السبت 20 محرم 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

قائد الثورة: يوم القدس هذا العام ينبئ عن معادلة جديدة في المنطقة

أكد قائد الثورة الاسلامية سماحة أية الله السيد علي الخامنئي ان في يوم القدس هذا العام كل شيء ينبئ عن معادلة جديدة في المنطقة، موضحا ان فلسطين بأجمعها قد تحولت إلى مسار المقاومة.

وكالة القدس للأنباء، (قدسنا) أكد قائد الثورة الاسلامية سماحة أية الله السيد علي الخامنئي ان في يوم القدس هذا العام كل شيء ينبئ عن معادلة جديدة في المنطقة، موضحا ان فلسطين بأجمعها قد تحولت إلى مسار المقاومة.

 

وفي كلمة متلفزة مباشرة  باللغة العربية وجهها عصر اليوم الجمعة بمناسبة يوم القدس العالمي إلى العرب عموماً والفلسطينيين خصوصاً، ذكر قائد الثورة الاسلامية آية الله العظمى الامام السيد علي الخامنئي أن الاستِطلاعاتُ تُشيرُ إلى أن سبعين بالمئة من الفلسطينيين تقريباً يطالبون قادةَ فلسطين بمواجهةٍ عسكريةٍ تجاهَ الكيانِ الغاصب، مشيراً إلى أنها ظاهرةٌ مهمة وتعني جُهُوزيّةَ الفلسطينيين كلّهِم لمواجهة الكيان الغاصب.

 

وفيما يلي النص الكامل لخطاب الإمام الخامنئي:

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الخلق وأشرف البرية سيدنا محمد المصطفى خاتم المرسلين وعلى آله الطاهرين وصحبه المنتجبين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

 

السلام على جميع أبناء أمّتنا رجالاً ونساءً في أرجاء العالم.. السلام على شباب العالم الإسلامي.. السلام على الشباب الشجعان والغيارى الفلسطينيين وعلى جميع أبناء فلسطين.

 

حلّ مرّة أخرى يومُ القدس.. القدسُ الشريف يوجِّه دعوتَه إلى جميع المسلمين في العالم. في الواقع ما دامَ الكيانُ الغاصِبُ والمجرم الصهيوني يسيطر على القدس، فإنّ أيامَ السنةِ كلَّها يجبُ أن نَعتبرها يومَ القدس. القدسُ الشريفُ قلبُ فلسطين، وكلُّ الأرض المغتصبة من البحرِ إلى النهر، هي امتدادٌ للقدس. الشعبُ الفلسطيني في كل يوم يُبدي أكثرَ مما مضى صمودَهُ بشهامة قلَّ لها نظير، ويقفُ بوجهِ الظلم، وسيظلُّ في هذا الوقوفِ الصامد. الشبابُ – بما يقومونَ به من عملياتِ تضحية – قد أصبحوا دِرعاً دفاعياً لفلسطين، ويبشّرون بالواعِدِ من المستقبل.

 

يمرُّ يومُ القدس علينا هذا العام وكلُّ شيءٍ يُنبِّئُ بمعادلةٍ جديدة لفلسطين في يومِها وغدِها.

 

" الإرادة التي لا تنكسر" في الساحةِ الفلسطينية وفي جميعِ منطقةِ غربِ آسيا تحلُّ محلَّ ما سُمّيَ "الجيشَ الذي لا يُقهَر" للصهاينة. لقد بات ذلك الجيشُ المجرمُ مضطراً إلى أن يُبدِّل اصطفافَه الهجومي إلى دفاعي.

 

اليوم، وفي الساحة السياسية نرى أهمَّ داعمٍ للكيان الغاصب، أعني أميركا، يعاني من هزائمَ متلاحقة.. هزيمةٍ في حربِ أفغانستان.. وهزيمةٍ في مُمارسةِ الضّغوط القُصوى على إيران الإسلام.. وهزيمةٍ أمام القوى الآسيوية.. وهزيمةِ التحكُّمِ بالاقتصاد العالمي.. وهزيمةٍ في إدارته الداخلية وظهورِ التصَدّعِ العميق في هذه الإدارة.

