qodsna.ir qodsna.ir
إدارة بايدن تنوي تقديم خطة جديدة للسلام بين الفلسطينيين و "اسرائيل"..

محللون فلسطينيون: الدور الأميركي ليس نزيها و أي مبادرة اميركية ستهدف إلي إدارة الأزمة وواشنطن تريد نقل معظم اهتمامها للصراع الصين

أكد خبراء و محللون سياسيون فلسطينيون لـ«قدسنا» أن الولايات المتحدة الأميركية تمارس الخداع السياسي تحت مسمى مبادرات السلام، فأي خطة أميركية جديدة للسلام بين الفلسطينيين و "اسرائيل" ستهدف إلي إدارة الأزمة في المنطقة لصالح الاحتلال الإسرائيلي.

وكالة القدس للأنباء(قدسنا) غزة- جوان محمود صالح :
 

أعدت وكالة القدس للأنباء، تقريرًا صحفيًا حول نية الولايات المتحدة الامريكية الجديدة برئاسة جو بايدن لطرح خطة سلام طويلة الأجل بين الاحتلال والفلسطينيين بمساعدة مصر وبعض الدول الخليجية وماذا ستكون تداعياته على القضية المركزية التي باتت محط اهتمام وأنظار الملايين حول العالم سيما بعد معركة "سيف القدس" الذي أثبتت للعالم أجمع أن غزة المحاصرة اسرائيليًا جوًا وبحرًا وبرًا لما يزيد عن 15 عامًا قادرة على كِتابة تاريخ تسطره بدماء أبنائها وتضحيات الشعب الفلسطيني.


خداع سياسي امريكي تحت مسمى خطة السلام


ينفي المختص في الشؤون الأمريكية الدكتور وليد المدلل، "وجود خُطة جديدة لدى الإدارة الأمريكية فيما يتعلق بما يسمي بالسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين لأن "الأخير" ليس جاهزًا لهذه الخُطة وكذلك الطرف الأمريكي ؛ وليس لها استعداد للضغط على "اسرائيل" لتحقيق صفقة أو خُطَة سياسية ما كونها تحتاج إلى أثمان سياسية.

 

والمدلل أكد أن الإدارة الامريكية غير جاهزة للضغط ولا اسرائيل جاهزة لدفع الاثمان فيما يتعلق بخطة السلام".


ورأى المدلل خلال تصريحات لوكالة قدسنا للأنباء: أن " صفقة القرن انتهت بانتهاء ترامب إلى  حد كبير لكن بعض بنود صفقة القرن يُمكن تفعليها مثل قضية القدس فموقف الإدارة الأمريكية بقيادة بايدن لا يختلف كثيرًا، بدليل عدم نقل السفارة وموقفه من الاستيطان و قضية الدولة، وموقف الحزبين الكبيرين في الولايات المتحدة لا يختلف ولكن ترامب كان أكثر صراحة وجرأة و هناك تقاطعات بين خطة بايدن وخطة ترمب  في ملفات "القدس والاستيطان والدولة الفلسطينية ".


وأشار المختص في الشؤون الأمريكية إلى أن الهدف من خطة بايدن هي طرح هذه الأوراق كون القضية الفلسطينية بمثابة قنبلة تفجير للأوضاع الأمنية في المنطقة وبالتالي لابد من ""خداع" العالم بدعوى إعادة عجلة عملية السلام من جديد من أجل تخدير المنطقة وادخالها في دوامة جديدة تسمى عملية السلام، متسائلا؟ "ما الذي يتحقق منها ممكن تستمر سنة وعشر سنوات دون تحقيق شيء ؟!


وتابع قائلا: المطلوب أمريكيا هو عملية إلهاء المنطقة كلها تحت شعار عملية السلام.


وفيما يتعلق بإعادة طرح الولايات المتحدة خُطة جديدة لصفقة القرن طريق الرئيس بايدن أوضح : "المواقف والادارة الأمريكية التي يمثلها الحزب الديمقراطي تتقاطع  مع خطة ترامب  لكن خطة "الأخير" الذي ذهب بعيدًا في دعم المشروع  الاسرائيلي الذي مثله بنيامين نتنياهو سابقا و نفتالي بينيت حاليا لكن هناك مواقف متشابهة بين الخطتين؛ والإدارات الأمريكية في عهد الحزب الديمقراطي لم تتمكن من انجاز أي شيء فيما يُسمى خطة السلام  و تفشي الاستيطان  وتم استكمال السيطرة على القدس والذي بِموجبه مُنِعَ الفلسطينيون من إقامة دولتهم وتم استخدام المعونة الامريكية في الضغط على شعبنا".


