتفرد بها الاحتلال، ساهم في استمرار موجة العمليات لشعور المنفذين بأن هناك من يقف معهم ويُساندهم وهناك من يتعهد بإخراجهم من الأسر حال تم اعتقالهم من خلال صفقات الأسرى على سبيل المثال.
 

ولفت إلى أن الاحتلال يعتبر موجة العمليات جارية ولن تتوقف، وهو يُحاول كل يوم من خلال اعتقالات واسعة في الضفة الغربية لإبعاد ذلك اليوم الذي ستحدث فيه العملية التالية، لكن أمام الجمهور هناك قناعة تامة أن كل الإجراءات المتخذة حاليا لن توقف موجة العمليات.
 

وأضاف: "شاهدنا خلال الفترة الماضية إجراء مشاورات في الكيان لاستخدام المروحيات في جنين وما ذلك الا بمثابة اعلان ضمني بأن الاحتلال فشل فعليًا في صد العمليات وأن كل اجراءاته الأمنية لم تستطع وقف العمليات في ذروة الاستنفار الأمني.
 

المختص في الشأن الصهيوني أوضح أن بعد عملية سيف القدس خرجت القناة 14 العبرية (كانت حينها باسم القناة 20) بتقرير حول تعامل الأمريكيين مع اليهود والإسرائيليين عمومًا المتواجدين هناك، فوجدت أن هناك ازدياد كبير في نسبة نبذ المستوطنين وربطوا ذلك بالأحداث في الأراضي الفلسطينية".
 

وأشار إلى أن المشاهد كانت واضحة في بريطانيا عندما طرد الجمهور سفيرة الاحتلال تسيبي حوتبولي من إحدى الجامعات ورددوا شعارات مُناهضة للاحتلال ومساندة للفلسطينيين وكان ذلك بسبب تردي صورة الاحتلال أمام الجمهور الغربي ما يُثبت أن الاحتلال رغم جهود إلا انه يخسر يومًا بعد يم الدعم الذي قد ينعكس على دعم الدول له سياسيًا وأمنيًا إذا أصبح الاحتلال عَالة على العالم.
 

في ظل العمليات في الأراضي المحتلة يتسأل المستوطنين (إلى متى ؟)
 

يقول المختص في الشأن الاسرائيلي عماد أبو عواد: إن "الحالة النفسية للجيش الاسرائيلي مرتبطة بعدة عوامل العامل الأول هو التهيئة النفسية في الشارع الاسرائيلي ومن عائلات الجنود إننا لا نريد سقوط قتلى من أبنائنا أدى لوجود نوعًا من الحرص الكبير على عدم الدخول في مواجهات مباشرة وحروب برية قد تؤدي بشكل أو بأخر إلى أزمات يعيشها المجتمع الإسرائيلي ومن هنا في ظل الموجات العمليات الأخيرة ومقتل الكثير من المستوطنين والجنود هذا ينعكس سلبًا على الجنود وأهاليهم وفي ظل هذه التهيئة النفسية أعتقد تنهز المعنويات وخاصة لم يستطيعوا إيجاد حلول لهذه القضية .
 

ولفت عواد إلى أن الإحتلال أمام حالة مقاومة مستمرة منذ سنوات طويلة وبالتالي عدم وجود الحلول ستبقى تعيش في الدوامة والسؤال الذى يطرحه الجمهور الاسرائيلي في ظل هذه العمليات ( إلى متى ؟) ومسالة طرح هذا السؤال تعني وجود أزمة مرتبطة بالمعنويات وعلى النقيض من ذلك  الشارع الفلسطيني معنوياته مرتفعة لأنه عمليا يرى أنه بات يحصد ثمار مقاومته 74 عامًا وهو يمتلك مقاومة قوية في قطاع غزة ولديه احتلال بات يشعر بالهزيمة ولديه قدرة على مقارعة الاحتلال ولديه وحدة خلف المقاومة بشكل أو باخر الأمر الذي يرفع المعنويات لدى الشارع الفلسطيني في ظل سلسلة العلميات التي ساهمت بشكل او باخر فيما يعرف "هلهلة" المنظوم الأمنية الإسرائيلية.
 

الفلسطينيون يرفضون الاحتلال
 

وأكد شاكر شبات المختص في الشأن الاسرائيلي " بأن الذي كان من توهم القوة لدى الاحتلال الاسرائيلي  ليس هو واقع الحال اليوم، فلقد أثبت الفلسطيني أنه يرفض الاحتلال والتعليم معه وأظهر إصرارا واضحًا بأنه يخوض معركة التحرر والاستقلال وليست معركة تحسين شروط الحياة تحت سيطرة الاحتلال ، فقد تجلي هذا الأمر بوجود مقاومة عملت رغم كل ما أحاط بها من مخاطر ورغم الأثمان التي دفعتها علي طريق تراكم القوة عملت علي انتزاع دورها وحضورها في التشكيك بقدرة الاحتلال علي الاستمرار بالاحتلال دون أن يدفع الثمن . إضافة إلي عامل التغيير الديمغرافي الذي بات القنبلة التي ستنفجر في وجه الاحتلال الذي اعتقد من خلال سن قوانين عنصرية بان دولته ستكون دولة اليهود دولة صافية من الفلسطيني الذي ليس امامه الا القبول بالفتات الذي يمنحه الاحتلال لهم .
 

