qodsna.ir qodsna.ir

"إسرائيل" تماطل و
القاهرة تنافس

محللون فلسطينيون

وكالة القدس للانباء(قدسنا) غزة – تقرير مراسلة وكالة القدس للأنباء(قدسنا) في غزة، جوان محمود صالح، ترصد فيه السجال الدائر في غزة حول إطالة أمد مفاوضات تبادل الأسري وعملية إعادة الإعمار التي سمع عنها الكثير خلال السنوات الماضية ولم يحدث مُطلقًا أيّ تطبيق عملي لها على الأرض.

برهوم: الاحتلال ما زال يُخضع صفقة الأسرى لحسابات داخلية إسرائيلية / السلطة الفلسطينية في الضفة لا تستطيع  ولا تريد حماية الشعب والأرض والمقدسات

 

أبو سعدة: الوجود المصري في قطاع غزة إشارة إلى أنه "لن يستطيع أحد القفز على الموقف المصري خاصة في ظل تنافس مصري مع قطر و تركيا للتدخل في الشأن الفلسطيني سيما في قطاع غزة "

 

القانوع: الاحتلال يُراوغ في قضية تبادل الأسرى ويخدع أهالي الجنود، والكرة الآن في ملعب الاحتلال

 

 

الاحتلال ما زال يُخضع صفقة الأسرى لحسابات داخلية إسرائيلية


قال القيادي في حركة المقاومة الاسلامية "حماس" فوزي برهوم: " ليس جديدًا على الاحتلال اطالة أمد المفاوضات كما حصل في صفقة وفاء الاحرار الأولى والتي استمرت 5 سنوات، مؤكدًا أن حركته تعرف جيدًا كيف تُفاوض وتُحاور الاحتلال لفرض ما تُريد بالحصول على صفقة مشرفة يتم بموجبها  تحرير أكبر عدد من رموز الشعب الفلسطيني وأصحاب المحكوميات العالية؛ وبات واضحًا أن الاحتلال ما زال يُخضع صفقة الأسرى لحسابات داخلية إسرائيلية، في ظل المناكفات بين الأحزاب الائتلافية  في حكومة "نتفالي بينت".

وأضاف برهوم في حديث لوكالة القدس للأنباء(قدسنا): أن "إخضاع هذه الصفقة للأحزاب السياسية الإسرائيلية  في عهد نتنياهو أو عهد بينت يُطيل أمد المفاوضات ولكن نحن لا نُراهن على الاحتلال وإنما المراهنة على مزيدٍ  من فرض شروط حركة حماس والمقاومة على الاحتلال"، مشيرًا إلى أن الشعب الفلسطيني يستطيع الحصول في النهاية على ما يُريد، مجددًا التأكيد على أن قضية هي قضيةٌ مقدسةٌ بالنسبة لحركة حماس وكتائب القسام كونها فرصة لإطلاق سراح أسرانا في سجون الاحتلال.

 

غزة بانتظار تنفيذ المشاريع المصرية
 

وتابع القيادي في حركة حماس، " مصر لها دورٌ واضحٌ في التهدئة المتزامنة بين المقاومة والاحتلال في معركة سيف القدس وفي أكثر من عدوان على قطاع غزة، وفي هذه المرة أعلنت عن نصف مليار دولار لإعادة الإعمار وحصلت أكثر من لقاءات بين حركة حماس  والسلطات المصرية وبين ممثلي الحكومة في غزة وجهة الاختصاص في مصر ووضعت مخططات لمشاريع عدة منها الحي السكني وإصلاح الكورنيش شمال قطاع غزة و بناء أبراج وكباري لحل أزمة المواصلات وبالتالي نحن نرى أن مصر جادة في خطواتها وزيارة القيادة لمصر في المرحلة الأخيرة للقاهرة تناولت كافة المواضيع التفصيلية المتعلقة بذلك؛ والمرحلة الأولى من إزالة الانقاض تمت وننتظر البدء في المرحلة الثانية وهي تنفيذ المشاريع من خلال السلطات المصرية في غزة ومنها الحي السكني ونتواصل مع الجهات المصرية ذات الاختصاص حتى تُنفذ الوعودات المصرية على أرض الواقع.

وأعرب برهوم، عن أمله بمسارعة مصر لإعادة اعمار قطاع غزة، داعيًا جميع الدول بالوقوف إلى جانب "غزة" وانهاء الحصار عنها، والمساهمة في اعادة اعمار ما دمره الاحتلال خلال العدوان الأخير على القطاع.

 

وبيّن برهوم، أن حركة حماس وكتائب القسام والمقاومة الفلسطينية خاضت معركة سيف القدس ضد الاحتلال حتى تفرض معادلة أن المقاومة لا تعمل في إطار قطاع غزة إنما لها الحق الكامل بالدفاع عن كل شبرٍ فلسطيني واستطاعت فرض معادلة جديدة على الاحتلال باعتبار أن القدس والأقصى والشيخ جراح هي خطوط حمراء وما زالنا في تداعيات معركة سيف القدس وهي معركة، لافتًا إلى أنه خلال اللقاءات الأخيرة في العاصمة المصرية القاهرة أكدت قيادة الحركة للجانب المصري رفضها الكامل والقاطع لاستمرار الاحتلال في عدوانه ضد المقدسات والمقدسيين في أحياء القدس.