وتابع المدلل: "تتحرك الولايات المتحدة في المنطقة  ضمن محور داعم لها وداعم للخيار السياسي (مصر, الأردن منطقة الخليج{الفارسي} ) وهي منطقة داعمة لأمريكا وتُسمى بحلف استراتيجي للولايات المتحدة والأكثر قربا من "اسرائيل" حيث وقعت اتفاقيات وبالتالي يعني هذه العلاقة  بين الطرفين يتم استثمارها بحيث تقوم هذه الدول في بعض الأدوار في جلب الفلسطينيين عبر ما يُسمى بعملية التفاوض والايحاء للعالم انه هناك عملية سياسية جديدة .


واضاف: هذه الدول بينها خلافات ومن مصلحة امريكا توحيد هذه الدول لتنفيذ السياسية الأمريكية  خاصة أمام الأخطار المشتركة مثل الحرب على الإرهاب أو ما يُسمونه الخطر من إيران وغيرها من الأخطار المفترضة التي تُحاول الولايات المتحدة حشد الجميع خلف أهدافها ومصلحة واشنطن التقارب بينهم مع الاشارة أن خلافاتهم البينة تخدم الولايات الأمريكية عبر "فرق تَسُدَ".

ولفت المدلل، إلى أنه من خلال شخصية نفتالي بينيت، هو ليس جاهزًا لأي عملية تسوية سياسية لأنه معروف بتوجهاته اليمنية المتطرفة هو يُحاول التفوق على نتنياهو لتقديم أي شيء.

ويرى المختص في الشؤون الأمريكية، أن التفاهمات مع بينت سوف تنحصر في التفاهمات الأمنية، وأنه ليس لديه مشكلة في تقديم الأموال للفلسطينيين ودعم السلطة ومحاولة إنقاذها من مشكلها ولكن الهدف من ذلك هو تحقيق مزيدٍ من التعاون الأمني بين "اسرائيل" والسلطة الفلسطينية وهذا ما تدفع باتجاهه الادارة الامريكية .


ويبيّن المدلل أنه "لا يوجد اختلاف بين الإدارتين فالإدارة الامريكية متكاملة وهناك توافق بين إدارة ترامب وادارة بايدن في أمور كثيرة (القدس-الاستيطان- اقامة الدولة الفلسطينية ) ؛والإدارة الأمريكية تُعارض إقامة دولة فلسطينية كما هو معروف بمعني تأسيس كيان حُكم ذاتي لا تُعارضه اسرائيل فقط يوفر بالخدمات المدنية كالصحة والتعليم وخدمات شرطية ولكن ليس لها أي صفة سياسية، ولكن إدارة بايدن ممثلة بالحزب الديمقراطي  تتعرض للضغوط  محاولة الظهور بأنها أكثر دبلوماسية حيث ما تقوم به ادارة بايدن جزء منه لا يجيء لإنقاذ الحكومة الإسرائيلية بقدر ما يأتي استجابة للضغوط داخل الحزب الديمقراطي وسط مطالباتٍ بتحقيق العدالة للفلسطينيين وبناء الدولة ليس حبًا في الفلسطينيين فحسب إنما محاولة لإحياء المسار السياسي الناتج عن الضغط الذي يُمارسه الحزب الديمقراطي الأمريكي.


وحول الدور المصري والأردني وسعيهم لتنفيذ ما تمليه الادارة الامريكية قال المدلل : إن " مصر والأردن دولتان وقعتا اتفاقيات تسوية مع الاحتلال وقيامهم بدورهم هذا اتجاه اسرائيل بحسب الاتفاقيات الموقعة وهم مؤيدون للتطبيع مع اسرائيل  وتوقيع الصلح معها ويُحاولون جلب الفلسطينيين إلى بيت الطاعة الأمريكي - الاسرائيلي وتوقيع اتفاق سياسي لكن المعضلة تكمن في مضمون الاتفاق السياسي هنا الاشكالية، لافتًا إلى أن كل ما يتم الحديث عنه عبارة عن تحسينات لظروف المعيشة للفلسطينيين واعطائهم بعض الصلاحيات لإدارة شؤونهم الداخلية (تعليم, صحة,...) جيد لكنه لا يرقي بحال من الاحوال إلى أي مضامين سياسية .


