qodsna.ir qodsna.ir

مراقبون فلسطينيون لـ«قدسنا»: عملية باب السلسلة أحدثت صدمة في الوعي الاسرائيلي وانها منطلق لسلسة عمليات سترفع وتيره النضال ضد الاحتلال

أجمع محللون ومراقبون للشأن الإسرائيلي، أن عملية باب السلسلة أحدثت صدمة في الوعي الإسرائيلي، أما على الصعيد الفلسطيني بلغ أثر العملية بأنها عززت من خَيار الكفاح المسلح لدى الفلسطينيين باعتباره خيارًا استراتيجيًا في التعامل مع العدو الاسرائيلي.

أجمع محللون ومراقبون للشأن الإسرائيلي، أن عملية باب السلسلة أحدثت صدمة في الوعي الإسرائيلي، أما على الصعيد الفلسطيني بلغ أثر العملية بأنها عززت من خَيار الكفاح المسلح لدى الفلسطينيين باعتباره خيارًا استراتيجيًا في التعامل مع العدو الاسرائيلي.

 

وكالة القدس للانباء(قدسنا) جوان محمود صالح- غزة: تنوعت وسائل وأدوات وأساليب الفلسطينيين المستخدمة في مواجهة  الاحتلال الإسرائيلي داخل القدس والضفة الغربية المحتلة ما بين عمليات دعس وطعن وإطلاق نار . حديثا أحيا الفلسطينيون سلاح الفقراء مرة أخرى باستخدام "الكارلو"  بعد استخدمه في الانتفاضتين الأولى في العام 1987 والثانية في العام 2000 ؛ العملية بدأت في تمام التاسعة صباح يوم الأحد 21-11-2021، في باب السلسلة بالبلدة القديمة بالقرب من حائط البراق.

 

وبعد العملية، تداول النشطاء الفلسطينيون مقاطع مصورة للشهيد المنفذ فادي أبو شخيدم يقول فيها: "ساحة البطولة أن تقف في وجه الظالمين، ساحة البطولة أن نقول للظالم ابتعد عنّا".

 

** عملية القدس موجهة ومقصودة؛ من المخاطب؟

 

يقول محرر الشؤون الإسرائيلية في شبكة الهدهد للشؤون الإسرائيلية مؤمن مقداد، إن "عملية إطلاق النار في القدس تُعد تغييرًا واضحًا في أسلوب وطبيعة العمليات في القدس، حيث شهد الاحتلال في الأشهر الأخيرة ركود في العمليات بل وسوء تخطيط من قِبل الشبان خاصة في منطقة القدس، وتفاخر الاحتلال بجهوده الاستخباراتية وبجهود محاولة حرف الجمهور والشبان عن الارتباط بفلسطين وبالمقدسات، إلا أن مثل هذه العملية نسفت تلك الجهود خاصة حيث انها جاءت بعد عملية طعن ناجحة قبل عدة أيام وتلاها عملية طعن ناجحة في يافا وقد شكّلت حالةً من الهلع الرعب للاحتلال وقُطعان مستوطنيه.
 

وأضاف مقداد خلال تصريحاتٍ لوكالة القدس للأنباء(قدسنا) " أيضا الاحتراف في استخدام السلاح والتخطيط الجيد واقتناص الأهداف كان موفقًا للغاية ولم يعهده الاحتلال بهذه الطريقة إذ أن المصابين والقتيل هم جنود وحاخامات اعتادوا العربدة واقتحام الأقصى.

وحول أثر هذه العملية على الملفات الأخرى كصفقة تبادل الأسرى أو حصار غزة أكد " الاحتلال يُحاول الآن كبحْ تأثيرات العملية على الجمهور وخفض وتيرة الحديث حولها خاصة أن وزير الحرب في الجيش الاسرائيلي بيني غانتس صرح علنًا أن حكومته تسعى إلى تحقيق الهدوء لأن الحكومة أصلا غير قادرة على التعامل مع ملف بحجم التوترات في الأقصى، فمثلا الحكومة السابقة تركت زمام الأمور للمستوطنين فانجرّت الحكومة لحربٍ سببت لها أزمة عميقة لا زالت آثاراها حتى اليوم، لكن فيما يتعلق بموضوع الأسرى من غير الوارد حاليًا أن يكون هناك ارتباطٌ بين هذين الملفين.

