الخميس 18 رمضان 1445 
qodsna.ir qodsna.ir

تقدير إسرائيلي: النقابات المصرية عقبة أمام التطبيع

وصف تقرير إسرائيلي النقابات المهنية المصرية بأنها "عقبة" أمام تطبيع العلاقات بين مصر والاحتلال، وذلك على خلفية تعميق العلاقات بين الحكومتين حول مصالح اقتصادية، خاصة في مجالات الطاقة والتجارة والسياحة.

وكالة القدس للانباء(قدسنا) وصف تقرير إسرائيلي النقابات المهنية المصرية بأنها "عقبة" أمام تطبيع العلاقات بين مصر والاحتلال، وذلك على خلفية تعميق العلاقات بين الحكومتين حول مصالح اقتصادية، خاصة في مجالات الطاقة والتجارة والسياحة. "وفي السنة الأخيرة، عمل الاحتلال ومصر على توسيع علاقاتهما الاقتصادية، أكثر من حجمها المقلص الذي كان سائدا حتى الآن".

 

وأشار التقرير، الصادر عن "معهد أبحاث الأمن القومي"، إلى أن النقابات المهنية المصرية، منذ منتصف الثمانينيات، كانت وما زالت في واجهة المعارضة للتطبيع مع الاحتلال وتطوير علاقات مدنية. ورغم أن "مواقفها لم تمنع التقارب بين الحكومات، لكن استنفاد كامل القدرة الكامنة في العلاقات الاقتصادية بين الدولتين يستوجب تنمية موازية لـ’سلام شعبي’ يسمح للجهات المهنية، الشركات الخاصة ورجال الأعمال، المعنيين بذلك، أن يشاركوا في التقارب".

 

وأضاف التقرير أن وسائل الإعلام المصرية تتناول العلاقات الاقتصادية مع الاحتلال بشكل متواضع، "وقد يكون ذلك بسبب الخشية من ردود فعل الرأي العام المصري. والنقابات المهنية هي إحدى جهات المعارضة المركزية في مصر للتطبيع بصورة تقليدية، وهي تمثل ملايين العاملين. والكثير منها منعت أعضاءها طوال السنين من الضلوع بالتطبيع وفرضت عقوبات على ’الآثمين’ فيها.

 

وردعت هذه الممارسات أشخاصا وشركات من تطوير علاقات اقتصادية وأخرى مع الاحتلال، وبين أسباب ذلك التخوف من المس بمكانتها المهنية والتشغيلية في مصر والعالم العربي. وتجذّر هذا الواقع بموافقة صامتة من جانب السلطات، كجزء من سياسة السلام ’البارد’".

 

والجهات المركزية المعارضة للتطبيع مع الاحتلال في النقابات المصرية هي الإخوان المسلمون، وقوى قومية عربية ويساريون، بحسب التقرير. وبدأ الإخوان بالمنافسة في انتخابات النقابات في العام 1984، وفازوا بمقاعد كثيرة فيها "وسيطروا على مواقع مركزية. وتحولوا تدريجيا إلى القوة التي تفرض التوجهات في نقابات المهندسين، الأطباء، الصيادلة، المحامين، العلماء، المهندسين الزراعيين، الصحافيين والتجار".

 

وأشار التقرير إلى أن "موقفهم المناهض للتطبيع فُسّر بالتضامن مع الشأن الفلسطيني، وكذلك بسبب التخوف من ’هجمة’ اقتصادية وثقافية إسرائيلية. وحذروا أيضا من فرض تأثير إسرائيلي أجنبي وسام على مصر، قلب العالمين العربي والإسلامي، وأن يفسد قيمها ويرهن مواردها. وفي الوقت الذي لم تستجب فيه دعواتهم لإلغاء اتفاقيات كامب ديفيد وفتح أبواب الجهاد ضد ’العدو الصهيوني’، سمحت النقابات بإفراغ السلام من مضمونه على الأقل".

 

وعزز الإخوان مواقعهم في النقابات بعد ثورة 25 يناير 2011، التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك. لكن الانقلاب الذي قاده الرئيس الحالي، عبد الفتاح السيسي، وأطاح بالرئيس الإخواني المنتخب، محمد مرسي، أخرج الإخوان عن القانون وقلص تأثيرهم في النقابات، لتحل مكانهم قوى موالية لنظام السيسي وسياسته. "وفي أعقاب ذلك توقفت المظاهر المتطرفة المعادية لإسرائيل من جانب أعضاء النقابات، مثل حرق أعلام إسرائيل" بحسب التقرير.