 

الكيانُ الغاصِبُ يَتَخَبّطُ في الساحة السياسية والعسكرية داخلَ شبكةٍ مُعقّدةٍ من المشاكل. الجلّادُ والمجرمُ السابقُ الذي كان على رأس ذلك الكيان قد أُلقيَ بعد مَلْحمةِ سيفِ القدس في المزبلة، والذين حَلّوا محلَّه أيضاً هم في انتظارِ سيفٍ قاطعٍ لملحمةٍ أخرى.

 

الكيانُ الصهيوني جنَّ جنونه أمامَ الحِراكِ في جِنين. بينما عَمَدَ هذا الكيانُ الغاصبُ قبلَ عشرين عاماً إلى قتلِ مائتي فلسطينيّ في مُخيّم جِنين مقابلَ مقتلِ عددٍ من الصهاينة في نهاريا ظانّاً أنّ مسألة جِنين قد قُضيَ عليها إلى الأبد.

 

الاستِطلاعاتُ تُشيرُ إلى أن سبعين بالمائة من الفلسطينيين تقريباً في أراضي 48 و 67، وفي مخيّمات الشتات يطالبون قادة فلسطين بمواجهةٍ عسكريةٍ تجاهَ الكيانِ الغاصب. هذه ظاهرةٌ هامةٌ، إذ تعني جُهُوزيّةَ الفلسطينيين بشكل كامل لمواجهة الكيان الغاصب، وتعني إعطاءَ الضوءَ الأخضرَ الجماهيري للفصائلِ المجاهدة لِأنْ تُمارسَ دورها متى ما رأت الوقتَ يَستَلزِمُ ذلك.

 

الحِراكُ الجهادي للشعبِ الفلسطيني في القطاعين الشمالي والجنوبي لأراضي 48، ومُتَزامِناً مع ذلك خروجُ المسيراتِ الضخمةِ في الأردن والقدس الشرقية، والدفاعُ البطولي للشباب الفلسطيني عن المسجد الأقصى، والمناورات العسكرية في غزّة.. كلها تشير إلى أنّ فلسطين بأجمعِها قد تبدّلت إلى مسرحٍ للمقاومة. الشعبُ الفلسطيني الآن قد توحّدت كلمتُهُ بشأن مواصلةِ الجهاد.

 

هذه الأحداث، وما شَهِدتهُ الساحة الفلسطينية في السنوات الأخيرة، قد ألغَت جميعَ مشاريعِ التسوية مع العدوّ الصهيوني. إذ لا يمكن تنفيذُ أيِّ مشروعٍ بشأن فلسطين في غيابِ أصحابها أي الفلسطينيين، أو في تَعارُضٍ مع وجهة نظرهم. وهذا يعني بُطلانَ جميعِ الاتفاقياتِ السابقة مثل أوسلو، وحَلِّ الدولتين، أو صَفْقَةِ القرن، أو التطبيع المذلّ الأخير.

 

الكيانُ الصهيوني، مع أنّ قُواهُ خائرة، لا يزال يُواصلُ جرائمَهُ، ويُشهِرُ السلاحَ بوجه المظلومين، ويقتل النساءَ والأطفالَ والعُزّلَ من الشيوخ والشباب، يزجُّ في السجون، ويمارسُ التعذيب، ويهدم البيوت، ويُبيدُ المزارعَ والـمُمتلكات.

 

الدجّالونَ من أدعياءِ حقوقِ الإنسان في أوربا وأميركا الذين يَملأون الأجواءَ بالضجيجِ تجاهَ قضيةِ أوكرانيا تَراهُم قد خُتِمَ على أفواهِهم تجاهَ كلّ هذه الجرائم في فلسطين، فلا يدافعون عن المظلوم، بل يُغدقون على الذئب المفترس بالمساعدات.