وبيّن مقداد أن "جميع تفاصيل العملية تعتبر رسائلَ موجهة ومقصودة من المنفذ، بداية من كون المنفذ ضالع في الجناح السياسي لحماس وهو ما خشيه الاحتلال ويُحاول الآن تبديد سيرته، وكذلك كون هذه الشخصية حصلت على سلاح متميز لتنفيذ العملية، إضافة إلى أن مهارة الشهيد في اطلاق النار وايقاع عدة إصابات وقتيل.

 

وتابع: أن المخاطب في هذه العملية هو عربدة المستوطنين في الأقصى حيث اختار المنفذ أهدافه بعناية فالقتيل هو أحد النشطاء في اقتحام الأقصى ويعمل في منطقة حائط البراق كمرشد لليهود والمقتحمين، وكذلك هناك حاخامات لطالما اقتحموا الأقصى وشجعوا على اقتحامه، وكذلك هناك عدد من أفراد شرطة الاحتلال الذين كانوا السند وجبهة الحماية للمستوطنين في وجه الفلسطينيين، بالإضافة إلى أن سن الشهيد وطبيعة عمله التربوي والدعوي هو عبارة عن رسالة بان الجميع لديه القدرة على مواجهة الاحتلال بكافة الأساليب.
 

وأردف المختص في الشأن الاسرائيلي " لهذه العملية أثرٌ كبيرٌ من حيث نجاحها، فهي وقود أو مشجع أو دافع لتقليدها، لاحظنا تصريحات قائد شرطة الاحتلال ووزير الامن الداخلي ورئيس حكومة الاحتلال جميعهم تحدثوا عن الخشية من عملياتٍ مستوحاة من نجاح هذه العملية ومن نجاح عمليات الطعن التي كانت قبلها وبعدها، لذلك هذه العملية فعليا تعتبر منطلق لسلسة عمليات يخشاها الاحتلال لاحقا، لذلك رفع الاحتلال حالة التأهب وعزز قواته في مدينة القدس.
 

عملية القدس ترفع وتيره النضال ضد الاحتلال
 

من جانبه يقول المحلل السياسي والمختص في الشأن الفلسطيني نعيم عطا الله " إن هذه العملية تأتي في ظل الاعتداءات على المسجد الاقصى والقدس عامةً، وتعرضهما إلى هجمةٍ غير مسبوقة من المنظمات الصهيونية المتطرفة، وكذلك استهداف وقتل الفلسطينيين  بلا مبرر وأيضا في ظل حالة الانتكاس العربي والرسمي والهرولة نحو التطبيع والانحياز الغربي الظالم للعدو في حصاره وجرائمه  ضد الفلسطينيين فالعملية تأتي في ظل هذه الأجواء الشديدة على الشعب الفلسطيني من خلال أبنائه المقاومين الذين يتحركون ضد العدو بإملاء من ضميرهم ووطنيتهم .
 

وأضاف عطا الله خلال تصريحاتٍ لـ«قدسنا» " خلال قراءة المشهد الفلسطيني بعمومه فإن أي حراك سياسي  أو عسكري قد يكون له اثر أما محليًا أو إقليمًا أو دوليًا وهذا خاضعٌ إلى  حجم العمل وطبيعته ومدى تفاعل الشارع الاسرائيلي وقيادته مع الحدث وعليه فان هذه العملية البطولية قد تزيد من الهجمات على أهل القدس وهذا بدوره يرفع من وتيره النضال ضد الاحتلال لديهم .

ولفت إلى أن " أبرز رسائل الشهيد أبو شخيدم أن ضعف امكانات الفلسطينيين وتغول العدو الاسرائيلي لن يقف حائلا دون أي فعل نضالي مبدع، والمربع الأمني الأخطر للعدو الاسرائيلي هو مكان العملية وأنه قابل للاختراق مِن قِبل أصحاب الإرادة لاستهداف حراس كنيس يهودي ليبلغ المستوطنين بأن الاعتداء على مقدسات المسلمين يقينًا سيؤدي إلى الاعتداء على كُنسهم.
 