ورأى المدلل خلال حديثه لـ«قدسنا» أن "الدور العربي للأسف لم يعد رافعا للأماني الفلسطينية وأصبح متورطًا في دعم مشاريع غير وطنية وغير قومية وتدعم المشاريع  الحد الأقصى لإسرائيل وهي ليست بعيدةً عن الادارة الامريكية التي تدعم المشاريع الاسرائيلية والتي غالبا تتنكر لحقوق الشعب الفلسطيني في الاستقلال والعودة واقامة الدولة على التراب الوطني الفلسطيني ولا أحد من العرب يتحدث عن ذلك وإن كان من ناحية الخطاب اللفظي يتحدثون عن دولة واستقلال وانسحاب "اسرائيل" ولكن ليس هناك على الأرض ما يدعمه من هذه الدول تجاه حقوق الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.
 

الإدارة الأميركية تُدير الأزمة فقط
 

يتفق المختص في الشؤون الاقليمية  الدكتور حسن ابو عبدو مع المدلل " بأن ليس هناك خطة لدى الإدارة الامريكية للتسوية السياسية كونها تُدير الأزمة فقط وليس هناك أي نوايا للتدخل بشكل مباشر في الملف الفلسطيني وما يؤكد ذلك تصريحات نفتالي بينت عقب زيارته لواشنطن الاسبوع الماضي، الذي وضح بها لاءات ثلاثة تشبه لاءات الخرطوم لا للجلوس مع محمود عباس ولا للمفاوضات ولا لعملية التسوية ولن تكون هناك عملية تسوية وهذا رد بينت على الحديث عن لقاء بيني غانيس وعباس الذي فرغها من أي مضمون سياسي وقال انها تناولت قضايا اقتصادية وامنية مع السلطة الفلسطينية فقط.

 

وأضاف: بناء علي ما تقدم فان الحديث عن مبادرة امريكية  ليس واقعيًا، امريكا اليوم منشغلة في ملفات عديدة ولم يُشكّل هذا الملف أولوية لدى الادارة الامريكية الحالية لكنها تختلف عن ادارة ترامب ولكن لا تصل لمستوى طرح مبادرة لأنها لا تري البيئة مواتية لأن الائتلاف الحكومي "هش" ولن تكون أي نتائج لأي عملية تسوية .


وأضاف عبدو خلال حديثه لـ«قدسنا»: " الرئيس الأمريكي أوصى دول إقليمية كمصر والأردن لدعم الحكومة الحالية الائتلاف الحالي خشية من عودة نتنياهو للسلطة مرة أخرى ليس لأن نفتالي بينيت هو الأفضل ولكن بايدن ينظر لنتنياهو أنه جزء من الحالة الترامبية وبالتالي بينت رفض القمة الرباعية والتي أصبحت ثلاثية رغم أنها لصالحه ولكنه رفض الجلوس مع الرئيس الفلسطيني وهذا يؤكد عدم وجود إمكانية للتسوية أو طرح مبادرة أمريكية".


أهمية الشرق الأوسط لدى الولايات المتحدة تراجعت لأن واشنطن تريد نقل معظم اهتمامها  لجنوب شرق أسيا وصراعها مع الصين
 

وفيما يتعلق بالهدف من ترتيب أوراق الإدارة الامريكية في المنطقة علّق قائلًا:  "المنطقة برمتها لم تعد بالأهمية لدى الولايات المتحدة، هي اليوم تريد نقل معظم اهتمامها  لجنوب شرق أسيا وصراعها مع الصين وبذلك تراجعت أهمية الشرق الأوسط لدى الولايات المتحدة وكل ما تُريده هو الهدوء في المنطقة ومنع ايران من الحصول على القنبلة النووية".

أردف عبدو: بايدن عمليا أوقف صفقة القرن لكن اليمين الاسرائيلي الحاكم من الواضح أنه يريد السيطرة على كامل الضفة الغريبة بوصفها (اسرائيل التوراتية) والقدس لاعتقادهم أنها عاصمة تاريخية لليهود وهو يعمل على الأرض لتحقيق تلك الغاية وهو ما يُدلل على أن صفقة القرن لم تتوقف على أرض الواقع  بدليل وجود الاستيطان وتوسعه (فصفقة القرن كمصلح لم يَعُد موجودًا ولكن عمليًا المشروعَ قائمٌ على الأرض، و"اسرائيل" متمسكة بما تُريد والولايات المتحدة بقيادة بايدن لا تريد الضغط لوقف ذلك.