 

هذا درسٌ كبير. في قضايا العالم الإسلامي وعلى رأسها القضيةُ الفلسطينيةُ لا يمكنُ الاعتمادُ على هذه القوى العنصرية المعاندة، ولا ينبغي ذلك.

 

قوةُ المقاومةِ المستَلهَمَةُ من تعاليم القرآن الكريم وأحكامِ الإسلامِ العزيز هي وحدَها القادرةُ على حلّ مسائلِ العالم الإسلامي وعلى رأسها المسألةُ الفلسطينية.

 

تَبلوُرُ تيار المقاومةِ في منطقةِ غربِ آسيا في العقود الأخيرة كان أكثرُ الظواهر بركةً في المنطقة. قامةُ المقاومةِ كانت هي التي طَهّرت الجزءَ اللبناني الـمُحتلّ من رجسِ وجودِ الصهاينة، وأخرجت العراقَ من حُلقوم أميركا، وأنقذت العراق من شر داعش، وزوّدت بالمددِ المدافعين السوريين مقابلَ مخططاتِ أميركا. المقاومةُ تكافِحُ الإرهابَ العالمي، وتساعدُ الشعبَ المقاومَ اليمني في الحرب المفروضةِ عليه، وتصارعُ الوجود الغاصِبَ الصهيوني في فلسطين، وسَتُطِيحُ به بتوفيق الله تعالى، وبجهودِها وجهادِها تجعلُ مسألةَ القدسِ وفلسطينَ بارزةً أكثرَ فأكثر في أوساطِ الرأي العامِ العالمي.

 

أنتم يا أبناء فلسطين، وأنتم أيها الشباب الـمُضحّون في الضّفّة الغربية وفي أراضي 48، أنتم أيها المناضلون في مخيّم جِنين، وأنتم أيها الساكنون في المخيمات الفلسطينية في الشتات.. أنتم تشكّلون القسمَ الأهمَّ والأكثرَ حساسيةً وريادة في جسد المقاومة. فاعلموا:

 

إنّ اللهَ يُدافِعُ عَن الذينَ آمنوا.

 

ولئنْ صَبَرتُم لهوَ خَيْرٌ للصّابرينَ.

 

وإنْ تَصْبِروا وتتّقوا فإنّ ذلكَ مِن عَزْمِ الأمور.

 

وسلامٌ عليكم بما صَبرتم فنِعمَ عُقبى الدّار.

 

الجمهوريةُ الإسلاميةُ الإيرانيةُ داعمٌ ومُساندٌ لجبهةِ المقاومةِ، داعمٌ ومساندٌ للمقاومة الفلسطينية، لقد قلنا ذلك مراراً وعملنا بما نقول، وعلى ذلك نحنُ مُصِرُّون.

 

نحن ندينُ التوجّهَ الخيانيَّ للتطبيع. نُدين ظاهرةَ "قابليةِ التطبيع" وما قالته بعضُ الحكوماتِ العربيةِ لأميركا بضرورةِ التعجيلِ في تصفيةِ المسألة الفلسطينية. إذا كان قصدُها إزالةَ كلِّ مانعٍ على طريقِ تثبيتِ الكيان الغاصِب، فإنهم أولاً قد ارتكبوا خيانةً وجرّوا العارَ على العالم العربي، وثانياً إنهم قد مارسوا سَذاجَةً ما بعدها سذاجة، لأنّ الأعمى – كما قيل – لا يستطيع أن يقود أعمى.

 

في الخاتمة أبعثُ بتحياتي إلى أرواح شهداء فلسطين، وأقفُ إجلالاً أمامَ عوائلهم الصامدة، وأحيّي الأسرى الفلسطينيين الصامدين بإرادةٍ قويّة في سجونِ الاحتلالِ، وأشُدُّ على يدِ الفَصائلِ الفلسطينية المقاومة التي تنهضُ بالقسم الأكبر من هذه المسؤولية، وأدعو العالم الإسلامي وخاصةً جِيلَ الشباب إلى التواجُدِ في ساحاتِ العزّةِ والكرامة.