وأوضح عطا الله، أن تنكر الشهيد بزي المستوطنين الخاص وعودة سلاح الكارلو هي حالة ابداع جديدة يبتكرها الفلسطينيين باستخدام كل الوسائل المتاحة للدفاع عن كيانهم وحقهم وأرضهم.
 

وتابع: لقد كان لتلك العملية أثر مباشر على الداخل الإسرائيلي و تمثل بمطالبة بعض كتابهم إلى رفع نسبة اليهود في قلب القدس المحتلة لإعادة الأمن ولوقف العمليات البطولية.
 

وتوقع أن تشهد ساحة البراق مزيدًا من العمليات المماثلة لنجاحها، بينما على الصعيد الفلسطيني بلغ أثرها بأن عززت العملية من خَيار الكفاح المسلح لدى الفلسطينيين باعتباره خيارًا استراتيجيًا في التعامل مع العدو الاسرائيلي.
 

ونوه إلى أن " استخدام ذلك النوع من السلاح مثّلَ تحدٍ حقيقي للأمن الاسرائيلي مِن حيث الحصول على السلاح وطريقة ادخاله وكيفية استخدامه.
 

الاحتلال يمارس جرائمه ضد الفلسطينيين بتنكره بالمستعربين والعدو الصهيوني
 

من جهته، أكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خضر حبيب ، أن " هذه العملية جاءت في لحظة توهم العدو أن شعبنا الفلسطيني أصابه الركود والخمول و بكل تأكيد هذه العملية جاءت في وقت مهم جدا لتؤكد أن مقاومة شعبنا هي مقاومةٌ مستمرة ولن تتوقف على الاطلاق والدافع الحقيقي للشعب الفلسطيني لمثل هذه العمليات هو قناعته أننا أصحاب قضية عدالة ومقدسة ونقاتل عدو صهيوني مجرم يُحاول السيطرة على مقدرات شعبنا وجرائمه حقيقة ومتكررة ويومية أما بالقتل أو الاعتقال واقتحام للأقصى واستيطان  وبكل تأكيد الشعب الفلسطيني لا يبحث لمبرر لمقاومته إنما يُوفره العدو بجرائمه بحق الشعب الفلسطيني.

وحول أثر هذه العملية على الملفات الأخرى كصفقة تبادل الأسرى أو حصار غزة، أشار إلى أن " حكومة نفتالي بينيت حكومة ضعيفة ولا تستطيع القيام بعملية تبادل أسرى خوفا من سقوطها، و بالنسبة لحصار العدو الصهيوني فهو متواصلٌ سواء على  الأسرى أو الداخل المحتل والحصار شكلٌ من أشكال الحرب والعملية هذه رغم أهميتها ودلالتها  لا يمكن اتمامها من خلال الحكومة إلا إذ كان اتفاق برعاية مصرية أو غيره حيث أن الأمر صعب في هذه المرحلة (سواء تبادل أسرى أو رفع الحصار) فالعدو يُريد هدنة طويلة الأمد وهو أمر مُختَلَفٌ عليه  وهي تُعطي فرصة للعدو ليفرض ما يشاء من مشروعه سواء في الضفة أو غزة .
 

وأكد حبيب لـ«قدسنا» أن "رسائل الشهيد فادي أبو شخيدم، من خلال عمليته البطولية أن جهادَ شعبُنا مستمرٌ ولا يتوهم العدو أن جهادنا سيتوقف وممكن في لحظة أو فترة لا يكون هناك عمليات ولا يعني أن العمل الجهادي توقف لافتًا إلى أن تنكر الشهيد في الملابس هو جزءٌ من التكتيك لأن الحرب خدعة و العدو الصهيوني يُمارسها من خلال تنكره بالمستعربين والعدو الصهيوني ليس أذكي من الفلسطينيين وبإمكاننا أن نتفوق عليه.
 