وحول طلب الولايات المتحدة من حلفائها تكتيف التعاون وتنحية الخلافات أوضح "عبدو" أن بايدن يريد إبقاء الائتلاف الهش بقيادة نفتالي بينيت قائمًا وقد أوصى دول المنطقة أوصت مصر والأردن بدعم الائتلاف"الضعيف" بقيادة بينت وأن الاجتماع الثلاثي كان رباعيًا لولا أن نفتالي بينيت رفض حضوره لسبب وجود محمود عباس ووضع اللاءات الثلاثة وبالتالي الولايات المتحدة كل ما تُريده الهدوء في المنطقة لانشغالها في ملفات بعيدة الشرق الأوسط".


لافرق بين بايدن و ترامب


وبيّن المحلل السياسي حسن عبدو، أنه "ليس هناكَ فرقٌ بين بايدن وترامب فيما يخص القضية الفلسطينية وهناك تلاقي في القضايا واختلافات في الملفات الاقليمية والدولية لكن في فلسطين هم يؤمنون بوجود "اسرائيل "كدولة متفوقة ومسيطرة مضيقا ما قاله بايدن " لا يجب أن تكون يهوديًا حتى تكون صهيونيًا في ظل تأييده وجود (اسرائيل) قوية وقاهرة لمحيطها.


وتابع: أن بايدن عندما يتناول الدولة الفلسطينية ومسار التسوية لا يتناولها من باب الاعتراف بالظلم الواقع على الشعب الفلسطيني بقدر ما هو مصلحة "الاحتلال الصهيوني" كدولة يهودية بعيدة عن التلوث العربي أو القومية العربية فهو يريد دولة يهودية نقية في اشارة لعنصريتها، وهذه معلومات تأكيدية وليست تحليلية" وفق قوله.


وحول دور مصر و الأردن في التوجه الأميركي الجديد في المنطقة، قال عبدو: "هناك تقدير من بايدن للملك الاردني،  الذي قال "الأخير" له: "لن تجدوا صديقًا وفيًا مخلصًا لكم في المنطقة أكثر مني. أما مصر كان هناك موقف واضح لبايدن من الرئيس عبدالفتاح السيسي بوصفه الديكتاتور المفضل لترامب وبأنه لن يُعطيه شيكًا على بَياض إلا من خلال ملف حقوق الانسان ولكن أعطاه بعد معركة سيف القدس هذا الشيك، من خلال تواصله معه مرتين وهذا عمليًا وضع مصر في مركز الحدث السياسي في المنطقة حتى أن وزير الخارجية الأمريكي هاتَف الدول الخليجية بينما زار القاهرة وهذا عمليًا شيء مُرضِي للقاهرة وعودة الدَور المصري لذلك التفويض الامريكي من بايدن لمصر العمل على هدنة مستدامة في قطاع غزة لذلك هي حساسة لأي تصعيد.

 

وعن أسباب حساسية مصر لأي تصعيد في غزة، يري عبدو بأن القاهرة تريد أن تثبت لبايدن قدرتها على ذلك وأي تصعيد في هذه المرحلة لا يصب في المصلحة المصرية و"هذه طريقة عمل الدولتين وأمريكا ليس لها حلفاء بل لها أدوات فقط تستخدمهم عند الحاجة وتلقيهم في سلة المهملات عند انتهاء الدور المطلوب منها".

 

الدور الأميركي ليس نزيها

من ناحيته، أكد الخبير في العلاقات الدولية، "أسامة شعث" بأن " أمريكا حليف استراتيجي للكيان الصهيوني ولا يُمكنها أن تكون وسيطًا محايدًا و نزيه بأي حال، حيث أنها رعت عملية السلام منذ انعقاد مؤتمر مدريد اكتوبر ١٩٩١م باعتبارها الدولة العظمى الاولى ثم في اوسلو ١٩٩٣م وما تلاها من مفاوضات ومبادرات وصولًا إلى أخر جولة مفاوضات حقيقية فشلت وانتهت في مارس ٢٠١٣م ".

وأضاف شعث لـقدسنا، أن " أمريكا هي من تُبنت فكرة حل الدولتين بخطة خارطة الطريق استنادًا الى قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية ٢٠٠٢م، و كافة مبادرات السلام الامريكية تدور في هذا الإطار".