 

وآخر دعوانا أن الحمدُ لله ربّ العالمين

 

 




محتوى ذات صلة

رئيس تحرير جريدة "المستقبل" العراقية لـ "قدسنا ":

ترامب وبايدن هما من نفس المحتوى الفكري التي تغذيه الماسونية الصهيونية
رئيس تحرير جريدة "المستقبل" العراقية لـ "قدسنا ":

ترامب وبايدن هما من نفس المحتوى الفكري التي تغذيه الماسونية الصهيونية

أكد رئيس تحرير جريدة "المستقبل" العراقية "علي الدراجي" في حديث لوكالة القدس للأنباء (قدسنا) ان بايدن و ترامب هما من نفس المحتوى الفكري التي تغذيه الماسونية الصهيونية.

|

مواقف مرشحي إنتخابات الرئاسة الايرانية من فلسطين ومحور المقاومة

مواقف مرشحي إنتخابات الرئاسة الايرانية من فلسطين ومحور المقاومة

تجري الاستعدادات في إيران للانتخابات الرئاسية الرابعة عشرة المقرر اجراؤها يوم الجمعة المقبل. ويتهيأ الناخبون للمشاركة في هذه الانتخابات وسط تواصل الحملات الدعائية التي ركزت على المشاركة في الانتخابات وحلحلة مشاكل البلاد وأهمها الاقتصادية، بالاضافة الى القضايا الاقليمية ...

|

خلال استقباله نبيه بري..

قائد الثورة: خوض لبنان في قضايا فلسطين وغزة الأخيرة كان له الأثر العميق
خلال استقباله نبيه بري..

قائد الثورة: خوض لبنان في قضايا فلسطين وغزة الأخيرة كان له الأثر العميق

أعرب قائد الثورة الاسلامية اية الله السيد علي خامنئي، لدى استقباله رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري عن امتنانه لتعاطف لبنان حكومة وشعبا بالحادث المرير الذي أودى بحياة رئيس الجمهورية ورفاقه وقال: ان اعلان الحداد العام في لبنان مؤشر على المواكبة الكاملة بين البلدين ، و ...

|

المستعمل تعليقات

الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
  1. المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية: الاجتماع الأخير للفصائل الفلسطينية في بكين خطوة في المسار الصحيح
  2. قيادي بحماس يكشف عن وجود تنسيق وتعاون ونقل خبرات بين فصائل المقاومة
  3. تحت شعار (انتصارا لغزة.. ماضون في المرحلة الخامسة من التصعيد).. مسيرات مليونية تجوب شوارع محافظة "صعدة" اليمنية
  4. مدير مكتب الإعلام الحكومي في غزة: لا مناطق آمنة في غزة والعدو الإسرائيلي يرتكب أكبر الجرائم
  5. بزشكيان معلقا على تصفيق نواب الكونغرس لنتنياهو: التصفيق للمجرم لا يمكن أن يطهره من دماء الأبرياء والاطفال
  6. قائد حركة انصار الله : الرد على العدوان الإسرائيلي آتٍ وعملياتنا مستمرة لدعم فلسطين
  7. نواب ديمقراطيون يهاجمون نتنياهو: كاذب قام بحملة ترويجية.. وملأ مقاعد فارغة في الكونغرس
  8. احتجاجات ضخمة ضد نتنياهو في واشنطن
  9. الخبير في الشأن اليمني "رضا ميرابيان" في حديث مع "قدسنا": الهجوم على اليمن سيعرض وجود الكيان الصهيوني للخطر
  10. ردا على رسالة تهنئة النخالة الرئيس بزشكيان: ايران حكومة وشعبا تدعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني
  11. الخارجية الايرانية تطالب بمنع "قتلة الأطفال" من المشاركة في أولمبياد باريس
  12. ردا على المجازر الصهيونية في غزة.. المقاومة العراقية تضرب هدفاً حيوياً للعدو الصهيوني في أم الرشراش
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)