 

ولفت التقرير إلى أن انقلاب السيسي و"الرياح الجديدة" التي هبّت في النقابات في السنوات الأخيرة، لم تؤدِ إلى تخفيف معارضة التطبيع مع الاحتلال. وذلك، أولا، لأن الإخوان ليسوا الوحيدين الذين يعارضون التطبيع، وإنما هناك قوى مصرية أخرى معارضة، وقسم منهم "متأثر بأفكار ناصرية، وقسم آخر يؤيدون تقييد التطبيع كتعبير عن التضامن مع الفلسطينيين"؛ ثانيا، رغم غياب الإخوان رسميا، إلا أن قسما من أعضاء النقابات يتماهون مع أفكارهم ويبغضون تطبيع "اتفاقيات أبراهام" وإمكانية أن تسير الحكومة المصرية في أعقابها؛ ثالثا، يستعين النظام المصري بالنقابات أحيانا من أجل رسم خطوط حمراء للمواطنين بما يتعلق بشكل العلاقات التي يريدها مع إسرائيل. "وشكل العلاقات هذا قد يشمل تعاونا اقتصاديا برعاية الحكومة، لكن ليس بالضرورة من خلال تعبير ’شعبي’ لعلاقات اقتصادية، اجتماعية وثقافية".

 

واعتبر التقرير أن العلاقات التي ينسجها النظام المصري مع الاحتلال، في مجالات الطاقة والتجارة والسياحة، لم تؤد إلى احتجاجات من جانب النقابات. ومقاطعة التطبيع مع الاحتلال لم يتم إرساؤها بوثائق رسمية في معظم النقابات. "ويتعلق التعبير عن معارضة التطبيع غالبا بأمور عينية، مثل رد فعل لانحراف أحد ما عن صيغة السلام ’الرسمية’، ويكون ذلك أحيانا بتلميح من أعلى (أي من النظام) أكثر مما هو انعكاس لاحتجاج شعبي حقيقي".

 

عرب 48




محتوى ذات صلة

"إسرائيل" تزرع قشور الموز في طريق أذربيجان.. هل تؤدي إلى انزلاق "باكو"؟

"إسرائيل" تزرع قشور الموز في طريق أذربيجان.. هل تؤدي إلى انزلاق "باكو"؟

تبحث القوي الغربية عن قواعد استراتيجية بديلة لداعش لتحقيق أعلى أداء في زعزعة استقرار إيران وبالتالي إضعاف المقاومة في المنطقة. وفي هذا الإطار، زرعت "إسرائيل" حزمة من قشور الموز في طريق جمهورية أذربيجان، فهل يؤدي الدوس عليها إلى إنزلاق ؟

|

المستعمل تعليقات

الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
  1. المخابرات الإسرائيلية: إسرائيل قد لا تكون قادرة على تدمير حماس
  2. اصابة 3 مستوطنين بعملية إطلاق نار على حافلة شمال أريحا
  3. الخارجية الإيرانية تدعو الاوساط الدولية لوقف الممارسات الجنونية للصهاينة
  4. تجمع قرآني حاشد بطهران تنديدا بالعدوان الصهيوني على غزة
  5. امين المجلس الاعلى للامن القومي الايراني يستقبل اسماعيل هنية وزياد النخالة
  6. خلال استقباله رئيس المكتب السياسي لحركة حماس.. الرئيس الإيراني: الجمهورية الاسلامية تعتز وتفخر بدعمها للقضية الفلسطينية
  7. وزارة الصحة بغزة: 32490 شهيدًا و 74889 إصابةً منذ السابع من أكتوبر
  8. في اليوم الـ 173.. قصف "عنيف" على رفح وتدمير "مكثف" للمنازل السكنية بغزة
  9. اليمن يدشن عاشر أعوام الصمود بست عمليات ضد ثلاثي الصهيونية في البحر والبر
  10. دعمًا للشعب الفلسطيني الصامد في قطاع غزة.. حزب الله يستهدف 10 مواقع للاحتلال الصهيوني بالصواريخ والأسلحة المناسبة
  11. قياديان في حركتي الجهاد وحماس: اسرائيل فشلت في العدوان / أبدينا مرونة في المفاوضات لكن لا تراجع عن ثوابتنا
  12. تحت شعار "طوفان الاحرار".. اقامة يوم القدس العالمي هذا العام
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)