وحول هدف الولايات المتحدة من ترتيب أوراقها في المنطقة بيّن شعت أن " أمريكا منشغلة كثيرا باستعادة مكانتها وصورتها الدولية ومن ضمن هذه الملفات الملف النووي الإيراني الذي ألغاه ترامب  وملف عملية السلام الفلسطينية الاسرائيلية حيث فقدت ادارة ترامب مصداقيتها بسبب خطة صفقة القرن ولهذا رفضت القيادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني بمجمله خطة الرئيس الأمريكي السابق، لما تضمنته من تعدٍ على حقوق الشعب الفلسطيني وانتهاكات جسيمة للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية وأسس عملية السلام أما ادارة بايدن الجديدة منذ توليها تجاهلت الملف الفلسطيني الاسرائيلي لحساسيته ولانعدام الثقة بنتنياهو.


وأردف شعث: " الأحداث التي جرت في القدس والوضع المتفجر بحي الشيخ جراح ثم العدوان على غزة أدى الى ضغوط شعبية داخل امريكا ذاتها ومطالبات دولية عديدة بضرورة التدخل الامريكي لوقف العدوان على غزة وقد أثمرت الجهود الامريكية بالضغط على نتنياهو للقبول بمبادرة مصر لوقف اطلاق النار" .


وأشار إلي خطة بايدن للتعامل مع ملفات المنقطة مبينا أن "ملامح الخطة الامريكية تُرَكِز على  كسب ثقة الشعب الفلسطيني واستعادة العلاقات معه بعدما رؤية الصمود الفلسطيني في وجه ضغوط ترامب ونتنياهو وحصاره المالي، ومع كل ذلك صمدت القيادة الفلسطينية ولم تقبل بترامب وادارته للوساطة المتفردة كما كان مسبقا  لذلك بايدن أراد اعادة العلاقات مع الشعب الفلسطيني وكسب ثقته.


وعن أسباب تعويل الادارة الأميركية علي الدور المصري والاردن في أي عملية سياسية جديدة يقول شعث: إن انفراد الولايات المتحدة برعاية عملية السلام أصبحت غير مقبولة ولذلك ستعتمد "الأخيرة" على لاعبين إقليميين يُسهمون في تعزيز الثقة بين الطرفين الى جانب اللجنة الرباعية الدولية والنقطة الثالثة هي أن اَي خطة سلام يجب ارتكازها على اساس حل الدولتين  وقرارات الامم المتحدة ذات الصلة".


وعن دور مصر والاردن في خطة بايدن قال "مكانة مصر الاقليمية وقدرتها على أن تكون لاعبا رئيسًا في عملية السلام, اضافة لذلك بحكم الجغرافيا فهي تُجاور دولة فلسطين من ناحية الغرب، بينما الأردن تجاور حدود دولة فلسطين من ناحية الشرق وهما يُعدان الأكثر تأثرًا  بالوضع في فلسطين وعليه وجودهما في اَي مفاوضات الى جانب الرباعية الدولية هام للغاية على المستوى الفلسطيني باعتبار هاتين الدولتين سند استراتيجي لفلسطين.

 

ويري شعث بأن دور مصر و الاردن في أي مفاوضات هام للغاية على المستوى الفلسطيني، أما بعض الدول الخليجية لها اعتبارات ومصالح تتعارض فيما بينها وبعضها يتعارض مع مصالح الشعب الفلسطيني لذلك لايمكن أن يكون لها الان اَي دور مباشر في عملية السلام.
 

خاتمة

السياسية الأمريكية التقليدية لحل القضية الفلسطينية تتراجع مع كل ادارة امريكية جديدة وتصبح أكثر تطرفا في التعاطي مع القضية الفلسطينية، فولوج العديد من الدول العربية للتطبيع مع الاحتلال على حساب عدالة القضية الفلسطينية وعلى حساب الالتزام بالمبادرة العربية للسلام يُعد تحولًا جديدًا في فترة ترامب و تقطف ثمار تداعياته في فترة بايدن. وفي ظل تسلم بايدن الحكومة بالولايات المتحدة تطرق لإدارة أزمة الملف الفلسطيني عبر حلول تتناسب مع حليفها وتُجمد القضية الفلسطينية وما دورها الان بإطلاق ما يُسمى بعملية السلام ما هو الا عملية تسكين للطرف الفلسطيني خوفًا من اندلاع انتفاضة جديدة تُجبر الادارة الامريكية على المواقفة لتحولات لا تُريدها.