وفيما يتعلق بالتوسع الاستيطاني وسُبل مواجهته، أكد برهوم، أن السلطة الفلسطينية لا تستطيع ولا تريد حماية الأرض والمقدسات حتى أصبحت الضفة مستباحة من الاحتلال؛ والمقاومة مكبلة من قبل السلطة الفلسطينية وأليات التنسيق الأمني للقضاء على المقاومة في أعلى صورها بين السلطة والاحتلال ما جعل الاحتلال  يتوغل بالضفة ويطبق قرارات الضم ويوسع الاستيطان ويعمل ما يحلو له في الضفة، داعيًا إلى ضرورة تغيير هذه المعادلات كما لابد للمقاومة في الضفة الغريبة والقدس أن تدشن مرحلة جديدة في الاستماتة في الدفاع عن الأرض وكسر القيد كما جري في قطاع غزة، حيث تكون للمقاومة كلمتها ضد الاحتلال ونحن نُراهن على أهلنا في الضفة وعلى فصائل المقاومة بفرض معادلة جديدة عنوانها القدس والضفة والشيخ جراح والأقصى.

 

ورأى القيادي في حركة حماس أن " الاعتداءات لم تتوقف على الضفة والمقدسات إنما تأخذ أشكالًا متعددة في أوقات إما متقاربة أو متباعدة لكن العدوانَ مستمر قَبل معركة سيف القدس وبعدها، لكن بوتيرة تختلف حسب حِدة معركة عض الأصابع بين المقاومة والاحتلال، لكن زيادة وتيرة التطبيع العربي والاقليمي مع الاحتلال ومحاولة دمج الكيان الصهيوني في المنطقة وشيطنة المقاومة الفلسطينية  وأليات التنسيق الأمني الخطيرة بين السلطة والاحتلال جعلت الاحتلال يستفرد بالشعب الفلسطيني والمقدسات وفي ذات الوقت: " ما زلنا نُصِرْ كمقاومة في حركة حماس ومعنا الشعب وقوى المقاومة ومنها الاذراع العسكرية على فرض المزيد من المعادلات على الاحتلال ولن يكون آخرُها معركة سيف القدس."
 

مصر تنافس قطر وتركيا في غزة

 

يقول المحلل السياسي والاكاديمي المختص في العلوم السياسية الدكتور مخيمر أبو سعدة " لا أعتقد أن اسرائيل تُناور في موضوع صفقة الأسرى من أجل الحصول على مزيد من الوقت فهذه المسألة مضى عليها أكثر من 7 سنوات منذ اُسر الجنود الإسرائيليين أو جثثهن في صيف العام 2014 حتى اللحظة".

وأضاف أبو سعدة خلال تصريحات لـ«قدسنا»: "  لو كانت اسرائيل لديها الامكانيات للحصول على معلومات عن هؤلاء الأسرى والجثث لفعلت ذلك وتجربة شاليط هي المثال  فشاليط مكث في الأسر منذ عام 2006 وحتى 2011 ولم تصل اسرائيل لأي معلومة, لذلك لا أعتقد أن المسألة لها علاقة بالحصول على مزيد من الوقت وإطالة أمد المفاوضات لاستثمار الوقت بالتوصل إلى معلومة هنا أو هناك، مشيرًا إلى أن هناك فجوة كبيرة بين الموقفين, موقف اسرائيل وموقف حماس التي تُريد تبيض السجون من أصحاب المحكوميات العالية  مثل "مروان البرغوثي وأحمد سعدات وحسن سلامة عبد الله البرغوثي" وتُطالب بتحريرهم و "إسرائيل" وضعت خطًا أحمرًا بأنه لن يتم اطلاق سراح المحكوميات العالية أو كما تصفهم دولة الكيان بأن أيديهم ملطخة بدماء "الاسرائيليين" ولذلك المسألة لها علاقة باشتراطات حماس واشتراطات اسرائيل وعدم جسر الفجوة بين الموقفين أكثر من أي شيء اخر.

 

فيما يتعلق بالوعود المصرية في انشاء مدينة سكنية بيّن أبو سعدة أن " هذا يعود لأيام العدوان على غزة عندما أعلنت مصر تبرعها بنصف مليار دولار من أجل الاعمار بعد عملية الدمار إلتي لحقت بالمباني مثل الأبراج السكنية  ولذلك جزء من الأموال المصرية والتبرعات سوف يذهب لبناء مدينة سكنية باسم مدينة مصر السكنية، والتي قام وزير المخابرات المصرية عباس كامل بوضع حجر الأساس لهذه المدينة خلال زيارته الأخيرة لقطاع غزة.