وأضاف حبيب " أن العملية لها تأثير على الشارع الاسرائيلي  والعدو الصهيوني الذي ينحاز للتطرف ورفض الحق الفلسطيني وهذه العملية تحدث صدمة في الوعي الاسرائيلي وأن الشعب الفلسطيني لازال حي ويناضل في مواجهة المحتل الاسرائيلي وانه قضيته حية والتهديد الوجودي لهذا الاحتلال يتعزز كل يوم بلغ تأثيره على الشارع الفلسطيني بتأثير إيجابي.
 

وحول تأثير العملية علي معنويات الفلسطينيين، قال حبيب: ألهبت العملية مشاعر الشباب الفلسطيني وخاصة أن الشهيد هو عالمُ شريعة وأصول دين  وقد زاوج بين العلم والجهاد وأصبح  الشهيد قدوة للجيل الفلسطيني الذي يتطلع للحرية .
 

وأكد أن " المقاومة هي خيارُ شعبنا الفلسطيني والمقاومة هي التي ترعب العدو والأمور تسير باتجاه تعزيز مشروع المقاومة وخاصة وأن خيارَ المفاوضات ثبت بالبرهان أنه خيارٌ عبثي ولن يحقق لشعبنا إلا مزيد من التراجع في الحقوق والتعب.
 

وأشار إلي أن العدو يتكالب علي السيطرة على أراضي الضفة حتى أن المستوطنون يسيطرون على أكثر من ثلثي الضفة الغريبة وكل هذا في ظل الهدوء الذي وفرته السلطة للمحتل وغياب الكفاح والجهاد المسلح  في مواجهة المحتل.
 

وختم القيادي في حركة الجهاد الإسلامي بالقول:  الجهاد هو أملنا وخيارنا ويتعزز كل يوم في مرحلة ثبت فشل كل الخيارات الأخرى؛  فقط المقاومة بكل أشكالها وعلى رأسها الكفاح المسلح  هو الخيار الممكن لجعل العدو يعترف بحقنا وتعود فلسطين لشعبها ولأحضان العرب والمسلمين.
 

لا خيار أمام العدو سوى التراجع والخروج من ارض فلسطين
 

من ناحيته قال القيادي في حركة حماس وإحدى موسسي الحركة عيسى النشار: "مما لاشك أن هذه العملية جاءت في وقتٍ يبحث فيه العدو عن الهدوء وفي ذات الوقت يزيد من ممارساته العدوانية على شعبِنا في الضفة الغربية ويُعزز من خَططه الاستيطانية ومحاولات تهويد المسجد الأقصى من خلال زيادة وتيرة الاقتحامات"

 

وأضاف النشار خلال تصريحات لـ«قدسنا»، أن هذه العملية التي قام بها الشيخ فادي شخيدم وهو أحد قيادات حماس، تُؤكد إصرار "الحركة" وشعبنا على أنه لا خيار أمام العدو سوى التراجع عن مخططاته والخروج من أرضنا وقدسنا، لافتًا إلى أن العملية تأتي ردًا على القرار البريطاني باعتبار حماس كيانًا إرهابيًا لتثبت أنها حركةُ مقاومة ضد الاحتلال ومعها جماهير شعبنا.


 

وفيما يتعلق بتأثير العملية على صفقة تبادل الأسرى، أكد أن إستمرار العدو في المماطلة بإنجاز صفقة التبادل لن يَفَتْ في عضد حماس بل سيكون ذلك زيادة نحو الضغط على العدو للقبول بشروط المقاومة، مشددًا على أن محاولات العدو للوصول إلى خيوط تمكنه من تحرير الأسرى ستبوء بالفشل.

 

وفي المقابل يُبيّن النشار "أن تأثير العملية على الداخل الإسرائيلي قد زعزع الثقة بين المواطن والجيش وكذلك المنظومة الأمنية كون مكان تنفيذ العملية يُعد من أكثر الأماكن محافظةً على الأمن ولا يتحرك المستوطنون إلا تحت حماية الجيش أما بالنسبة للشارع الفلسطيني فقد عبّر الجميع مواطنون وفصائل عن تأييدهم ودعمهم ومباركتهم للعملية، مجددون التأكيد على ثقتهم بالمقاومة وقدرتها على المَسْ بالعدو وجنوده واختراق منظوماته الأمنية.