وأشار شبات إلى أن " قادة الاحتلال في الآونة الأخيرة من عسكريين وسياسيين تحدثوا عن مخاطر حقيقية تواجه دولتهم المزعومة، حيث أعرب رئيس الوزراء الأسبق إيهود براك عن خشيته من بقاء الدولة عندما بلوغ عامها الثمانين، وكذلك عبّر وزير الحرب الحالي بيني غانتس عن خشيته من انحصار حدود دولتهم ما بين مدينة جديرا والخضيرة أي في منطقة الوسط، الكثير من الكتاب والصحفيين المهتمين والمطلعين على تطورات الصراع أبدوا خشيتهم على بقاء الدولة نتيجة لانبثاق الفلسطيني الجديد الفلسطيني الذي أنشأ مقاومة ترفض الإحتلال وتُصِرْ على مراكمة القوة لانتزاع الحقوق الوطنية والأهم انخراط فلسطيني ال ٤٨م الذين اعتقدت اسرائيل أنهم اندمجوا في الدولة ومؤسساتها، معتبرًا انخراط هذه الشريحة المهمة من الشعب الفلسطيني في معركة التحرر والاستقلال كقوة إضافية للفلسطينيين في غزه والضفة والقدس زاد من نسبة المخاطر التي تواجه دولة الاحتلال .
 

ومضي يقول: هذا الواقع الجديد الذي بات محل نقاش جدي في أروقة دولة الاحتلال على المستوي الرسمي والاجتماعي ترك اثارًا على الجانب الآخر للمتراس على الجانب الفلسطيني الشعبي والرسمي ممثلًا بالمقاومة واذرعها العسكرية بأن عملهم وتضحياتهم  بدأت في جني ثمار الانتصار وهزيمة الاحتلال.
 

المقاومة بكافة أشكالها حق مشروع
 

قال الصحفي أسعد البيروتي: إن "دولة الاحتلال وقُطعان المستوطنين باتوا يعيشون خوفًا مركبًا، لأن أي جولة تصعيد قادمة سيكونون كبش الفداء لغباء حكومتهم التي لا تُراعي إلا مصالحها السياسية فقط، مضيفًا، الاحتلال يعلم جيدًا أن ما بعد سيف القدس لن يكون كما سبقه، لأن أي مواجهة مع الاحتلال ستحظى بتدخل تحالف محور المقاومة الذي سيقلب المعادلة رأسًا على عقب".
 

أما المواطن أحمد فيقول: "نؤيد كافة اشكال العمل النضالي تجاه المحتل الذي احتل ارضنا وحق شعبنا بكل الوسائل سواء بالعمليات الفدائية. أو المسيرات او العمل المسلح".
 

ويشير الاعلامي باسل أبو حسان ، إلى أن الجميع يُؤيد وبشدة العمليات التي يقوم بها الشباب الفلسطيني ضد المحتل وممارساته من اقتحامات واعدام بدم بارد والتنكيل بأهالينا واقتحامات المسجد الأقصي، لنا الحق بالدفاع عن انفسنا من خلال الطعن والدهس اطلاق صواريخ كل من فعل اتجاه ردة فعل تكفله الشرائع طالما هناك احتلال فلابد من وجود مقاومة ونحن مستمرون في الكفاح".
 

وأعرب الناشط جلال عن تأييده كل اشكال العمل النضالي ضد المحتل الجبان الذي قتل ابنائنا ونسائنا  وشبابنا وشيوخنا و كان سبب النكبة ونؤيد حق شعبنا بالمقاومة من خلال العمليات الفدائية.
 

الاحتلال يتكبد الخسائر
 

أظهر تقرير صادر عن مركز معلومات فلسطين "معطى"، تصاعدًا كبيرًا وملحوظا في المواجهات مع الاحتلال الإسرائيلي، وتزايدا بالعمليات الفدائية، والتصدي لاقتحام مدن وقرى الضفة الغربية، حيث نفذ منذ مطلع العام 2022 العديد من العمليات البطولية النوعية في الضفة والأراضي المحتلة عام 1948، أوقعت خسائر كبيرة في صفوف جنود الاحتلال والمستوطنين، بين قتيل وجريح، مقارنة بالسنوات ماضية.
 

فيما يلي جدول يوضح عدد العمليات الاستشهادية في الضفة الغربية والأراضي المحتلة منذ مطلع العالم 2020:

 

2022

54 شهيداً فلسطيناً

16 قتيلاً إسرائيلياً

 

شباط / فبراير

 

6 شهداء فلسطينيين

 

719 جريحاً فلسطينياً

 

835 عملاً مقاوماً

 

                  27 جريحا إسرائيلياً ومستوطناً

 

14 منهم في القدس المحتلة

 

كانون 2 / يناير

 

5 شهداء فلسطينيين

13 قتيلاً إسرائيلياً

623 عملاً مقاوماً في الضفة

15 عملية في نابلس

28 إطلاق نار على الإحتلال

1 عملية دهس

2 محاولتي طعن

3 عمليات زرع وإلقاء عبوات ناسفة

4 عمليات حرق منشأت وآليات عسكرية

209 مواجهة مباشرة

90 عملية تصد لإعتداءات المستوطنين

 

نيسان / ابريل

 

23 شهيدا فلسطينيا

 

1623 جريحا فلسطينيا

 

4 قتلى إسرائيليين

 

56 جريحا إسرائيليا

 

آذار / مارس

 

20 شهيدا فلسطينيا

 

612 جريحا فلسطينيا

 

12 قتيلا اسرائيليا

 

64 جريحا اسرائيليا

 

 

 

 

 

 

 

مجموع العمليات التي رصدت خلال الشهر

 

1510

 

بين عمليات اطلاق نار واشتباك مسلح مع قوات الاحتلال.

 

 

مجموع العمليات التي رصدت خلال الشهر

 

                           821 عملا مقاوما

 

52 عملية اطلاق نار واشتباك مسلح

 

25 منها وقعت في جنين