ولفت إلى أن الهدف من ذلك هو تثبيت الوجود المصري كراعي أساسي لعملية المصالحة والمفاوضات بين حماس وإسرائيل وأنه لن يستطيع أحدٌ القفز على الموقف المصري خاصة في ظل تنافس مصري مع قطر تركيا للتدخل في الشأن الفلسطيني وخاصة في قطاع غزة.

 

ويري ابو سعدة أن الاعلان عن بناء هذه المدينة السكنية من قبل السلطات المصرية يأتي من باب محاولة تخفيف المعاناة الانسانية التي يعيشها الفلسطينيون في غزة جراء الحروب المتكررة على القطاع.  
 

وحول أسباب تجاوزات الصهاينة بعد معركة سيف القدس أوضح أبو سعدة: " أن تكرار اعتداءات المتشددين والمتطرفين اليهود ومن ضمنهم أعضاء كنيست وخاصة عضو الكنيست اليميني "إيتمار بن غفير" الذي يُكرر اعتدائه واقتحامه للمسجد الأقصى وباحات الحرم الشريف على الرغم  أن مثل هذه الاقتحامات هي التي أدت للدخول في مواجهة مسلحة بين الفصائل الفلسطينية و"اسرائيل" في منتصف شهر مايو من هذا العام، لكن للأسف هناك جماعات متطرفة ومتشددة تُحاول تغير الواقع الحالي في المسجد الأقصى (منطقة خاضعة للأوقاف الاسلامية أو الأوقاف الاردنية وأنه لا يجوز الصلاة في هذه الأماكن ) وهناك قرار اسرائيلي سابق يسمح للإسرائيليين بزيارة  ودخول المسجد الأقصى مثلما يقوم الاجانب بالزيارة وغيرهم ولكن حتى اللحظة ممنوع على الإسرائيليين الصلاة في باحات الحرم الشريف .
 

ونوه أبو سعدة، إلى محاولة المحاكم في اسرائيل السماح لليهود بالصلاة الصامتة ومن ثم تم نقض هذا القرار من قِبل المحكمة الاسرائيلية مع علمها أن قضية الأقصى ساخنة و قد تؤدي الى تجدد أعمال المقاومة ضد "اسرائيل" ولكن يبدو لأن المتحكم في القرار الاسرائيلي هي الجماعات المتشددة المتطرفة والكل يعلم من يقود دولة الاحتلال الان وهو "نتفالي بينيت " الذي يُعد زعيم اليمين المتشدد المتطرف ومثل هذه الاقتحامات تلقي قبولًا لدى الحكومة والقيادات الصهيونية الكبيرة.
 

وأكد " أن هذه المسالة  يجب الا تكون مسؤولية فلسطينية فقط وهذه مسؤولية عربية وإسلامية ودولية، وهو ما يستوجب أن يكون هناك موقفًا عربيًا واسلاميًا ودوليًا ازاء اقتحامات اليهود المتكررة لباحات المسجد الأقصى وألا يكون ذلك مسؤولية على المقاومة في غزة فقط لأنه قد يجر إلى حرب جديدة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

 

حماس تؤكد ضرورة مضاعفة الجهود المصرية والبدء عمليا بإعمار ما دمره الاحتلال

 

حول إطالة "اسرائيل" أمد المفاوضات في ملف تبادل الأسرى أكد المتحدث باسم حركة حماس، عبد اللطيف القانوع، أن " مراوغة الاحتلال  حول ملف تبادل الأسرى وخداعه لجنود الاهالي المأسورين لدى المقاومة لا يمكن أن يخدم العدو الصهيوني ولا أن يكون لصالحه؛ والكرة ما زالت في ملعب الاحتلال ونحن في حركة حماس جاهزون لإتمام صفقة تبادل وفق الشروط التي وضعتها المقاومة ونحن لم نترك أي جهد من اجل اتمام الصفقة .

 

وتابع القانوع خلال تصريحاتٍ لـ«قدسنا» " نُقدر كل الجهود الرامية لإعادة الإعمار ما دمره الاحتلال في القطاع وإنشاء المدن السكنية بالجهود المصرية في شمال قطاع غزة، مع التأكيد على ضرورة الاسراع في اعمار ما دمره الاحتلال لاسيما اننا مقبلون على فصل الشتاء وأصحاب البيوت المدمرة يُعانون من الايجار و السكن، مشيرًا إلى أنه خلال الحوارات التي عُقدت بين حركة حماس والقيادات المصرية أكد وفد الحركة  على ضرورة مضاعفة الجهود المصرية والبدء عمليا بإعمار ما دمره الاحتلال خلال العدوان الأخير على غزة.

 

مؤكدًا " الاحتلال بعد معركة السيف يُحاول تثبت المعادلات وتصاعد وتيرة العدوان سواء في الضفة الغريبة أو ساحة القدس؛ فيما المقاومة الفلسطينية استطاعت توحيد الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده انتصارًا لمدينة القدس وحماية لأهالي حي الشيخ جراح وأفشلت تغير المعادلة مع الاحتلال وبالتالي المقاومة حاضرة في الاعتداءات المتواصلة وتلتحم مع قضية القدس والأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي.