qodsna.ir qodsna.ir
خبراء و محللون سياسيون لـ«قدسنا»:

التحركات الإسرائيلية المناهضة لإيران تؤكد الدور الاقليمي المركزي لطهران باعتبارها قوة كبيرة في مواجهة المخططات الاستعمارية التوسعية

كيان الاحتلال يسعي إلى منع إيران من مواصلة برنامجها النووي السلمي والنَيل من قدرتها على دعم المقاومة في كل مكان ولكن في ظل تنامي القوة الايرانية والالتفاف الشعبي وتقديرات الخبراء أصبحت المعادلة صعبة وربما خاسرة بحسب ما يرى محللون ومختصون بهذا الشأن.

وكالة القدس للأنباء(قدسنا) جوان محمود صالح- فلسطين المحتلة:
 

الحرب بين الكيان الصهيوني وإيران هي صراعٌ مستمر وغير مباشر بين الدولة المارقة والجمهورية الاسلامية، فيتمحور الصراع حول النضال السياسي للقيادة الإيرانية ضد إسرائيل التي تهدف "الأخيرة" من خلاله إلى منع إيران من مواصلة برنامجها النووي السلمي والنَيل من قدرتها على دعم المقاومة في كل مكان والعمل مِن خِلال حلفائها الدوليين على فرض طوق من الحصار السياسي والاقتصادي على الجمهورية الاسلامية ولكن في ظل تنامي القوة الايرانية والالتفاف الشعبي وتقديرات الخبراء أصبحت المعادلة صعبة وربما خاسرة بحسب ما يرى محللون ومختصون بهذا الشأن.
 

إسرائيل تريد إبقاء المنطقة والاقليم بأسره في توترٍ وتحت تهديد مزعوم مِن قِبل ايران
 

يقول الكاتب والمحلل السياسي والخبير في الشأن الإسرائيلي، د . هاني العقاد: إن " إسرائيل لا تُريد للعالم حَل المسألة الإيرانية في فيينا بالطُرق السلمية، فهي دولةُ حرب زُرعت بالمنطقة لممارسة الحرب، حيث تعتبر مواجهة ايران عسكريًا يصب في مصلحة التوازن الاستراتيجي العسكري لصالحها لأن إسرائيل تريد إبقاء المنطقة والاقليم بأسره في توترٍ وتحت تهديد مزعوم مِن قِبل ايران ليُتاح لها تشكيل حِلف عسكري على غرار حِلف الناتو  بالمنطقة تحت قيادتها، كونها تبيع السلاح لهذا الحِلف وبالتالي تصبح إسرائيل دولة عظمى بالمنطقة."


وأضاف العقاد خلال تصريحاتٍ لـ«قدسنا»: "إسرائيل تخشى أن تُصبح إيران دولة عظمى تُهدد مصالحها في الإقليم وتحد من حركتها العسكرية والتجارية والأمنية والاستراتيجية بكافة دول الإقليم.

 

وعن أسباب التحركات الإسرائيلية ضد البرنامج النووي السلمي الإيراني، أكد العقاد: "أن إسرائيل تعتبر حصول ايران على السلاح النووي سيردع أي دولة تُحاول التحرش بإيران في المنطقة، حيث تري أن مضي إيران ببرنامجها النووي سيمكنها مِن فرض قواعد بشأن العلاقة مع الدول الخليجية علي الأقل".

ويتابع: "من ناحيةٍ أخرى، فإسرائيل تخشى من صناعة ايران تحالفات تابعة لها في المنطقة عبر دعم المقاومة الفلسطينية واللبنانية، تستخدمها في أي مواجهة مع إسرائيل وهو ما يعني فتح أكثر من جبهة مع اسرائيل إذا ما نشب صراع عسكري مستقبلًا.

 

ويرى العقاد أن "ايران تلعب دورًا محوريًا بالإقليم وهذا سيؤثر في المستقبل على أي عملية سلام قادمة  لحل الصراع وإنهائه.

لكن إسرائيل في ذات الوقت لا تُريد لهذا الدور المحوري التلاشي، والاّ لسحقت المقاومة الفلسطينية في مهدها وأغلقت كافة طرق الامداد اللوجستي لها, لكنها تُريده بمستوى معين تستطيع السيطرة عليه وادارته  لمصلحتها كما يحدث الان, كون أي تعاظم للقُوى العسكرية يعتبر تهديدًا استراتيجيًا لإسرائيل,

 

ويري العقاد أن كيان الاحتلال يريد إدارة الصراع في المنطقة بمساعدة الوسطاء و هذا له فائدة لإسرائيل وهي إبقاء العديد من دول الإقليم أسواق مفتوحة لشراء التكنولوجيا الحربية الإسرائيلية، لتعود بمليارات الدولارات لخزينتها.

 

"إسرائيل" تسعى لتكون القوة الوحيدة المتفردة في منطقة "الشرق الأوسط" دون منافسين أقوياء كإيران


من جهته قال أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية ورئيس تحرير بوابة ومجلة الهدف، د. أسامة الفقعاوي " لا شك أن إيران قامت – وما تزال - بدور كبير في دعم الشعب الفلسطيني ومقاومته ماديًا ولوجستيًا وماليًا ومعنويًا، وهو نهجٌ ثابت عند الجمهورية الإيرانية تجاه الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية، وموقف إيران له أبعاده العقائدية والإقليمية، وهو ما يتطلب منّا كفلسطينيين إجادة بناء التحالفات مع الدول والقوى الصديقة والحليفة لنضالنا الوطني، وتدعيم ركائز هذا التحالف المبني على مواجهة ومقاومة المشروع الأمريكي الصهيوني في المنطقة والهادف إلى إطالة أمد السيطرة عليها ونهب خيراتها واستعباد شعوبها.


وأضاف الفقعاوي: أن الدعم الإيراني المتواصل مُقّدر بشكل كبير عند الشعب الفلسطيني وقُوى المقاومة التي ما تزال على قيد المشروع الوطني التحرري.


وأضاف في حديثة لوكالة القدس للأنباء، أن " تخوف العدو الإسرائيلي من تعاظم قوة إيران، يعتبر في أحد جوانبه موقفها من القضية الفلسطينية ودعمها للمقاومة ورفضها لوجود "إسرائيل" في قلب المنطقة، إلى جانب أن العدو الإسرائيلي، ما زال يسعى لأن يكون القوة الوحيدة المتفردة في منطقة "الشرق الأوسط" دون منافسين أقوياء ومعادين لوجوده أيضًا.


وعن أسباب التحركات الإسرائيلية ضد البرنامج النووي السلمي الإيراني، قال الفقعاوي، إن تعاظم قدرات وإمكانات إيران الاقتصادية والعسكرية وامتلاكها لقدرات نووية وتعزيز مكانتها الإقليمية يُمثّل تهديدًا وجوديًا لهذا العدو، الذي يعرف أكثر من غيره أن وجوده في قلب المنطقة طارئ عليها ولن يَدوم.


وتابع" إذا عدنا قليلًا للوراء إلى مَا قَبل الثورة الإيرانية نهاية سبعينيات القرن الماضي، سنجد أن علاقات العدو الإسرائيلي مع إيران فترة حكم الشاه، كانت متميزة على كافة الصُعد، كون إيران وشاهها حينها، من أقرب حلفاء أمريكا وإسرائيل، حيث كانت إيران ليس أكثر من "حارس أمن أو شرطي" عندهما، لكن ما إن قامت الثورة الإيرانية وأعلنت عدائها لأمريكا وإسرائيل وأكدت وقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني ونضاله من أجل نيل حريته واستقلاله، تم معاداتها مِن قِبلهما، وبدأ الحصار والعقوبات واغتيال علمائها وقادتها والتهديدات العسكرية ضدها، وهنا يتضح حجم المخاوف الأمريكية الإسرائيلية من دور إيران المُتَعَاظِم كما قوى المقاومة ككل.

 

إيران تُواجه المخططات الاستعمارية التوسعية
 

أما الكاتب والمحلل السياسي، طلال عوكل فيشير إلى " أن الحديث عن المقاومة  والدعم الذي تتلقاه لا يبدأ من مرحلة اوسلو حيث طالما المقاومة تلقت دعمًا كبيرًا من قِبل بعض الدول العربية والدولية وهو ما يعني أن المقاومة والقضية بحُكم طبيعتها ستجد من يُقدم لها الدعم، إضافة إلى أن شعبنا مبدع وكان سيجد
كافة الوسائل لتطوير أشكال مقاومة فعّالة ولم يكن ممكنًا ضَعفْ المقاومة بسبب نقص الدعم.


وأوضح "أن اسرائيل صاحبة مشروع استعماري توسعي يتجاوز حدود فلسطين، حيث ترغب في الهيمنة على المنطقة ولذلك تحاول منع أي دولة أو قوة من امتلاك قدرات تَعرقل مخططاتها حتى لو كانت حليفةً لـ"إسرائيل" باعتبارها دولة مارقة.


وعن أسباب التحركات الإسرائيلية ضد البرنامج النووي السلمي الإيراني والسعي للتأثير علي المفاوضات الجارية في فيينا، بين " أن اسرائيل تُريد مفاوضات ينتج عنها تكبيل إيران عسكريًا واقتصاديًا ومحاصرة وجودها ودورها في الاقليم وذلك يعني انجازًا كبيرًا وإلاّ فستظل تُهدد بعمل منفرد باعتبارها ليست طرفًا في المفاوضات الأمر الذي يؤكد الدور الاقليمي المركزي لإيران باعتبارها قوة كبيرة في مواجهة المخططات الاستعمارية التوسعية.


إيران تُشكّل رأس الحربة في مواجهة المشروع الصهيوني التوسعي في المنطقة
 

من جانبه يقول الكاتب والمحلل السياسي شاكر شبات: " في الحقيقة الدعم الإيراني لفصائل المقاومة واضحًا وجليًا، كونّ الواقع والميدان يُؤكدان ذلك، الدعم الإيراني لفصائل المقاومة يأتي مِن خِلال قناة الدعم العسكري للأجنحة العسكرية لفصائل المقاومة والتي بفضل هذا الدعم طوّرت إمكانياتها وأدواتها العسكرية وقد تجلى ذلك في المواجهات التي اشتعلت بين المقاومة والاحتلال.


وأكد شبات أن الدعم الإيراني لم يتوقف ولم يُقتَصر على الوسائل القتالية فقط بل شمل تدريب العنصر البشري في كل المجالات، مثل التدريب على السلاح وتطويره وخطط وإدارة العمليات، وهو ما يدفعنا للتأكيد على الدعم الإيراني مَكّنْ فصائل المقاومة من ردع جيش الاحتلال ومنعه من استباحة الأراضي الفلسطينية وقلب معادلات الاشتباك.


وتابع: نتيجة لهذا الدعم، استطاعت المقاومة الانتقال من العمل المحدود إلى توسيع عملياتها حتى وصلت إلي قصف المدن وما هو أبعد من المستوطنات المحيطة بغزة كتل أبيب والقدس المحتلة، وهو ما يُشير إلى أن الدعم الإيراني للمقاومة غيَّرْ المعادلات العسكرية والسياسية .


وأوضح خلال تصريحاتٍ لـقدسنا " القلق الإسرائيلي من تعاظم قوة إيران يأتي من منطلق أن إيران تُشكّل رأس الحربة في مواجهة المشروع الصهيوني التوسعي في المنطقة، ولمواجهة هذا المشروع الاحتلالي ارتبطت إيران بعلاقاتٍ قوية مع قوى وأحزاب وفصائل تتقاطع معها في معاداة هذا المشروع، حيث أن لإيران علاقات مع فصائل المقاومة الفلسطينية من جانب وحليف استراتيجي لحزب الله الذي يُرابط علي الحدود الشمالية اللبنانية - الفلسطينية، علاوةً على العلاقات الايرانية مع دول الاقليم التي تُثير القلق بل الرعب عند صناع القرار في دولة الاحتلال.


وعن التحركات الإسرائيلية ضد البرنامج النووي السلمي الإيراني أكد شبات قائلا: " بالتأكيد التحركات الإسرائيلية تنطلق من مبدأ أن تعاظم قوة إيران سيكون على حساب قوة إسرائيل وأمنها واستقرارها، لذلك فإن المحرك الأساسي للسياسة الخارجية الإسرائيلية يأتي في هذا الإطار، فهي تبني علاقاتها وتحالفاتها مع دول تتقاطع معها في معاداة أي تطور لإيران في كافة المجالات وأهمها البرنامج النووي الايراني الذي يُمثّل الرعب الحقيقي كونه يُهدد وجود واستقرار دولة الاحتلال ."