qodsna.ir qodsna.ir

الدور المصري الجديد

وكالة القدس للأنباء(قدسنا)

وكالة القدس للأنباء(قدسنا) بعد انتهاء الحرب الأخيرة علي قطاع غزة؛ كثفت الحكومة المصرية أنشطتها الإقليمية.

 

فمن ناحية، استضافت اجتماعات الفصائل الفلسطينية وبذلك تحولت إلي وسيط ثابت لبحث إنهاء الانقسام الفلسطيني.

 

من ناحية أخرى، سعت ومن خلال استضافتها لوفود حركة حماس والوفد الإسرائيلي؛ سعت إلي تثبت وقف لإطلاق النار في غزة.

 

ومن ناحية أخرى، تحاول القاهرة أن تلعب دورًا في التطورات اللبنانية من خلال استضافة سعد الحريري، فيما كانت تستضيف –في نفس الوقت- وفد صهيوني؛ أي في الوقت الذي كانت تستضيف فيه الحريري.

 

ومؤخرا، كشف تقرير لصحيفة العربي الجديد؛ بأن مسؤولا مصريا رفيع المستوى، التقي بمساعد الأمين العام لحزب الله اللبناني، الشيخ نعيم قاسم، مدعيا بأن موضوع هذا الاجتماع هو تشكيل حكومة لبنانية جديدة والدور الذي مكن أن يؤديه حزب الله في ملف غزة من أجل الحفاظ على وقف إطلاق النار مع إسرائيل وتثبيته. ويؤكد التقرير بأن المسؤولين المصريين التقوا مؤخرا بوفود إيرانية.

 

وتحدثت تقارير عن دور مصري في عملية التفاوض بين طهران والرياض لإعادة العلاقات الدبلوماسية في البلدين.

 

بناء علي ماتقدم ذكره، يمكن القول يبدو ان مصر تسعى للعب دور الوسيط في الأزمات الإقليمية؛ الأزمات التي يتمثل أحد اطرافها بالاحتلال الاسرائيلي والولايات المتحدة الأميركية وبعض الأنظمة العربية؛ ويقع في الطرف الثاني محور المقاومة بقيادة إيران.

يبدو أن مصر مكلفة بتأدية أدوار اقليمية في إطار احتياجات ورغبات الولايات المتحدة. إن الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية في أمس الحاجة إلى خفض مستوى التوتر والصراع في المنطقة خاصة في فلسطين ولبنان واليمن وسوريا والعراق. الولايات المتحدة تريد التركيز على مواجهة الدور والنفوذ الصيني والروسي والهندي، فاستقرار الأمن في الشرق الأوسط يسهل هذه العملية.

 

إن بعض التطورات السياسية والعسكرية الأخيرة كتلك التي أدت إلي أن يعرب البيت الأبيض عن استيائه من الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على سوريا ثم تأثير ذلك علي الموقف والذي أدي إلي تفعيل أنظمة الصواريخ التي تسيطر عليها روسيا في سوريا في مواجهة الهجمات الإسرائيلية على سوريا الأخيرة؛ كلها تدخل في هذا الاطار.

 

يبدو أن الولايات المتحدة قد استنتجت أن مصر هي الخيار الأفضل لتهدئة المنطقة، فالتحركات المصرية الأخيرة كلها تأتي في إطار ماتطلبه السياسات الأميركية في المنطقة.  

 

علي الجميع أن يعلم بأنه طالما أن الولايات المتحدة تصر على وجود عسكري وأمني وتدخلي في المنطقة ، وطالما أن هناك ظاهرة شريرة تسمى" إسرائيل" ، لن تهدأ المنطقة رغم كل المحاولات والجهودية الرامية لإرساء دعائم الأمن والسلام فيها.

 

لطالما رحبت إيران بالمحادثات مع مصر، لكن هذه العملية ستنجح عندما لا تسعى الأخيرة إلى تحقيق مصالح الولايات المتحدة و"إسرائيل" والسعودية. الدور المصري يجب أن يدخل في إطار إيجاد حل للأزمات الإقليمية في إطار مصالح مصر التاريخية ومكانتها ، ومن أجل تحقيق التآزر الإقليمي والإسلامي وليس من أجل تحقيق أهداف الأعداء ومآربهم.